افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 5 كانون الثاني 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 5 كانون الثاني 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

أبو هواش يربح معركة الحرية والمقاومة تعيد معادلة الردع… وفيينا لتحرير أموال إيرانية / البلد يرقص على حبال التعطيل… والناس ترقص على صفيح الدولار وكورونا الساخن / ميقاتي والحريري يردّان على نصرالله… وفضل الله: الأوْلى بالردّ الكرامة المهدورة /

انتصر الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش على الاعتقال الإداري الظالم واللاقانوني الذي يحجز حرية خمسماية قيادي وكادر فلسطيني مقاوم لإخراجهم من معادلة الصراع، وبعد أطول صيام كامل عن الطعام امتدّ إلى 142 يوماً، نجح أبو هواش بكسر معادلة الاحتلال وفرض معادلة الحرية بقوة الإرادة والدعم الشعبي الذي حوّل قضيته الى قضية الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة والأراضي المحتلة عام 48، وصولاً لتحوّل حياته معيار لمواصلة التهدئة بالنسبة لفصائل المقاومة، تحت طائلة التهديد بالعودة الى معادلة “سيف القدس” وتساقط الصواريخ على تل أبيب إذا تدهورت صحة أبو هواش وفارق الحياة بعدما دخل في الغيبوبة.

ربح أبو هواش معركة الحرية له ولكلّ أسرى الاعتقال الإداري بتثبيت فعالية سلاح الإضراب عن الطعام، بعدما خاض الاحتلال بمستوياته الحكومية والأمنية والقضائية أشرس معركة لإسقاط هذا السلاح عبر التجاهل والتنمّر والعناد وإدارة الظهر وصولاً للعب على حافة الهاوية تحت شعار المخاطرة بموت أبو هواش أملاً بتراجعه، فكان لهم حاضراً ومعه شعبه والمقاومة في وحدة استثنائية، لم يتراجع ولم تخفت أصوات المتضامنين، ولا قبلت المقاومة المساومة، فتراجعت حكومة نفتالي بينيت، وهي تدرك أنّ هذا التراجع ليس كسواه، فهو يكرّس فعالية سلاح الإضراب عن الطعام لأسرى الاعتقال الإداري ثم لسائر الأسرى، ويكرّس معادلة الردع التي فرضتها المقاومة الفلسطينية، ويكشف زيف مزاعم القوة التي أرادت حكومة بينيت تظهيرها من خلال قضية أبو هواش لتخديم عناوين أخرى، تمتدّ من تظهير جدية التصعيد الذي تخوضه في الإقليم انطلاقاً من سورية لإثبات جهوزيتها للمواجهة، الى ما يدور حول الملف النووي الإيراني وتظهير صدقية تهديدها بالخيار العسكري، وجاء التراجع “الإسرائيلي” تأكيداً لثبات معادلة وموازين الردع القائمة، وإعادة التذكير بحالة العجز “الإسرائيلية” عن الذهاب بعيداً في ترجمة لغة التحدي الى أفعال قابلة للإستمرار.

بالتوازي وبينما كانت تل أبيب تخسر معركتها مع المقاومة وأمعاء الأسرى والحضور الشعبي الفلسطيني، كانت تخسر صورة القدرة على خوض الحروب وتحمّل التحديات وإطلاق التهديدات، بينما كانت طهران تربح إثبات قدرتها على الفوز بالمعركة التفاوضية في فيينا مع استخفافها بالكلام الأميركي والأوروبي عن قرب نفاد الوقت، والمضيّ بمواصلة تخصيب اليورانيوم على نسب مرتفعة مؤكدة إمساكها بعنصر الوقت لصالحها، ومع إدارة ظهرها للتهديدات “الإسرائيلية” بالخيار العسكري والاكتفاء بتظهير عناصر القوة والثقة بقدرة الردّ الرادع، وجاءت محادثات الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين لتفتح الباب أمام المبادرة الروسية القائمة، كما تقول مصادر متابعة للمسار التفاوضي، على دعوة واشنطن لتسريع العودة، وإطلاق مبادرات حسن نية وبناء للثقة تتمثل بالإفراج عن أموال إيرانية محتجزة بفعل العقوبات من جهة، والتعامل إيجاباً مع طلب إيران اعتبار مكتسبات مرحلة الخروج من الاتفاق بمثابة ضمانات لعدم حدوث خروج آخر، واقتراح حفظ الكميات المخصّبة من اليورانيوم لدى إيران وأجهزة الطرد المركزي الحديثة، لدى روسيا تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية، طالما أنّ مسار التفاوض حول الالتزامات والعقوبات قد قطع شوطاً مهماً، وفي هذا السياق قرأت المصادر وصول وزير خارجية كوريا الجنوبية الى فيينا لبلورة مبادرة تحرير سبعة مليارات دولار عائدة لإيران لقاء بيع كميات من الغاز لكوريا، تحتجز في بنوك كورية منذ سنوات بسبب العقوبات، وأضافت المصادر أنّ مبادرات مشابهة ستطال تحرير أموال محتجزة لدى ألمانيا والعراق لصالح إيران.

لبنانياً يستمرّ الانسداد السياسي بعجز القوى المشاركة في الحكومة عن الوصول الى تسوية لقضية المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار، ما يمنع انعقاد الحكومة دون التورّط بأزمة أكبر، بينما تبدو الدورة الاستثنائية لمجلس النواب موضوعاً للأخذ والردّ في السجال المفتوح بين الرئاستين الأولى والثانية، ومحاولات منح القاضي بيطار فرصة تنفيذ مذكرة التوقيف بحق النائب علي حسن خليل، فيما بيطار مجمّد عن العمل ومعه تحقيقاته، بعدما باتت قضيته مذكرة التوقيف بدلًا من الإعداد لإصدار القرار الاتهامي، ويتوقع وفقاً لمصادر حقوقية ان تتالى دعاوى الردّ والمخاصمة التي تطاله لإبقائه مجمّداً، بينما اللبنانيون هائمون على وجوههم تصطادهم إصابات كورونا التي سجلت رقم الخمسة آلاف وينهكهم سعر صرف الدولار الذي قفز على عتبة الـ 30 الف ليرة، دون أن يكون في الأفق ما يوحي بمعالجات، بعدما صار ثابتاً وفقاً لمصادر مالية انّ حاكم مصرف لبنان يمضي بطبع المزيد من الأوراق النقدية لتسديد الودائع بالتقسيط على أسعار صرف أقلّ من سعر السوق مصفياً الودائع والديون، وصولاً لشطب الخسائر قبل الدخول بتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وبعدما تراجعت القيمة الفعلية لرواتب الموظفين الى أقلّ من مليار دولار، والنتيجة الوحيدة لطبع العملة هو انهيار سعرها.

سياسياً جاء ردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول السعودية نقطة بداية لسلسلة ردود شارك فيها الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط وحزب القوات اللبنانية، بينما ردّ النائب حسن فضل الله على رئيس الحكومة، والرئيس الحريري بالقول كانت الكرامة المهدورة لرئاسة الحكومة من التعامل السعودي أجدر بالردّ.

وبقيت أصداء خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تتردّد في الفضاء السياسي الداخلي نظراً للمواقف العالية السقف والأولى من نوعها التي أطلقها ضد السعودية، ما يحمل بحسب مصادر مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» قراراً لدى قيادة الحزب بالمواجهة الحاسمة مع المملكة حتى النهاية وعدم التراجع حتى لو أدّى إلى رفع وتيرة الضغوط السعودية – الخليجية ضد لبنان وردود فعل وهجمة سياسية ضد الحزب من أطراف داخلية لبنانية مؤيدة للسعودية كسباً لرضاها وتقديم أوراق اعتمادهم لها علهم يلقون الدعم السياسي والمالي قبيل الانتخابات النيابية. ولفتت المصادر الى أن «السعودية لن ترضى عن لبنان بكافة الأحوال إلا إذا تحول الى «مشيخة» سعودية أو يلبّي كل شروطها السياسية في لبنان والخارج»، متسائلة عن جدوى موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المؤيد للمملكة فيما هي لم تعِرّه أي اعتبار واهتمام ولا خطت خطوة أو مبادرة باتجاه إعادة العلاقات مع لبنان الى طبيعتها؟ فيما ينقلب ميقاتي على مصلحة بلده وكرامته وسيادته لاسترضاء السعودية حرصاً على مصالحه السياسية والمالية»، متسائلة: هل غيّرت كل المواقف الداعمة للسعودية موقف المملكة من لبنان باتجاه فك الحصار المالي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي؟ وكشفت المصادر أن قيادة حزب الله تريثت بإطلاق مواقف ضد المملكة مفسحة المجال أمام المسؤولين في الدولة للرد على كلام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لكن ولما تلكأت الدولة والحكومة عن القيام بمسؤوليتها في الدفاع عن سيادتها وعن كل مكوناتها وشرائحها السياسية والشعبية بحجة تجنب الاحراج مع المملكة، اضطر السيد نصرالله للرد ورفع مستوى الخطاب والمواجهة، وأكدت المصادر أن السعودية لم يعد لديها ما تفعله ضد لبنان أكثر مما فعلت وبالتالي فقدت كل أوراقها باستثناء الابتزاز بورقة اللبنانيين العاملين في الخليج، وجزمت المصادر بأن الحزب لن يسكت بعد الآن على أي عدوان ولن يخضع لأي نوع من الضغوط والتهديدات.

 وفيما توقعت مصادر سياسية عبر «البناء» مزيداً من التوتر والتصعيد في الساحة الداخلية والتصدع في الحكومة نتيجة المواجهة الجديدة بين الحزب والمملكة وموجة ردود الفعل والانقسام السياسي الحاصل حيال العلاقات مع السعودية لا سيما بين الضاحية والرئاسة الثالثة، علمت «البناء» أن السعودية ضغطت على القيّمين على الشأنين المالي والاقتصادي في لبنان لرفع سعر صرف الدولار مساء الاثنين – الثلاثاء الى 30 ألف ليرة أيّ بزيادة 2000 ليرة خلال 24 ساعة كردّ فعل أولي على خطاب نصرالله لتحميله مسؤولية الانهيار بسعر الصرف واستدراج الغضب الشعبي عليه.

وحمل حزب الله بقوة على ميقاتي رداً على مواقفه المنتقدة لخطاب السيد نصرالله، ولفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في تصريح إلى أننا «ننتظر من دولة رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي أن يعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الإساءات المتكرِّرة من المملكة العربية السعودية ضدّ الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضدّ شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالإرهاب بما يشكله ذلك من إساءة كبرى لمقدسات هؤلاء اللبنانيين وفي طليعتها دماء شهدائهم وتضحيات مقاوميهم في وجه العدو الصهيوني».

أضاف «بدل أن يسارع دولته، الذي يفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عن من يمثل دستوريا، فإنه ارتدّ ضدّ الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكلّ ما يمثله تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، وهو ما كنَّا نربأ بدولته أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداء لرضى من يصر على الاستمرار في الاساءة إلى اللبنانيين جميعاً وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي نفسه الذي رغم كل التنازلات التي قدمها بما فيها: استقالة وزير الإعلام، وإطلاق المواقف والتصريحات التي تخالف حتى ادّعاء النأي بالنفس، والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد اتصال من سفير المملكة في بيروت خلافا لكل الأعراف الديبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب».

وبعد موقف ميقاتي، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبّر عنه مجدداً في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها السعودية، ولفت الى ان «هذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حدّ سواء».

واستنهضت السعودية القوى السياسية المؤيدة لها في لبنان للدفاع عنها والتصويب حملة واحدة على السيد نصرالله، لكسب الرضى السعودي، فخرج الرئيس سعد الحريري عن صمته الطويل وعزلته السياسية المفتوحة بتغريدة «غب الطلب»، كاتباً: «إلى السيد حسن نصرالله: إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين». وتابع: «أعلم أنك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة».

بدوره سأل رئيس ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ النائب السابق ​وليد جنبلاط​، في تصريح: «هل تقف حرب ​اليمن​ باعتبار اللبنانيين العاملين والقاطنين في ​السعودية​ منذ عقود رهائن وهل تحل الامور بالتهجم الشخصي على الاسرة المالكة؟ ماذا تريد ​ايران​ من لبنان ومن المنطقة؟ علماً أن جنبلاط ناشد المملكة صبيحة أول أمس بدعم الحريري، ما يحمل اعترافاً بأنّ السعودية تمنع الحريري من خوض الانتخابات النيابية، فمن الذي يتدخل بالسياسة الداخلية اللبنانية ايران أم السعودية؟

وفي سياق ذلك، كلّف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بإزالة الصور المسيئة الى الملك السعودي، وسفير المملكة في بيروت وليد البخاري، وكافة الصور واللافتات المسيئة للسعودية، والتي رفعت في بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت. ودعا وزير الداخلية كافة المواطنين، الى تغليب المصلحة الوطنية وتجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الإساءة الى الأشقاء العرب. فيما تساءلت مصادر في فريق المقاومة عن صمت المسؤولين عن تصريحات السفير السعودي في لبنان ومسؤولين سعوديين آخرين تطاولوا على قامة وطنية وعربية وإسلامية كالسيد نصرالله؟ ودعت الى إصدار بيان من رئيس الحكومة ووزارة الخارجية يدين هذه التصاريح اللاأخلاقية التي تصدر عن المملكة.

في غضون ذلك، لم يبرز أيّ معطى جديد عن الأزمة الحكومية التي تراوح مكانها وسط تأكيد أوساط ثنائي أمل وحزب الله لـ «البناء» بأن لا حلّ قبل استقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود وليس فقط المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، كاشفة أنّ عبّود هو رأس الأفعى الذي يدير برنامج عمل بيطار ويؤمّن له الحماية القضائية. وكشفت أيضاً عن اتجاه لدى بيطار الى تحريك مذكرة توقيف النائب علي حسن خليل بعد قرار محكمة التمييز بشأن دعاوى ردّ الطلب التي كفت يده عن الملف بانتظار قرار المحكمة وذلك لتوتير الأجواء أكثر واستدراج قوى سياسية الى الفتنة تنفيذاً لقرار خارجي بتفجير الوضع الداخلي.

في المقابل دعا تكتل لبنان القوي، بعد اجتماعه الدوري الى تفعيل عمل «المؤسسات الدستورية وفي طليعتها مجلس النواب ومجلس الوزراء». ورأى أنّ «اللامركزية الإدارية هي إطار قانوني عصري ومتطور لإدارة المناطق وتفعيل قدراتها الذاتية في الإنماء والشفافية، وهي مرتبطة حكماً باستقلالية مالية نسبية لكل وحدة من الوحدات اللامركزية. وهذا لا يتناقض مطلقاً مع النظام المركزي الذي تناط به السياسات الدفاعية والمالية والخارجية، فضلاً عن المشاريع الكبرى في الطاقة والمواصلات والاتصالات وغيرها». وأكد أن «الحملة الخبيثة ضد اللامركزية هدفها الإبقاء على النظام السياسي الريعي، القائم على غياب الشفافية والتسلط على المال العام والتحكّم بإدارته وتوزيعه مناغم ومحاصصات، وهو نظام أثبت فشله وأوصل البلاد الى الإنهيار».

ورأى أن «إدارة المجلس النيابي هي المسؤول الأول عن الإنتاجية على مستوى اللجان التي يشهد بعضها الكثير من العمل الجدي والمنتج كلجنة المال والموازنة التي التأمت اكثر من 63 مرّة في السنة. فيما لجان اخرى لم تعقد أيّ جلسة، كما على مستوى الهيئة العامة، مع الإشارة الى أنّ جلسات المساءلة التي يفترض النظام الداخلي عقدها مرة كل 3 جلسات تشريعية، لم تلتئم لو مرة واحدة».

وانتقلت المواجهة بين بعبدا وعين التينة من الصراع على تفعيل مجلس الوزراء الى الخلاف على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب وسط رفض من عون، وتوقعت مصادر نيابية لـ»البناء» أن ينجح رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتأمين الغالبية لتوقيع عريضة نيابية للطلب من رئيس الجمهورية توقيع مرسوم العقد الاستثنائي للمجلس، في ظل تأييد عدد من الكتل للعريضة كالتنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وكتل فريق 8 آذار وكتلة المستقبل، فيما أكد مصدر في الحزب الاشتراكي لـ»البناء» أن كتلة اللقاء الديمقراطي ستوقع على العريضة لأنها مقتنعة بضرورة مواكبة المجلس النيابي لهذه المرحلة الحساسة والدقيقة تشريعياً للكثير من الملفات الأساسية. فيما أشار أكد مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أن «القوات» لن توقع على العريضة لاعتبار أنه بقدر أهمية فتح دورة استثنائية ايضاً هناك أهمية لتفعيل عمل الحكومة للتصدي للأزمات الداهمة، لافتاً الى أن «القوات» لن تلبي دعوة رئيس الجمهورية للحوار لأنها تأتي عشية الانتخابات النيابية والاولوية لاجراء هذه الانتخابات وإعادة إنتاج سلطة جديدة تقود الحوار الوطني وليس مع سلطة سقطت مصداقيتها وأثبتت فشلها.

وفيما ترتفع سخونة المعركة السياسية المتعددة الأوجه والمحاور، يمضي سعر صرف الدولار بالارتفاع مسجلاً رقماً قياسياً في غضون 28 ساعة ليلامس الـ 30 ألفاً مع توقعات بتخطيه هذا الحاجر ليقفز بعده الى 35 ألفاً، ما يهدّد الامن الاجتماعي والميداني بحسب ما حذر خبراء اقتصاديون وامنيون عبر «البناء».

وبعد الارتفاع بسعر الصرف، سجلت أسعار المحروقات ارتفاعات إضافية ملحوظة ما انعكس على الأسواق الاستهلاكية، ما شكل صدمة للبنانيين الذين عبروا عن غضبهم الشديد إزاء هذا الواقع الذي لم يعد يُحتمل.

وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس في تصريح أنّ «ارتفاع اسعار المحروقات اليوم يعود الى ارتفاع اسعار النفط عالمياً وسعر صرف الدولار محلياً مقابل الليرة». وقال: رفع مصرف لبنان سعر صرف الدولار المؤمَن من قبله لاستيراد %85 من البنزين من 23200 الى 23500 ليرة. اما سعر صرف الدولار المعتمد في جدول تركيب الأسعار لاستيراد  %15 من البنزين والمحتسب وفقاً لأسعار الاسواق الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً، احتسب بمعدل 28787 بدلاً من 27317 ليرة». وبشر براكس بأنّ «اسعار المحروقات المقبلة ستشهد ارتفاعات جديدة وعلينا ان نتوقع وصول سعر صفيحة البنزين الى 400 الف». بدوره، اعتبر ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا ان «سبب ارتفاع اسعار المحروقات هو التوتر في الخطابات والدولار السياسي الذي اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم، وقلنا في السابق اننا ذاهبون الى الهاوية وفي النهاية المواطن هو الذي يدفع الثمن».

الى ذلك، أكد السفير الإيراني في لبنان، محمد جلال فيروزنيا، «وقوف الجمهورية الاسلامية الإيرانية دائماً وأبداً الى جانب لبنان الشقيق، شعبا وحكومة ومقاومة، حيث بذلت كلّ ما بوسعها في هذا المجال». وشدّد خلال احتفال أقامته السفارة الإيرانية للذكرى السنوية الثانية لاغتيال قاسم سليماني ورفاقه في الغبيري، على أننا «ما زلنا على عهدنا في تقديم الدعم والمساندة للبنان في مختلف المجالات المتاحة. كما أنّ دعمنا المقترح للبنان ليس مشروطاً ومستعدون تماما لمساعدة لبنان، حكومة و شعبا، للخروج من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها حاليا».

........................................................................................................
افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

انطلاق السعار الانتخابي ضد المقاومة


فجأة، وبسحر «طويل العمر»، استفاقت الجوقة كلها في أجواء يرجح أن تزيد الأزمة السياسية تعقيداً، وتمدّد عمر الأزمة الحكومية المفتوحة منذ ثلاثة أشهر.

«سعار» ضد المقاومة، هو أقل ما يمكن أن توصَف به المواقف التي أُطلقت رداً على ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على اعتداء ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بوصفه المقاومة بالإرهاب. الطمع في رضا المملكة، عشية الانتخابات وما تتطلّبه من مصاريف، أيقظ الجميع من سباتهم تذللاً وتزلّفاً، معتمدين المنطق السعودي نفسه في ابتزاز اللبنانيين المقيمين في دول الخليج في لقمة عيشهم.
رئيس حكومة «معاً لإنقاذ كرامة المملكة» نجيب ميقاتي كان أول من سدّد سهماً ضد المقاومة، فور انتهاء نصرالله من خطابه، مخرجاً حزب الله من «التنوع اللبناني»، في استمرار للدونية التي يتعاطى بها مع مملكة القهر منذ افتعالها الأزمة الديبلوماسية مع لبنان، وإصراره على إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي مقابل «مكرمة» هاتفية. وبحسب مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، فإن ميقاتي وصله جواب على ما قاله، وبأنه «لن يمر مرور الكرام».
سعد الحريري الذي يكاد اللبنانيون ينسونه، صوتاً وصورة، رمى أيضاً بسهمه طمعاً في أن «يُشهد له عند الأمير»، مذكّراً بأن السعودية التي «احتضنته» في 4 تشرين الثاني 2017 وأجبرته على الاستقالة، «احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم مقوّمات العيش الكريم». ونبّه من أن «التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح أهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة».
وليد جنبلاط، الطامح إلى نيل حظوة ملكية تماثل حظوة سمير جعجع، أخرج ما في جعبته من أسئلة، لم يكن سؤال «إلى أين» من بينها، وإنما «هل تقف حرب ​اليمن​ باعتبار اللبنانيين العاملين في ​السعودية​ منذ عقود رهائن؟» و«ماذا تريد ​إيران​ من لبنان ومن المنطقة؟»، وكأن من كان يتحدث أول من أمس إيراني لا يتكلم العربية، ولم يكن يردّ على اعتداء سعودي على أكبر الأحزاب اللبنانية وعلى شريحة واسعة من اللبنانيين.

وأدلى فؤاد السنيورة، صاحب جريمة الـ 11 مليار دولار بدلوه أيضاً في وصف كلام نصرالله بـ «الجريمة الموصوفة بحق لبنان واللبنانيين، وبما يعرض مصالحهم الوطنية للخطر»، متهماً نصرالله بأنه «يمعن في خنق لبنان وإقفال الأبواب والمنافذ عليه فوق ضائقته الاقتصادية والمعيشية والسياسية».
حزب الله، من جهته، لم يلتزم الصمت كعادته. فتولى بعض نوابه الرد على حملة التزلف للرياض. فقال النائب حسن فضل الله في بيان: «كنَّا ننتظر من رئيس الحكومة أن يُعلي من شأن الانتماء الوطني، وينتفض لكرامة وطنه في وجه الإساءات المتكرِّرة من ​السعودية​ ضد الشعب اللبناني»، لافتاً إلى أنه «بدل أن يُسارع دولته، الذي يُفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عن من يمثل دستورياً، فإنه ارتد ضد الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب، بكل ما يمثله تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً». وأكد أن «انتماء المقاومة إلى وطنيتها اللبنانية لا يحتاج إلى شهادات بلبنانيتها، لأنها تمثل الانتماء الحقيقي الصادق لوطنها»، و«أكثر ما يسيء إلى لبنان ودوره ونديَّة علاقاته الخارجية، هو تخلي بعض مسؤوليه عن واجبهم الوطني في الدفاع عن دولتهم ومصالح شعبهم، وعدم الإقلاع عن مهاتراتهم، وتسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدّموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم». فيما غرّد النائب إبراهيم الموسوي عبر «تويتر»: «بئس الزمن الذي يطالب فيه البعض المقاومة بأن تكون جزءاً من التنوع اللبناني، هي التي حمت وضحت بدماء شهدائها وأرواحهم كي يبقى الوطن». وتوجّه إلى ميقاتي من دون أن يسميه: ««كلامك المتملق يمثّلك ويلزمك وحدك. وهو إساءة وإهانة لك قبل أن يكون كذلك لكل لبناني وطني شريف».
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من جهته، أكد «أننا نحرص على علاقات لبنان العربية والدولية لا سيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية»، لكنه شدّد على أن «هذا الحرص يجب أن يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء».

....................................................................................................................

افتتاحية صحيفة النهار

“حزب الله” يشعل الجبهتين وعون يتماهى وحليفه

لو كان في لبنان دولة طبيعية بالحدود الدنيا لمفهوم الدولة لكان الحدث المخيف امس تمثل في ارقام مفزعة تصاعدية سواء في تفشي جائحة كورونا مع بلوغ الإصابات رقما قياسياً مخيفاً هو 5087 إصابة و19 حالة وفاة، ام على الصعيد المالي والاقتصادي حيث اخترق الدولار في السوق السوداء سقف الثلاثين الف ليرة وألهب معه أسعار المحروقات كما الأسعار الاستهلاكية كافة. ولكن في “لادولة” لبنان تقدمت “فتنة” التآمر على مصالح لبنان كل ما يتصل بكارثة الانهيار، بل شكلت هذه الفتنة بعينها مسبباً من مسببات التفلت اللاهب للدولار بعدما اشتعلت البلاد بأوسع موجة من السجالات والحملات المتبادلة مهددة بمزيد من الاشتباكات السياسية والتعقيدات الإضافية في ازمة شل الحكومة كما باستعار المعارك العلنية والضمنية بين الرئاسات. وليس خافياً ان الهجوم المقذع الذي افتعله وفجره الأمين العام لـ”#حزب الله ” السيد حسن نصرالله مساء الاثنين على المملكة العربية السعودية وعاهلها الملك سلمان بن عبد العزيز سواء كان بأمر عمليات إيراني مباشر ام بتطوع اندفاعي من نصرالله وحزبه قد حقق هدفين على الأقل يبدو واضحا ان الحزب خطط لهما : عربيا وإقليميا إعادة التخريب بقوة على كل المساعي والجهود لاحتواء تداعيات تورط الحزب في الحرب اليمنية ضد السعودية، وتاليا تمزيق محاولات احتواء الخراب اللاحق بعلاقات لبنان مع السعودية والدول الخليجية. ولبنانيا تسعير التوترات السياسية بل أيضا الطائفية والمذهبية على خلفية انكشاف الوضع السلطوي والحكومي كأنه منعدم الوجود امام التسلط الذي يبيح الحزب لنفسه الامعان في التباهي به، الامر الذي اطلق في وجهه ردود فعل وإدانات واسعة ولكنها تبقى من دون الأثر اللازم والغطاء الرسمي الضروري لتصويب الخلل الكبير، اذ يكفي ان يأتي تعليق رئيس الجمهورية #ميشال عون امس على هذا الموضوع على طريقة ” بدل ما يكحلها عماها “من خلال موقفه المائع ومساواته السعودية بحليفه “حزب الله”.

وبدا واضحا ان موقف نصرالله لم يقف في استهدافاته عند حدود المنصة الخطابية التي خطط لها في ذكرى مقتل قاسم سليماني كمحطة استعراض للنفوذ الإيراني الآخذ في استرهان الساحة اللبنانية فيما تنصرف طهران الى التفاوض مع “أعداء” ذراعها اللبناني، بل تطور سلبا في اتجاه تعقيد الازمة الحكومية من خلال رد اتسم بحدة عالية على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علما ان هذه التطورات جاءت وسط معلومات مؤكدة توافرت لـ”النهار” عن مشاورات وجهود كانت جارية لإيجاد تسوية تكفل عودة احياء جلسات مجلس الوزراء، ومن غير المؤكد ما اذا كان التصعيد الواسع الأخير قد أطاح هذه المحاولة. كما ان افتعال التصعيد الجنوني ضد السعودية وتحميل تبعته للبنان بكامله استكمل بمشهد شعبي في الشارع اذ اعلن مساء امس ان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي “كلف المديرية العامة لقوى الامن الداخلي إزالة الصور المسيئة الى جلالة الملك السعودي وسفير المملكة في بيروت وكل الصور واللافتات المسيئة التي رفعت في بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت”. ودعا الوزير مولوي “جميع المواطنين الى تغليب المصلحة الوطنية وتجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الإساءة الى الأشقاء العرب”.

عون والحليف

غير انه غداة موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرافض لما قاله نصرالله، اتسم موقف رئيس الجمهورية ميشال عون بميل مكشوف الى مسايرة حليفه اذ وزع موقف له “اعرب فيه عن تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، ولفت الى ان هذا الحرص يجب ان يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء”.

 

وعكست موجة الادانات الواسعة لموقف نصرالله واقع التسلط الذي يمارسه، وكان ابرز ما سجل في هذا السياق إعادة الاشتباك الإعلامي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله ” بعد خروج الرئيس سعد الحريري عن صمته اذ وجه رسالة مباشرة الى نصرالله قال فيها : “إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه… السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان .. أعلم أنك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة”.


 وبدوره سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “هل تقف حرب اليمن في اعتبار اللبنانيين في المملكة العربية السعودية رهائن وهل تحل الامور من خلال التهجم الشخصي على الاسرة المالكة؟. وسأل: “الى اين تذهب بنا الجمهورية الاسلامية وماذا تريد من لبنان والمنطقة؟”.

وفي حديث الى محطة سكاي نيوز العربية تبثه اليوم قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان السياسة العدائية لحزب الله لا تخدم مصلحة الشعب اللبناني بقدر ما تخدم مصالح ايران في المنطقة وقد تؤدي الى عزل لبنان اكثر عن محيطه العربي . وانتقد سياسات الحزب العدائية تجاه السعودية ودول الخليج .


 كما ان الامين العام ل”تيار المستقبل” احمد الحريري توجه إلى نصرالله قائلا: “من كان حزبه قاتلاً وقتله موثقا أقله في إغتيال الرئيس رفيق الحريري ليس له أن يتهم المملكة بالإرهاب وهي كانت أول من إكتوى بناره.”.

يشار في سياق اخر الى ان نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش اعلن مساء امس أن الرئيس سعد الحريري سيعود بعد أيام وسيكون في لبنان في ذكرى 14 شباط وسيعقد اجتماعات مع الكتلة النيابية وكوادر “تيار المستقبل” لاتخاذ القرار النهائي حول الانتخابات.

 وفي المقابل واصل الحزب تصعيده حاملا هذه المرة على الرئيس ميقاتي الذي هاجمه النائب حسن فضل الله قائلا “بدل أن يسارع دولته، الذي يفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عمن يمثل دستوريا، فإنه إرتد ضد الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكل ما يمثله تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، وهو ما كنَّا نربأ بدولته أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداء لرضى من يصر على الاستمرار في الاساءة إلى اللبنانيين جميعا وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي نفسه الذي رغم كل التنازلات التي قدمها بما فيها: استقالة وزير الاعلام، وإطلاق المواقف والتصريحات التي تخالف حتى إدعاء النأي بالنفس، والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد اتصال من سفير المملكة في بيروت خلافا لكل الأعراف الديبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب”.

الدورة الاستثنائية

في غضون ذلك تواصل العمل على جمع تواقيع الأكثرية النيابية على عريضة تطالب بفتح دورة استثنائية ل#مجلس النواب. وأفادت المعلومات ان اكثر من أربعين نائبا كانوا وقعوا العريضة حتى مساء امس وان العريضة ستكفل تجاوز عدد الموقعين الـ65 نائبا وربما تصل الى سبعين. غير ان حزب “القوات اللبنانيّة” اكد انه لن يوافق على فتح دورة استثنائيّة إلا إذا عاودت الحكومة عقد جلساتها. وفي هذا السياق اعلن رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان ان “تفعيل عمل جميع المؤسسات الدستورية من حكومة ومجلس نواب مسؤولية واجب وطني لم يعد جائزا التهرب منه، لا سيما في الظروف المأسوية التي نعيشها. المطلوب عودة الحكومة الى الاجتماعات فوراً وبالتوازي فتح دورة إستثنائية للمجلس النيابي فيتكامل عمل المؤسسات خدمة لمصالح الناس”.

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

الردود على نصرالله ترفض اختطاف إيران للبنان

عون لـ”نداء الوطن”: معارضة بري “مُضرّة” وعلى “حزب الله” أن يختار!

 

لا شك في أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “كان يعلم” أنّ هجومه المباشر على خادم الحرمين الشريفين، سيزيد طين المستنقع اللبناني بلّة وسيرفع منسوب الاختناق في رمال أزمات البلد المتحركة والمتمددة داخلياً وعربياً، لكنه رغم ذلك آثر اعتلاء ذكرى قاسم سليماني لتوجيه “ضربة قاصمة” لظهير لبنان العربي، وإعلاء راية “كلّنا قاسم” فوق راية “كلنا للوطن”… حتى بدا كمن يرتقي بذكرى اغتيال سليماني إلى مستوى “إشهار” السطوة الإيرانية على الساحة اللبنانية من دون منازع ولا شريك!

أما من يعارض ويعترض، فمصيره محكوم واتهامه محتوم بالتخاذل والافتقار إلى “الكرامة والعزة” كما كان ردّ “حزب الله” على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي… في حين وازن رئيس الجمهورية ميشال عون في موقفه من كلام نصرالله بين تجديد الحرص والتمسك بالعلاقات اللبنانية – العربية وبين التشديد على وجوب أن يكون “هذا الحرص متبادلاً”، وفق تعبير عون في بيان مقتضب أمس، قبل أن يؤكد في دردشة مع “نداء الوطن” تفضيله “تخفيف اللهجة” حيال السعودية من دون أن يبدي في المقابل أي تخوف من خطوات تصعيدية جديدة تجاه لبنان لاعتباره أنّ المملكة “مارست أقسى ما لديها منذ 2017 لغاية اليوم”.

وانطلاقاً من ضرورات الحوار “لتهدئة الأجواء الداخلية تمهيداً لحث الدول الخارجية على مساعدة لبنان”، يتلقّف عون بإيجابية كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة للحوار “ولو أنّ من يدور في فلكه لا يزال متردداً”، لكنه في الوقت عينه لا يخفي حجم الأضرار التي نتجت عن معارضة بري لعهده، مشدداً في حديثه لـ”نداء الوطن” (ص 2) على أنّ هذه المعارضة كانت “مضرّة للبلد وعطّلت القوانين في مجلس النواب”، مع تأكيده في ما يتصل بالعلاقة مع “حزب الله” على أحقية مطالبة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل “حزب الله” بأنّ عليه اليوم “أن يختار بين (تفاهم) مار مخايل الذي حقق الاستقرار للبلد و(مشهدية) الطيونة”.

 ورغم كل ما حصل من انهيار، لا يزال رئيس الجمهورية يعتبر أنّ “انجازات عدة تحققت” في عهده، واصفاً الكلام عن وجود “رئيسين في بعبدا” بأنه “كذب وقلة أدب”، وقال: “كل القصة أنهم لا يريدون الاعتراف بجبران، وكلما أرادوا منه شيئاً قصدوني لأتدخل في أمور تعنيه كرئيس للتيار الوطني الحر ولأكبر كتلة نيابية وكنت أقول لهم راجعوا جبران حتى ركّبوا لي قصة قوم بوس تيريز”.

وإذ يبدي ثقته بأنّ “التيار سيحافظ على حضوره القوي” في الانتخابات النيابية المقبلة، يؤكد عون في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي أنه “لأي كان الحق في أن يطمح للرئاسة (…) وإذا كان باسيل طامحاً للرئاسة فيجب أن يكون كفوءاً لكنهم يخافون منه لأنه تربيتي ولا يقايض”.

 بالعودة إلى موجة الردود الوطنية على هجوم نصرالله على القيادة السعودية، وبينما برز تداول مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع زوار دار الفتوى أمس في مسألة “التطاول على خادم الحرمين الشريفين والإساءات التي وجهت إليه وإلى المملكة العربية السعودية وضرورة دعم موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا الاطار”، توالت المواقف السياسية المنددة بكلام نصرالله والمتقاطعة عند تأكيد رفض اختطاف إيران للبنان وسلخه عن هويته العربية.

وفي هذا السياق، برز موقف عالي السقف توجه به الرئيس سعد الحريري مباشرة “إلى السيد حسن نصرالله” مؤكداً أنّ “من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان”، وحذر من أنّ “التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة”. كذلك وصف الرئيس فؤاد السنيورة خطاب نصرالله بأنه “كان خطاباً إيرانياً بكل معنى الكلمة، كمن يعبر عن فقدان الصبر الإيراني بالصراع القائم والاشتباك مع الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا، وتراجع دور إيران في اليمن، واشتباكها أيضاً مع دول الخليج العربي، وتراجع مشروعها في العراق وسوريا بسبب اصطدامها بالحقائق البشرية والجغرافية وبقانون الطبيعة”.

واستغرب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اعتبار نصرالله اللبنانيين العاملين في دول الخليج بمثابة الرهائن، متسائلاً: “هل تقف حرب اليمن باعتبار اللبنانيين العاملين والقاطنين في المملكة منذ عقود رهائن وهل تحل الأمور بالتهجم الشخصي على الأسرة المالكة”، وختم تغريدته التي أرفقها بصورة لعود مشتعل قرب علبة كبريت، طارحاً علامة استفهام كبيرة: “ماذا تريد إيران من لبنان ومن المنطقة؟”. كما شدد النائب نهاد المشنوق على أنّ “حزب الله” يختطف لبنان كله، مبدياً تعجبه “ممن يختطف بلاداً بكاملها ويعتقل الدستور ومؤسساته بالتعطيل ويحتجز شعباً بقوّة السلاح والايديولوجيا الإيرانية، أن يصف المقيمين في السعودية بأنّهم رهائن”.

وفي المقابل، واكب “حزب الله” ميدانياً هجوم أمينه العام على السعودية عبر رفع صور في الضاحية الجنوبية للعاهل السعودي والسفير السعودي في لبنان موصومة بعبارة “أنتم الإرهاب”، وذلك بالتوازي مع شنّ نواب “الحزب” هجوماً حاداً على رئيس الحكومة رداً على موقفه الرافض لكلام نصرالله بحق السعودية، بحيث توجه النائب ابراهيم الموسوي في تغريدة إلى ميقاتي من دون أن يسميه بالقول: “كلامك المتملق يمثلك ويلزمك وحدك”، وتوجه النائب حسن فضل الله بالاسم إلى رئيس الحكومة معتبراً أنه ارتكب “خطأ فادحاً استجداءً لرضى” السعودية، واضعاً البيان الذي أصدره ميقاتي تعليقاً على كلام نصرالله في خانة “تسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم”.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

رفض لبناني واسع لهجوم نصر الله على السعودية

الحريري لـ«حزب الله»: تريدون لبنان رهينة لإيران

 

لاقت مواقف أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله التصعيدية تجاه دول الخليج والمملكة العربية السعودية ردود فعل مستنكرة من قبل رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي وعدد كبير من السياسيين.

وأعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن «تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الأخيرة إلى اللبنانيين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية»، لافتا إلى أن «هذا الحرص يجب أن يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء».

بدوره توجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى نصر الله قائلا: «التاريخ لن يرحمكم». وكتب على حسابه على تويتر «إلى السيد حسن نصر الله: إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح أبنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين أهلها منذ عشرات السنين»، مضيفا «السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة إيران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان».

وتابع «أعلم أنك لن تتراجع عن أساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم أن التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح أهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة».

كذلك أدان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، موقف نصر الله معتبرا «أن كلامه بحق السعودية في هذه الظروف والمعطيات اللبنانية والعربية هو بمثابة ارتكاب جريمة موصوفة بحق لبنان وحق اللبنانيين، وبما يعرض مصالحهم الوطنية للخطر».

ووصف السنيورة كلام نصر الله بـ«الخطاب الإيراني بكل معنى الكلمة، وأنه كان كمن يعبر عن فقدان الصبر الإيراني بالصراع القائم والاشتباك مع الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا، وتراجع دور إيران في اليمن، واشتباكها أيضا مع دول الخليج العربي، وتراجع مشروعها في العراق وسوريا بسبب اصطدامها بالحقائق البشرية والجغرافية وبقانون الطبيعة».

وأكد «أن أي لبناني يفكر بمصلحة بلاده ومواطنيه لا يتصرف كما تصرف السيد نصر الله في هذه الظروف الصعبة، وهو بالتالي معرض لأن يدان أشد الإدانة من الرأي العام والشعب اللبناني قاطبة على هذا التصرف»، لافتا إلى أن «نصر الله بكلامه الجائر والمفتري عن المملكة العربية السعودية إنما يمعن في خنق لبنان وإقفال الأبواب والمنافذ عليه فوق ضائقته الاقتصادية والمعيشية والسياسية، وهو في هذا الفعل المتقصد إنما يقدم فاتورة لوليه الإيراني المتغول للسيطرة على المنطقة وإرهاب الدول العربية وإرباكها، وذلك على حساب لبنان واللبنانيين الذي يتسبب لهما بالمزيد من الأوجاع والآلام».

بدوره رفض رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان موقف نصر الله وقال: «هل هذا الموقف هو بالنيابة عن إيران أم ضدها، أو توخي مصلحة اللبنانيين والتماهي مع سياسة الدولة، أم هو لمعاكستها ولتخريب علاقاتها، أم لكل هذه الأمور مجتمعة؟». واعتبر سليمان في ختام بيانه «أن غالبية الشعب اللبناني ترفض هذا الموقف وترى فيه ضررا كبيرا على لبنان، وتدميرا للعلاقة مع السعودية التي أحبت لبنان من دون غاية».

وسأل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في تغريدة على «تويتر»: هل تقف حرب اليمن باعتبار اللبنانيين العاملين والقاطنين في المملكة منذ عقود رهائن، وهل تحل الأمور بالتهجم الشخصي على الأسرة المالكة؟ ماذا تريد إيران من لبنان ومن المنطقة؟

وغرد النائب فؤاد مخزومي عبر حسابه على «تويتر»: «من يأخذ اللبنانيين رهائن هم أنتم يا (حزب الله). افتراءاتكم على المملكة العربية السعودية أصبحت أسطوانة قديمة وما عادت تنطلي على أحد. مفاخرتكم بالمال والسلاح الإيراني هي العمالة بعينها واستعمال سلاحكم ضد شعبكم والدول العربية هو الإرهاب بذاته».

كما قال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور في تصريح: «لم تعد الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وقيادتها وإلى علاقات لبنان العربية مجرد موقف عرضي على ضفاف موقف إقليمي عام، بل من الواضح أنها سياسة معتمدة بهدف تدمير هذه العلاقات وإيقاع لبنان في الشرك الإيراني الذي ينصب له، والنظر إليه كساحة من ساحات الإقليم وليس كوطن لا بل تقديمه كساحة تفتدي الساحات الأخرى لمصلحة إيران من سوريا إلى العراق إلى اليمن».

وأضاف «مواقف حزب الله وسياساته الإقليمية باتت عبئا على لبنان لا يحتمل، ولا تستقيم مواطنة في ظل أخذ الوطن رهينة من قبل طرف فيه لأمور لا تمت لانتماء لبنان بصلة ولا مصلحة له فيها ولا قدرة له عليها».

وسخر النائب المستقيل في حزب الكتائب إلياس حنكش من كلام نصر الله واتهامه السعودية بأخذ اللبنانيين الموجودين على أرضها رهينة، قائلا: «الرهائن في الخليج يخططون للمستقبل وفي بلاد الممانعة مذلولون».

وكتب على حسابه على تويتر قائلا: «سألت أصدقائي (الرهائن) في الخليج عن معاناتهم اليومية في بلاد اعتقالهم وعن جلادهم الظالم، فهم ينعمون براحة البال وبحياة كريمة، منتجة، متطورة تواكب العصر، يخططون لمستقبل أفضل لأولادهم أما بلاد الممانعة و(الانتصارات) والعزة فهم بين الحياة والموت، فقراء، مذلولون قلقون على مستقبلهم».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 الانقسام السياسي يدفع الى الاستثمار الانــتخابي… والدولار يرتفع بهلوانياً

لم يكن اليوم الرابع من السنة الجديدة أمس أفضل ممّا سبقه، اذ بدت البلاد ماضية الى مزيد من الانقسام السياسي على وقع انتظار المفاوضات الجارية في شأن الازمات الاقليمية وبدء بعض الافرقاء السياسيين بالاستثمار السياسي في اي موقف داخلي تحضيراً للاستحقاقات النيابية المقررة في ايار المقبل، من مثل موجة الاعتراض على المواقف التي اعلنها الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله من المملكة العربية السعودية التي جاءت ردا على وصف المملكة «الحزب» بالارهابي ودعوتها القوى السياسية الى انهاء «هيمنته» على الدولة. ويرى المراقبون ان هذه الاجواء الانقسامية السائدة على مستوى اهل السلطة او على مستوى القوى السياسية المتناحرة ستزيد من تفاقم الازمة الاقتصادية والمالية اكثر فأكثر بدليل عودة الدولار الاميركي الى ارتفاعه حيث بلغ عتبة الـ30 الف ليرة، وكذلك ستحول دون تمكّن الحكومة من تحقيق أي انجاز ملموس في اطار خطة التعافي وغيرها، بحيث لا يعلو اي صوت سوى صوت الانتخابات فقط. في الوقت الذي سجل عداد الاصابات بفيروس كورونا امس رقما قياسيا بلغ 5087 اصابة جديدة و19 حالة وفاة.

على وقع التطورات المتلاحقة تراجع الكلام عن استمرار السعي الى حل لقضية المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار بما يفسح في المجال لعودة مجلس الوزراءالى الانعقاد، اذ اكد مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» ان «لا حل ولا جلسة ولا من يحزنون وقد بات الاهتمام في مكان آخر، وما التوتر المستجد بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و«حزب الله» سوى سبب اضافي لتعميق الازمة على رغم من ان «حزب الله» ابلغ الى المعنيين انه لا يتجه الى تعقيد الامور. وابدى المصدر خشيته من الانعكاس المباشر للخلافات السياسية على الحكومة حيث اصبح من الصعب تجنيبها ما يحصل، مؤكدا ان الجهود الحالية التي يبذلها البعض تَنصبّ في اتجاه تأمين الاجواء المناسبة لاطلاق عجلة الانتخابات خصوصاً ان مؤشرات تصعيد خطيرة بدأت تطل برأسها وتتزامن مع تخطي الدولار عتبة الثلاثين الف ليرة رغم تعاميم مصرف لبنان المركزي.

في هذه الأجواء الملبدة وعلى وقع المواقف التي حفلت بها الايام القليلة المنصرمة يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتشاور معه في التطورات الجارية على اكثر من مستوى.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان جدول اعمال اللقاء بين الرجلين سيكون حافلا بالقضايا المتشعبة والخطيرة المطروحة على اكثر من مستوى، فهو الاول بينهما هذه السنة ويأتي في سياق مرحلة حافلة بالمواقف المتناقضة بينهما خصوصاً ازاء مجموعة الملفات المعقدة ليس أقلها الخلاف حول ما يمكن وما يجب القيام به لإحياء جلسات مجلس الوزراء، فلكلّ منهما رأيه وموقفه ولم يظهر ان هناك ما يجمع بينهما سوى موقفهما الموحد الذي عبرت عنه بيانات صدرت عنهما في الساعات القليلة الماضية عندما التقيا على رفض مضمون مواقف الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله من العلاقات اللبنانية مع دول الخليج العربي بعد الهجوم العنيف على المملكة العربية السعودية بحيث انهما اضطرا الى التبرؤ من مضمون هذه المواقف بعد تقييم سلبي لشكلها وتوقيتها.

وقالت هذه المصادر ان المناقشات الحادة التي شهدتها الايام القليلة الماضية، والتي تمحورت حول مجموعة العناوين التي أشار إليها رئيس الجمهورية في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين، رفعت من منسوب التوتر على الساحة الداخلية ما بات يستوجب اتخاذ موقف منها على مستوى رئيسي الجمهورية والحكومة فهما من المعنيين بهذه العناوين مباشرة في وقت لا زال خلافهما قائماً حول معظمها، كما بالنسبة الى قضايا اخرى تتصل بالتحضيرات الجارية للمفاوضات المقبلة مع صندوق النقد الدولي والتدقيق الجنائي والى ما هنالك من قضايا ما زالت موضوع بحث وجدل ولم يحصل توافق نهائي حولها.

وفي حال تناول البحث موضوع فتح دورة استثنائية لمجلس النواب قالت مصادر بعبدا لـ«الجمهورية» ان كل ما يحكى حول هذه الخطوة لا أساس له من الصحة، فلم يفاتح أحد رئيس الجمهورية في موضوع هذه الدورة حتى هذه اللحظة واّن ما نقل عن لسانه لجهة رفضه توقيع مرسوم فتحها ليس صحيحاً فعند طرح الموضوع يمكن اتخاذ أي موقف.

وتعليقاً على الحديث عن عريضة نيابية تطلب فتح الدورة التشريعية والتي باشر بعض الكتل المعارضة لعون توقيعها، قالت المصادر لـ«الجمهورية»: «ننتظر ترجمة هذا الحديث الذي اطلعنا عليه في الصحف ليبنى عليه ما ينبغي من قرارات».

وعن الدعوة الى طاولة الحوار الوطني التي يمكن عون ان يوجهها قالت المصادر «ان رئيس الجمهورية ما زال يستقصي المواقف منها وقد يكون توجيه الدعوة اليها لا زال مبكرا قبل ضمان نتائجها. فعناوينها وطنية كبرى لا يمكن تفسيرها بأنها لتعويم فلان او علّان، علماً ان الدعوة الى طاولة حوار هذه المرة هي لدوافع إنقاذية وليست سياسية، وعلى هذه الأسس يجب النظر إليها عند البحث في الاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي ومصير اعمال مجلس الوزراء واللامركزية الادارية على مسافة أشهر من نهاية ولاية رئيس الجمهورية ولا يمكن تفسيرها لغايات شخصية كما يحاول البعض ان يصورها».

وكان اللافت امس الازمة التي نشأت بين ميقاتي و«حزب الله» على خلفية موقفه المعارض لحملة السيد نصرالله في خطابه امس الاول على السعودية رداً على وصفها «حزب الله» بأنه «إرهابي»، وفي هذا الاطار علّق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله على موقف ميقاتي قائلاً: «كنَّا ننتظر من دولة الرئيس أن يُعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الاساءات المتكرِّرة من المملكة العربية السعودية ضد الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضد شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالإرهاب، بما يشكّله ذلك من إساءة كبرى لمقدسات هؤلاء اللبنانيين وفي طليعتها دماء شهدائهم وتضحيات مقاوميهم في وجه العدو الصهيوني». واضاف: «على رغم كل التنازلات التي قدمها الرئيس ميقاتي بما فيها: استقالة وزير الاعلام، إطلاق المواقف والتصريحات التي تُخالف حتى ادعاء النأي بالنفس، والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد اتصال من سفير المملكة في بيروت خلافاً لكل الأعراف الدبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب». واعتبر انّ «أكثر ما يُسيء إلى لبنان ودوره ونديَّة علاقاته الخارجية هو تَخلّي بعض مسؤوليه عن واجبهم الوطني في الدفاع عن دولتهم ومصالح شعبهم، وعدم الاقلاع عن مهاتراتهم، وتسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم».

وكانت مواقف السيد نصرالله قد تفاعلت في الاوساط الرسمية والسياسية، وأكد رئيس الجمهورية في تغريدة عبر تويتر «حرص لبنان على العلاقات العربية والدولية لا سيما مع دول الخليج وفي مقدمها السعودية»، لافتا إلى أن «هذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء».

الحريري وجنبلاط

وخرج الرئيس سعد الحريري عن صمته ليدلي بدلوه مُجارياً كلّاً من عون وميقاتي في رفضهما مواقف نصرالله فغرد عبر «تويتر» كاتباً: «إلى السيد حسن نصرالله: إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين».

وأضاف: «السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. مَن يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان». وختم: «أعلم أنك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة».

وبدوره، غرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»، كاتباً: «هل تقف حرب اليمن في إعتبار اللبنانيين العاملين والقاطنين في المملكة منذ عقود رهائن وهل تحل الامور بالتهجم الشخصي على الاسرة المالكة؟». وسأل: «ماذا تريد ايران من لبنان ومن المنطقة؟».

«لبنان القوي»

وفي المواقف اعلن تكتل «لبنان القوي» خلال اجتماعه الدوري في مقره العام أمس «الإستعداد الكامل لتلبية طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية لمناقشة ثلاثية اللامركزية الإدارية والمالية والإستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي». وإذ اعتبر أن «المؤسسات الدستورية وجدت لتعمل، وفي طليعتها مجلس النواب ومجلس الوزراء»، اكد «ضرورة تفعيل عمل هذه المؤسسات بكل الوسائل الدستورية الممكنة».

وفي حين استغرب «حملة التشويه والافتراء التي يشنّها البعض على اللامركزية الإدارية والتي تم الاتفاق عليها في وثيقة الوفاق الوطني»، رأى أنّ «الحملة الخبيثة ضد اللامركزية هدفها الإبقاء على النظام السياسي الريعي القائم على غياب الشفافية والتسلط على المال العام والتحكم بإدارته وتوزيعه مغانم ومحاصصات، وهو نظام أثبت فشله وأوصَل البلاد الى الإنهيار».

الدولار يكسر المحظور

مالياً، كسر الدولار المحظور مرة أخرى أمس وحقق رقما قياسيا جديدا ودراماتيكيا بعدما وصل أمس الى سقف الـ30 الف ليرة، فيما القوى السياسية منشغلة بسجالاتها ونزاعاتها التي لم تعد تهم المواطن في شيء.

وقمة المأساة ان الدولار يواصل ارتفاعه البهلواني من دون إعطاء «ضحاياه» اي «مظلات» تعينهم على هبوط آمن او أقله محدود الخسائر، إذ لا البطاقة التمويلية أصبحت جاهزة، ولا الحد الأدنى للأجور ارتفع ولا الأسواق الفالتة تخضع للرقابة والضبط لحماية المستهلك من جشع بعض التجار، ولا الودائع المصرفية المحتجزة تحررت ولا الحكومة قادرة على الاجتماع، بحيث صار اللبناني المتروك يواجه يومياته باللحم الحي، في حين أنّ المسؤولين عنه وأمامه يخوضون معارك كسر عظم حول أجندة منفصلة عن هموم الناس واهتماماتهم.

وعلى وقع التدهور المستمر في سعر الصرف، تخوفت اوساط سياسية عبر «الجمهورية» من المفاعيل المحتملة لما يحصل، خصوصاً ان صعود الدولار، اذا استمر على هذا النحو، قد يعجّل في تعميم الفوضى وحصول الانفجار الاجتماعي الذي يجري التحذير منه منذ فترة، الأمر الذي من شأنه ان يضع إمكان إجراء الانتخابات على محك حقيقي. ونبّهت هذه الاوساط الى ان القدرة على التحمل والتكيف انتفت لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، وبالتالي ليس معلوماً ما الذي يمكن أن يجري والى ماذا ستؤول اليه الاوضاع اذا استكمل الدولار رحلته نحو قمم إضافية.

 

فتح المدارس

ومن جهة ثانية يحضر ملف إمكان اعادة فتح المدارس على طاولة بعبدا في اللقاء الذي سيجمع اليوم رئيس الجمهورية مع وزير التربية القاضي عباس الحلبي الذي سينقل الى رئيس الجمهورية حصيلة المشاورات التي أجريت أمس في السرايا الحكومية، وخصوصا اللقاء الذي جمعه مع رئيس الحكومة ووزير الصحة فراس الابيض والآلية التي ستعتمد لإعادة فتح المدارس مع ضمان الحؤول دون ما هو متوقع من اجتياح جائحة كورونا للقطاع التربوي قبل ضمان النسبة المطلوبة من تلقيح الجهاز التعليمي والطلاب.

وحذر الأبيض امس من أن فتح المدارس سيؤدي حتماً إلى تسهيل انتشار فيروس كورونا. وكتب في تغريدات «تويترية»: «في اجتماع اليوم (أمس) في وزارة التربية والتعليم العالي، ليس السؤال المهم ما إذا كان ينبغي أن تظل المدارس مغلقة بسبب تسونامي أوميكرون. السؤال هو كيف تستأنف الدروس بأمان، للطلاب والمعلمين والإداريين والأسَر والمجتمع بشكل عام؟». واعتبر أنه «يجب على المدارس التأكد من اتّباع الجميع تدابير السلامة، وأهمها ارتداء الكمامة». وقال: «لم يكن سلوك الأهل والمجتمع في الأيام القليلة الماضية مثالاً جيداً. في الشتاء، سيكون من الصعب استخدام التهوئة الطبيعية للحفاظ على الهواء نظيفاً ومنع انتشار الفيروس».

 

كورونا

الى ذلك سجل عداد الاصابات بفيروس كورونا امس ارتفاعا كبيرا حيث بلغ عدد الاصابات حسب التقرير اليومي لوزارة الصحة العامّة 5087 إصابة جديدة (4864 محلية و223 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ تفشي الوباء في شباط 2020 الى 740814. كذلك سجل التقرير ارتفاعا في عدد الوفيات حيث بلغ 19 حالة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 9193. وأعلن معهد مستشفى جامعة مرسيليا للأمراض المعدية أمس عن رصد متحور جديد لفيروس كورونا في جنوب فرنسا، يحمل اسم «B.1640.2».

وبثت قناة «سكاي نيوز عربية» انه «تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بهذا المتحور لدى مسافر عاد من الكاميرون إلى فرنسا قبل نحو شهر».

واشارت قناة «العربية» الى إصابة 12 شخصاً بنوع غير معروف حتى الآن من سلالة فيروس كورونا، مشيرة إلى أنّ المصاب صفر هو كاميروني عائد من بلاده إلى مدينة مرسيليا جنوب فرنسا.

 

تحركات ليلية

وليلا، أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» أن عددا من الأشخاص قطعوا مستديرة بلدة ميروبا الكسروانية بالإطارات المشتعلة لبعض الوقت إحتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر الدولار وغلاء صفيحة البنزين، لكنّ وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة أعادت فتح المستديرة أمام حركة السير، قبل أن يقدم عدد آخر من المحتجّين على اقفال طريق يسوع الملك بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات للأسباب عينها.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

إدانة واسعة لإساءات حزب الله للسعودية.. وملف التدخل الإيراني يتقدّم!

الدولار على غاربه والمحروقات تحرق الجيوب.. والمدارس مُعلّقة على إصابات كورونا المرعبة

انكفأ السجال الداخلي لحساب إعادة التصعيد للعلاقات مع الدول الخليجية، لا سيما المملكة العربية السعودية، حيث قوبلت الإساءة التي صدرت عن الأمين العام لحزب الله بحق قيادة المملكة بردة فعل مستنكرة، وتأكيد على حرص اللبنانيين على التبرؤ من أية إساءة من أية جهة صدرت، والتمسك بالعلاقات المميزة والتاريخية بين لبنان والمملكة، لمصلحة بلدين شقيقين، في وقت تحرّكت فيه قوى الأمن لإزالة الصور المسيئة للملك سلمان بن عبد العزيز وسفير المملكة وليد بخاري من بعض شوارع الضاحية الجنوبية بطلب من وزير الداخلية.

وأشارت مصادر سياسية إلى أن تهجم الامين العام لحزب الله حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية على هذا النحو المسيء، اعاد مسار العلاقات اللبنانية مع المملكة ودول الخليج الى الوراء، وزاد في حدة الازمة السياسية الداخلية وتوتر العلاقات بين الاطراف السياسيين وقالت: «بدلا من ان يبادر نصرالله الى انهاء  شروطه،لاعادة انعقاد جلسات مجلس الوزراء ومساعدة الحكومة لاتخاذ القرارات والتدابير السريعة للتخفيف من وطأة الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون، شن حملة شعواء على المملكة وقيادتها،لاسباب، لا علاقة للبنان والشعب اللبناني فيها، لا من قريب أو بعيد، وانما استجابة للنظام الايراني الذي لم يستطع فرض شروطه على الجانب السعودي في جولات المحادثات التي جرت بين الطرفين منذ مدة في اكثر من عاصمة عربية، وبسبب الخسائر التي مني بها الحزب والنظام الايراني بالحرب اليمنية مؤخراً.

واعتبرت المصادر ان امعان  نصر الله بمهاجمة المملكة من لبنان، يؤشر بوضوح الى توجيه اكثر من رسالة ايرانية صرفة،للعرب والغرب عموما، بوضع اللبنانيين، رهينة لمصالح ايران، في الصراع الدائر بينها مع دول الخليج العربي ومع الولايات المتحدة الأميركية، ما يؤدي حكما الى إلحاق أشد الضرر بالوضع في لبنان، ويلحق باللبنانيين، مخاطر غير محسوبة.

وتوقعت المصادر حدوث ردات فعل غير محسوبة على حملة نصرالله ضد المملكة، داخليا وعربيا، تزيد من عزلة لبنان وتؤثر  على مد يد المساعدة العربية والدولية، للمساعدة في حل الأزمة المالية والاقتصادية وانقاذه من كارثة الانهيار الحاصل، بينما يؤثر تعطيل جلسات مجلس الوزراء، الذي يفرضه الحزب على باقي الاطراف السياسيين، الى مزيد من الشلل الحكومي واستفحال الازمة المعيشية، وزيادة النقمة السياسية والشعبية ضده، وتأجيج الأجواء السياسية بين الاطراف المعنيين، على نحو غير مسبوق، اذا لم تفلح الجهود المبذولة، في التخفيف من وطأة الهجمة المتجددة لنصر الله وتطويق تداعياتها بسرعة.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا تزال محور ردود الفعل ويتوقع أن تزداد وتيرتها, وأشارت إلى أن ما حصل حجب الاهتمام نوعا ما عن متابعة السجال الذي دار بين التيار الوطني الحر وحركة امل.

وقالت أنه بالنسبة إلى كلام السيد نصر الله حول التفاهم مع التيار الوطني الحر بنتظر أن يتبلور بشكل أوضح قريبا.

ورأت المصادر نفسها أن الضغوط الصحية جراء ارتفاع عداد كورونا والضغوط المعيشية جراء ارتفاع سعر الصرف وانعكاساته تفرض نفسها على الواقع المحلي وتتم المتابعة من خلال اجتماعات تنسيقية للملف الأول في حين أن ملف الدولار يصعب حله، في حين ان عودة المدارس للتعليم الحضوري والتي من المقرّر ان تحسم اليوم، في اجتماع يعقد في وزارة التربية والتعليم العالي، انطلاقاً من انفاذ التوجه بالعودة في 10 ك2 الجاري، أي الاثنين المقبل، في وقت شكلت أرقام اصابات كورونا المخيفة، عائقاً جدياً لجهة الالتزام بالموعد، على الرغم من أهمية إنجاز العام الدراسي، بحضور الأساتذة والتلامذة إلى مدارسهم.

ومع هذه المعطيات، توسع الاشتباك السياسي الكلامي امس، على حساب كل مساعي الحل للازمات الحكومية والاقتصادية والمالية والاصلاحية، ودخل عليها امس الرئيس سعد الحريري بهجوم عنيف على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وردعنيف من عضو كتلة الحزب النيابية النائب حسن فضل الله على رئيس مجلس الوزراء نجيب مياتي، فيماعلمت «اللواء» انه خلافاً لما تردد ان رئيس الجمهورية ميشال عون يقوم بتحضيرات الدعوة لطاولة الحوار حول البنود الثلاثة التي طرحها في كلمته عشية رأس السنة وهي: اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي، فإنّ اي تحضيرات لم تحصل بعد، وأن الرئيس عون لم يقم بأي اتصالات او ارسال دعوات، وما زال يرصد ردود الفعل على دعوته للحوار وفي ضوئها يقرر اللازم.

وحاول الرئيس عون التخفيف من حملة السيد نصر الله على المملكة العربية السعودية، فاكد في تغريدة له «الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية. وقال عون عبر «تويتر»: حريصون على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وهذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء.

وقد كلّف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إزالة الصور المسيئة الى الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسفير المملكة في بيروت  وليد البخاري وكافة الصور واللافتات المسيئة للمملكة العربية السعودية، والتي رفعت في بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت.

ودعا الوزير مولوي كافة المواطنين «الى تغليب المصلحة الوطنية وتجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الإساءة الى الأشقاء العرب».

لكن الردود على كلام نصر الله حول المملكة جاءت من اكثر من طرف محلي وخارجي، حيث ردّ الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز في سلسلة تغريدات عبر حسابه  الخاص على «تويتر»: «أخيرا يا كاذب العصر يا أبا رِغَال… كدنا أن نصدق من خطابك أن إيران جمعية خيرية يعم خيرها وسلامها العالم ودستورها ينص على تصدير الورود وأغصان الزيتون إلى العالم».

وأضاف: «سماجة السيء: أنت فاسق أتانا الليلة بنبأ لا يحتاج كذبه إلى تبيان».

وتابع: «أسئلة للكذاب القابع في سراديب الضاحية سماجة السيء حسد الذي يستميت في إلصاق داعش بنا، وهي التي نفذت عمليات إرهابية في الداخل السعودي: نريد نماذج لعمليات داعش ضد المصالح الإيرانية».

وسأل عبد العزيز: «من سلم الموصل لداعش ومن أعطى الأوامر للجيش العراقي بالانسحاب أليس المالكي توأمك الإيراني في العراق؟ عد لـ(لجنة تحقيق الموصل)».

وأردف: «ماذا عن الباصات الخضر التي شاهدها اللبنانيون بأعينهم وهي تنقل عناصر داعش من الحدود اللبنانية إلى العراقية برعاية إيران وحزبك؟ ألم تؤوِِ إيران قادة القاعدة؟»

كما صدر عن الرئيس سعد الحريري بيان جاء فيه:  «الى السيد حسن نصرالله، اصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين.السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم.

اضاف: من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها  في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

وقال: اعلم انك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة.

كما قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: هل تقف حرب اليمن في اعتبار اللبنانيين في المملكة العربية السعودية رهائن، وهل تحل الامور من خلال التهجم الشخصي للأسرة المالكة؟. الى اين تذهب بنا الجمهورية الاسلامية وماذا تريد من لبنان والمنطقة؟​

وغرّد النائب السابق فارس سعيد على حسابه عبر تويتر وكتب: سنطلق في الايام القادمة المجلسً الوطني اللبناني لرفع الاحتلال الايراني» بمشاركة شخصيات سياسية وثقافية واعلامية.

ورد حزب الله على كلام الرئيس ميقاتي على لسان نائبين من كتلة الوفاء للمقاومة، هما: النائب حسن فضل الله والنائب إبراهيم الموسوي.

وأشار فضل الله إلى اننا كنا ننتظر من رئيس الحكومة ان ينتفض إلى كرامة وطنه، وعدم ارتكاب خطأ فادح باستجداء رضى السعودية، ولم يحظ ميقاتي بمجرد اتصال من السفير السعودي في بيروت.

«القوات» و«التيار»:الحكومة مقابل المجلس

وفي تطور سياسي آخر، وبعدالسجال والخلاف حول فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، افيد أن حزب القوات اللبنانيّة لن يوافق على فتح دورة استثنائيّة إلا إذا تم استئناف جلسات مجلس الوزراء، حيث قالت مصادر القوات النيابية لـ «اللواء»:ان هذا الموقف لا يرتبط بالسجالات الحاصلة لكن لا يجوز تفعيل عمل مجلس النواب بينما الحكومة معطلة والناس تصرخ من وجعها وتنتظرالحلول، لذلك لا بد من عودة عمل كل مؤسسات الدولة.

في السياق، غرّد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان عبر حسابه على «تويتر» كاتباً: تفعيل عمل جميع المؤسسات الدستورية من حكومة ومجلس نواب مسؤولية وواجب وطني لم يعد جائزاً التهرب منه، لا سيما في الظروف المأسوية التي نعيشها. المطلوب عودة الحكومة الى الاجتماعات فوراً وبالتوازي فتح دورة إستثنائية للمجلس النيابي فيتكامل عمل المؤسسات خدمة لمصالح الناس.

واستغرب تكتل لبنان القوي الحملة على اللامركزية الإدارية، وهي إطار قانوني عصري ومتطور لإدارة المناطق وتفعيل قدراتها الذاتية في الإنماء والشفافية، وهي حكماً مرتبطة باستقلالية مالية نسبية لكل وحدة من الوحدات.

الدولار والمحروقات

وفي ظل غياب اي ملاحقة اومتابعة رسمية لسوق الدولار السوداء الذي بلغ حدود ثلاثين الف ليرة امس، فارتفع معه ا سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 15600 ليرة، و98 أوكتان 15600، كما ارتفع سعر صفيحة المازوت 24200 ليرة، وسعر قارورة الغاز 20700. وأصبحت الأسعار كالآتي:

– بنزين 95 أوكتان: 351400 ليرة.

– بنزين 98 أوكتان: 363400 ليرة.

– مازوت: 360400 ليرة.

– غاز: 319300 ليرة.

وتعليقاً على ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، اعتبر عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في تصريح أن «ارتفاع اسعار المحروقات يعود الى ارتفاع اسعار النفط عالمياً وسعر صرف الدولار محلياً مقابل الليرة.

وقال: رفع مصرف لبنان سعر صرف الدولار المؤمَن من قبله لاستيراد %85 من البنزين من 23200 الى 23500 ليرة. اما سعر صرف الدولار المعتمد في جدول تركيب الاسعار لاستيراد %15 من البنزين والمحتسب وفقاً لاسعار الاسواق الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً، احتسب بمعدل 28787 بدلاً من 27317 ليرة.

وتابع: بالنسبة الى اسعار النفط المستوردة فارتفع سعر كيلوليتر البنزين في جدول اليوم 16.80 دولاراً واحتسب 588 دولاراً بدلاً من 571.20 في الجدول السابق. اما كيلو ليتر المازوت فارتفع 12 دولاراً من 589 الى 601 دولار. وكل ذلك ادى الى ارتفاع الاسعار.

وأعلن البراكس ان «اسعار المحروقات المقبلة ستشهد ارتفاعات جديدة وعلينا ان نتوقع وصول سعر صفيحة البنزين الى 400 الف».

بدوره، اعتبر ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا ان «سبب ارتفاع اسعار المحروقات هو التوتر في الخطابات والدولار السياسي الذي اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم، وقلنا في السابق اننا ذاهبون الى الهاوية وفي النهاية المواطن هو الذي يدفع الثمن».

تحرك أهالي انفجار المرفأ

قضائياً، ناشدت جمعية أهالي انفجار مرفأ بيروت وزير الداخلية إعطاء اذونات الملاحقة، كما ناشدت القاضي التمييزي قبلان ملاحقة القضاة الذين طلب المحقق العدلي ملاحقتهم، مطالبة ترك المحقق العدلي يكمل عمله، وغامزة من قناة مجلس النواب، وتساءلت: لماذا تربطون مصير لبنان وتخنقون النّاس في قوت يومهم مقابل إزاحة القاضي؟

ونظمت الجمعية تحركاً، ورفعت شعارات تصب في هذا الاتجاه.

740814 إصابة

صحياً، سجل ارتفاع عدد كورونا رقماً قياسياً، إذ أعلنت وزارة الصحة عن 5087 إصابة جديدة بالفايروس و19 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 740814 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

سجال ميقاتي – حزب الله يهدد بنسف الحكومة والدولار يتجاوز الـ ٣٠ الفا

 «أوميكرون» يجتاح لبنان… اكثر من ٥ آلاف اصابة في يوم واحد – بولا مراد

 

كما كان متوقعا بعد عطلة الاعياد، اشتعلت على اكثر من جبهة، سياسيا وماليا وصحيا. فبعد تصعيد رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل بوجه «الثنائي الشيعي» الذي استدعى سجالا واسع النطاق مع حركة «أمل»، اشتعلت يوم أمس على جبهة حزب الله- رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غداة كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي قصف فيه بعنف جبهة الرياض، متهما قياداتها بالارهاب وتمويله وبدعمه وتصديره الى الميادين العربية، ما استدعى ردا غير مسبوق من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انتقد فيه حزب الله بشكل مباشر الذي بدوره فتح النيران بوجهه ما يهدد الكيان الحكومي المترنح اصلا. ويحصل كل ذلك على وقع انهيار تاريخي للعملة الوطنية التي تخطت يوم امس عتبة الـ٣٠ الف ليرة للدولار الواحد فيما حلق سعر صفيحة البنزين ليبلغ 351400 ليرة للـ ٩٥ اوكتان. وترافق هذا الانهيار مع اجتياح المتحور الجديد لكورونا «أوميكرون» لبنان مع اعلان وزارة الصحة عن تسجيل 5087 إصابة جديدة و19 حالة وفاة.

مصير الحكومة بخطر!

سياسيا، تواصل يوم امس السجال بين القوى السياسية على خلفية تصعيد السيد نصرالله بوجه السعودية ردا على تصريحات سابقة لمسؤولين سعوديين وصفت الحزب بـ «الارهابي». ووصف نواب حزب الله ميقاتي بـ «المتملق» واعتبروا انه «يقوم باستجداء لرضى من يصر على الاستمرار في الاساءة إلى اللبنانيين».

وانتقدت مصادر مطلعة على جو حزب الله في حديث لـ «الديار» بشدة ما ورد في بيان ميقاتي، متسائلة «اين موقفه الحازم من التهجم السعودي على قسم كبير من اللبنانيين يمثلهم حزب الله»، مستغربة «سياسة الاستجداء المتواصلة التي يمارسها ميقاتي فيما الرياض لا تعير له اهتماما». ونبهت المصادر من ان استمرار ميقاتي بسياسته هذه سيهدد الحكومة بالسقوط وليس حصرا بالتعطيل كما هو حاصل اليوم، مضيفة: «آخر ما يريده حزب الله حكومة ورئيس حكومة ينفذون الاجندة والاهواء السعودية في لبنان».

واعتبرت مصادر سياسية في حديث لـ «الديار» ان «التطورات الاخيرة تعيق اي مسعى لحل الازمة الحكومية وتجعل اي ساعي خير سواء بالداخل او في الخارج نيته تحريك المياه الراكدة يتريث قبل الاقدام على اي خطوة.. ما يعنينا ان البلد دخل عمليا في المجهول».

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أعرب عن تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، ولفت الى ان «هذا الحرص يجب ان يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء».

اما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري فتوجه  إلى السيد نصرالله عبر «تويتر» قائلا: «إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين». وأضاف «السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها  في سوريا والعراق واليمن ولبنان».

بالمقابل شن حزب الله هجوما غير مسبوق على ميقاتي، فقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله: « كنَّا ننتظر من دولة رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي أن يعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الاساءات المتكرِّرة من المملكة العربية السعودية ضد الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضد شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالارهاب بما يشكله ذلك من إساءة كبرى لمقدسات هؤلاء اللبنانيين وفي طليعتها دماء شهدائهم وتضحيات مقاوميهم في وجه العدو الصهيوني». وأضاف «بدل أن يسارع دولته، الذي يفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عمن يمثل دستوريا، فإنه إرتد ضد الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكل ما يمثله تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، وهو ما كنَّا نربأ بدولته أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداء لرضى من يصر على الاستمرار في الاساءة إلى اللبنانيين جميعا وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي نفسه الذي رغم كل التنازلات التي قدمها بما فيها: استقالة وزير الاعلام، وإطلاق المواقف والتصريحات التي تخالف حتى إدعاء النأي بالنفس، والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد اتصال من سفير المملكة في بيروت خلافا لكل الأعراف الديبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب». من جهته، غرد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ابراهيم الموسوي قائلا: «بئس الزمن الذي يطالب فيه البعض المقاومة بأن تكون جزءا من التنوع اللبناني، هي التي حمت وضحت بدماء شهدائها وأرواحهم كي يبقى الوطن». وأضاف «كلامك المتملق يمثلك ويلزمك وحدك، وهو اساءة واهانة لك قبل ان يكون كذلك لكل لبناني وطني شريف. اذا بتعملو شوية كرامة واحترام للوطن بكون منيح».

انهيار تاريخي لليرة

وفي ظل انشغال القوى بالتراشق السياسي الذي بمعظمه ذي خلفيات انتخابية، حلق سعر صرف الدولار ليتجاوز لاول مرة منذ انفجار الازمة المالية عتبة الـ ٣٠ الف ليرة لبنانية للدولار الواحد.

وقالت مصادر مواكبة للملف المالي لـ «الديار» انه كان من المنتظر تخطي هذه العتبة قبل العيد، اما اليوم فننتظر المزيد من الانهيار نتيجة مجموعة عوامل، اولا اجراءات مصرفية غير مجدية للحد من تحليق سعر الصرف، ثانيا تصعيد سياسي من المرتقب ان يتواصل ويتحول اعنف مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي وثالثا استمرار تحكم المنصات ومن يقف خلفها في الداخل والخارج بســعر الصرف تنفيذا لاجندات مختلفة من دون حسيب او رقيــب.

وانعكس سعر الصرف تلقائيا على اسعار المواد كافة كما ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 15600 ليرة، و98 أوكتان 15600، سعر صفيحة المازوت 24200 ليرة، وسعر قارورة الغاز 20700. وأصبحت الأسعار كالآتي: – بنزين 95 أوكتان: 351400 ليرة. – بنزين 98 أوكتان: 363400 ليرة. – مازوت: 360400 ليرة. – غاز: 319300 ليرة.

اوميكرون يجتاح لبنان

وكأنه لا يكفي اللبنانيين كل مآسيهم، افيد يوم امس عن اجتياح متحور «اوميكرون» لبنان مع اعلان وزارة الصحة عن تسجيل 5087 إصابة جديدة و19 حالة وفاة وحديث رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عن انتشار هذا المتحور بسرعة لافتا الى انه تضاعف خلال اليومين الماضيين، اي كل يومين ونصف يتضاعف العدد. مضيفا:»وصلنا الى ارقام تدعو الى القلق، فنحن لدينا 916 سريرا سواء أسرة عادية ام اسرة عناية.

ولاحظنا بالامس دخول 40 مريضا الى غرف الاسرة العادية او العناية، وهذا امر غير مطمئن. يعني بالامس وصلنا الى 700 مريض، وقبلها كان هناك 660 مريضا ويعني 40 مريض دخلوا في يوم واحد ونسبة الاشغال اليوم 80 في المئة واذا ارتفعت الاصابات والمرضى الذين يحتاجون الى غرف عناية ماذا نفعل؟»

وكان رئيس مجلس الوزراء بحث مع وزير الصحة العامة  فراس الأبيض بالتطورات الأخيرة لانتشار فيروس كورونا. وقال الابيض انه «رغم تزايد الاصابات بكورونا، الوضع في المستشفيات لغاية الآن لا يزال تحت السيطرة، ولم يزد  عدد  المرضى فيها وفي العناية الفائقة بشكل كبير، ولكن المطلوب منا  ان نكون على درجة من الجهوزية والاستعداد، في حال تزايد هذه الأرقام».

وقالت مصادر نيابية معنية بالشأن الصحي لـ «الديار» انه «رغم مخاوف الكثيرين المبررة الا انه لا داعي للهلع. صحيح ان عدد الاصابات كبير لكن معظمها لا يحتاج لدخول المستشفى، ما يعني ان ذلك يقربنا من المناعة الجماعية كما يحصل في معظم دول العالم».

واضاف المصدر: «طالما لم نتجاوز الخطوط الحمراء في المستشفيات فلن نتجه للاقفال العام ولن نقفل المدارس».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

التهجم على المملكة مرفوض… الحريري: التاريخ لن يرحمكم

الحريري: التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه

صدرت مواقف وتغريدات علقت على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حق المملكة العربية السعودية، وغرّد الرئيس سعد الحريري عبر «تويتر»: «إلى السيد حسن نصرالله: إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين».

أضاف: «السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان».

وتابع: أعلم أنك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة.

سليمان: وقال الرئيس ميشال سليمان: «في حين يدعو رئيس الجمهورية ميشال عون إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني ويؤيده كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالدعوة عينها، وفي حين يتفق رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة على رفض المس بالعلاقة مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية التي اعلنت بالامس استعدادها للحوار مع ايران، يشن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله هجوماً على المملكة ويتهمها بالارهاب والتفجيرات».

ويسأل: «هل هذا الموقف هو بالنيابة عن ايران أم ضدها، أو توخيا لمصلحة اللبنانيين وتماهيا مع سياسة الدولة، أم هو لمعاكستها ولتخريب علاقاتها، أم لكل هذه الأمور مجتمعة؟».

واعتبر سليمان في ختام بيانه «أن غالبية الشعب اللبناني ترفض هذا الموقف وترى فيه ضررا كبيرا على لبنان وتدميرا للعلاقة مع السعودية التي أحبت لبنان من دون غاية».

السنيورة: واستنكر الرئيس فؤاد السنيورة، في تصريح، «كلام نصر الله بحق المملكة العربية السعودية ودورها في المنطقة»، معتبرا «ان كلامه بحق السعودية في هذه الظروف والمعطيات اللبنانية والعربية هو بمثابة ارتكاب جريمة موصوفة بحق لبنان وحق اللبنانيين، وبما يعرض مصالحهم الوطنية للخطر».

وقال: «لقد انتظر اللبنانيون أن يخصص السيد حسن نصر الله المناسبة الثانية لرحيل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس مساحة للحديث عن الحالة اللبنانية المتردية وعن اشتباك حليفيه اشتباكا لم يعد من مجال لرأبه، وأن يكون الكلام السياسي العام من قبله من أجل إعادة المياه إلى مجاريها وإلى حيث يجب ان تكون بين لبنان وبين الدول العربية. إلا أن اللبنانيين فوجئوا بأن الخطاب كان خطابا إيرانيا بكل معنى الكلمة، وأنه كان كمن يعبر عن فقدان الصبر الإيراني بالصراع القائم والاشتباك مع الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا، وتراجع دور إيران في اليمن، واشتباكها أيضا مع دول الخليج العربي، وتراجع مشروعها في العراق وسوريا بسبب اصطدامها بالحقائق البشرية والجغرافية وبقانون الطبيعة».

 

اضاف: «إن لبنان في هذه الظروف وفي هذه الحالة التي وصل إليها، بكونه قد أشرف على الاختناق في أتون المشكلات والمصائب التي تتوالى عليه، وفي خضم هذه الضائقة الخطيرة التي أصبح عليها لبنان واللبنانيون، والتي يُسأل حزب الله عن مسؤوليته عن قسم كبير مما وصل إليه لبنان الآن بسبب اختطافه للدولة اللبنانية وتورطه في الصراع الدائر في المنطقة العربية. إذ أن أي لبناني يفكر بمصلحة بلاده ومواطنيه لا يتصرف كما تصرف السيد نصر الله في هذه الظروف الصعبة، وهو بالتالي معرض لأن يدان اشد الادانة من الرأي العام والشعب اللبناني قاطبة على هذا التصرف».

 

وتابع: «ان السيد نصر الله بكلامه الجائر والمفتري عن المملكة العربية السعودية انما يمعن في خنق لبنان واقفال الأبواب والمنافذ عليه فوق ضائقته الاقتصادية والمعيشية والسياسية، وهو في هذا الفعل المتقصد انما يقدم فاتورة لوليه الايراني المتغول للسيطرة على المنطقة وارهاب الدول العربية وارباكها، ولكن كل ذلك، وياللأسف، على حساب لبنان واللبنانيين الذي يتسبب لهما بالمزيد من الأوجاع والآلام».

الحجار: وغرد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار على «تويتر»: (…) «واضح أن الحزب يصر على نحر البلد دون أي إعتبار لمصلحة مئات ألوف اللبنانيين في دول الخليج العربي التي لم نر منها سوى الخير لنا».

ريفي: وقال الوزير السابق اللواء اشرف عبر «تويتر»: «المشهد واضح، نصرالله لبناني الهوية يدين بالولاء لإيران ومن أجلها مستعد للقضاء على لبنان واللبنانيين (…)».

حنكش: وقال رئيس اقليم المتن الكتائبي الياس حنكش في تغريدة: «الرهائن» في الخليج، ينعمون براحة البال وبحياة كريمة، منتجة، متطورة تواكب العصر، يخططون لمستقبل أفضل لأولادهم أما بلاد الممانعة و«الانتصارات» والعزّة فهم بين الحياة والموت، فقراء، مذلولون قلقون على مستقبلهم».

واكيم : وقال النائب عماد واكيم عبر «تويتر»: رئيس الجمهورية ميشال عون يريد أفضل العلاقات مع السعودية والخليج، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يريد الشيء نفسه، الاغلبية الساحقة من اللبنانيين تريد الشيء نفسه. وحده حزب الله لا يريد، فعلياً يسري رأي الحزب» (…).

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram