“حسان”.. “ردع” نظيف في الشكل والتوقيت والتوقيع

“حسان”.. “ردع” نظيف في الشكل والتوقيت والتوقيع

Whats up

Telegram


علاء حسن 
لم يكد خبر دخول الطائرة المسيرة التابعة للمقاومة إلى سماء فلسطين المحتلة ينتشر، حتى وقف العالم ينتظر ما سيحدث، وكيف ستنتهي هذه المشهدية التوثيقية في تاريخ المقاومة ضد العدوان الصهيوني، حتى انتشر بيان حزب الله الذي وزعته العلاقات الإعلامية فيه، وذكر فيه تفاصيل العملية، وعودة الطائرة سالمة إلى الأراضي اللبنانية، وفي جعبتها من صور ومعلومات استخبارية، ستستفيد منها المقاومة بالتأكيد في عملية مراقبتها للعدو ودراسة نواياه.

إلا أن الأمر لا يقتصر عند هذا الانجاز العسكري الاستخباري للمقاومة. فهذه العملية أتت بعد يومين من إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قدرة المقاومة على تصنيع الطائرات المسيرة، والتي رسم فيها سقفاً جديداً للتعامل مع العدو في هذا التوقيت بالذات، حيث أن للتصريح دلالات واضحة بتشكيل نوع من التوازن في التعامل مع مسيرات العدو الصهيوني. فإن كانت المقاومة لا تنوي استنزاف كامل قدرتها الدفاعية في استهداف الطائرات المسيرة، فإنها ستعامل العدو بالمثل عبر إرسال طائرات مسيرة، تستطلع الأجواء الفلسطينية المحتلة، وتجمع المعلومات عن قوات الاحتلال، كما يفعل هو. وإذا كانت هذه الطائرات تستطيع اختراق الأجواء المحتلة، فهذا يعني أنها ستكون سلاحاً فعالاً في الحرب، في ما لو تم استخدامها كمسيرات انتحارية، تحمل متفجرات، وتتساقط على القوات الصهيونية في عمق المناطق المحتلة.

إلى ذلك، فإن العملية، أتت في الوقت الذي تسعى بعض الدول إلى الحصول على منظومة القبة الحديدية، بعد الترويج الصهيوني لقدرتها على صد الهجمات الجوية، الأمر الذي شكل صفعة قوية لهذه المنظومة، ومعها كل المنظومات الرادارية والتشويش الالكتروني التي يتباهى بها الكيان، لتأتي طائرة “حسان”، صنيعة المقاومة في لبنان، وتجتاز هذه المنظومات كافة وتعود بسلام.

يذكر أن هذه الطائرة سميت على اسم “العقل المبدع” في المقاومة، على حد وصف السيد نصر الله، الشهيد حسان اللقيس، والتي اغتالته اسرائيل العام 2013، والذي كان مسؤولاً عن ملف صنع وتطوير هذا النوع من الطائرات.

بيد أن هناك تساؤلاً كبيراً قد تظهره الأيام المقبلة، حول علاقة ارسال الطائرة في هذا الوقت مع اعلان الامين العام لحزب الله “أننا قد نكون أمام انصارية 2″، وهو ما يعني أن رسالة ما أوصلتها المقاومة للعدو، بالقول وبالفعل، لتكون رادعة له عن القيام بأي عمل يخلط من خلاله الأوراق في لبنان.

من جهة أخرى، يظهر نجاح هذه العملية في الحرب النفسية التي يبرع فيها الحزب، من خلال ما أدته من زعزعة في الوضع الداخلي في الكيان، والرعب الذي بثته فيه، والذعر الذي أصاب المستوطنين، وحالة التخبط التي حصلت لدى المؤسسة الأمنية الصهيونية عبر طائرة مسيرة واحدة.

لقد حاول العدو الصهيوني، ومن خلال خرقه لجدار الصوت فوق العاصمة بيروت، إعادة التوازن إلى المعادلات القائمة، وهذه المحاولة تحمل في طياتها نقطتين هامتين:

الأولى أن الرد كان ضعيفاً، وانفعالياً يكشف حالة الارباك، قياساً بعملية حزب الله وتأثيراتها.

ثانياً، وهو الأهم، أن المقاومة باتت هي التي تصنع المعادلات والعدو يقف في موقع الدفاع، وصار عليه أن يقلق كثيراً في المستقبل من أي مغامرة قد يلجأ إليها ضد لبنان وثرواته.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram