افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الإثنين 21 شباط 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الإثنين 21 شباط 2022

Whats up

Telegram


افتتاحية صحيفة البناء:

المقداد للإسرائيليّ: قادرون على الردّ… وعبداللهيان: قريبون جداً من الاتفاق
برّي: لبنان محاصَر عربياً والخلاف في المبادرة الخليجيّة حول 1701 و1559
فياض يكشف أن الاستثناء الأميركيّ من العقوبات للاستجرار عبر سورية غير نهائيّ

 

في ظل تدفق معلومات أميركية مستمرّة عن مواعيد متلاحقة لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا، بدأت أوروبا وأوكرانيا تستشعران خطورة اللعب بالنار التي تريد أميركا إشعالها في ذيل الثوب الأوروبي من جهة أوكرانيا، نجحت الاتصالات التي أجراها الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتأمين عقد اجتماع أوروبيّ أوكرانيّ روسيّ على مستوى لجنة الاتصال الثلاثيّة لمناقشة الخروق في شرق اوكرانيا وكيفية ضبطها منعاً لتدهور الأوضاع الأمنية هناك، مع خشية روسية من تحريض واشنطن لأوكرانيا لاجتياح المناطق الشرقية التي تلتزم روسيا بحمايتها، والتي لحظ اتفاق مينسك منحها خصوصية يتم تقريرها عبر التفاوض، وظهور تحسّب روسي للهجوم الأوكراني بتشريع أقرّه مجلس الدوما ينتظر توقيع بوتين للاعتراف بالإقليمين المنفصلين كجمهوريتين مستقلتين، وفتح الباب لتداعيات من نوع مختلف، والعيون تشخص اليوم الى باريس لرؤية مسار التطورات بين فرضيات التصعيد وفرص نجاح مشاريع التهدئة.

بالتوازي إقليمياً سجل الملف النووي الإيراني المزيد من المواقف المتفائلة، خصوصاً ما صدر عن وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تصريحات صادرة على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، قال فيها، نحن أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، بينما قال المندوب الروسي في مفاوضات فيينا ميخائيل اوليانوف، سنشهد عودة للاتفاق بصورة كاملة، والاتفاق لن يكون أضعف من اتفاق 2015، في رد ضمّني على كلام لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، يقول إن الاتفاق النووي الجديد سيكون أضعف من اتفاق 2015.

في موسكو كلام لوزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، يقول فيه إن سورية متفائلة بشأن عودتها إلى الجامعة العربية وإن هناك اتصالات في هذا الشأن، وإن الاتصالات بين سورية وعدد من الدول العربية قائمة لتجاوز المرحلة الماضية، معلناً دعم سورية للحوار السعودي الإيراني ودعوتها إلى تعميقه، مضيفاً أنه لا يمكن للوضع أن يستقرّ في الخليج بدون تفاهم عربي إيراني، وأن سورية قادرة على لعب دور في تقريب وجهات النظر بين إيران والدول الخليجيّة بدلاً من حال العداء القائم، وعن الوضع في مواجهة تحديات الغارات الإسرائيلية قال المقداد، نحذر «إسرائيل» من التمادي في الاعتداء على سورية ولدينا ما يكفي للردّ عليها عندما نريد ذلك.

لبنانياً، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية اليوم وغداً، بينما سجلت القاهرة كلاماً هاماً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، سواء في مداخلته أمام الاتحاد البرلماني العربي، أو في الحوارات التي أجراها على هامش مشاركته في الاجتماعات، وكان لافتاً كلام بري عن علاقة لبنان بالوضع العربي، لجهة إشارة أولى إلى أن لبنان يقع تحت حصار عربي في زمن الاندفاع العربي نحو التطبيع، وهذا مؤلم وموجع، والإشارة الثانية كانت لبري حول الميادرة الخليجية التي حملتها الكويت، معتبراً ان الخلاف حول ما تضمنته المبادرة يطال القرارين 1559 و1791 وفي كل منهما نص واضح على المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي، الذي لم يتطرّق إليه أحد.

في الشأن الحكومي لا تزال خطة الكهرباء موضع أخذ ورد قبل مناقشتها النهائيّة في الحكومة، وقد كشف وزير الكهرباء عن فرصة لتحسين التغذية الى ما بين 8 و10 ساعات يومياً، مضيفاً أن شرط ذلك بعد إقرار الخطة هو أن تتحوّل الموافقة المبدئية الأميركية على استثناء استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية الى لبنان، الى موافقة نهائيّة، وهو ما لم يحصُل بعد.

يفتتح هذا الاسبوع بالجلسة العامة التي يعقدها المجلس النيابي اليوم وغداً صباحاً ومساء للبحث في جدول أعمال من 22 بنداً من أبرز بنوده مشروع قانون المنافسة، واقتراح القانون المتصل باستقلالية القضاء العدلي واقتراح قانون تعليق المهل القانونية والقضائية والعقدية واقتراح القانون المتعلق بإنشاء مؤسسة كهرباء لبنان واقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل الفقرة الثانية من أحكام المادة 118 من قانون الانتخابات رقم 44/2017.

 وفي هذا السياق، تبدي اوساط سياسية قلقها على انتخابات المغتربين بسبب الخلافات السياسية الحاصلة. وتعتبر المصادر أن عدم اصدار مجلس الوزراء للتشكيلات المتصلة بوزارة الخارجية، خاصة أن خمس سنوات مرت على تشكيلات مدراء الوحدات الادارية في وزارة الخارجية من دون أن تصدر عن مجلس الوزراء. وليس بعيداً تقول الاوساط إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يرفض إجراء التعيينات والتشكيلات في وزارة الخارجية ومردّ ذلك أن هذا الملف يمكن أن يؤجل الى ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وليس صحيحاً فتح هذا الملف اليوم قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات النيابية في ايار المقبل.

الى ذلك شككت مصادر نيابية في إقرار الموازنة العامة قبل الانتخابات النيابية، مشيرة إلى أنه من المفروض وفق إعلان وزير المال أن تحال الموازنة هذا الأسبوع الى مجلس النواب لتبدأ لجنة المال بدراستها، مشيرة إلى أن التعديلات التي ستطال المشروع ستطال على وجه الخصوص الدولار الجمركيّ.

ويعقد مجلس الوزراء الاربعاء المقبل جلسة في السراي الحكومي للبحث في جدول أعمال من 18 بنداً، أبرزها ملف النفايات، حيث سيبحث في خطة النفايات وما قد يتفرّع عنها من مواضيع, ومشروع مرسوم يرمي الى تنظيم الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة وتحديد ملاكها وشروط التعيين ونظام العاملين فيها وسلسلة فئاتهم ورواتبهم ودرجاتهم إضافة إلى النظام الداخليّ لمجلس إدارة الهيئة. كما سيبحث في طلب وزارة الداخليّة والبلديات تمديد العقد الموقع مع لافاجيت ملتزمة أعمال كنس وتنظيف طرقات وشطفها ونزع الملصقات وجمع النفايات وترحيلها من مدن اتحاد بلديات الفيحاء لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد ستة اشهر اضافية. طلب وزارة الداخلية والبلديات تمديد استمرارية العمل مع شركة باتكو ش.م.ل. ملتزمة أعمال إدارة وتشغيل وصيانة مركز معالجة النفايات المنزلية الصلبة في حبالين التابع لاتحاد بلديات قضاء جبيل لغاية 30/6/2022».

وسيتم البحث ايضاً في طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع شركة NTCC لجمع ونقل النفايات ضمن نطاق اتحاد بلديات منطقة جزين بالإضافة إلى «وضعية العقود الموقعة بين مجلس الإنماء والإعمار وشركة الجهاد للتجارة والتعهدات ش.م.ل التدابير الواجب اتخاذها من اجل اعادة فتح مطمر مصب الغدير (الكوستابرافا) ومطالب اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية المتعلقة بالموضوع, عرض مجلس الانماء والاعمار تلزيم أعمال صيانة وتلزيم وحراسة مطمر الناعمة الصحي».

وعلى صعيد الحراك الدولي تجاه لبنان، فقد حضر ملف لبنان في لقاء وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بوزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ.

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واصل زيارته الى ميونيخ واجتمع مع وزير خارجية مصر سامح شكري، وبحث معه في العلاقات الثنائية. وقد طلب الرئيس ميقاتي من الوزير شكري نقل تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وشكره على اهتمام مصر الدائم بلبنان والمساعدات الأخيرة التي أرسلتها مصر للبنان.

واجتمع ميقاتي في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان الذي دعا كل الدول لدعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية، مشدداً على أن طهران تؤكد ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران ولبنان في المجالات السياسية والاقتصادية.

وعقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع وزير الدولة الألماني لشؤون التعاون الدولي نيلز أنين، بحضور سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود المانيا لدعم لبنان ومؤازرته في المحافل الدولية كافة. كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع وفد من الكونغرس الأميركي، ضم كلاً من السيناتور كريس مورفي والسيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن.

ودعت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي عبر «تويتر» الحكومة إلى «تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها والكفيلة بصون مبادئ الإنصاف والحقوق والمشاركة والمساواة التي ترتكز عليها هذه العدالة».

ووجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نداء من روما الى المسؤولين في لبنان، مشيراً إلى أنه «لا يمكن ان نستمر في لبنان على النحو الذي نسير فيه».

وقال الراعي، في قداس أحد تذكار الموتى المؤمنين في المعهد الحبري البطريركي الماروني في روما، للمسؤولين: «لا يمكنكم أنتم المؤتمنون على مقدرات البلاد، على المال العام، على المرافئ والمرافق، على العلاقات مع الدول، على القيمة الوطنية الموجودة من أجل خدمة شعبنا، ان تستمروا بتبديدها وتعطيلها وبانهيار البلاد وتهجير الشعب اللبناني من أرضه. لا يمكنكم الاستمرار بامتهان هدم البلاد وإفقار الشعب بالرغم من كل النداءات من العالم كله، وكأنه يبقى ان يقبلوا أياديهم للقيام بواجبهم وعلى رأسهم قداسة البابا فرنسيس الذي لا يترك مناسبة إلا ويوجه نداء لهم».

وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن «مسيّرة حسان ليست إلا واحدة من الأساليب والوسائل التي تبتدعها المقاومة لتوفير معادلة ردع تمنع العدو من أن يتعدّى». وأضاف: «بقدر ما نحمي ونمنع العدوان ونحفظ شعبنا بقدر ما نحن معنيون بأن نبلسم جراحات أهلنا خصوصاً أن هذه الأزمة مفتعلة وممنهجة وموجهة منذ بدايتها وصولاً الى حلقتها التي باشر المجتمع التحضير لها وهي الانتخابات وكل الهدف هو حصار المجتمع المقاوم وكسره ومنع هذا المجتمع أن يصدح في رأيه».

وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين إن «الأميركي يريد أن يأخذنا للضغط الأقصى، وأعتقد يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا، عندها منكنس الأميركي وأزلامهم في لبنان».

وتابع: «من هذه الضغوط سنجترح معجزة بناء لبنان الجديد على أولويات جديدة وثقافة جامعة حقيقيّة لكل الطوائف والمذاهب والمناطق، بعيداً من الزعماء والمتسلطين والإقطاعيين الذين تحكموا بالبلد على مدى أكثر من سبعين، ثمانين عاماً إلى يومنا هذا».

وكان وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس زعم أن إيران «مسؤولة عن تسليح وكلائها في لبنان، وتقويض سيادة وحكم البلاد». قائلاً: «فقط هذا الأسبوع رأينا عدة محاولات من قبل حزب الله لانتهاك سيادة «إسرائيل»»، مضيفاً «إن كبار المسؤولين في حزب الله يعلمون جيدًا وعن قرب أزيز محركات طائراتنا وقدراتها. إذا استلزم الأمر الهجوم بقوة فسنفعل ذلك ونلحق ضررًا كبيرًا بالتنظيم وستتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية. سننفذ عملياتنا في كل مكان يستدعي تدخلنا وفي كل وقت».

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

“حزب الله” بعد “المسيّرة”… “تكنيس” الخصوم !

بسرعة خاطفة غير “مقدّرة” جيدا لدى الحلفاء كما لدى الخصوم الداخليين، انبرى “#حزب الله ” في الأيام الأخيرة إلى الاستثمار الانتخابي المزدوج الوجه: خارجيا في اطلاق “التحدي الاستراتيجي” الجديد ضد إسرائيل عبر اختراق الطائرة المسيّرة “حسان” الاجواء الاسرائيلية غداة اسقاط إسرائيل طائرة أولى حاولت الاختراق وفشلت. وداخليا في رفع وتيرة النبرة الدعائية والسياسية والإعلامية بشكل لافت بلغ حدود عدم التحفظ عن استحضار نبرة التهديد والتهويل على الخصوم. ولأن الحزب الذي يشكل الذراع الأساسية ل#إيران في #لبنان والمنطقة، يصعب تصور اندفاعاته في معزل التطورات التي تتصل بالسياسات الإيرانية، فان التقديرات الأولية البديهية التي تفسر اندفاعه المزدوج هذا، تذهب إلى التوقعات المتعاظمة باقتراب التوصل إلى تسوية في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ربطاً بالرسائل الإيرانية التي يراد لها ان تذهب في اتجاه إسرائيل خصوصاً. واذا كان هذا البعد لا يعتبر مفاجئا كثيرا في “عرض الإنجاز” المتصل بصناعة المسيّرات وإطلاقها في فضاء التحدي الإقليمي عبر تعريض لبنان بخطورة عالية للعودة إلى سابق “وظائفه” كساحة استخدام في الصراعات والتسويات الإقليمية والدولية، فان المفاجئ اكثر بدا في اللهجة التصعيدية التي توسلها مسؤولون في “حزب الله” تحت ذريعة تهديد الاميركيين “وأزلامهم” في معرض اعتبار جميع خصوم “حزب الله” الذي يتباهى ويفاخر بالدعم الكلي الإيراني له وارتباطه المطلق بايران، بانهم “ازلام” اميركا. هذا “التطور” لا يعزله معظم المعنيين الذين يرصدون بدقة حركة الحزب ومواقفه في الآونة الأخيرة عن استشعار الحزب بان الأرض الداخلية تميد تحت قدميه لجهة تعاظم تحميله تبعات أساسية في الانهيار الكبير المتدحرج في لبنان بما املى عليه الانبراء إلى بدء سياسة هجومية لتغطية السموات بالقبوات عند مشارف المرحلة الانتخابية مستقويا بالتحدي الناشئ مع إسرائيل. وما دفعه إلى تصعيد نبرته أكثر في رأي هؤلاء المعنيين الصمت المطبق التام الذي التزمه حليف الحزب العهد العوني كما الحكومة وسائر اقطاب السلطة حيال التطورات الأخيرة المتصلة بالتحدي الناشئ بين الحزب وإسرائيل والذي بدت فيه الدولة اللبنانية مغيّبة تماما ولا وجود لها ولا كلمة في مجريات الأمور.

 

في ظل هذا المناخ بدا لافتا ان ينبري احد القادة البارزين في “حزب الله” رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين خلال اليومين السابقين إلى توجيه تهديدات مباشرة لخصوم الحزب تحت شعار الهجوم على الاميركيين. ومما قاله في كلمة وزعتها دوائر الحزب له امس :”يجب أن يعرف جميع اللبنانيين، والأميركيون سيعرفون عاجلا أو آجلا، أنه إذا استمرت هذه الضغوط وهذا اللؤم والحقد على اللبنانيين في معيشتهم ومالهم، لن يكون أمامنا خيار إلا أن نعتمد على أنفسنا ونبني بلدنا كما يجب أن تبنى الأوطان والبلدان، ونمتلك من العقول والإمكانات والقدرات التي تؤهلنا إن شاء الله مع كل المخلصين والشرفاء لإعادة بناء لبنان الجديد القوي المنيع المقاوم المحصن المستقل، الذي يحفظ سيادته البحرية والبرية ونفطه وثرواته المائية ويحفظ حاضرة هذا البلد ومستقبله للأجيال الآتية”. وأضاف: “إذا، الأميركي يريد أن يأخذنا للضغط الأقصى، وأعتقد يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا عندها، منكنس الأميركي وأزلامهم في لبنان”.

 

 

صمت رسمي وردود سياسية

وكان الصمت الرسمي حيال اطلاق مسيرة “حسان ” التابعة لـ”حزب الله” وردّ اسرائيل بطلعات في الأجواء اللبنانية طغى في الأيام الثلاثة الأخيرة على مجمل المشهد الداخلي. ولكن هذا التطور اثار ردود فعل سياسية لدى خصوم الحزب بدءا بما علق به ساخرا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر” اذ قال: “ان خطة النهوض مع صندوق النقد الدولي تتوضح وقد اوصى كبار المستشارين من الفريق اللبناني بتبني الليرة واستثمارها في شركات وطنية مثل كهرباء لبنان، المثل الاعلى للنجاح. اقترح توظيف اموال المودعين في قطاع الطائرات المسيّرة المصنوعة محليًا او الصواريخ او المتفجرات ففيها مردود أفضل”.

 

وفي سياق ردود الفعل نفسها اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “اتفاق مار مخايل خرّب لبنان وأخذه إلى جهنم وشعب لبنان لن يركع وسيقف في وجه هذا المشروع الأسود ولبنان الذي نريده ليس لبنان المسيّرات ومعيب زج لبنان بأخطار داهمة كما يحصل اليوم”.وأضاف “أنتم حوّلتم لبنان إلى جهنم بسبب تفاهماتكم وفشلكم وصفقاتكم ولبنان الذي نريده هو لبنان الكرامة والحرية والثقافة والبحبوحة هو لبنان السلام والانفتاح والفن”. وتابع “مشروع هيمنة كبير يواجهنا وأنتم قادرون على مواجهته بورقة صغيرة تضعونها في صناديق الاقتراع”.


 
 

كما ان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل اعلن امس في كلمته خلال اجتماع الماكينة الانتخابية للحزب في “فوروم دو بيروت” ان “حزب الله يسيّر طيراناً فوق إسرائيل ويورّطنا بويلات وويلات ومَا مِن رئيس جمهورية او حكومة أو مجلس يسأله من كلّفك وبقرار مَنْ وباستراتيجية مَن، لأن القرار عند حزب الله وليس عند الدولة، وباقي الأطراف عاجزون وضائعون ويضيّعون البلد معهم”. ولفت إلى “أننا وصلنا إلى مكان يقال فيه إن الحزب سمح للدولة بأن تتابع مفاوضات الترسيم والدولة تسمع الكلمة، لقد ضيّعوا مرسوم التشكيلات القضائية، مرسوم ترسيم الحدود، التدقيق الجنائي بمصرف لبنان، وإذا وافقوا أو لم يوافقوا على الموازنة، ضيّعوا البطاقة التمويلية واموال الـ PCR وخطة الإنقاذ وضيّعوا رياض سلامة!”.

 

 

في ميونيخ

وسط هذه التطورات برز حضور الملف اللبناني في محطات عدة على هامش مؤتمر الامن الذي انعقد في ميونيخ في المانيا . فعقب لقاء عقد بين وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان ووزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن لفت بلينكن عبر حسابه على “تويتر” أنهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا، كما ناقشا ملف إيران ومنطقة الساحل ولبنان.

 

كما طرح الوضع في لبنان بتعقيداته الراهنة في لقاء عقد بين رئيس الوزراء #نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان . وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي انه جرى خلال الاجتماع عرض العلاقات اللبنانية – الفرنسية ومساعي باريس لدعم لبنان في كل القطاعات. كما تم الاتفاق على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان إلى لبنان “قريبا جدا”.


 
 

ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان الوزير لودريان أكد لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه سيزور لبنان في اوائل آذار. وقال ان هدف الزيارة دفع الحكومة التي عاودت اجتماعاتها إلى المضي قدما في الاصلاحات وايضا التقدم مع نتائج ملموسة في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والهدف الآخر هو ضرورة التقدم في الاستعدادات لانتخابات تجري في موعدها وتكون حرة وشفافة وان لودريان يريد التأكد من الاعداد لها.


 
 

إلى ذلك تناول الوزير الفرنسي مع نظيره الاميركي انطوني بلينكن الموضوع اللبناني واتفقا على الاستمرار في دعم الحكومة اللبنانية في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي وفي حثها على المضي قدما في الاصلاحات كي يتم تعبئة الاسرة الدولية بشأن المساعدات ووضعه في صورة زيارته المقبلة إلى لبنان.

 

 

المحطة اللبنانية الثالثة في ميونيخ كانت في الكلمة التي القاها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في المؤتمر اذ تطرق فيها إلى الوضع في لبنان وشدد بعد التوترات الأخيرة الحاصلة على “ضرورة حلّ أي أزمة عبر الحوار”. وأضاف “أنَّ الإصلاح في لبنان أولوية وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حكم بلادهم”. وتابع، “نحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها”.


 
 

إلى ذلك تعقد اليوم وغدا جلسة تشريعية لمجلس النواب يتضمن جدول اعمالها مجموعة من مشاريع القوانين الاصلاحية ، من بينها مشروع قانون المنافسة، ومشروع يتعلق باستقلالية السلطة القضائية. وتحدثت معلومات عن ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيسعى إلى الحؤول دون أي محاولة في الجلسة للدخول من بوابة الملف الانتخابي إلى ادخال تعديلات على قانون الانتخاب الامر الذي يعتبر احدى المحاولات لتطيير الاستحقاق. وترددت في هذا الصدد معلومات عن خطر جديد محدق بانتخابات المغتربين من خلال اتجاه مديري الوحدات الادارية في وزارة الخارجية والمغتربين إلى اعلان الاضراب بسبب مرور خمس سنوات على تشكيلاتهم التي لم يصدرها مجلس الوزراء حتى الآن. وأشارت المعلومات إلى ان هذا الاضراب، في حال تنفيذه، سيوقف كل المعاملات الخارجية للبنانيين، بدءًا من جوازات السفر وصولًا إلى العمل اليومي للسفارات، مرورًا بالتنفيذ اللوجستي للإنتخابات النيابية.

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

برّي يترقب نهاية “جائحة” العهد… ولودريان “قريباً” في بيروت

ميقاتي “من الآخِر”: لا سلامة ولا عثمان!

 

جنوباً، تنكبّ “اليونيفيل” على ترقيع فتق “المسيّرات” الذي خرق أجواء الاستقرار الهش على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، فعملت نهاية الأسبوع على تفعيل قنوات الاتصال بين طرفي الجبهة لإعادة تبريد الأرضية الحدودية وخفض منسوب التوتر على طول “الخط الأزرق”، بينما استفاق الإسرائيليون من “سكرة” الغارة الاستطلاعية التي شنها “حزب الله” في أجوائهم، ليتوعدوا من “منتدى الأمن” في ميونيخ، الدولة اللبنانية بأنها “ستتحمل المسؤولية” عن أفعال “الحزب” إذا استلزم الأمر “الهجوم بقوة لإلحاق ضرر كبير به”، وفق تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مع تذكيره في هذا المجال بـ”قدرات” المقاتلات الإسرائيلية و”أزيز محركاتها عن قُرب”!

 

وعلى هامش المنتدى نفسه، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يجهد لإعادة تعويم الجانب الرسمي من المشهد اللبناني، فعقد سلسلة لقاءات شملت، فضلاً عن المسؤولين الألمان، وزراء الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، والمصري سامح شكري، والإيراني أمير عبداللهيان ووفداً من الكونغرس الأميركي، على أن يعود بعدها للغطس في مستنقع “المناكفات والنكد” الذي ينتظره في بيروت، على حد تعبير مصادر مواكبة للتحديات المرتقبة هذا الأسبوع.


 
 

وأوضحت المصادر أنّ “الهدوء الذي شهدته الساحة الداخلية نهاية الأسبوع الفائت على مستوى المطاردة القضائية العونية لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لا يعني أن توافقاً حصل بين الرئاستين الأولى والثالثة إزاء القضية، إنما كان هدوءاً أقرب إلى “حبس أنفاس” بانتظار ما ستعكسه أجواء اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي إثر عودته من ميونيخ، فإذا تبيّن أنّ الأول عازم على مواصلة عملية الضغط والتصعيد، فإنّ الثاني سيكون واضحاً وحاسماً في تظهير موقفه الرافض لإقحام حكومته في زواريب تصفية الحسابات السياسية والانتخابية، وسيؤكد “من الآخر” أنه ليس في وارد المضيّ قدماً في مجاراة النزعة العونية الإقصائية، لا تجاه سلامة ولا تجاه عثمان”.


 
 

وإذ سيكون سيناريو عدم تبليغ وزير الداخلية رسمياً، المدير العام للأمن الداخلي، بالموعد الذي حدده القاضي نقولا منصور لجلسة استجوابه في 24 الجاري، كفيلاً بنسف هذا الموعد، فإنّ المصادر نفسها كشفت في ما يتصل بقضية سلامة أنّ “رئيس الحكومة اتصل بمدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات طالباً منه عدم الادعاء على حاكم المصرف المركزي بعدما سرت معطيات تفيد بأنّ عويدات بصدد الادعاء عليه (غداً) الثلاثاء أو (بعد غد) الأربعاء”، مشيرةً إلى أنّ “ميقاتي أخذ على عاتقه كذلك إجراء سلسلة اتصالات داخلية ودولية لتطويق الهجمة العونية على حاكم المصرف المركزي، محذراً من تداعياتها الخطرة على الحكومة بشكل خاص وعلى البلد بشكل عام، ونبّه بهذا المعنى إلى أنّ “تطيير” سلامة من دون اتفاق مسبق على بديل مقبول داخلياً ودولياً من شأنه أن “يطيّر” الدولار وينسف كل خطط التفاوض مع صندوق النقد، وصولاً إلى إمكانية “تطيير” الانتخابات النيابية نتيجة تفلّت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية على الأرض”.


 
 

أما على المستوى الدولي، فالمعطيات المتواترة من الأروقة الديبلوماسية تشي بأنّ “الأوروبيين لن يجازفوا بتغطية استبدال سلامة إذا تبيّن لهم أنّ هذه الخطوة ستزعزع الاستحقاق الانتخابي، في حين أنّ الأميركيين لا يزالون يربطون تنحي حاكم المركزي بإيجاد اسم بديل يتمتع بالمواصفات المطلوبة دولياً، بعيداً عن حسابات الأطراف السياسية والحزبية اللبنانية الضيقة، لا سيما وأنّ المسؤولين عن الملف اللبناني في الإدارة الأميركية ينظرون من هذه الزاوية إلى الخلفيات السياسية للإجراءات القضائية التي تتخذها القاضية غادة عون بحق سلامة، ولا يركنون إلى أي ادعاء أو استدعاء صادر عن القضاء اللبناني لأنه بنظرهم جزء لا يتجزأ من تركيبة النظام اللبناني الفاسد، ولذلك فهم ينتظرون صدور أي إدانة قضائية أوروبية بحق سلامة للبناء عليها واتخاذ الموقف المناسب حياله”.

 

وكان الملف اللبناني، بمختلف تشعباته السياسية والاقتصادية والأمنية قد حضر السبت على هامش مؤتمر ميونيخ في محادثات وزيري الخارجية الفرنسية والأميركية جان إيف لودريان وأنطوني بلينكن، الذي أكد في تغريدة له أنّ التداول بأوضاع لبنان أتى في سياق متصل بالنقاش الذي دار حول “إيران ومنطقة الساحل” المتوسط، في وقت عُلم أنّ وزير الخارجية الفرنسي يعتزم “قريباً” القيام بزيارة إلى بيروت لإعادة ضبط عقارب الساعة اللبنانية على توقيت المطالب الدولية بوجوب الإصلاح وضمان إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر في 15 أيار… وهو ما أعاد التأكيد عليه الموقف السعودي من خلال تأكيد وزير الخارجية فيصل بن فرحان على كون “الإصلاح في لبنان أولوية، وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حكم بلادهم ونحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها”.

 

أما على المستوى الداخلي اللبناني، فسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى طمأنة المجتمعين العربي والدولي من القاهرة إلى أنّ الانتخابات النيابية حاصلة في أيار والرئاسية في تشرين الأول، ملمحاً إلى أنّ عملية الإنقاذ في لبنان مستحيلة قبل نهاية “جائحة” العهد العوني، حسبما قرأ مراقبون في تعبيره لجريدة “الأهرام” عن وجود “كورونا سياسية في لبنان أدت إلى شيء لم يكن أحد ينتظره”، وربطه المباشر بين وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية وبين حصول “تغيير في المنهجية” السياسية السائدة راهناً في البلد.

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 “الحكومة”: لودريان يصل الأسبوع المقبل.. وإسرائيل تُهدِّد «الحزب» ولبنان

أنظار العالم مركّزة على طبول الحرب التي تقرع بين روسيا وأوكرانيا. وأنظار المنطقة مركّزة على محادثات فيينا النووية التي اقتربت مبدئياً من لحظة الحسم. وأنظار اللبنانيين مركّزة على الدولار وأوضاعهم المعيشية والملاحقات القضائية والانتخابات النيابية والجلسة التشريعية التي ستخطف الأضواء اليوم وغداً. واستبعدت اوساط متابعة انحراف الجلسة التشريعية نحو سجالات سياسية على خلفية انتخابية، او السعي في محاولة أخيرة، إلى إدخال تعديلات على القانون في ربع الساعة الأخير، لأنّ أي محاولة من هذا النوع يعني تطييراً للاستحقاق الانتخابي. علماً انّ نجم الجلسة سيكون قانون المنافسة وقانون السلطة القضائية المستقلة.

على رغم انشغال العالم بالأزمة الروسية – الأوكرانية، حضر الملف اللبناني على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، في لقاء جمع وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بوزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، الذي لفت الى «أنّهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا، كما ناقشا موضوع إيران ومنطقة الساحل ولبنان». كذلك عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً مع لودريان على هامش المؤتمر نفسه، وتمّ الاتفاق على استكمال البحث خلال زيارة يقوم بها الأخير الى لبنان قريباً جداً.

وفيما عاد ميقاتي من ميونيخ مساء امس، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ لودريان سيزور لبنان مطلع الاسبوع المقبل، في حال لم تتطور الأوضاع في اوكرانيا عسكرياً، وسط التكهنات بأنّ الإجتياح الروسي لها باتت على قاب قوسين او أدنى، في ضوء التوتر القائم في الإقليم المتمرّد على الدولة الذي تدعمه موسكو، نتيجة تحدّر قاطنيه من أصول روسية.

 

وكان لميقاتي ايضاً لقاء مع وفد من الكونغرس الأميركي المشارك في مؤتمر ميونيخ، ويضمّ السيناتور كريس مورفي والسيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن. وكذلك التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، فوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي دعا جميع الدول الى «دعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخّل أي دولة في سياساته الداخلية»، مشدّداً على أنّ القيادة الايرانية تؤكّد ضرورة تعزيز العلاقات بينها وبين لبنان وايران في المجالات السياسية والاقتصادية.

رشدي.. والحكومة في سياق متصل، غرّدت المنسّقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسّقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي عبر «تويتر» كاتبة: «يتطلب تعافي لبنان مساراً تنموياً نشطاً يدعم قيم العدالة الاجتماعية والديموقراطية وكرامة الإنسان. في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، أدعو الحكومة إلى تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، والكفيلة بصون مبادئ الإنصاف والحقوق والمشاركة والمساواة التي ترتكز عليها هذه العدالة».

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ كل هذه التحركات والمعطيات إن دلّت على شيء، فعلى انّ لبنان ما زال على أجندة الاهتمام الدولي، رغم الانشغال بالأزمات الأكثر سخونة، وهذا الاهتمام قد برز أيضاً من خلال التشديد المتواصل على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

سخونة سياسية وفي حين ما زالت الترشيحات النيابية والتحالفات خجولة نسبياً، وكأنّ لبنان لم يدخل بعد في مدار الانتخابات، استعاد المناخ السياسي سخونته رغم برودة الطقس، مع الإدّعاءات القضائية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والتي تراجعت حدّتها في نهاية الأسبوع المنصرم، من دون ان يُعلم ما إذا كانت ستُستأنف هذا الأسبوع ام انّ هناك هدنة سياسية آنية وغير معلنة، خصوصاً انّ ادّعاء القاضية غادة عون على عثمان أشعل سجالاً واسعاً مع العهد.

وقد انسحبت السخونة القضائية – السياسية على الوضع الأمني الحدودي مع حرب المسيّرات بين «حزب الله» وإسرائيل، في ظلّ المخاوف من ان تشتعل الجبهة الجنوبية، بالتزامن مع محادثات ترسيم الحدود والاقتراحات التي نقلها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين إلى المسؤولين اللبنانيين، وقيل انّها إيجابية ويمكن البناء عليها، ولم يُعرف ما إذا كان التصعيد الحدودي يرتبط بهذه المحادثات أم بمفاوضات فيينا التي دخلت في فصلها الأخير.

وفي هذا الوقت، يتحضّر مجلس النواب لجلسة تشريعية اليوم وغداً، كما يتحضّر مجلس الوزراء لجلسة كهربائية الاربعاء في السرايا، تتناول خطة وزير الطاقة وليد فياض، ما يعني انّ هذا الأسبوع سيكون حافلاً نيابياً وحكومياً بدءاً من مشاريع القوانين الإصلاحية المطلوبة بشدة دولياً، وفي طليعتها المشروع المتعلق باستقلالية السلطة القضائية، وليس انتهاء بملف الكهرباء الذي يبدو انّ ميقاتي عازم على وضعه على السكة الصحيحة.

الجلسة التشريعية الى ذلك، يستقطب قانونا المنافسة واستقلالية القضاء الإهتمام في الجلسة النيابية التي تُعقد اليوم وغداً، وسط ترقّب لمواقف الكتل منهما.

وقالت اوساط سياسية مواكِبة لجدول أعمال الجلسة لـ«الجمهورية»، انّ الكتل النيابية ستكون أمام اختبارٍ للنيات حيال هذين القانونين المفصليين، الذي ينهي أولهما الحماية للوكالات الحصرية، مع ما يعنيه ذلك من تهديد مصالح شركات كبرى تتمثل في المجلس عبر لوبي نيابي عابر للإصطفافات السياسية والطائفية. واشارت هذه الاوساط، إلى انّ المحك الآخر ينطوي على اختبار صدقية القوى السياسية في تحقيق استقلالية القضاء وتحريره من التدخّلات في شؤونه، متسائلة عمّا إذا كانت تلك القوى ستتنازل عن احد امتيازاتها وتمنح القضاء استقلالية حقيقية.

بري يستغرب وعشية الجلسة النيابية، إستغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري، العائد من المؤتمر البرلماني العربي في مصر، كيف انّ النسخة العربية من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «الاهرام» المصرية حُذفت منها إجابته عن سؤال حول انسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية، بينما بقيت إجابته في النسخة الانكليزية. وكان بري قد قال لهذه الصحيفة، إنّ الحريري «أُجِبر على الانسحاب من المعترك السياسي والانتخابات النيابية».

مواقف إلى ذلك، شهدت عطلة نهاية الاسبوع مجموعة من المواقف المتنوعة والمتناقضة، عكست الإنقسام السياسي الذي تعيشه البلاد على وقع الانهيار الاقتصادي والنقدي والمالي والمعيشي الذي وصلت اليه.

وفي هذا الإطار، وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من روما نداء الى المسؤولين في لبنان قائلاً: «لا يمكننا ان نستمر في لبنان على النحو الذي نسير فيه. لا يمكنكم انتم المؤتمنون على مقدّرات البلاد، على المال العام، على المرافئ والمرافق، على العلاقات مع الدول، على القيمة الوطنية الموجودة من أجل خدمة شعبنا، ان تستمروا بتبديدها وتعطيلها وبانهيار البلاد وتهجير الشعب اللبناني من أرضه. لا يمكنكم الاستمرار بامتهان هدم البلاد وإفقار الشعب، بالرغم من كل النداءات من العالم كله، وكأنّه يبقى ان يقبّلوا أياديهم للقيام بواجبهم، وعلى رأسهم قداسة البابا فرنسيس الذي لا يترك مناسبة إلّا ويوجّه نداء لهم». واضاف: «من روما أجدّد النداء لهم والصلاة من اجلهم، وبخاصة من أجل المسؤولين الذين يخافون الله، أصحاب النوايا الصالحة، كي يلهمهم الله الى السبل الفضلى للنهوض بالبلاد من انهيارها السياسي والاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي. ونصلي على نية المسؤولين الذين ما زالوا يتحجّرون بمواقفهم وهم يهدمون البلاد عن قصد او عن غير قصد، ويعطّلون مسيرة الدولة ومؤسساتها كي يمسّ الله ضمائرهم وهو وحده قادر على ذلك، لأنّ الضمير هو صوت الله في اعماق الإنسان، وليدركوا حجم المسؤولية التي هي بين اياديهم». واعتبر «انّ الايام الماضية قد ولّت، أيام الحقد والبغض والانقسامات، ايام الميليشيات التي تسعى الى العودة بنا الى الوراء الى صفحة طويناها، الى اربعين سنة مضت. كفى نكأ للجروح وكأننا اعداء لبعضنا البعض، فيما نحن عائلة لبنانية واحدة لها دور ورسالة في هذا الشرق، عليها ان تعرف كيف تؤدي مجدداً هذا الدور، في دولة الانفتاح على الجميع واللقاء والحوار وجمال العيش معاً».

 

«حزب الله» وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» السيد هاشم صفي الدين خلال لقاء حزبي في الجنوب: «يجب أن يعرف جميع اللبنانيين، والأميركيون سيعرفون عاجلاً أو آجلاً، أنّه إذا استمرت هذه الضغوط وهذا اللؤم والحقد على اللبنانيين في معيشتهم ومالهم، لن يكون أمامنا خيار إلّا أن نعتمد على أنفسنا ونبني بلدنا كما يجب أن تُبنى الأوطان والبلدان، ونمتلك من العقول والإمكانات والقدرات التي تؤهّلنا إن شاء الله مع كل المخلصين والشرفاء، لإعادة بناء لبنان الجديد القوي المنيع المقاوم المحصّن المستقل، الذي يحفظ سيادته البحرية والبرية ونفطه وثرواته المائية، ويحفظ حاضرة هذا البلد ومستقبله للأجيال الآتية». وأضاف: «إذا كان الأميركي يريد أن يأخذنا الى الضغط الأقصى، أعتقد انّه يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا عندها، منكنس الأميركي وأزلامه في لبنان». واكّد انّ «من هذه الضغوط سنجترح معجزة بناء لبنان الجديد على أولويات جديدة وثقافة جامعة حقيقية لكل الطوائف والمذاهب والمناطق، بعيداً من الزعماء والمتسلّطين والإقطاعيين الذين تحكّموا بالبلد على مدى أكثر من سبعين، ثمانين عاماً إلى يومنا هذا».

عوده وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في قداس الاحد، انّ «لبنان لا يقوم إلاّ بأبنائه، بإيمانهم به ووفائهم له، بثمرة أتعابهم، وبصوتهم المدوّي وقرارهم الحرّ. هذا الصوت يجب أن يصدح عبر صناديق الاقتراع، في الإنتخابات المقبلة التي من الضروري أن تحصل في وقتها المحدّد، من دون تأجيل أو تمديد أو تهديد».

واضاف: «بلدنا مهد للحرية والحضارة والديموقراطية، فلا تسمحوا بأن يحوله البعض ساحة للفوضى أو التعصّب أو الديكتاتورية المقنّعة، تحت راية عشق الزعيم والحزب والطائفة. حكّموا ضمائركم، ولا تتخلّوا عن بلدكم، فلا ذنب له بخطيئة زعمائه الذين تخلّوا عنكم وتسببوا بانهيار بلدكم، وفجّروا عاصمتكم، وهجّروكم وجوعوكم، وأخفوا الدواء عن مرضاكم، وتاجروا بالمحروقات على حساب مدخّراتكم، وحوّلوا حياتكم إلى جحيم مظلم. هؤلاء يتعاملون بخفة لا مثيل لها مع هموم الشعب ومصيره، ومع كرامة البلد وسيادته، ويجرّون الشعب إلى التخلّي عن فكرة الدولة واستبدالها بالجماعة. لا يلتفتون إلى القلوب المحروقة والبيوت المهدّمة والنفوس المكسورة والنعوش التي أُغلقت على حشا القلب. لذا من واجب المواطن ألّا يصفّق للزعيم ويهتف باسمه عوض الهتاف باسم الوطن، والإنشغال ببناء الدولة واستعادة سيادتها وقرارها الحر، والإقتراع لمن هم قادرون على ذلك».

«الكتائب» واكّد رئيس «حزب الكتائب» سامي الجميل في اللقاء العام للماكينة الانتخابية الكتائبية، انّ «الطابة بملعب الناس، ولننقل لبنان الى الأمام لا بدّ من المحاسبة واختيار البديل الصح». واضاف: «نحن قادرون على التغيير، لبنان بلدنا وقادرون على إنقاذه وإنقاذ اقتصاده، لأنّه وطن صغير بمساحته»، مشيراً الى انّ «الحلول موجودة ومشروعنا كامل وجاهز للتطبيق، إنما لا بدّ من أن نستمدّ القوة لأخذ لبنان الى الأمام».

غانتس يهدّد من جهة ثانية، ظل التوتر يسود على حدود لبنان الجنوبية غداة عملية الطائرة المسيّرة «حسان» التي سيّرها «حزب الله» الجمعة الماضي لأربعين دقيقة فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة، قبل ان تعود الى القاعدة التي انطلقت منها، ولم تتمكن اسرائيل من إسقاطها او اكتشافها. وقد سمع الجنوبيون دوي انفجارات متتالية تردّد صداها تحديداً في منطقتي حاصبيا ومرجعيون، وتبين أنّها ناجمة عن تدريبات للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا ومرتفعات الجولان.

وفي غضون ذلك، حمّل وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، في بداية جلسة تناولت «اتفاقيات ابراهيم» مع ممثلين عن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، أُقيمت خلال مؤتمر ميونيخ للامن، إيران «المسؤولية عن تسليح وكلائها في لبنان، وتقويض سيادة وحكم البلاد»، وقال: «رأينا هذا الأسبوع محاولات عدة لـ«حزب الله» لانتهاك سيادة إسرائيل. وفي هذا السياق أقول وبوضوح، إنّ المسؤولين الكبار في «حزب الله» يعلمون جيدًا وعن قرب أزيز محرّكات طائراتنا وقدراتها. إذا استلزم الأمر الهجوم بقوة فسنفعل ذلك ونلحق ضررًا كبيرًا بالتنظيم، وستتحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية. سننفّذ عملياتنا في كل مكان يستدعي تدخّلنا وفي كل وقت».

وأضاف: «تستغل إيران الرحلات الجوية المدنية من طهران إلى مطار دمشق الدولي لنقل أسلحة مقنّعة بعتاد مدني، مما يعرّض المدنيين للخطر بنقل أسلحة في حاويات تصل إلى ميناء اللاذقية».

وأعرب غانتس عن قلق اسرائيل من تطور الطائرات المسيّرة والطائرات دون طيار، ولا سيما منها الايرانية، موضحًا أنّها «تمثل خطرًا على المنطقة بأسرها»، بدعوى أنّ «إيران مسؤولة عن تسليح مبعوثيها في لبنان والمنطقة، وهي بذلك تقوِّض أركان المنطقة، وتهدّد استقرارها»، مطالبًا بضرورة مراقبة المنشآت النووية الإيرانية.

كورونا صحياً، سجّل العدّاد اليومي لوزارة الصحة العامّة حول مستجدات فيروس كورونا أمس 3145 إصابة جديدة (3003 محلية و142 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ شباط 2020 الى 1046173. كذلك سُجّلت 20 حالة وفاة جديدة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 9970 حالة .

 

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

النفايات تتقدّم الكهرباء.. وتدابير الانتخابات برسم المصارف!

القضاء المنقسم ينتظر قانون استقلاليته.. وغضب أهالي شهداء المرفأ مرشّح للتصعيد

 

بين جلسات مجلس النواب اليوم وغداً، وجلسة مجلس الوزراء عند الثالثة من بعد ظهر بعد غد الأربعاء في السراي الكبير لبحث جدول أعمال من 18 بنداً، أبرزها خطة النفايات وما قد يتفرع عنها موزعة على 10 بنود، فضلاً عن الموافقة على اتفاقية بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان تتعلق بقانون المساعدات الخارجية لعام 1961، والتشريعات اللاحقة به، والبحث بالتدابير الواجب اتخاذها لاجراء الانتخابات النيابية العامة للعام 2022، وإطلاق مزايدة تلزيم الخدمات البريدية، ودفتر شروط العقد الخاص بها، يموج الوضع السياسي الداخلي، بسلسلة من الخلافات والمعيقات والحسابات، المتداخلة بين ما هو إقليمي ودولي، عشية بحث مجلس الوزراء بالتدابير الواجب اتخاذها، فضلا عن الجلسة النيابية ومما يمكن ان يناقش في الجلسة، سواء في الأوراق الواردة أو سواها، مع بدء العد التنازلي لاقفال باب الترشيحات في 15 آذار المقبل، مع الإشارة إلى ان عدد المرشحين من الرجال لا يتجاوز الـ6، في حين ان المرشحين من النساء يقتصر على 3 فقط، مع إحجام الأطراف الحزبية والسياسية لتاريخه عن الكشف عن مرشحيها أو فتح حسابات مصرفية للمرشحين في المصارف العاملة في بيروت.

 

وسط ذلك، اعتبرت مصادر سياسية أمعان فريق العهد بتوظيف القضاء في معاركه السياسية من خلال القاضية غادة عون اوغيرها من المحسوبين عليه، لن يعوض شيئا، عن الفشل الذريع الذي مُني به العهد منذ توليه المسؤولية قبل خمس سنوات، وان كان الضجيج السياسي والاعلامي الذي يصاحب اخراج سيناريوهات الملاحقات القضائية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقبله احدى شركات شحن الاموال، واخيرا طلب استجواب المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواءعماد عثمان، يقتصر على دغدغة مشاعر جمهور التيار الوطني الحر عشية الانتخابات النيابية المقبلة، ولكن من دون تحقيق أي انجازات، يقدمها للبنانيين في أيامه الاخيرة،بعد انكشاف اوهام التدقيق الجنائي الفارغة، وانحدار الاداء الرئاسي الى الحدود الدنيا،بفعل العجز المطلق لرئيس الجمهورية ميشال عون عن ممارسة السلطة، والقيام بمهماته الدستورية في التعاطي مع الاطراف السياسيين، وتغاضيه المتواصل عن تعريض لبنان لمخاطر فوضى واستغلال سلاح حزب الله، في تهديد أمن واستقرار لبنان، كما حدث خلال الأيام الماضية، ولم يحرك ساكنا تجاه متحصل على الحدود الجنوبية أو بالداخل اللبناني.

 

واشارت المصادر إلى ان فريق العهد أضاع السنوات الماضية، بلعبة استعداء متواصلة لجميع الاطراف السياسيين، والآن يسلك العهد اسلوب فبركة الملفات لتبييض صفحته، وهو اسلوب قديم وفاشل، مارسه من قبله رئيس الجمهورية السابق اميل لحود وغيره، ولم يؤد إلى اي نتيجة، بل انعكس عليه سلبا، وحصد منه فشل عهده ايضا.

 

وتوقعت المصادر مراوحة قضية ملاحقة حاكم مصرف لبنان في محلها، لاسباب سياسية وقانونية، ظهرت بوادرها الاسبوع الماضي، من خلال التحرك المضاد لقطع الطريق على توظيف واستغلال هذه القضية، بالدعاية الانتخابية، بينما ترددت معلومات مفادها ان ملاحقة اللواء عثمان،تتطلب الحصول على اذن من وزير الداخلية الذي يرفض اعطاءه، لانه لا يعتبر أن عثمان خالف القانون بالقضية الملاحق بها.

 

من ناحية ثانية، توقعت المصادر السياسية ان تاخذ خطة الكهرباء، التي سيستكمل مجلس الوزراء مناقشتها هذا الاسبوع حيزاً من النقاش، والتجاذب السياسي، لانها لاتحاكي عوامل عديدة، المطلوب ان تاخذها بعين الاعتبار، وانما ما زالت تدور في دائرة الاساليب التقليدية التي اتبعت بالسابق، ولم تعد تفي بالوقت الحاضر.

 

ووصفت المصادر الخطة استنادا الى شروحات وزير الطاقة، وما تسرب في وسائل الإعلام، بانها،تحاكي القرن الماضي،ولا تتناسب مع القرن الحالي، ان لناحية الوقت الطويل المدرج بالخطة،للوصول بالتغذية إلى ٢٤ ساعة يوميا، او الى المواصفات التقنية للمعامل الجديدة، التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التطور التقني الاحدث ببناء المعامل الجديدة، والذي اصبح متوافر بسهولة، وما يمكن ان يحدثه، ان كان بالتخفيف عن كاهل المواطنين او بتنشيط الدورة الاقتصادية عموما.

 

وكانت تراجعت نسبياً حدة معارك القضاء والملاحقات والطائرات المسيرة والنفاثة، فيما انتقل الحدث الى المانيا من خلال لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اجتمع مع وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان السبت، خلال مشاركتهما في مؤتمر الامن في ميونيخ بالمانيا.

 

وجرى خلال الاجتماع عرض العلاقات اللبنانية- الفرنسية ومساعي باريس لدعم لبنان في كل القطاعات. كما تم الاتفاق على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان الى لبنان قريباً جداً.

 

كما التقى ميقاتي امس، وزير الدولة الألماني لشؤون التعاون الدولي نيلز أنين ، في حضور سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود المانيا لدعم لبنان ومؤازرته في المحافل الدولية كافة.

 

ومن اللقاءات المهمة للرئيس ميقاتي لقاء وزير خارجية مصر سامح شكري وجرى البحث في العلاقات الثنائية. وطلب منه نقل تحياته الى الرئيس عبد الفتاح السيسي وشكره على اهتمام مصر الدائم بلبنان والمساعدات الاخيرة التي ارسلتها مصر للبنان. ولقاء مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يشارك ايضا في مؤتمر ميونيخ، والسفير اللبناني في المانيا.

 

وقد وزع الوزير عبد اللهيان بعد اللقاء تصريحا اشار فيه الى «انه دعا كل الدول لدعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية». وشدد على أن «طهران تؤكد ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران ولبنان في المجالات السياسية والاقتصادية».

 

كذلك لقاء مع وفد من الكونغرس الأميركي ضمّ كلا من السيناتور كريس مورفي والسيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن.

 

وعقد رئيس مجلس الوزراء اجتماعا مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني. وجرى في الاجتماع مناقشة العلاقات بين لبنان وإقليم كردستان والتأكيد على ضرورة تعزيزها وتطويرها. كما تطرق البحث الى التطورات والمستجدات في العراق والمنطقة والجهود الرامية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

 

والتقى الرئيس ميقاتي الرئيس السابق للحزب المسيحي الديمقراطي الألماني والمرشح لمنصب المستشار وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني أرمين لاشيت.

 

وقد حضر الوضع اللبناني يوم السبت على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ، في لقاء وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بوزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن، الذي أعلن عبر حسابه على «تويتر»: أنهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا (في اوكرانيا)، كما ناقشا ملف إيران ومنطقة الساحل (الافريقي) ولبنان.

 

مجلس النواب

 

ويلتئم مجلس النواب اليوم وغدا في قصر الاونيسكو، في جلسات صباحية ومسائية، وعلى جدول الاعمال 22 مشروع واقتراح قانون، يبرز من ضمنها بعض البنود الاصلاحية المطالب بها من المجتمع الدولي، قانون المنافسة وإلغاء الوكالات الحصرية والذي رحلت منه المادة المتعلقة بحماية اصحاب الوكالات الى الهيئة العامة، بعد جدل مطول في جلسة اللجان المشتركة، وقانون استقلالية السلطة القضائية والذي يشكل نقلة نوعية في استقلالية القضاء ويعنى بمكافحة الفساد ويحرّر القضاة من أي ضغط سياسي ممكن أن يتعرّضوا له»، مع الاشارة الى ان هذا الموضوع شرط اساسي لمساعدة لبنان، ولن يغيب في هذا المجال الحديث عن الخلافات حول ما توصلت اليه الامور في تفجير المرفأ والخلاف حول ما رسمه القاضي بيطار من جهة، وما تقوم به القاضية غادة عون مؤخرا مع حاكم مصرف لبنان ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عثمان، من جهة ثانية، مع الاشارة الى ان هناك تخوفا من طرح ما له علاقة بقانون الانتخاب وخصوصا في الدائرة 16 والميغاسنتر، وان كانت الكتل النيابية بمعظمها تتوجس من اي تعديل في قانون الانتخاب، بما يشكل محاولة التفافية لتطيير الانتخابات، وهو ما يعيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجهة السعي خلال الجلسة لعدم الدخول في مهاترات او خطابات في غير محلها، وسيصوب النقاش حصرا في جدول الاعمال، دون ان يعني ذلك غياب المحاولات النيابية للدخول من باب الحق في الاوراق الواردة – التي يتحاشى بري منذ فترة تخصيص وقت لها- الى كل الملفات بدءا بالانقسام الحكومي، مرورا بالوضع الاقتصادي والنقدي المأزوم، وصولا الى الوضع الامني والانتخابات، وما استجد على الساحة لجهة ما ذكره الامين العام لحزب الله مؤخرا حول التهديدات الاسرائيلية والمسيرات والصواريخ.

 

مجلس الوزراء

 

وعلمت «اللواء» انه تمت دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد في جلسة عادية بعد ظهر الاربعاء المقبل في السرايا الحكومية، وهي مخصصة في اغلبها لملف خطة معالجة النفايات وما يتفرع عنها ضمن جدول اعمال من 18 بنداً، بينما لن يتم طرح ملف الكهرباء لوجود وزير الطاقة والمياه وليد فياض في الامارات العربية المتحدة الاسبوع المقبل لحضور مؤتمردولي حول الطاقة.

 

ومن أبرز بنود جدول اعمال الجلسة حول ما يتفرع من ملف النفايات: البند 2 مشروع مرسوم يرمي الى تنظيم الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة وتحديد ملاكها وشروط التعيين ونظام العاملين فيها وسلسلة رواتبهم وفئاتهم ودرجاتهم والنظام الداخلي للهيئة. البند 9 عرض مجلس الانماء والاعمار تلزيم وصيانة وحراسة مطمر الناعمة الصحي. اضافة الى بنود اخرى تتعلق بتجديد عقود شركات الكنس وجمع النفايات وادارة وصيانة مراكز معالجة النفايات الصلبة في عدد من المناطق.

 

بري والمبادرة العربية – الكويتية

 

الى ذلك قال رئيس مجلس النواب نبيه بري حول مصير المبادرة العربية – الكويتية، في حديث لصحيفة الاهرام المصرية قبيل عودته الى بيروت بعدما شارك في مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية: أن لبنان قدم جوابه لوزير الخارجية الكويتية، وفى جزء كبير منه لبى الطلب، وفى جزء آخر طلب الحوار، ثم إن الخلاف فى المبادرة يدور حول القرارين 1559 و1701، دعنا نناقش هنا الأمر: فالقرار 1559 صدر عام 2004، ويقضى بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضى اللبنانية، فخرجت القوات السورية ولم يخرج الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا لا يطالبون أيضا بخروجه، وبعده فى 2006 صدر القرار 1701، حيث نص بصراحة كلية على تطبيق القرار وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وغيرها، وكل اللبنانيين رضوا ولا يزالون راضين عن القرار، فلماذا يصمتون أو يسكتون عن الموقف الإسرائيلي؟ وأقول لك أكثر من ذلك: فأنت إذا تأملت الوضع الآن فى لبنان تجد حصارا عربيا عليه، وهذا الحصار لا يعنى كل العرب، فالاستثناء من ذلك يقع أول ما يقع على مصر، هل تعلم أننى قبل أن أحضر إلى هنا، وصل إلى لبنان من مصر 487 طنا مساعدات، منها 265 طنا أدوية، ووصلت بحرا لضخامة المساعدات التى تحتاج نحو 37 طائرة لشحنها، هذا الجسر من المساعدات بدأته مصر منذ 4 أغسطس تاريخ انفجار مرفأ بيروت، ولم تتوقف، هذه المساعدات، بينما بقية العرب إما لا يستطيعون، وإما لا يريدون، لماذا هذا الحصار؟

 

اضاف بري : وبعد الذى قلته في المؤتمر، أنتظر جواباً خلال ثلاثة أيام.

 

وفي السياق الخليجي، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في كلمة خلال مؤتمر ميونخ للأمن، أن «الإصلاح في لبنان أولوية وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيف يتم حكم بلادهم، ونحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها».

 

وشدّد على «ضرورة حلّ أي أزمة عبر الحوار».

 

ولاحظ مراقبون فرقا في حديث الرئيس برّي «للاهرام القاهرية»، ردا على سؤال حول تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي، فنقلت النسخة الانكليزية قول برّي ان الحريري منع من خوض الانتخابات، وان تعليقه العمل السياسي لم يكن بقرار شخصي منه، فيما تضمنت النسخة العربية ردا على السؤال نفسه عن تداعي قرار الحريري: لا تعليق.

 

البابا ولبنان

 

واستمر اهتمام البابا فرنسيس بلبنان، حيث استقبل المشاركين في الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية، وقال امامهم: تستمر مأساة لبنان التي تترك العديد من الأشخاص بلا خبز، وفقد الشباب والبالغون الرجاء وغادروا تلك الأراضي، التي هي البلد الأم للكنائس الشرقية الكاثوليكية، هناك تطورت وحافظت على تقاليد ألفية، والعديد منكم، أعضاء هذه الدائرة الفاتيكانية، هم أولادها وورثتها.

 

 غضب أهالي الشهداء

 

على الأرض، وتحت عنوان «لا لإعادة إعمار المرفأ قبل جلاء الحقيقة»، نفّذت جمعية أهالي ضحايا ​انفجار مرفأ بيروت اعتصاماً على جسر شارل حلو، تخلّله قطع لمدخل بيروت الشمالي عند نقطة تمثال المغترب.

 

تحرّك الأهالي يأتي بعد إعلان وزير الاقتصاد أمين سلام، الأسبوع الماضي اتخّاذ قرار هدم مبنى الإهراءات داخل مرفأ بيروت ونيّته إجراء مناقصة لاختيار الشركة التي ستتوّلى تنفيذ هذا المشروع.

 

مبنى الإهراءات الشاهد على الجريمة، والذي حمى الشطر الغربي من بيروت من الانفجار المدمّر الذي وقع 4 آب، تسعى الدولة اللبنانية من خلال إعلان وزير الاقتصاد إلى القضاء على هذا الشاهد الأخير وتعديل معالم الجريمة التي وقعت، بحسب اهالي الضحايا، الذين لا يزالون يقفون عند جسر حلو ويستذكرون أبناءهم من خلال المبنى المتهالك، مؤكدين أنه من خلال هدم مبنى الإهراءات وإعادة الإعمار «يراهنون على أنّ ذاكرة اللبناني قصيرة، وسينسى الجريمة التي وقعت».

 

وتوجّهت الجمعية بسلسلة من الأسئلة إلى الوزراء في الحكومة، ومنها «هل استأذنتم المحقق العدلي إن كان يسمح مساسكم بمسرح الجريمة؟ أكيد لم تسألوه. هل نفذتم مذكرات الجلب والتوقيف بحق المدعى عليهم والمطلوبين للتحقيق، أيضاً لا. هل أوقفتم عرقلة التحقيق؟ أكيد لا».

 

وشددت الجمعية على أن ثمة حلاً وحيداً لبدء إعمار المرفأ «ولا حلّ آخر للحل المتمثّل بالعدالة والحقيقة».

 

وأكد المشاركون في الاعتصام انه سيتّم التحرّك ضد أي شركة يتم تكليفها القيام بأي أعمال داخل مرفأ بيروت قبل انتهاء التحقيق وجلاء الحقيقة.

 

1046173 إصابة

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 3145 إصابة جديدة بفايروس كورونا و20 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1046173 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

ملف الكهرباء… بين الإنقطاع المُحتّم والتجاذبات السياسية: مصير مجهول

المرحلة الإنتقالية توازي بأهمّيتها الحلّ الشامل… فما هي خطّة الحكومة؟

 ملاحقة حاكم مصرف لبنان ما دونها تداعيات إقتصادية ومالية ونقدية – جاسم عجاقة

 

لم تتوصلّ جلسة مجلس الوزراء التي إنعقدت نهار الثلاثاء الماضي للبحث في ملف الكهرباء، إلى نتائج ملموسة حيث أن الخطّة التي حملها وزير الطاقة والمياه كانت مكتوبة باللغة الإنكليزية وهو ما تحفّظ عليه بعض الوزراء مطالبين بنسخة باللغة العربية. وقام وزير الطاقة بعرض الخطوط العريضة للخطة إتُخذ بعدها قرار تأجيل البحث في هذه الخطة إلى جلسة أخرى.

 

المعلومات المُسرّبة عن الخطة، تُشير إلى أن الخطة تمتد على مدى خمس سنوات للحصول على كهرباء 24 ساعة / 7 أيام، مع 8 إلى 10 ساعات في العام 2022، 16 إلى 18 ساعة في العام 2023، 16 إلى 20 ساعة في العام 2024، 20 إلى 24 ساعة في العام 2025، 24 ساعة في العام 2026.

 

أما على الصعيد المالي، فتُشير هذه المعلومات إلى أن وزارة الطاقة والمياه تحتاج إلى 250 مليون دولار أميركي في العام 2022، 150 مليون دولار أميركي في العام 2023، و 145 مليون دولار أميركي في العام 2024 قبل أن تدرّ فائضًا بقيمة 96 مليون دولار أميركي في العام 2025، و347 مليون دولار أميركي في العام 2026.

 

عمليًا، المعلومات المُتوافرة عن الخطة تسمح لنا بطرح عدد من الملاحظات:

 

أولًا – العديد من الفرقاء السياسيين صنفوا خطة وزارة الطاقة والمياه في العام 2010 بأنها جيدة وأقروها بقانون مع تمويل بقيمة مليار دولار أميركي. وبغض النظر عن الأسباب التي منعت تنفيذ هذه الخطة ووصولها إلى برّ الأمان وبغض النظر عن نوعية هذه الخطة مقارنة بخطّة العام 2010، السؤال الذي يتوجّب طرحه: ما الذي تغير حتى لا تُعطّل الخطة الحالية للوزارة لنفس الأسباب التي عطّلت تنفيذ خطة الوزارة في العام 2010؟

 

ثانيًا – تمويل الخطّة يأتي من ثلاثة مصادر أساسية: الأول هو البنك الدولي من خلال قرض لتمويل شراء الغاز من مصر والكهرباء من الأردن؛ الثاني من سلف خزينة (250 + 150 + 145 مليون دولار أميركي على مدى ثلاث سنوات)؛ والثالث من رفع التعرفة التي يُتوقّع أن تفوق العشرة أضعاف! وهنا تُطرح عدّة أسئلة: البنك الدولي يشترط إصلاحات لإقرار القرض، فهل الحكومة قادرة على القيام بالإصلاحات المطلوبة؟ أيضًا كيف للحكومة أن تضبط الهدر التقني، والتعدّي على الشبكة الكهربائية، وجباية المستحقات؟ في الواقع التاريخ يُخبرنا أن هذا الأمر شبه مُستحيل ولن يتحقق في المستقبل نظرًا إلى الوضع الإقتصادي (إستحالة رفع التكلفة في ظل الظروف الإقتصادية الحالية) ونظرًا إلى أننا على أبواب إنتخابات نيابية لن يكون معها إقرار الخطة سهلًا. أما على صعيد السلف، فمن أين ستؤمّن الحكومة الأموال المطلوبة من قبل مؤسسة كهرباء لبنان؟

 

ثالثًا – المرحلة الإنتقالية هي الأكثر حساسية! وبالتالي نسأل عن كيفية تأمين الكهرباء للمواطنين اللبنانيين خلال هذه المرحلة؟ هل هي عبر المولدات الخاصة أم عبر مصادر أخرى؟ في الواقع، إذا كان الخيار عبر المولدات الخاصة، يتوجّب تذكير الحكومة أن المولدات الخاصة الموجودة حاليًا تُنهي مهامها (أي 15 ألف ساعة عمل لكل مولد) في نهاية هذا العام، وبالتالي هناك إستحالة لتأمين الكهرباء من هذه المولدات العام المُقبل كما هي الحال اليوم! من هنا نسأل هل هناك تنسيق مع أصحاب المولدات لتجديد مولداتهم ومن سيدفع الفاتورة؟ أما إذا كانت المصادر هي غير المولدات الخاصة، فما هي هذه المصادر وما هي الكلفة على الدولة وعلى المواطن؟

 

من هذا المُنطلق، نرى أن خطة الكهرباء ستواجه الكثير من المطبات أمام إقرارها وهو ما سيتبيّن في الأيام والأسابيع المقبلة.

 

النكران الذي تعيشه السلطة السياسية يدفعها إلى مراكمة أخطائها خصوصًا أنها فشلت في إدارة هذا القطاع بغضّ النظر عن الأسباب التي أدّت إلى هذا الفشل. إذًا لماذا لا يتمّ تحرير هذا القطاع وإعطاء القطاع الخاص إمكانية مشاركة الدولة في إنتاج الكهرباء؟ هذا الأمر لا يعني بأي شكل من الأشكال خصخصة الملكية!

 

التداعيات الإقتصادية والإجتماعية لغياب الكهرباء ستكون عديدة وأحيانًا كارثية حيث تُعتبر الكهرباء عصب المجتمعات الحديثة. وبالتالي فإن الأضرار على الماكينة الإنتاجية ستكون كبيرة وهو ما سيضرب القطاع الإنتاجي وبالتحديد المصانع التي تلجأ إلى المولدات الخاصة (إشتراك أو مولد خاص) لتلبية حاجاتها. أضف إلى ذلك الضرر الكبير على الصعيد الإجتماعي من ناحية الإستخدامات المنزلية وضخ المياه والإتصالات، والتعليم وغيرها.

 

من ناحية أخرى، ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من قبل القضاء سيكون له حتمًا تداعيات سياسية وإقتصادية ومالية ونقدية على الساحة اللبنانية. وإذا كنّا في معرض مقال إقتصادي بحت، سنعمد فقط إلى طرح التداعيات الإقتصادية والمالية والنقدية:

 

على الصعيد النقدي، إستطاع التعميم 161 والتوسيع اللاحق لهذا التعميم لجم الدولار في السوق السوداء من خلال عملية تقنية لم يكن من السهل إستنبطاها نصّت على سحب الليرة اللبنانية من السوق وإستبدالها بدولارات. وهنا يقول البعض أن المركزي يحرق دولاراته من الإحتياطي بالعملات الصعبة، وهنا يتوجّب معرفة أن الكتلة النقدية في السوق توازي 53 تريليون ليرة لبنانية منها 37 تريليون ليرة لبنانية في التداول. وهذه الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية توازي 1.6 مليار دولار أميركي (على سعر 22 ألف ليرة للدولار الواحد) أي بمقدور المركزي سحب كل الليرات اللبنانية الموجودة في التداول مقابل هذا المبلغ وبالتالي منع أي مضاربة على الليرة. المعلومات تُشير إلى أنه تمّ سحب ما بين 7 إلى 8 تريليون ليرة من التداول وهو ما يوازي 360 مليون دولار أميركي، والتي كانت كافية لوقف المضاربة على الليرة اللبنانية من دون أن يكون هناك أي إصلاحات إقتصادية أو مالية! والأهم في هذا التعميم أنه نقل السوق السوداء بجزء كبير إلى منصة صيرفة مما يعني أن ضخ الدولارات في السوق لم يعد حملًا على مصرف لبنان لوحده نظرًا إلى شح الليرة بالسوق. الجدير ذكره أن التعميم 161 الذي تنتهي صلاحيته في أواخر شباط الجاري، يجب أن يتمّ تجديده تحت طائلة عودة الدولار إلى الجنون!

 

على الصعيد المالي، أقرّت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مشروع موازنة العام 2022 وأحالته إلى المجلس النيابي. هذا المشروع يحوي على عجز بقيمة 7 تريليون ليرة لبنانية بحسب ما ورد في تصريح الرئيس نجيب ميقاتي، ومن المفروض أن تمويل هذا العجز أصبح مؤمّنًا من قبل مصرف لبنان المصدر الوحيد الذي يُمكن للحكومة الإقتراض منه نظرًا إلى تخلّفها عن دفع مُستحقاتها. القوة في التعميم 161 أنه إستطاع ضرب عصفورين بحجر واحد: لجم سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وتأمين تمويل عجز الموازنة من دون أن يكون هناك أي طبع للعملة. لكن في حال تفلّت سعر صرف الدولار مُقابل الليرة اللبنانية فإن هذا العجز يُصبح حبرًا على ورق، من هنا ضرورة المُحافظة على سعر صرف مُستقرا وهو أمر قادرٌ عليه حاكم المركزي نظرًا إلى نتائج التعميم 161. بمعنى أخر تحتاج الحكومة إلى إستقرار في سعر صرف الدولار كي لا يرتفع العجز إلى مستويات تقع معه الدولة بالكامل.

 

في هذا الإطار، يجب التذكير أن مُمثل لبنان رسميًا في صندوق النقد الدولي هو مصرف لبنان بشخص حاكمه. هذه العلاقة مُستمرة منذ ما يُقارب الثلاثة عقود وبالتالي فإن تغيير حاكم المركزي في هذه المرحلة قد يؤثّر على العلاقات مع صندوق النقد نظرًا إلى أن أي حاكم جديد – حتى ولو كان على علاقة بصندوق النقد – يحتاج إلى ستّة أشهر أقلّه لكي يتملّك جيدًا الملفات النقدية ويُمارس مهامه بالكامل في المصرف المركزي. وبالتالي فإن المفاوضات مع صندوق النقد قد تتأخر وهو ما لا يصب في صالح الدولة اللبنانية.

 

على الصعيد الإقتصادي وهو الأخطر، فإن ملاحقة حاكم مصرف لبنان قضائيًا قد يدفع المصارف المراسلة إلى إقفال حسابات المصرف المركزي لديها خوفًا من المخاطر القانونية، وهو ما سيكون له تداعيات كارثية على الإستيراد نظرًا إلى أن هذا الإستيراد يمرّ عبر المصارف المراسلة التي تفتح إعتمادات لشراء السلع والبضائع.

 

من هنا نرى أنه بغضّ النظرّ عن الواقع القانوني والسياسي لملف حاكم مصرف لبنان، ملاحقة الحاكم في هذه اللحظة يحوي على مخاطر يتوجّب على الحكومة القيام بما هو ضروري لتداركها تحت طائلة الفوضى.

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بري: الهجوم على سلامة وعثمان … «كورونا سياسية »

تغير ايجابي في مسار الترسيم بعد لقاء عون- هوكشتاين .. ولست متفائلا

 

اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في حوار مع «الأهرام» ان الذي ينجح في لبنان هو الاعتدال فقط، في لبنان توجد 18 طائفة ومذهبا وأحزابا متعددة، لكن لبنان لا يستمر إلا بالاعتدال وبالوحدة، حتى في مقاومتنا لإسرائيل، لولا الوحدة اللبنانية لما نجحت، فأفضل أساليب المقاومة ضد أي عدو وإسرائيل خاصة هي الوحدة الداخلية. والذي يحدث أن هناك «كورونا سياسية»، هذه الكورونا أدت إلى شيء لم يكن أحد ينتظره على الإطلاق، فلبنان الذي كان يُدعي «سويسرا الشرق»، والذي يحب كل العرب ويحبه كل العرب، حتى الآن ليس مفلسا، لبنان غني بأصوله وموارده عنده بحر مليء بالغاز، ولدينا اغتراب لبناني كبير جدا، ولكن لا توجد لديه سيولة، والسبب في عدم وجود سيولة وتأزم الوضع الاقتصادي هو الانعدام السياسي وليس الفقر السياسي، فهو السبب فيما وصلنا إليه، لكن ماذا في المستقبل القريب؟ هناك انتخابات نيابية في ايار مايو المقبل، ثم انتخابات رئاسية بعدها في أكتوبر من هذا العام، وبالتالي لابد أن يكون هناك تغير في المنهجية، وفي هذه الأثناء، على الحكومة اللبنانية أن تكون قد أكملت مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وتتحسن الأحوال، كما حدث في مصر واليونان والأرجنتين، فكل من هذه الدول مرت بهذه الفترة، وحتى الآن المفاوضات بين الحكومة والصندوق ناجحة جدا.

 

اضاف بري: لا يستطيع أحد أن يمنع إجراءها، فحتى الآن كل تشعبات الشجرة اللبنانية لم أجد غصنا واحدا فيها يوحي بـ«لا»، على الإطلاق، هذا أمر، والثاني: أن معلوماتي من الرؤساء والوزراء والسفراء الذين يزورونني من كل أنحاء العالم في خارج لبنان أو داخل العالم العربي، كلهم بإجماع مع إجراء الانتخابات في موعدها.

 

وعن المبادرة الكويتية لخليجية قال : لبنان قدم جوابه لوزير الخارجية الكويتية، وفي جزء كبير منه لبى الطلب، وفي جزء آخر طلب الحوار، ثم إن الخلاف في المبادرة يدور حول القرارين 1559 و1701، دعنا نناقش هنا الأمر: فالقرار 1559 صدر عام 2004، ويقضي بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي اللبنانية، فخرجت القوات السورية ولم يخرج الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا لا يطالبون أيضا بخروجه، وبعده في 2006 صدر القرار 1701، حيث نص بصراحة كلية على تطبيق القرار وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وغيرها، وكل اللبنانيين رضوا ولا يزالون راضين عن القرار، فلماذا يصمتون أو يسكتون عن الموقف الإسرائيلي؟

 

وتابع : يا سيدي في عام 1975، خاض لبنان حربا أهلية مؤلمة، خسرنا فيها نحو 150 ألف شهيد، لماذا حدث ذلك؟ حدث حتى نقول إن هوية لبنان عربية، وإن لبنان له انتماء عربي، هل يُعقل الآن أن نجد دعوة مفتوحة نحو إسرائيل، وحصارا على لبنان؟

 

وعن مفاوضات الترسيم قال بري: منذ نحو 11 عاما تم تكليفي بملف المفاوضات، وقمت بالتفاوض مع الأمم المتحدة ومع الأميركان حول المفاوضات شكلا وأساسا مع إسرائيل، وكان سبق ذلك في زمن الشهيد رفيق الحريري قد توصلنا إلى تفاهم اسمه تفاهم 1996، في منطقة الناقورة اللبنانية، وتحت علم الأمم المتحدة بوجود ضابط إسرائيلي وضابط لبناني وضابط من قوات «اليونيفيل» يترأس الاجتماع، وأن يكون هذا الشكل في ترسيم الحدود البحرية كما تم في الحدود البرية، ولم أتحدث عن نقاط، وكنت أقول دائما للمفاوضين، خصوصا الأميركان، إنني لا أريد من المياه الفلسطينية مقدار الكوب الذي أمامك، ولست مستعدا أن أعطي هذا الكوب، أنا أريد رسم الحدود، فإذا كانت حصتي كيلومترا فأنا مقتنع، وإذا كانت ألفين فلن أتنازل عن سنتيمتر منها، بعد عشر سنوات وتغير خمسة مندوبين أميركيين استطعنا أن نصل إلى اتفاق تفاهم تم الإعلان عنه، من واشنطن ومني في بيروت ومن إسرائيل، في نفس الوقت تم اتفاق الإطار، وقلت إن دوري انتهي، وسلمت هذا الأمر إلى الجيش وإلي السلطة التنفيذية، وفي أول اجتماع تم الاتفاق كما رسمنا أنه علي الجميع ودون استثناء أن يعرف أن هذا الاتفاق جزء لا يتجزأ من التفاهم، وبعد ذلك صارت هناك مطالبات لبنانية والحديث عن نقاط بدلا من البدء بالرسم، وحدث تضارب ما بين خط 29 أو 23 أو خط «هوف»، (نسبة إلى فريدريك هوف أول مبعوث أميركي فيما يتعلق بترسيم الحدود)، وما إلى ذلك، وأنا في كل ذلك متمسك بموقفي، لا أتحدث عن خطوط بل حدود، هذا الذي حدث وتسبب في التأخر، لكن منذ أيام جاء المبعوث الأميركي وكنت آخر من يزورهم، وسمع مني نفس الكلام الذي أقوله منذ عشر سنوات، لكنني لاحظت تغيرا وهو وجود تفاؤل كبير من جانبه، وتبين بعد ذلك أنه في زيارته لرئيس الجمهورية قال للمبعوث إن مطالبتنا بالخط 29 كان في مرحلة التفاوض، لكني الآن أريد الطريق الذي سلكه الرئيس بري وهو التمسك بالحدود، وأعتقد أن باب التفاهم مفتوح، لكنني لست متفائلا لأنني أعرف نوايا إسرائيل التوسعية والعدوانية.

 

وعن الهجوم على حاكم البنك المركزي رياض سلامة وعلى مدير عام قوي الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قال بري : هذا تأثير الكورونا السياسية، ورغم الظروف التي يمر بها لبنان، فإن هناك أمرا جيدا جدا، وهو الأمن، فهو مستقر ومنضبط، لكن أن توضع إشكالات بين أمن وأمن كما رأينا من قوات التدخل السريع القضائية وقوي الأمن الداخلي فذلك أمر جد خطير، وبالتأكيد سوف يؤثر علي مفاوضات صندوق النقد الدولي، وللعلم فإن المجلس النيابي أصدر قرارا وقانونا بالتدقيق الجنائي، بدءا بالمصرف المركزي وانتهاء بالوزارات، وقد بدأ بالفعل، وأنا أقول دائما إنه لا يجوز أن ندين شخصا في العموم إلا إذا قام الدليل علي اتهامه وعندئذ فليعاقب.

 

واكد بري ردا على سؤال ان  الثنائي الشيعي هو ثنائي وطني، وهو ابن طائفته، بمعني أننا متفقون في موضوع المقاومة، وهذا موضوع نهائي، ومتفقون على أن ننسق خلافاتنا، وهذا لا يعني أنه لا توجد خلافات، فمن أبرزها وقت انتخاب رئيس الجمهورية من 2014 حتى 2016، كان هناك خلاف أنا ضد ترشحه وأحضر المجلس وهم يقاطعون جلسات المجلس من أجل الضغط لترشحه، وتم انتخاب رئيس للجمهورية ولم أنتخبه وقتها، لماذا لم يتكلم أحد عن هذه الثنائية؟

 

وعن تصاعد الحديث عن اتفاق الطائف والمطالبة بتعديله أو إلغائه قال بري:  أنا مع اتفاق الطائف حتى تنفيذه بالكامل، ومع المطالبة بتطويره أيضا إلى دولة مدنية، لأن دستور الطائف يسمح بإقامة دولة مدنية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram