هذه حقيقة العودة القريبة لدمشق إلى الجامعة العربية.. مادور روسيا الآن؟

هذه حقيقة العودة القريبة لدمشق إلى الجامعة العربية.. مادور روسيا الآن؟

Whats up

Telegram

تتسارع خطوات العديد من الدول العربية منذ تموز / يوليو الماضي، لإعادة علاقاتها مع سوريا، في خطوات منفردة خارج إطار الجامعة العربية، وذلك بعد الانتصار الذي حققته دمشق بدعم روسي وإيراني على المعارضة السورية “عسكريا”، في معظم الأراضي السورية.

ووجدت هذه الدول، انه من غير الممكن إبقاء علاقاتها مع دمشق مقطوعة، ويعود ذلك لأسباب سياسية واقتصادية من جهة، ووساطات قامت بها روسيا بين دمشق وهذه الدول من جهة أخرى، وكانت أبرز الدول التي أعادت علاقاتها، الأردن، الإمارات، مصر، الجزائر، وتمثلت العودة للعلاقات في لقاءات متبادلة، واتفاقات وتفهمات اقتصادية.

تصريحات متناقضة

صرح المستشار العسكري للأمين العام لجامعة الدول العربية، محمود خليفة، وفق موقع “سبوتنيك” الروسي، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ستكون قريبة جدا، مضيفا أن هناك أفكارا تم طرحها من أجل عودة سوريا، مشيرا إلى أن عودة سوريا للجامعة ستكون قريبة جدا.

وأضاف خليفة، أن مقعد سوريا في الجامعة لم يلغ، إنما تم تجميده لحين توافر ظروف معينة داخل سوريا، وداخل الإطار العربي، متمنيا أن تستقر وتزداد قوة بتواجدها بين الأشقاء العرب.

من جهته صرح أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال زيارته للأردن مطلع الشهر الجاري، أن عودة سوريا إلى الجامعة مرتبطة بتوافق عربي، وتجاوب للحكومة السورية مع المواقف العربية المطروحة.

وسبق، ان أعلن أبو الغيط على هامش الاجتماع الوزاري التشاوري العربي في الكويت، نهاية الشهر الماضي، أن مسألة عودة سوريا إلى الجامعة لم تطرح في الاجتماع، مضيفا أن نقاش الأزمة السورية يأتي في إطار بحث المشاكل الأخرى، وخاصة ” ليبيا واليمن”.

وأشار أبو الغيط في الاجتماع التشاوري أن عودة أي دولة للمشاركة في الجامعة تسبقها مشاورات وأفكار وطرح لمشروع قرار، والنظر لما هو مطلوب من الحكومة السورية، وهذا ما لم يتم التوصل إليه بعد.

أما وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، فكان قد قال في منتصف الشهر الماضي، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ليس في مركز اهتمام دمشق، خاصة بعد استعادة العلاقات مع عدد من الدول، مشيرا إلى أنه تم إعادة فتح 14 سفارة عربية في دمشق.
 

ماذا تريد روسيا من عودة سوريا للجامعة العربية؟

تعمل روسيا منذ منتصف العام 2018، على الأقل، حين أعلنت انتهاء العمليات العسكرية الأساسية في سوريا، وسيطرة دمشق على مناطق واسعة من سوريا بمساعدة روسيا والميليشيات الإيرانية، على إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية، وفق المقاييس التي تريدها.

يقول الباحث في الشأن الروسي، سامر الياس، تنظر موسكو بطبيعة الحال إلى ازدياد دورها بشكل أساسي في المنطقة بعد تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، وباتت طرفا أساسيا في الشرق الأوسط، وتسعى لتوسيع نفوذها بناء على ما تم إنجازه في الملف السوري، لذلك تعتبر سوريا مهمة لاستراتيجية روسيا للعودة إلى المياه الدافئة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضح الياس، أن استراتيجية روسيا هي الانفتاح على جميع الأطراف في المنطقة، وتمكنت خلال السنوات الماضية من بناء علاقات مع جميع الأطراف رغم التناقض الكبير بينها، واليوم أي عودة لسوريا إلى الجامعة العربية هو انتصار للسياسة الروسية، وذلك يساعدها في تحقيق أهدافها في سوريا، في تفصيل حل سياسي قريب من أهدافها، يمنع انهيار الحكومة السورية اقتصاديا ويفتح آفاقا جديدة للتعاون معها.

وأشار الياس، إلى ان روسيا تراهن على دور مستقبلي لدول الخليج في عملية إعادة الإعمار في سوريا، وإحياء الاقتصاد السوري ومنع الانهيار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السوريون، في ظل الرفض الغربي للمساهمة في هذه العملية.

كما أكد الياس، أن عودة سوريا للجامعة العربية، تخدم بشكل كبير المصالح الروسية وأهدافها التوسعية في المنطقة، ويمكن أخذ هذه الناحية في إطار أوسع، وهوالصراع بين روسيا والغرب، كما أن الوجود الروسي في منطقة شرق المتوسط بات ورقة ضغط روسية ضد الغرب.

ما إمكانات عودة سورية للجامعة العربية والدور الروسي في ذلك

هناك العديد من الاختلافات في وجهات النظر بين الدول العربية، وخاصة الفاعلة منها في قرار عودة سوريا للجامعة العربية، ففي الوقت الذي تسعر فيه دول كمصر والأردن والإمارات والجزائر لهذه العودة، ترفضه دول أخرى مالم يتم التوصل لحل ينهي المأساة السورية، وخاصة السعودية وقطر.

لذلك، وكما يقول سامر الياس، ما تزال روسيا ترسل موفديها إلى أكثر من دولة عربية، وتعمل مع العواصم العربية الفاعلة وخاصة الرياض والدوحة والقاهرة، من أجل عودة سورية إلى الجامعة العربية، وإنهاء القطيعة معها، وهذا ما اتضح من جولات لافرنتيف في زياراته المتكررة للسعودية، وجهودها في هذا الإطار.

ولكن في المقابل ترفض دمشق تقديم أي تنازلات للشعب السوري أولا، وحتى في العلاقات مع بعض الدول العربية، وخاصة بعد استعادتها السيطرة على معظم الأراضي السورية من أيدي المعارضة، وهذا ما تعتبره الدول العربية شرطا أساسيا لأي تفاهم.

لا شيء واضح حول العودة السورية للجامعة

تحاول الجزائر من خلال تصريح مسؤوليها إقناع الدول العربية بدعوة سوريا لحضور القمة العربية المقبلة في الجزائر، ويؤكد مسؤولوها على أهمية هذا الحضور، لكن في الوقت نفسه ترفض بعض الدول العربية مشاركة دمشق في القمة.

ولذلك حتى الآن لم يتم تحديد موعد للقمة العربية، على الرغم من تناقل بعض المواقع الإخبارية، ان القمة ستنعقد في آذار/ مارس المقبل، لكن في الحقيقة هذا الموعد لم تحدده أمانة الجامعة العربية، حتى بالتنسيق مع الجزائر.

شروط عديدة وضعتها بعض الدول العربية، وخاصة السعودية وقطر، لعودة سوريا للجامعة، أهمها إيقاف كل أنواع العنف في سورية، والسير بحل سياسي حقيقي وفق قرارات الأمم المتحدة، وعودة اللاجئين السوريين بطريقة طوعية، وبعد ذلك يمكن الحديث عن توافق للجامعة العربية.

وهذا ما ترفضه دمشق حتى الآن، إذ لا تريد التنازل أمام الدول العربية، وأمام الشعب السوري، وهذه الخلافات ما تجعل العودة السورية غير واضحة أبدا، وربما فكرة الحديث عن عودة قريبة ضرب من الخيال

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram