السنّة يقاطعون الحوار: ماذا ينتج؟

السنّة يقاطعون الحوار: ماذا ينتج؟

Whats up

Telegram

لم تكن الدعوة لعقد طاولة الحوار الوطني هي فكرة سياسية وليدة المرحلة الحالية. سبق وان حصلت دعوات عدّة أثناء كل الأزمات التي عصفت بلبنان، وفي كل العهود السابقة، وبرزت خصوصاً طاولة الحوار المستديرة في مجلس النواب عام ٢٠٠٦. يومها اراد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن يقرّب المسافات بين قوى لبنانية تباعدت بعد جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري عام ٢٠٠٥، وكاد البلد اثناءها أن يفرط عقده بين طوائف ومذاهب ومناطق ورؤى ومشاريع سياسية داخلية واقليمية ودولية.

يومها نجحت طاولات الحوار في نقل جزئي مرحلي للأزمات من الشارع الى الغرف المغلقة. لكنها لم تصل الى بتّ عملي للملفّات التي بقيت عالقة، ومنها ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية.

حالياً هناك ازمات تستوجب التواصل بين اللبنانيين، والجلوس على طاولة واحدة. غير ان الكلام السياسي يدور حول عدم وجود حَكَم في ظل الانقسامات الدائرة، ممّا يمنع نجاح ادارة طاولة الحوار، لكن: متى كان السّياسيون في لبنان وسطيين في مقاربة كل القضايا؟ هل كان رئيس المجلس النيابي وسطياً بملف سلاح حزب الله؟ ابداً، كان سقفه السياسي أعلى من سقف الحزب احياناً. يمكن هنا استرجاع وقائع اول جلسة لطاولة الحوار التي حضرها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والتي اظهر فيها بري موقفاً شديداً في مقاربة ملف الحزب وسلاحه مقارنة بمطالعة نصرالله الانفتاحية يومها.

هل كان رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان محايداً تجاه ذات القضيّة؟ أظهرت تصرفاته ومواقفه اللاحقة انه يتبنّى وجهة نظر قوى "١٤ آذار".

اذاً، لا مشكلة بتموضع رئيس الجمهوريّة ميشال عون حالياً، لكن أي حوار يريده الرئيس؟ ما هي الأجندة؟ فلنفترض أنّ كل العناوين ستكون قابلة للطرح، وهي مسألة طبيعيّة. لكن ماذا عن الشكل؟ إذا غاب المكوّن السنّي عن الطاولة ستكون الجلسة غير متّزنة وطنياً. وما قيمة حوار لا تحضره كل المكونات اللبنانية؟.

أبلغ رئيس أكبر كتلة نيابية سنّية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري رئيس الجمهورية انه لن يحضر، مبرراً موقفه بعدم جدوى الحوار قبل الانتخابات. ثم جاء موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امام عون، مفاده: انا احضر بصفتي رئيس حكومة، لكن لا أحضر بصفتي أحد ممثّلي المكوّن السنّي. هذا يُعتبر مقاطعة سنّية للطاولة، مما يفقدها شرعيتها بالمعنى اللبناني.

وبحسب المعلومات فإن ميقاتي سأل: ماذا سينتج عن الحوار حالياً؟ بمعنى أيّ ثمار ستُجنى من انعقاد الطاولة؟ على هذا الاساس فُهم أنّ ميقاتي لم يُشجّع عون على الدعوة لعقد حوار وطني في بعبدا حالياً.

ولنفترض أنّ الدعوة تمّت. ستذهب المكوّنات السّياسية في ظلّ مقاطعة سنّية داخلية اولاً، وعدم مواكبة اقليمية او دولية ثانياً، في عزّ انغماس الدول بأزماتها ومشاريع تسوياتها.

لذا، فإن طرح عون هو فكرة نبيلة ووطنيّة في غير موضعها، وإلاّ ستكون ثرثرة فوق الركام.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram