افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 27 تشرين الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 27  تشرين الثاني 2021

Whats up

Telegram


افتتاحية صحيفة البناء:

بيروت تشيع «أبو المقاطعة»… سماح إدريس إلى مثواه الأخير: إذا تخلينا عن فلسطين تخلينا عن أنفسنا
نصرالله يعلن اليأس من المسار القضائي في قضية بيطار… ويدعو لاستنقاذ مسار الطيونة
المسار البرلماني إلى الواجهة بعريضة ادعاء على لائحة الـ14… ينتظر تفاهم أمل والتيار

 

خسرت بيروت أحد أبنائها الكبار الذين حافظوا على هويتها ونبضها المقاوم، وخسرت معه فلسطين حبيباً صاحب مقولة «إذا تخلينا عن فلسطين تخلينا عن أنفسنا»، وخسرت المقاومة نموذجاً للمثقف المشتبك العابر للطوائف والمناطق والكيانات، وبقيت الخسارة الأكبر حملة مقاطعة الشركات الداعمة لكيان الاحتلال، وحملة المقاطعة الثقافية والأكاديمية لرموز الكيان في الجامعات والهيئات الثقافية والعلمية في الغرب، فقد كان الراحل الكبير سماح سهيل إدريس أحد رموزها ومؤسسيها، وقد شيعت بيروت والمخيمات الفلسطينية والأحزاب الوطنية وفصائل المقاومة إدريس إلى مثواه الأخير بعد صراع مرير مع المرض.

في تداعيات القرار القضائي بتوفيرالحماية للمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، أظهر كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نهاية الآمال والرهانات على أن تؤدي المراجعات القانونية والقضائية إلى نتيجة، فالمصادر السياسية المتابعة لملف القاضي بيطار اعتبرت كلام السيد نصرالله مجرد إشارة هادئة لحجم الغضب الذي أصاب الوسط الحكومي والنيابي تجاه ما صدر من صد لكل محاولات التصويب عبر الطرق القضائية، وقالت المصادر إن السبيل الوحيد المتاح بات محصوراً بإطلاق الملاحقة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء في مواجهة ما وصفته بانقلاب قضائي يعلن القاضي بيطار حاكماً عرفياً على البلاد، ما يستدعي التسريع بإعادة الأمور إلى نصابها، وقالت المصادر أن المناخات الطائفية المحيطة بالمسارات القضائية تثير القلق، خصوصاً في كيفية التعامل مع رفض رئيس حزب القوات اللبنانية المثول أمام القضاء، بالتوازي مع حجم إدارة الظهر لمناشدات وصراخ فئات لبنانية واسعة لوضع الدستور سقفاً لحركة القاضي بيطار، وقالت المصادر إنها تستشعر بعد بيانات الكونغرس وما شهده الشارع من تعرض للقضاة الذين حاولوا تصويب المسار، أن هناك إرهاباً يمنع ظهور أي فرصة للتصويب من داخل المسارت القضائية مع تسرب معلومات عن تهديد أميركي بإنزال عقوبات بحق أي قاض يتجرأ على قبول أي رد أو كف يد بحق القاضي بيطار الذي تحول إلى محمية أميركية داخل الجسم القضائي، وتوقعت المصادر أن يشهد الأسبوع المقبل تشارواً سياسياً ينتظر أن يتركز على تأمين النصاب اللازم لإطلاق العريضة الاتهامية التي يتوقع أن تطال الأسماء الأربعة عشر الذين ضمتهم اللائحة الأولى للقاضي فادي صوان والتي انتقى منها استنسابياً أربعة أسماء وفعل القاضي بيطار بعده مثله، وفي هذا السياق قالت المصادر إن المجلس النيابي معني بتأكيد رفض الاستنسابية عبر العريضة الاتهامية التي ستشكل لجنة تحقيق نيابية على أساسها، ليبنى على نتيجة التحقيق طلب الاتهام الذي يشترط لتحوله إلى اتهام نيله ثلثي أصوات النواب، وختمت المصادر بتوقع أن يتركز التشاور النيابي على محاولة صياغة تفاهم بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، بحيث تشكل كتلة التنمية والتحرير ولبنان القوي ومعهما كتلة الوفاء للمقاومة والحلفاء النصاب القانوني اللازم، وهو نصاب الأكثرية العادية، يفترض أن ينال منها التصويت لصالح العريضة على أكثرية عادية أيضاً.

في إطلالة السيد نصرالله أمس التي تناول فيها مواضيع عدة، احتل المسار القضائي حيزاً أساسياً، حيث أعلن نصرالله اليأس من المراجعات القانونية والقضائية في ملف القاضي بيطار، بينما دعا لاستنقاذ المسار القضائي لملاحقة مرتكبي مجزرة الطيونة من مخاطر تسييس مماثل تجسد بعمليات إطلاق سراح للموقوفين الذين تضمنت التحقيقات توجيه اتهامات لهم بنتيجة ضغوط، قال نصرالله إن مرجعيات روحية وحزبية لم تتوقف عن ممارستها على القضاة للإفراج عن الموقوفين الباقين.

وأشار السيد نصرالله في كلمة متلفزة حول المستجدات السياسية إلى أن وضع حزب الله على لوائح الإرهاب قد تكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية، معتبراً أنه «ما زلنا في قلب معركة الاستقلال والسيادة والحرية، وسنواصل هذه المعركة وواثقون بعون الله أن أمامنا المزيد من الانتصارات».

وأكد أن «كل العقوبات لن تقدم ولن تؤثر في عزم وتصميم وإرادة المقاومين ولا في وعي البيئات المساندة لحركات المقاومة».

وقال: «عندما يُمنع لبنان وهو أحوج ما يكون في هذه الأيام من الاستفادة من ثرواته النفطية والغازية هذا يعني أننا أمام سيادة منقوصة وما دام لبنان في دائرة التهديد الإسرائيلي المتواصل إذاً نحن في قلب معركة الاستقلال والسيادة والحرية وسنواصل هذه المعركة». وأضاف نصرالله: عندما يكون جزء من الأراضي اللبنانية تحت الاحتلال هذا يعني أننا أمام سيادة منقوصة وعندما نشهد في كل يوم التدخل الأميركي السافر في الحياة السياسية اللبنانية والانتخابات المقبلة فهذا انتقاص من السيادة والاستقلال.

وفي ملف المرفأ قال السيد نصرالله «تم اللجوء من قبل المعنيين إلى الجهات المعنية في القضاء وقدموا الشواهد على الاستنسابية والمخالفات القانونية والقضائية ولجأوا للجهات القضائية لإنقاذهم من الاستنسابية والتسييس فوجدنا أن هذه الجهات القضائية المعنية هي أيضاً جهات تمارس الاستنسابية وتخضع للسياسة»، وأضاف «خلال يومين كل دعاوى مخاصمة الدولة والارتياب المشروع وكف اليد تم إسقاطها وفي المقابل تم قبول الارتياب بالقاضي غسان خوري مثلاً… هذه استنسابية»، ورأى أنه «ما جرى في اليومين الماضيين يؤكد كل ما كنا نتحدث عنه خلال عام وأكثر حول الاستنسابية»، وتابع «خلال متابعاتنا كان يقال كيف يمكن أن تنحي قاضياً تقف الكرة الأرضية خلفه، هذا تعبير عن القوى السياسية الكبرى وفي مقدمهم الولايات المتحدة»، وسأل «هل يوجد في القضاء اللبناني قاض يجرؤ على اتخاذ قرار بتنحية القاضي العدلي في ملف مرفأ بيروت».

وفي قضية الطيونة أضاف نصرالله: أقول لمن يتدخل في القضاء يجب أن يأخذ القضاء مداه الطبيعي ووقته الطبيعي والذين شاركوا بالقتل وإطلاق النار يجب أن يحاكموا إذا كنتم تريدون العدالة وأن يعيش الناس سوياً بعيداً عن أي اقتتال أو أخذ بالثأر العائلي أو العشائري».

وحول ملف فيروس كورونا، لفت إلى أن ارتفاع عدد إصابات كورونا في لبنان والوفيات أيضاً هو أمر خطير، مضيفاً «نحن في بداية كورونا كنا قد أعلنا عن خطة ونفذناها ونجحنا والليلة أقول قد قررنا تفعيل هذه الخطة 100 في المئة».

واعتبر أن وزارة الصحة معنية بالمزيد من بذل الجهود والعمل أياً تكن الصعوبات، متوجهاً لوزير الصحة بالقول «نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات»، معتبراً أنه «ليس مهماً وزير الصحة لأي خط سياسي ينتمي فالبلد في خطر وكما في الوزارة السابقة نضع كل إمكانياتنا حالياً في خدمة الوزارة الحالية».

ودعا السيد نصرالله رئيس الحكومة والجهات المعنية إلى إعادة النظر في القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن بعض الأدوية، لافتاً إلى أنه يجب إعادة النظر بالقرارات الأخيرة «فلا يجوز رفع الدعم عن بعض الأدوية فليس مبرراً أنه ليس في الدولة المال الكافي لذلك»، وأن «هناك آلاف الأشخاص نتيجة هذه القرارات غير المحسوبة هم في معرض الموت»، كما دعا «لإلغاء وزارات وموازنات فهناك آلاف من الناس عرضة للموت وهذا الشيء ليست له علاقة بالمزايدات السياسية».

الأمين العام لحزب الله ذكّر بأنه «أمام طوابير الذل على المحطات ونمو السوق السوداء وفقدان المادة أعلنا أننا إذا بقي الموضوع على حاله سنلجأ إلى إيران لنشتري منها ضمن تسهيلات بنزين ومازوت لمعالجة الوضع إذا استمر على ما هو عليه».

وأضاف «الآن المادة متوافرة في الأسواق ولا يوجد طوابير ذل، لكن مع ذلك لم نخرج من الوعد المشروط الذي انتفى بانتفاء الشرط لكن ذهبنا لمحاولة المساعدة في تخفيف المعاناة».

وقال السيد نصرالله «لا نريد الحلول مكان شركات المشتقات النفطية، لكن ما أردناه هو المساهمة في تخفيف الأزمة»، مؤكداً «معنيون بنقل عشرات الصهاريج من بانياس إلى بعلبك يعني 250 كلم في الوقت لو تمت معالجة هذا الموضوع بأن تأتي البواخر إلى الزهراني أو طرابلس لكان الموضوع أفضل».

ولفت إلى أن «الضغوط الأميركية على الحكومة دفعتنا نحو استقدام المازوت عبر سوريا على الرغم من الصعوبات».

وحول مبادرة المازوت، أضاف «المرحلة الأولى من مشروعنا بدأت في أيلول وانتهت في تشرين الثاني والمرحلة الثانية هي التي سوف تبدأ بعد أيام قليلة».

وقال الأمين العام «قمنا بإيصال المازوت مباشرة إلى عدد من البلديات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة وما شاكل على الرغم من مشقة هذا الأمر»، وأشار إلى أن «قيمة الهبات التي قُدِّمت خلال المرحلة الأولى بلغت ما يقارب مليونين و600 ألف دولار».

وبالأرقام، عرض نصرالله ما قدّمه حزب الله من مساعدة محروقات، قائلاً «قدمنا المازوت خلال شهرين إلى 80 مؤسسة من دور العجزة والأيتام وكذلك 320 بلدية لتشغيل آبار المياه و22 مستشفى حكومي و71 فوج إطفاء في الدفاع المدني الرسمي».

كما أعلن أن المرحلة الأولى من مبادرة المازوت «كانت كلفة الدعم التي تحملناها 7 ملايين و 750 ألف دولار»، منوّهاً إلى «إيقاف المرحلة الأولى من توزيع المازوت قبل أيام استعداداً للمرحلة الثانية».

وتابع قائلاً «اعتمدنا آلية بيع وتوزيع بطيئة ومعقدة نوعاً ما وهذا أمر طبيعي لأن عملية التحقق تأخذ وقتاً لنضمن أن المازوت الإيراني المدعوم يصل إلى من يستحقه ولا يذهب إلى السوق السوداء».

وأضاف «تحملنا في المرحلة الأولى من مبادرة المازوت عشرة ملايين دولار تحت عنوان المساعدة وتخفيف المعاناة عن شرائح محددة في لبنان».

وبقيت الساحة الداخلية تحت وطأة تفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية التي تكوي بنارها المواطنين الذين تابعوا باهتمام وقلق شديدين «بورصة» الدولار الذي يسجل موجات ارتفاع تدريجية مريبة ومصطنعة بحسب ما يؤكد خبراء اقتصاديين لـ»البناء» والذين أكدوا وجود جهات سياسية ومالية خارجية تتحكم وتتلاعب بأسعار الصرف لمزيد من الضغط على لبنان. وقد تخطى سعر الصرف في السوق السوداء أمس عتبة الـ25 ألف ليرة للدولار الواحد، ما يخفي أمراً ما يجري تدبيره لإشعال الشارع قبيل الانتخابات النيابية من جهة والاستثمار في الأزمة الحكومية للضغط على ثنائي أمل وحزب الله وتيار المردة للتنازل في ملفي تحقيقات المرفأ والأزمة مع السعودية من جهة ثانية.

وبدل أن يقوم مصرف لبنان بدوره في لجم سعر الصرف عبر استعمال الوسائل والإمكانات التي يملكها، كونه الجهة المعنية وفق قانون النقد والتسليف بالحفاظ على الاستقرار النقدي في البلاد، اكتفى ببيان تحذيري من التطبيقات الإلكترونية الخارجية وبرمي كرة المسؤولية على شركتي «فايسبوك» و»غوغل».

وأشار المركزي إلى أن «التطبيقات التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات التي أدّت إلى هذه الأسعار، واعتباره بأنها تطبيقات مشبوهة وغير قانونية وتقود الأسواق ولا تعبّر عن واقع السوق وحجمه الحقيقي». لافتاً إلى أن «وراء هذه التطبيقات مصالح منها سياسية ومنها تجارية». وأضاف البيان: «بناء على طلب الحكومة اللبنانية. وكون الكثير منها موجود خارج لبنان، قام مصرف لبنان بمطالبة شركات الإنترنت العالمية بإلغاء هذه التطبيقات عن شبكاتها وسيتابع مصرف لبنان هذا الأمر في الخارج وسيحمّل المسؤولية لشركات كـ»غوغل» و»فايسبوك» وغيرها لما لهذه التطبيقات من ضرر على لبنان، ويطالبها بنشر السعر الرسمي وسعر صيرفة فقط. وسيكون لمصرف لبنان مبادرات تهدف إلى تطوير أنظمة الدفع بما يؤدي إلى العودة إلى الدفع الإلكتروني. وسيتمّ بحث ذلك في الجلسة المقبلة من المجلس المركزي».

ورأى الخبراء الاقتصاديون في بيان مصرف لبنان أنه لزوم ما لا يلزم ولا يلغي تقصير المركزي من ممارسة دوره في ضبط سعر الصرف عبر الأدوات الكثيرة التي يمكنه استخدامها كالتدخل في سوق القطع وشراء وبيع الدولار ومكافحة التجار والمضاربين والصرافين غير الشرعيين والتطبيقات الإلكترونية ووسائل الاعلام ومواقع التواصل التي تبث إشاعات وأخباراً كاذبة عن أسعار الدولار والوضع المالي والاقتصادي. وألمح الخبراء بوجود دور ما لمصرف لبنان في هذه المضاربات عبر إقدامه على شراء الدولار من السوق بكميات كبيرة لمصلحته، موضحة أن وجود التطبيقات الإلكترونية في الخارج لا يلغي الأسباب الداخلية لارتفاع الدولار لا سيما تعميم مصرف لبنان لشركات استيراد النفط بتأمين 10 في المئة من قيمة المستوردات بالدولار، فضلاً عن انخفاض قيمة التحويلات الخارجية نتيجة خوف المغتربين من نظام مراقبة السعودية ودول الخليج والدول التي تفرض عقوبات على حزب الله، على تحويلات اللبنانيين في الخارج، فضلاً عن تراجع عائدات السياحة المالية بسبب تراجع عدد السياح وسفر المغتربين الذين أتوا إلى لبنان خلال فصلي الصيف والخريف. إضافة إلى تأثر الأسواق بالأزمة الدبلوماسية مع السعودية والخليج وتعطيل جلسات الحكومة، ما دفع بالشركات المستوردة والتجار والكثير من السياسيين وفئة كبيرة من المواطنين لشراء الدولار بكميات كبيرة لتوقعهم بأنه سيرتفع بظل المناخ المتوتر. وتوقعت المصادر ارتفاع إضافي الدولار في الأيام المقبلة ما سيترك حالة من الإرباك والفوضى في الأسواق ويرتب أعباء كارثية على كاهل المواطنين، لا سيما من ذوي الرواتب المتدنية والمتوسطة، ما ينذر بانفجار اجتماعي حتمي.

وفي سياق الاستثمار السياسي للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، اقتحمت مجموعة من المحتجين وزارة الشؤون الاجتماعية مطالبين بلقاء الوزير هكتور حجار والتحدث إليه من أجل إنشاء غرفة طوارئ بعدما وصلت البلاد إلى حد لا يمكن تحمله بسبب الانهيار الاقتصادي وارتفاع الدولار. وعمد المعتصمون إلى نزع صورة رئيس الجمهورية في قاعة الاجتماعات وإعادتها بشكل معكوس ليعودوا ويزيلوها لاحقاً ووضعوا مكانها لافتة تحمل شعارات أخرى. ولاحقاً خرج حجار والتقى المحتجين وطلب منهم أولاً إعادة صورة رئيس الجمهورية إلى مكانها. وقال حجار عن البطاقة التمويلية: «كملت اللي لازم يتكمل» وسأزور رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأطلب منه إذا كان هناك من إمكان لبدء التسجيل في بداية الشهر، سنزور 75 ألف عائلة لدفع حوالي الـ12 مليون دولار للأكثر فقراً والأموال هي هبة دولية. في القانون 219 هناك اتفاقية بين البنك الدولي والدولة اللبنانية ومجلس النواب عدّل بالاتفاقية ولم يقبل بها البنك، وتم إصلاحها ولم تمرّ بالمجلس في الجلسة الأخيرة وهذا هو سبب التأخير في إطلاق منصة التسجيل للبطاقة التمويلية، وإذا أخذنا موافقة استثنائية من الرئيس بري سنبدأ فوراً».

وقطع عدد من المحتجين الطرقات المؤدية إلى طرابلس وكذلك المؤدية إلى وسط بيروت.

وعلى وقع ارتفاع سعر الصرف سجلت أسعار المحروقات مزيداً من الارتفاع حيث بلغ سعر البنزين 95 أوكتان 1600 ليرة و98 أوكتان 1800 ليرة، والمازوت 13300 ليرة والغاز 10800 ليرة. وأشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن الطلب على مادة البنزين تراجع 50 في المئة. وتابع: «سنرى محطات مقفلة قريباً ما يوقعنا بأزمة جديدة».

في غضون ذلك، لم يسجل أي جديد على خط الأزمة الحكومية، إلى حين عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من جولته الخارجية التي تقوده إلى مصر بعد الفاتيكان، وعودة رئيس الجمهورية من قطر الذي يزورها الثلاثاء المقبل، وفيما أفادت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن مسار الحل الرئاسي تعثر ويحتاج إلى إعادة تصويب بعد عودة عون وميقاتي، وذلك بعد القرارات القضائية التي جاءت لعرقلة الاتفاق الرئاسي الذي تضمن بالعودة إلى الدستور، لمصلحة تثبيت المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في موقعه». ولفتت المصادر إلى أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي محسومة وآليتها متفق عليها لكن لن يبحث بالأمر قبل حل قضية القاضي بيطار. وأشار وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن، في حديث تلفزيوني إلى أن «الثنائي الوطني يسعى من أجل عودة القطار الحكومي إلى مساره الطبيعي وهناك مبادرات عدة والأمور تتجه في المسار الصحيح وقد تحصل انفراجات الأسبوع المقبل». أضاف: «لا جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، بسبب سفر عون وميقاتي». وتابع: «إن العودة إلى جلسات الحكومة تعني ترتيب ملفات ثلاثة: ملف القاضي طارق البيطار، تحقيقات جريمة الطيونة، وترتيب العلاقة مع الإخوة العرب».

وفي وقت يتم التداول باستقالة رئيس الحكومة إذا طال أمد الأزمة، أوضحت مصادر ميقاتي أن «استقالته غير مطروحة وهو مستمر في عملية تدوير الزوايا وإتمام الأمور الملحة اجتماعياً واقتصادياً خصوصاً مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء وانعكاس ذلك على المواد الغذائية والمعيشية، وأمامه استحقاقات كإكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وترسيم الحدود البحرية الجنوبية».

وبعد الانتقادات السياسية والقضائية والشعبية إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود وسلسلة الاستقالات لقضاة في العدلية، اعتبر نادي قضاة لبنان أن «التعرض لخيرة القضاة وإطلاق التهم بحقهم جزافاً سواء في الشارع أو مباشرةً قد أصبح موضةً رائجةً تمسّ بهيبة القضاء وبشخص كل قاض على حدّ سواء، ففي الأمس القاضي جناح عبيد، واليوم القاضي فؤاد مراد، ومن يعلم ضحية الغد من تكون؟».

وفي تطور أمني، شهد مبنى المحكومين في سجن رومية حالة تمرد اعتراضاً على الأوضاع السيئة التي يعيشون فيها، حيث أظهر فيديو قيام عدد من السجناء بتشطيب أنفسهم ومضرجين بالدماء ومناشدين المسؤولين التدخل. وأشارت مصادر السجناء لـ»البناء» إلى أن رد فعلهم جاء بسبب المعاناة التي يتعرضون في السجن على كافة الصعد الصحية والغذائية وتأخر محاكماتهم. وحذر رئيس جمعية لجان الموقوفين في السجون اللبنانية دمر المقداد عبر «البناء» من أن تمادي الظلم سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع واستمرار حالات التمرد في السجون، ما يضع السجناء بين خيار الفرار أو الانتحار. وأعلن المقداد أن «الأهالي يعدون لسلسلة تحركات واسعة النطاق في الشارع».

وفيما تربط مصادر سياسية بين توقيت التمرد وبين اقتراب الانتخابات النيابية، تنفي أوساط الأهالي ذلك وتؤكد السبب الإنساني للتحرك، ويذكر المقداد بالمطالب التالية لعودة الأمور إلى طبيعتها:

– توفير الاحتياجات والخدمات اللازمة لحياة كريمة للسجناء.

 – تخفيض السنة السجنية إلى ستة أشهر.

 -تسريع المحاكمات للموقوفين لا سيما أن بعضهم أمضى ثلاث سنوات في السجن من دون محاكمة، علماً أن مرجعاً أمنياً يشير لـ»البناء» إلى أن «موضوع تسريع المحاكمات وقانون العفو ليس من مهمة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بل مجلس النواب»، لكن أوساطاً نيابية تلفت الانتباه إلى أن «الملف قيد النقاش ويحتاج المزيد من البحث ولم يخرج بعد من المعادلة الطائفية التي تربط ما بين الموقوفين الاسلاميين ومحكومي البقاع وبين العملاء الإسرائيليين».

وأوضحت مصادر أمنية رسمية معنية بالملف لـ»البناء» «أن إدارة السجن تتعامل مع السجناء وفق القانون وتقوم بجهود دؤوبة وبشكل يومي لتأمين حقوقهم الأساسية من طعام وماء وتعقيم وأدوية وهذا يشكل تحدياً أساسياً وكبيراً للقوى الأمنية مع الحرص على احترام السجناء للقوانين وعدم مخالفته». ولفتت المصادر إلى أن «إدارة السجن تدخلت وعملت على احتواء حالة الغضب»، كاشفة عن تواصل مع السجناء لتأمين مطالبهم ضمن القانون ما أعاد الوضع إلى طبيعته. وأوضحت أن استخدام الهاتف ممنوع إلا ما يسمح به القانون وكشفت عن إجراءات عدة اتخذتها القوى الأمنية في السجن للحؤول دون حصول أي عمليات فرار أو انتحار وإيذاء للنفس»، مضيفة: «هدفنا الأساسي تأمين الظروف الإنسانية الطبيعية للسجناء وكامل حقوقهم»، كاشفة عن «تعاون يجري مع جمعيات خاصة لتدريب وتعليم السجناء للحصول على شهادات بهدف دمجهم في المجتمع بعد خروجهم من السجن».

*********************************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

أطلق برنامج «مازوت التدفئة» لمئات آلاف العائلات
نصرالله: الضغوط في مجزرة الطيونة استهتار بالشهداء وبنا

 

رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما جرى في اليومين الماضيين من تسريع واستنسابية في ردّ طلبات كفّ يد المحقق العدلي طارق البيطار «يؤكد كل ما تحدّثنا عنه خلال عام عن ممارسة الجهات القضائية المعنية الاستنسابية وخضوعها للسياسة»، متهماً «بعض القضاء اللبناني» بأنه «يحمي بعضه البعض ويعمل على تضييع المسؤولية التي يقع جزء منها على عاتق بعض القضاة». وكرّر أن «المسار القضائي الحالي في قضية المرفأ استنسابي ولن يوصل إلى الحقيقة».

وفي كلمة متلفزة ليل أمس، تطرق نصر الله إلى التحقيقات في مجزرة الطيونة التي قضى فيها سبعة شهداء الشهر الماضي على أيدي مسلحي القوات اللبنانية في الطيونة، محذراً من «تعرض القضاء العسكري لضغوط من جهات سياسية ودينية للإفراج عن موقوفين في القضية، وبعضهم أُطلق وبعضهم الآخر يختبئ في معراب لمنع توقيفهم». ونبّه الى أن «ضغوط الجهات السياسية والدينية على القضاء استهتار بالشهداء والجرحى وعائلاتهم وبالجهات التي ينتمون إليها، والاستمرار بالمسار الحالي خطر ويمكن أن يدفع البلد إلى الفتنة لأنه قد يدفع الأهالي إلى الأخذ بالثأر».


وكان نصر الله، في بداية كلمته، قد هنأ اللبنانيين بعيد الاستقلال، مؤكداً أن «الحفاظ على الاستقلال والسيادة والحرية معركة يجب أن تبقى مستمرة (...) واللبنانيون خاضوا أكبر معركة استقلال بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 الذي كاد يقضي على سيادة لبنان وحريته واستقلاله، لأنه احتل نصف لبنان وعاصمته بيروت والقصر الجمهوري». وأضاف: «الهروب الإسرائيلي عام 2000 كان انتصاراً كبيراً لسيادة لبنان وخروجاً له من العصر الإسرائيلي. والمعركة قائمة لأن السيادة منقوصة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية. وعندما يمنع لبنان من الاستفادة من الثروات النفطية تكون السيادة​ منقوصة، كما تكون منقوصة بالتدخل الأميركي في القضاء والسياسة والانتخابات النيابية، وسيأتي يوم نحقق فيه جميعاً لوطننا استقلالاً وسيادة وحرية حقيقية لا نقاش فيها وغير خاضعة لوجهات النظر».
وشدّد نصر الله على أن وضع مزيد من حركات المقاومة على لوائح الإرهاب من عدة دول في العالم، وتسريع التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وأوقحه أخيراً المغرب، والدخول الإسرائيلي الى الشمال الإفريقي، والتهويل على كل من يؤيد المقاومة بالمال أو الدعم، وتصاعد التهديدات في أكثر من بلد... كل ذلك لن يؤثّر بالمقاومين ووعيهم وإرادتهم وداعميهم، ومهما فعلوا فلن يتمكنوا من المقاومة وعزمها وإصرارها»، مشيراً إلى أن وضع حزب الله على لوائح الإرهاب «قد تكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية».
حياتياً، أعلن نصر الله أن حزب الله قرّر إعادة تفعيل خطة مواجهة كورونا مع تصاعد الإصابات، «وأقول لوزير الصحة نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات، ويمكنه أن يستفيد من تجربة وزير الصحة السابقة».


وفي السياق، دعا نصر الله إلى إعادة النظر في رفع الدعم عن الدواء «حتى لو تمت الاستدانة. هذه مسؤولية الجميع ولا يجوز السكوت عنها وهذا أمر له علاقة بحياة الآلاف»، مشيراً إلى أن حزب الله «سيعمل على تفعيل مراكزه الصحية ومستوصفاته، وسيحاول تأمين الأدوية في هذه المراكز». كما أكد أنه لا يجوز السكوت عن انفلات سعر الدولار، ولا يمكن للدولة أن تقول إنها لا يمكن أن تفعل شيئاً لأن لهذا الأمر مخاطر كبيرة على البلد. ما نحتاج إليه هو قرار وتحمّل مسؤولية وتدخل جريء وشجاع في وجه المحتكرين والمتلاعبين بأسعار الدولار».
وقدّم نصر الله تفاصيل عن المرحلة الأولى من توزيع المازوت الإيراني التي بلغت «كلفة الدعم التي تحمّلناها خلالها لتأمين المازوت 10 ملايين دولار». وقال إن المرحلة الثانية لتوزيع مازوت التدفئة ستبدأ مطلع الشهر المقبل، وتتضمن تقديم المادة مجاناً للمؤسسات الإنسانية التي استفادت منه مجاناً في المرحلة الأولى لمدة شهر واحد، أما التوزيع على العائلات فسيعتمد «معيار البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ 500 متر، وسيقدم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين في كل المناطق، وسيتم بيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة، ومئات آلاف العائلات بحسب إحصائيّاتنا ستستفيد من هذا المشروع»، شارحاً آلية التوزيع التي ستعتمد لذلك.

************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

الاستنزاف المالي مفتوح… والسلطة تتفرّج!

دخل #لبنان متاهة استنزاف مالية واجتماعية واقتصادية جديدة تنذر بفتح الباب على حجم متزايد من التداعيات البالغة السلبية خصوصاً أن “حزام الأمان” الذي كان متاحاً ومأمولاً في أن يجنب اللبنانيين تكرار تجرع كؤوس الانهيارات والحد منها قد مزّق شرّ تمزيق مع شلّ الحكومة ومجلس الوزراء، ولا يبدو أن أي ثغرة ستكون متاحة لفتح الطريق امام إنعاش فعالية الحكومة بما يلجم معالم الإنهيار الجديد الطالع. ولم يعد سراً ان مخاوف الكثير من المعنيين السياسيين والاقتصاديين من استفحال تداعيات الارتفاعات المطّردة المتفلتة في سعر الدولار الأميركي والانخفاض التاريخي في سعر الليرة اللبنانية، قد بلغت ذروة غير مسبوقة في اليومين الأخيرين مع الموجات المحمومة في رفع سعر الدولار إلى ارقام قياسية جديدة تخطت البارحة سقف الـ 25 ألف ليرة. وإذا مضى التدهور الانهياري هذا على هذه الوتيرة، فإن تفلّت التداعيات الاجتماعية أسوة بتفلّت الأسعار واشتعالها وعدم القدرة على احتواء الإنهيار، ستضع البلاد حتى قبل حلول الأعياد امام واقع شديد الخطورة بدأت نذره ترتسم في الساعات الأخيرة مع عودة التحركات الشعبية الاحتجاجية سواء في اقتحام وزارة الشؤون الاجتماعية او في التحركات المتحفزة لقطع الطرق او في بعض ما تردد عن عودة لاهبة للاحتجاجات إلى الشارع في الايام القليلة المقبلة. ولا يخفى ان أسوأ ما في خلفية هذا التدهور الآخذ في التفاقم تمثل في انهيار غير معلن لكل الرهانات التي كانت تترقب نجاح محاولة وصفت بأنها كانت الأكثر جدّية وقابلية للنفاذ من شأنها ان تعيد احياء جلسات مجلس الوزراء اعتباراً من الأسبوع المقبل، بعد عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الفاتيكان وبعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من الزيارة التي سيقوم بها للدوحة. ولكن اتضح في الساعات الأخيرة ان مجمل هذه الرهانات سقطت بفعل السخط الكبير الذي أثاره لدى الثنائي الشيعي الردّ القضائي الشامل قبل يومين على الدعاوى ضد الدولة وحسمه وجهة الشكاوى المتصلة بطلبات كفّ يد المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. ولم يعد المسعى لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء مطروحاً راهناً في ظلّ ردّة الفعل العنيفة التي برزت من جانب “حزب الله” على القرارات التي صدرت عن الهيئة العامة لمحكمة التمييز، الأمر الذي يعيد الكباش السياسي القضائي إلى نقطة الصفر.

ووفق المعطيات المتوافرة لن يكون ممكناً استمرار تعطيل الجلسات أو التعويل على عقد اجتماعات مصغّرة على الدوام وفي وقت انتهت مرحلة المحادثات التقنية مع صندوق النقد الدولي، وتشير معطيات “النهار” إلى أنّ الفريق الوزاري المختص قد أعطى أرقام سنة 2021 إلى موفد الصندوق في ما يتعلق بالمواضيع النقدية، بما يشمل ميزان المدفوعات والحساب الجاري والصادرات والواردات. وسيعمل الصندوق على إدخال المعطيات التي حصل عليها في برامج محاسبية ومحاكاة هذه الأرقام لدراسة العجز في لبنان وتطور الدين العام وإعادة هيكلته. ويأمل الفريق الحكومي اللبناني الانتهاء من مرحلة المفاوضات التقنية التي ينتظر أن تتبع مرحلة المحادثات قبل نهاية العام الجاري. ومن هنا، تكمن الحاجة إلى ضرورة عودة انعقاد الجلسات الوزارية في مرحلة قريبة، باعتبار أنّ هناك معطى أساسياً يحتم عودة الجلسات لجهة أن الاتفاق الحكومي مع صندوق النقد الدولي يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء.


 
 

وغداة زيارة الرئيس ميقاتي للفاتيكان جدد البابا فرنسيس “تعلقه بلبنان واللبنانيين وبدور وطن الارز الفريد في الشرق الاوسط، وقدرته على تخطي الانتماءات الطائفية للسير نحو شعور وطني مشترك”. وجاء في برقية وجهها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لمناسبة عيد الاستقلال “ان مشروع أمتكم قائم على تخطي الانتماءات الطائفية للسير معاً نحو شعور وطني مشترك. أنتم تدركون مدى تعلقي الخاص بلبنان وابنائه كما بدوره الفريد في الشرق الأوسط. من هذا المنطلق اطلب من الرب القدير ان يدعم مسيرتكم على الدرب الصعب والشجاع في خدمة الخير العام”.

 

تفلت الدولار

 

أما على الصعيد المالي وفيما سجّل سعر الدولار ارتفاعاً خطيراً تجاوز سقف الـ25 ألف ليرة، حذّر مصرف لبنان من “التطبيقات التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات التي أدّت إلى هذه الأسعار فهي تطبيقات مشبوهة وغير قانونية. وهي تقود الأسواق ولا تعبّر عن واقع السوق وحجمه الحقيقي”. وأعلن أن “وراء هذه التطبيقات مصالح منها سياسية ومنها تجارية”. واعلن مصرف لبنان ان السلطات القضائية والسلطات الأمنية سعت إلى ضبط هذه التطبيقات بناء على طلب الحكومة اللبنانية “وكون الكثير منها موجود خارج لبنان، قام مصرف لبنان بمطالبة شركات الانترنت العالمية بإلغاء هذه التطبيقات عن شبكاتها. وسيتابع مصرف لبنان هذا الأمر في الخارج وسيحمّل المسؤولية لشركات كـ غوغل وفايسبوك وغيرها لما لهذه التطبيقات من ضرر على لبنان، ويطالبها بنشر السعر الرسمي وسعر Sayrafa فقط”.

 

وفي مواجهة هذه الاوضاع الضاغطة اقتحمت مجموعة من الناشطين المحتجين وزارة الشؤون الاجتماعية مطالبين بلقاء الوزير هكتور حجار والتحدث اليه من اجل انشاء غرفة طوارئ “بعدما وصلت البلاد إلى حد لا يمكن تحمّله بسبب الانهيار الاقتصادي وارتفاع #سعر صرف الدولار”. وعمد المعتصمون إلى نزع صورة رئيس الجمهورية في قاعة الإجتماعات وإعادتها بشكل معكوس ليعودوا ويزيلوها لاحقاً ووضعوا مكانها لافتة تحمل شعار ثورة 17 تشرين. ولاحقاً خرج حجار للقاء المعتصمين وطلب منهم اولاً اعادة صورة رئيس الجمهورية إلى مكانها. ولفت حجار إلى أنه أكمل العمل بكل ما يتعلق بالبطاقة التمويلية وأنه سيزور رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويطلب منه إذا كان هناك من امكان لبدء التسجيل في بداية الشهر. وقال “انطلقت ورشة الـ75 ألف عائلة وسنزور 130 ألف منزل في إطار مشروع العائلات الأكثر فقراً ونتشاور مع البنك الدولي ووزارة المال ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بشأن تمويل البطاقة التمويلية وأنا جزء من التفاوض”.

 

نصرالله

 

وتطرق الأمين العام لـ”حزب الله ” #السيد حسن نصرالله في كلمته مساء امس إلى جملة عناوين ومنها ارتفاع سعر الدولار فدعا الدولة إلى قرار شجاع وجريء وعدم السكوت عن انفلاته. وانتقد بحدة الإجراءات القضائية الأخيرة في شأن ملف انفجار مرفأ بيروت، واتهم الجهات القضائية التي أصدرت القرارات ضد الذين تقدموا بطلبات ضد المحقق العدلي بانها “هي أيضا تمارس الاستنسابية وتخضع للضغوط السياسية الداخلية والأميركية وان قراراتها تؤكد ما كنا نقوله منذ سنة “. وأطلق ما وصفه بناقوس الخطر حيال المسار القضائي العسكري حالياً في شأن ملف أحداث الطيونة متحدثاً عن ضغوط دينية وسياسية لاطلاق موقوفين في هذا الملف وان متورطين موجودون في معراب. واعتبر ان هذه التدخلات كأنها تقول لعائلات الشهداء لن تصلوا إلى حقكم عبر القضاء فخذوا حقكم بيدكم. وانا لا اهدد بالثأر لكن أدق ناقوس الخطر حيال المسار الحالي”. وتحدث مطولاً عن موضوع توزيع الحزب لمادة المازوت وقيمة التبرعات التي قدمها إلى مؤسسات بما يقارب المليونين و600 الف دولار وتحمّل الحزب للدعم بقيمة سبعة ملايين دولار. كما اعلن إعادة تفعيل خطة الحزب لمواجهة تفشي جائحة كورونا مجدداً.

 

تراخيص التنقيب

 

إلى ذلك، وفي وقت تترقب بيروت عودة الوسيط الاميركي لمفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكشتاين، وقّع وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض قراراً يقضي باستكمال دورة التراخيص الثانية في المياه البحرية اللبنانية التي سبق أن وافق مجلس الوزراء على إطلاقها، وتمّ تأجيل الموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك فيها مرحلياً بسبب جائحة كورونا. وقد تضمّن قرار الوزير فياض المستند إلى توصية هيئة إدارة قطاع البترول، تحديداً للموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك في الدورة من قبل شركات النفط والغاز وهو 15 حزيران 2022، كما تضمّن القرار أرقام الرقع المفتوحة للمزايدة وهي الرقع الثمانية غير الملزمة من أصل الرقع العشرة، مع العلم أن الرقعتين 4 و9 قد تم تلزيمهما بفعل دورة التراخيص الأولى.

****************************************

افتتاحية صحيفة  نداء الوطن

عون يرمي كرة “البيطار” في ملعب بري: فليتحمّل المجلس مسؤوليّاته

نصرالله “يوبّخ” القضاء: “تخوين” في المرفأ و”تخويف” في الطيّونة


 
 

بات واضحاً أنّ معركة “حزب الله” مع التحقيق العدلي في جريمة المرفأ بدأت تأخذ منحى تصاعدياً يضعها على فالق مذهبي خطير، سيّما مع تصويرها على أنها معركة التصدي لمظلومية “شيعية” في القضية، بدءاً من “شق صفوف” أهالي الضحايا وفرزهم مذهبياً، وصولاً إلى حدّ اتهام “القاضي المتمرد” طارق البيطار بأنه يمارس “لعبة الخنجر من الخلف” في ظهر الثنائي الشيعي، كما قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أمس في خطبة الجمعة.


 
 

ومن مخاصمة المحقق العدلي إلى مخاصمة الجسم القضائي ككل، ارتقى “حزب الله” في معركته المفتوحة مع القضاء “المتمرّد”، فأطلّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مساءً ليوبّخ الهيئة العامة لمحكمة التمييز على قرارها رد دعاوى مداعاة الدولة المقدمة من المدعى عليهم لتنحية المحقق العدلي، ويزجّها تالياً خلف قضبان تهمة “التسييس والاستنسابية” نفسها مع القاضي البيطار، مع تدرجه في التصويب على القضاء إلى مستويات بلغت حدود “التخوين” في معرض إشارته إلى أنّ “أحداً من القضاة لا يجرؤ على اتخاذ إجراء بحق هذا القاضي (طارق البيطار) الذي تقف خلفه الولايات المتحدة ممثلة بالسفارة الأميركية في لبنان”. وكذلك في قضية أحداث الطيونة، ارتدى توبيخ نصرالله للجسم القضائي طابع “التخويف” والتحذير من مغبة استمرار الجهات القضائية المعنية في “سلوكها الخطير” لناحية إطلاق سراح موقوفين على ذمة التحقيق في القضية، تحت وطأة ضغوط تمارسها “جهات دينية وسياسية”، منبهاً إلى أنّ “الأخطر” في هذا المسار أنه يشكل “دعوة لعوائل الشهداء” تقول لهم: “خذوا حقكم بإيديكم”.


 
 

وإذ خلص الأمين العام لـ”حزب الله” إلى اتهام القضاء بأنه “يحمي بعضه البعض” ويتستّر على “القضاة المتهمين” في قضية انفجار المرفأ ويمنع محاكمتهم، رأى في مقابل “الإجراءات القضائية” الأخيرة التي اتخذتها محكمة التمييز أنّ المسار القضائي الراهن “لن يوصل لا إلى حقيقة ولا إلى عدالة” على اعتبار أنّ “الجهات القضائية المعنية تمارس الاستنسابية وتخضع للسياسة”، مجدداً حيال ذلك التشديد على أنّ “حزب الله” سيواصل متابعة ملف التصدي للتحقيق العدلي “لنشوف وين بدنا نوصل فيه”.

 

وبخلاف كل مسارات التجييش الطائفي والمذهبي التي يسلكها أهل الحكم في مقاربة شؤون البلد، أتت رسالة البابا فرنسيس لمناسبة الاستقلال لتذكّر رئيس الجمهورية ميشال عون بأنّ مشروع الأمة اللبنانية “قائم على تخطي الانتماءات الطائفية للسير معاً نحو شعور وطني مشترك”… غير أن السلطة التي شبّت وشابت على امتهان لعبة “فرّق تسد” في تفتيت الكيان وتشتيت شمل الانتماء الوطني بين أبنائه، لا شكّ في أنها ستدير ظهرها للرسالة البابوية وتلحقها بصندوق الرسائل والنصائح الدولية والعربية المهمّشة لإنقاذ لبنان.


 
 

وعلى وقع انسداد الأفق الحكومي، يعود الرئيس نجيب ميقاتي إلى بيروت نهاية الأسبوع ليقف وجهاً لوجه أمام الوعد الذي كان قد أطلقه عشية زيارة روما على مسامع اللبنانيين والعالم بأنه يعتزم دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد “قريباً”، لكنه مع عودته سيجد في مغادرة رئيس الجمهورية إلى الدوحة، متنفساً لإرجاء الدعوة واستكمال محاولات تدوير الزوايا مع الثنائي الشيعي علّه يحظى بالضوءين “الأصفر والأخضر” لتأمين عبور آمن نحو استئناف جلسات الحكومة.

 

وإذا كان الأمل مفقوداً بأن تحقق زيارة عون الدوحة أي خرق في جدار الأزمة اللبنانية مع الخليج العربي تحت وطأة استمرار مفاعيل المشكلة “الحوثية” على حالها من دون أي مبادرة “حسن نوايا” حكومية تبدأ من استقالة أو إقالة الوزير جورج قرداحي، كذلك يبدو أنّ المراهنين على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة العربية السعودية مطلع الشهر سيخيب أملهم في إحداث أي تغيير بالموقف السعودي المتصلّب إزاء مقاربة العلاقات مع لبنان الرسمي بعدما ثبت “سقوطه حكومياً” في قبضة المحور المعادي للمملكة في المنطقة. إذ حرصت مصادر ديبلوماسية غربية في الرياض على حصر جدول مباحثات ماكرون مع القيادة السعودية بجملة ملفات لا أثر للملف اللبناني فيها، مؤكدةً أنها ستتناول “المستجدات على صعيد حرب اليمن في ضوء رفض ميليشيات الحوثي الاستجابة لنداءات السلام، فضلاً عن الوضع على الساحتين العراقية والسورية وتطورات القضية الفلسطينية”.


 
 

وأمام حالة المراوحة والعقم في إنتاج الحلول اللازمة للتعقيدات اللبنانية، بدت دوائر الرئاسة الأولى واقعية في مقاربة المشهد الحكومي فأكدت أنّ “المشهد غير واضح بصراحة”، موضحةً أنه “كانت هناك 3 خيارات على طاولة النقاش لحلحلة قضية اعتراض الثنائي الشيعي على أداء القاضي البيطار: إما يتنحى طوعاً عن الملف أو يفصل نفسه طوعاً عن مساءلة النواب والوزراء والرؤساء، أو تتولى محكمة التمييز البت بتنحيته، أو يأخذ مجلس النواب المبادرة بنفسه عبر مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء”، وأردفت: “لكن بعدما تبينّ أن المحقق العدلي ليس في وارد التنحي، وبعد أن ردّت محكمة التمييز الدعاوى المرفوعة لتنحيته، لم يبقَ سوى أن يتحمّل مجلس النواب مسؤولياته في معالجة ملف المدعى عليهم من النواب والوزراء والرؤساء، وإلا فإنّ الأزمة ستبقى قائمة”.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

مصرف لبنان يحمّل «غوغل» و«فيسبوك» مسؤولية تطبيقات الدولار

مستويات قياسية جديدة لانهيار الليرة ووعود بتدابير «تقنية»

  علي زين الدين

لم تفلح مبادرات مصرف لبنان المركزي للشروع في تهدئة الصعود القياسي لسعر الدولار في الأسواق الموازية. فوصل سريعاً إلى عتبة 26 ألف ليرة وسط مبادلات نقدية طغى فيها الطلب المحموم على العروض المتناقصة ربطاً بتفاقم العثرات الداخلية في أبعادها القضائية والسياسية وترويج معلومات وشائعات عن اقتراب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خيار الاستقالة.

وبدا، بحسب مصادر مصرفية وصرافين ناشطين، أن الأسواق ستظل تتعاطى ببرودة تامة وتأثيرات محدودة للغاية مع الوعود والتصريحات المتصلة بسعر الصرف، ما لم يتم إقرانها بتحولات إيجابية في المناخات الداخلية، بدءاً من تمكين مجلس الوزراء من استئناف جلساته الدورية، ومن ثم بقرار نقدي كبير تغطيه الحكومة يتيح ضخ سيولة بالدولار من مخزون التوظيفات المصرفية الإلزامية لدى البنك المركزي، ريثما يجري إنضاج اتفاقية تمويلية طارئة مع صندوق النقد الدولي.

لكن ما تشي به وقائع ارتفاع منسوب التجاذبات الحادة واتساع رقعة الخلافات الداخلية، يبدد تلقائياً الآمال المعقودة على توافق سريع يستهدف الوصول إلى مسار إنقاذي طارئ. وبالتالي سيحد، بحسب مسؤول مصرفي كبير، من فاعلية أي تحركات أو تدابير ذات طابع تقني بحت قد تبادر إليها السلطة النقدية. وهذا ما أفضت إليه التجارب السابقة، حيث انعدم تماماً تأثير التدابير النقدية الوقائية، وبما يشمل تلبية البنك المركزي لجزء من الطلب اليومي على الدولار عبر منصته الخاصة الذي بلغ نحو 20 مليون دولار بسعر يراوح بين 19 و20 ألف ليرة لكل دولار في الأيام الأربعة الماضية، التي شهدت تسجيل الانهيارات القياسية في سعر صرف الليرة.

كما أن المسّ بما تبقى من احتياطيات الودائع الإلزامية من دون ضمانات بإقرار معالجات مجدية، سينقلب حتماً، بتأكيد المسؤول المصرفي، إلى تبديد الرمق الأخير من حقوق حصرية تعود للمودعين بالعملات الصعبة في الجهاز المصرفي. فهذا الرصيد الذي يبلغ نحو 13.5 مليار دولار، يمثل توظيفات إلزامية بنسبة 14 في المائة لقاعدة مدخرات لمقيمين وغير مقيمين تبلغ نحو 105 مليارات دولار، وتوازي أكثر من 80 في المائة من إجمالي الودائع في المصارف. علماً بأن القيمة الفعلية لكتلة المدخرات بالليرة تقلصت بحدة بالغة تعدت نسبة 94 في المائة، لتهبط دون 6 في المائة قياساً بقيمتها بالسعر الرائج للدولار.

رغم ذلك، حقق البيان الرسمي الصادر عن مصرف لبنان هدفاً مؤقتاً بالتخفيف جزئياً من حماوة المضاربات التي تتغذى بقوة أيضاً، إلى جانب تردي الأوضاع الداخلية، من عامل ارتفاع الطلب الحقيقي على العملة الخضراء إلى ما بين 8 و10 ملايين دولار يومياً لتمويل الاستيراد، أي ضعفي ما تؤمنه المنصة من سيولة يومية. علماً بأن الطلب لا يتوقف في عطلة نهاية الأسبوع على غرار المنصة.

ووفق البيان، فإن «الأسعار الواقعية لسعر الدولار الأميركي مقارنة بالليرة اللبنانية هي تلك المعلنة يومياً من مصرف لبنان، بناء على التداول الجاري في السوق والمسجل على منصة صيرفة، وهي المنصة الوحيدة التي تعلن عن أسعار وعن حجم العمليات التي أدت إلى هذه الأسعار».

وفي تجديد للاتهامات بالتلاعب النقدي، يضيف البيان: «أما التطبيقات التي تعلن عن الأسعار دون أن تشير إلى حجم العمليات التي أدت إلى هذه الأسعار فهي تطبيقات مشبوهة وغير قانونية. وهي تقود الأسواق ولا تعبر عن واقع السوق وحجمها الحقيقي. وهي تحرك أسعارها ليلاً نهاراً وفي كل أيام الأسبوع وخلال العطل وبشكل آنٍ، وكأن سوق القطع الموازية هي سوق منظمة على شكل بورصة. وراء هذه التطبيقات مصالح منها سياسية ومنها تجارية».

وأشار إلى أن «السلطات القضائية والسلطات الأمنية سعت إلى ضبط هذه التطبيقات بناء على طلب الحكومة اللبنانية. وكون الكثير منها موجوداً خارج لبنان، قام مصرف لبنان بمطالبة شركات الإنترنت العالمية بإلغاء هذه التطبيقات عن شبكاتها. وسيتابع مصرف لبنان هذا الأمر في الخارج وسيحمّل المسؤولية لشركات مثل (غوغل) و(فيسبوك) وغيرهما، لما لهذه التطبيقات من ضرر على لبنان، ويطالبها بنشر السعر الرسمي وسعر صيرفة فقط».

وأعلن مصرف لبنان عن مبادرات سيقوم بها «تهدف إلى تطوير أنظمة الدفع بما يؤدي إلى العودة إلى الدفع الإلكتروني. وسيتم بحث ذلك في الجلسة المقبلة من المجلس المركزي».

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: لا انفراج سياسياً.. وجهات مشبوهة تلعب بالدولار.. والإرباك يهدّد الجسم القضائي

كيف يمكن للبنان أن يتحرّر من هذا الطوق الخانق الذي يزنّره من كلّ الجهات؟ وهل ثمة باب للخلاص، ام أنّ كلّ أبوابه قد أُقفلت، وليس امام اللبنانيين سوى أن ينتظروا بئس المصير؟

كلّ الأسئلة السوداء باتت مشروعة أمام الإنهيار الذي يهوي بوتيرة مرعبة تنذر وكأنّ النهاية المفجعة لهذا البلد، قد دنت، وأنّ المسافة الفاصلة عن لحظة السقوط المشؤوم صارت تقاس بالأمتار. وفي طريق الجلجلة هذه، يتبدّى جلياً إفلاس القابضين على السلطة من حكّام وسياسيين، ولم يعد للشعب اللبناني المنكوب سوى ان يشارك البابا فرنسيس تضرّعه الى الرب بأن يأخذ لبنان بيده ويُنهضه مما هو فيه. مع الإشارة الى انّ البابا قد جدّد في برقية تهنئة لرئيس الجمهورية ميشال عون بعيد الاستقلال «تعلّقه بلبنان واللبنانيين وبدور وطن الارز الفريد في الشرق الاوسط، وقدرته على تخطّي الإنتماءات الطائفية للسير نحو شعور وطني مشترك».

 

كذلك، التقى البابا فرنسيس أمس، في الفاتيكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث «تحدثا بإسهاب عن ضرورة استمرار المساعدات الإنسانية للبنان مع التأكيد على ضرورة إجراء الإصلاحات الضرورية في البلاد».

 

وعلّق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على اللّقاء كاتبا في تغريدة: «إنني على ثقة أنه بفضل النوايا الطيبة والعمل الدؤوب لإثنين من أصدقاء لبنان، قداسة البابا والرئيس ماكرون، سيتمكن لبنان من الخروج من أزمته».

 

لا ضوابط

 

المفجع في الوضع الداخلي أنّه أصبح متفلّتاً، فمن جهة عاد وباء «كورونا» ليجتاح المجتمع اللبناني، ويحصد مئات الإصابات يومياً، حيث بدأت الارقام تأخذ منحى تصاعدياً خطيراً، حيث سُجّل امس 1474 اصابة و8 حالات وفاة، ومن جهة ثانية، كل سقوف الضوابط، سواء في السياسة او الاقتصاد، قد تداعت بالكامل. ففي السياسة انقسام وخلافات مفتوحة على مصراعيها، وفي المقابل دولار يكمل إجهازه على الليرة مقترباً من سقف الـ26 الف ليرة، مطوقاً اللبنانيين بمخاوف اضافية وملقياً بهم من جديد في مهبّ الغلاء وجنون الاسعار.

 

جهات مشبوهة

 

كل ذلك يحصل، وسط عجز فاضح من السلطة الحاكمة، التي تبدو مصابة بالخرس حيال ما يجري، إذ ليس لديها ما تقوله او تفعله، طالما انّ الازمة خلعت عنها ورقة التوت وكشفت حقيقتها جثة منعدمة الشعور والإحساس والمسؤولية امام ما يصيب البلد وشعبه.

 

واكّد مرجع مسؤول لـ»الجمهورية»، انّه «طالما انّ الخلافات السياسية قائمة، وانّ سبيل التفاهم ولو على الحدّ الأدنى مفقود بين المكونات السياسية، فلا امل بلجم ارتفاع الدولار».

 

ووسط هذا الجو، تخوّف المرجع المذكور من أن يبلغ ارتفاع الدولار مستويات جنونية من الآن وحتى آخر السنة الحالية»، لافتاً في هذا السياق الى جهات مشبوهة داخلية وخارجية، تسعى الى دفع الامور في لبنان الى الانهيار القاتل».

 

يتقاطع ذلك، مع تأكيد خبراء اقتصاديين على «انّ الارتفاع المريب لسعر الدولار، هو خارج عن اي سبب اقتصادي او مالي، بل ارتفاع سياسي متعمّد تدفع اليه بعض الغرف السوداء». وقد اشار الى ذلك صراحة «مصرف لبنان» بقوله، انّ «تطبيقات مشبوهة وغير قانونية كثير منها موجود خارج لبنان، وراءها مصالح منها سياسية ومنها تجارية».

 

واوضح المصرف، «أنّ الأسعار الواقعية لسعر الدولار الأميركي مقارنة بالليرة اللبنانية هي تلك المعلنة يومياً من مصرف لبنان بناءً على التداول الجاري في السوق والمسجّل على منّصة «صيرفة». وانّ «التطبيقات التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات التي أدّت إلى هذه الأسعار، تقود الأسواق ولا تعبّر عن واقع السوق وحجمه الحقيقي».

 

مشهد أسود

 

أمام هذه الصورة، من غير المعروف ما هو الأقسى والأصعب على المواطن اليوم؛ هل استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، بلا رقيب أو حسيب، الامر الذي أدّى الى تدهور اضافي في القدرات الشرائية للناس، وزاد نسبة الفقراء؟ أم هو مشهد الفراغ القاتل، حيث تبدو مظاهر الدولة في انحلال تام، حتى بات اللبناني يشعر انّه متروك لمصيره. لا دولة، ولا من يحزنون.

 

فسعر صرف الدولار تجاوز امس الـ25 الف ليرة، في مشهد سوريالي، حيث أصبح معه الحدّ الأدنى للاجور حوالى 27 دولاراً. وأصبح بذلك لبنان من افقر الدول في العالم، إن لم تكن الدولة الأكثر فقراً. وبما انّ معيار الفقر المدقع بالنسبة الى البنك الدولي هو دولاران في اليوم، فهذا يعني انّ اللبناني الذي يتقاضى الحدّ الأدنى للأجر، يعيش تحت مستوى الفقر المدقع بأشواط. وهذا يعني انّ قسماً كبيراً من اللبنانيين باتوا يعانون الجوع بمفهومه الحقيقي، ويكتفون بوجبة طعام واحدة في اليوم.

 

على انّ ما ينبغي لحظه في هذا المشهد الاسود، هو انّ ما يجري اليوم قد جرى مثله في الصيف الماضي، فهل نسي اللبنانيون انّ سعر الدولار سبق ووصل الى 24 الف ليرة، في تموز الماضي، قبل ان يتراجع بعد ذلك، ويصل الى 14 الف ليرة عقب تشكيل الحكومة، ليعود ويقفز تباعاً الى 25 الف ليرة، وقد يستمر في الارتفاع. ولماذا الاستغراب لوصول الدولار الى هذا السقف؟ فهل انّ الوضع اليوم افضل سياسياً ومالياً واقتصادياً مما كان عليه في تموز الماضي مثلاً، لكي يأمل المتابعون ان يتوقف الدولار عند حدٍ معيّن؟

 

بطاقة تمويل… وأجور

 

في السياق، ولكي يكتمل النقل بالزعرور، يبدو انّ مشروع البطاقة التمويلية الذي كان يفترض ان يقي الفقراء شرّ الجوع، يتلاشى يوماً بعد يوم، وتحول الى قصة ابريق الزيت. كل طرف يرمي المسؤولية على الطرف الآخر، والنتيجة ان لا بطاقة تمويلية في الأفق.

 

أما زيادة الاجور التي تتباهى الحكومة بأنّها حرّكت لجنة المؤشر من اجلها، فقد تآكلت قيمتها بما يفوق المساعدة المطروحة، وبالتالي، ستأتي، اذا أُقرّت، متأخّرة وبلا اي نتيجة، بما يعني عملياً انّ مؤسسات الدولة برمتها ستبقى مشلولة كما هي الآن، حيث لا ادارات رسمية تعمل، سوى في ظروف استثنائية جداً. وكل معاملات المواطنين معطّلة، والعمل الرسمي غائب، ولا من يسأل. انّها دولة اللادولة، والآتي أعظم.

 

السياسة.. غموض

 

سياسياً، على رغم الانصراف العام الى ترقّب ترجمة نتائج ما اتفق عليه الرؤساء الثلاثة في لقائهم الاخير في عيد الاستقلال، الا ان مصادر سياسية مسؤولة اكدت لـ»الجمهورية» ان لا مؤشرات ايجابية حتى الآن حول اي انفراج على الصعيد الحكومي، وكل ما قيل في هذا السياق لا يعدو اكثر من فرضيات غير مبنية على اسس جدية».

 

ولفتت المصادر الى ان «الوضع الحكومي ما زال مطوقاً بالعقبات ذاتها التي حالت دون انعقاد مجلس الوزراء، سواء في ما خص التحقيق العدلي في ملف مرفأ بيروت ومصير المحقق العدلي طارق البيطار، اضافة الى العقدة الكبيرة التي استجدت مع القطيعة السعودية والخليجية مع لبنان على خلفية تصريحات الوزير جورج قرداحي».

 

ولفتت أيضاً الى «ان الموقف القضائي الاخير الذي تجلّى بردّ محكمة التمييز لدعاوى مخاصمة الدولة قد يعقد الامور اكثر، داعية الى انتظار ما يستجد حيال هذا الامر خلال الايام المقبلة». مشيرة في الوقت نفسه الى ان المخرج للازمة القضائية والحكومية يقوم من خلال واحد من أمرين:

 

الاول، عبر مبادرة وزير العدل الى اجراء معيّن بحق المحقق العدلي، على اعتبار ان المحقق العدلي يعيّن بقرار من وزير العدل. وبالتالي، فإن صاحب الصلاحية بالتعيين بقرار، له الصلاحية بأن يعدل في هذا القرار اذا ما وجد في قرار التعيين انحرافا او اسبابا موضوعية للشك والريبة من المحقق العدلي المعين. الا ان هذا الطرح يصطدم بموقف حكومي يقول بعدم جواز التدخل في شأن السلطة القضائية ورئيس الجمهورية يؤيد هذا التوجه بقوة.

 

اما الثاني، فيقول بالفصل في ملف التحقيق، عبر عقد جلسة لمجلس النواب يصار فيها الى احالة المدعى عليهم (الرئيس حسان دياب والوزراء السابقون علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق ويوسف فنيانوس) الى المحاكمة امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

 

وافادت المصادر ان هذا الامر جرى التداول به عميقاً في اللقاء الثلاثي بين الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، وهو ما يزال محل متابعة حتى الآن، خصوصا ان ثمة من يتحدث عن امكان مبادرة الرئيس بري، وانطلاقاً من تأكيده على احترام الاصول الدستورية والقانونية والالتزام بها، الى تحديد جلسة عامة لمجلس النواب لهذه الغاية، بعد انتهاء السفرات الرئاسية، وقد يحضرها نواب تكتل لبنان القوي». واشارت المصادر الى ان هذا الامر إن حصل، سيؤسّس الى حلّ مواز مرتبط بالازمة الديبلوماسية مع السعودية وبعض دول الخليج، حيث يصار بعد الجلسة النيابية والتصويت على احالة رئيس الحكومة السابق والوزراء السابقين على المجلس الأعلى، الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، يبادر بعدها وزير الاعلام الى تقديم استقالته، ليتم بعد ذلك تعيين وزير بدل عنه مقرّب من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

 

المردة

 

الا ان مصادر في تيار المردة اكدت لـ»الجمهورية» اننا «لسنا معنيين بكل الفرضيات التي تطرح من هنا وهناك، والوزير فرنجية قال من البداية انه لن يقبل بأن يقدّم الوزير قرداحي كبش فداء لأحد، وبالتالي هو لن يضغط على وزير الاعلام لكي يقدم استقالته، فهذا الامر عائد للوزير، وهو يحترم اي موقف يصدر عنه، علماً ان الوزير قرداحي قد حدّد موقفه علناً بأنّ الازمة ليست متعلقة بتصريح ادلى به، بل هي مرتبطة بما هو ابعد من ذلك، وصولا الى الحكومة والوضع السياسي القائم في لبنان».

 

«حزب الله»

 

ويتناغم موقف المردة مع موقف «حزب الله» حيث اكدت مصادر كتلة الوفاء للمقاومة لـ»الجمهورية» اننا «من حيث المبدأ نحن ضد استقالة الوزير قرداحي، وقناعتنا انه لم يخطىء، وانسجاماً مع قناعتنا هذه، فإننا لن نطلب منه ان يستقيل، ولن نقوم بأي دور علني او غير علني لحمله على الاستقالة، وفي الخلاصة الوزير صاحب القرار ونحن معه في اي قرار يتخذه».

 

القضاء.. تململ

 

في هذا الوقت رسمت علامات استفهام كثيرة حول مبادرة بعض القضاة الى تقديم استقالاتهم، وتخوّفت مصادر قانونية مما سمّتها حملة لتهشيم السلطة القضائية وضرب استقلاليتها ومعنوياتها وكسر هيبتها ومصداقيتها في مقاربة اي من القضايا والملفات الحساسة.

 

واعربت المصادر عن خشيتها من ان تكون خلف هذه الاستقالات اصابع سياسية، وقالت إن القضاء بصورة عامة يمرّ في في هذه الفترة في أسوأ مراحله على كلّ المستويات، خصوصاً في ظلّ المداخلات السياسية وغير السياسية التي تتعرض لها السلطة القضائية من جوانب مختلفة، والضغوط التي تمارس على بعض القضاة للتأثير عليهم وترهيبهم في محاولات مكشوفة لحرف التحقيق في الاتجاه الذي يخدم مصلحة هذا الفريق السياسي او ذاك»، مشيرة في هذا السياق الى ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، «وما يحيط به من التباسات تؤثر في مجرى التحقيق العدلي».

 

وخلصت المصادر القانونية الى التحذير من «ان القضاء الذي يشكّل الركيزة الأساسيّة في لبنان يحدق به خطر حقيقي»، كاشفة «ان الجسم القضائي في حال تململ جدي مما آل اليه هذا الوضع، وهو امر قد لا يطول معه الوقت ليؤدي الى صرخة قضائية عالية امام الاستهداف المتمادي للسلطة القضائية».

 

ودعت المصادر السياسيين الى ان يَعوا هذا الواقع، والتأكيد فعلاً لا قولاً بأنّ حصانة القضاء فوق كل اعتبار، فإذا كان القضاء محصناً، فهذا يعني ان لبنان محصن والعكس صحيح، وهذا يوجب على السياسيين رفع ايديهم عن القضاء وابعاده عن التجاذبات السياسية، والكفّ عن المداخلات وافتعال العراقيل، ومحاولة تسييس الملفات والتشكيك بكفاءة القضاة ونزاهتهم».

 

وفيما افيد بأنّ استقالة القاضية جانيت حنا لها علاقة بملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت والتدخلات السياسية في هذا الملف، وانّ استقالتي القاضيتين كارلا قسيس ورلى الحسيني تعودان الى أسباب خاصة، استنكر «نادي قضاة لبنان» في بيان «التعرض لخيرة القضاة وإطلاق التهم بحقهم جزافاً سواء في الشارع أو مباشرةً»، معتبرا انّ هذا التعرض «أصبح موضة رائجة تمسّ بهيبة القضاء وبشخص كل قاض على حدّ سواء، ففي الأمس القاضي جناح عبيد، واليوم القاضي فؤاد مراد، ومن يعلم ضحية الغد من تكون؟».

 

واشار الى «أن نادي قضاة لبنان لطالما ناصر قضايا المواطنين المحقّة ورفع الصوت ضد الظلم في غير موضع، وانطلاقاً من قناعاته هذه، اكد انه لا يمكنه أن يرضى بأن يطاول الظلم القاضيين المذكورين المشهود لهما باستقامتهما ومناقبيتهما، فالتاريخ المشرّف لا تلوّثه افتراءات عبثية».

 

ولفت في هذا السياق ما تخوّف منه «ائتلاف استقلال القضاء» ان تكون هذه الاستقالات باكورة لاستقالات جماعية أخرى تنتهي إلى «تطهير» القضاء من أفضل نسائه ورجاله».

 

واشار الائتلاف الى ان هذه الاستقالات هي بمثابة إنذار بليغ على ما قد يتسبب به الانهيار المالي والاقتصادي من انهيار داخل المرفق القضائي، وايضا بمثابة إنذار موجّه إلى القوى السياسية الحاكمة، من خطورة استمرار الحملات المُمنهجة ضد كل قاض يتجرأ على نظام الحصانات والإفلات من العقاب، والتي تجلّت في أوضح صورها بمناسبة قضية تفجير المرفأ».

 

وحذر الائتلاف «من مغبّة استمرار الحملات الممنهجة والهادفة إلى ثني القضاة عن القيام بوظائفهم وصولا إلى حماية نظام الإفلات من العقاب. فبمعزل عن المكاسب السياسية التي قد يحققها آنياً مطلقو هذه الحملات، فإن الأفق الوحيد لها هو تدمير المؤسسات والمزيد من العصبية واللادولة».

 

وندّد «باستمرار القوى الحاكمة في سياسة الإنكار، متجاهلة الانهيار المالي والاقتصادي وتداعياته فضلاً عن الحاجة الملحة لتدابير طارئة لضمان استمرارية المرافق العامة الأساسية، وفي مقدمها المرفق العام القضائي».

 

الخارجية الأميركية

 

وليلاً، أكّدت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ «حزب الله هو منظمة إرهابية خطيرة تهدد سلامة المجتمع الدولي، وتقوّض سيادة الدولة اللبنانية».

 

ورحبت الخارجية الأميركية «باعتزام أستراليا تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية»، مشيرة إلى أنّ «التوقف عن الفصل بين الجناح العسكري لـ»حزب الله» وبقية المنظمة خطوة مهمة للأمام».

 

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء  

 


الدولار يهدّد النظام العام ومهزلة المركزي: «غوغل» يتحمل المسؤولية!

الإستقالة ليست على جدول ميقاتي وواشنطن تعتبر حزب الله خطراً على العالم

 

ما الذي يحصل على جبهة الدولار والاسعار، والليرة التي لا يكفيها ما أصابها من انهيار، وانتظرت أشهراً ولادة حكومة جديدة، على أمل انقاذها؟ لماذا تترك البلاد، وكأن لا حكومة، ولا سلطة، ولا رئيس جمهورية أو مجلساً نيابياً أو إدارات ووزارات وهيئات رقابة، وخلاف ذلك، فينفلت سعر صرف الدولار صعوداً باتجاه الـ30 الفا بعد ان كسر حاجز الـ25 الفا بسهولة نادرة، تاركاً الأسعار تلتهب، وتنقطع بعض الأصناف الضرورية من غذاء ومأكولات، والتلويح بارتفاع مستمر لأسعار المحروقات على الرغم من هبوط سعر برميل النفط عالمياً للأسبوع الثاني على التوالي؟

 

بدت التحركات الشعبية والاحتجاجية خجولة، وسط مواصلة الرئيس نجيب ميقاتي زيارته لروما، حيث زار مسجدا، واستعداد الرئيس ميشال عون لزيارة قطر، مع تأكيد مصدر مطلع على أجواء رئيس الحكومة انه ليس بوارد الاستقالة.

 

الا ان المصادر المطلعة لاحظت أن لا صورة واضحة بشأن مجلس الوزراء وأن المبادرة لدى الرئيس ميقاتي الذي يقرر متى يدعو إلى مجلس الوزراء إذا كانت تسمح الظروف لذلك مع العلم أن ما من شيء إيجابي بعد.  وكانت مقدمة نشرة أخبار الـnbn قد شنت حملة قوية  على القاضيين عبود والبيطار، ما يخلق اجواء غير مؤاتية.

 

وقال مصدر معني بالملف الحكومي: «اذا كان ما يقوم به مَنْ لا يمت الى الرضوان والسياّد بصلة، معروفة اهدافه وأثمانه، فالسؤال المطروح على جوقة المسوّقين للسلبيات، ماذا لو قدّم رئيس الحكومة استقالته؟ هل يمكن لعاقل ان يقدّر عواقب هذه الخطوة وتداعياتها في طل التأزم السياسي الحاصل داخليا وخارجيا، ما يجعل تشكيل حكومة جديدة من سابع المستحيلات؟

 

وهل تصريف الاعمال بحكومة مستقيلة افضل من بقاء الحكومة قائمة وتحاول قدر المستطاع إيجاد الحلول للمشكلات المتراكمة منذ سنوات؟»

 

ويجزم مصدر مطلع على الأجواء «إن استقالة الحكومة ليست مطروحة، وان الاتصالات مستمرة لمعاودة جلسات مجلس الوزراء، رغم التعقيدات غير الخافية على أحد  ورهانات «السقوف العالية» التي يعتمدها البعض».

 

ويشير المصدر الى «حركة اتصالات تجري بعيدا من الاضواء في هذا الصدد سعيا لايجاد الحلول المطلوبة»، لافتا «الى ان  بعض الزيارات  الخارجية التي يقوم بها رئيس  الحكومة، وآخرها بالامس اجتماعه المغلق مع البابا فرنسيس في الفاتيكان، تهدف الى استنفار  كل اصدقاء  لبنان في الخارج المعنيين بواقع الحفاظ على لبنان ورسالته وفي مقدمهم الكرسي الرسولي، لدعم لبنان بكل الوسائل والطرق لتمرير هذه المرحلة الصعبة، بدءا  بحبة القمح وصولا الى إنهاض مؤسساته ومساعدته على النهوض وشعبه من جديد».

 

وتعقيبا على الكلام الذي قاله البابا فرنسيس أمام عائلة الرئيس ميقاتي التي رافقته في زيارة الفاتيكان، بعد خلوة النصف ساعة في مكتب البابا، قال الرئيس ميقاتي: «المفارقة ان البابا فرنسيس قال بعزم إنه سيبذل كل جهده لمساعدة لبنان بكل الطرق، وسيصلي الى الله كي ينتشل لبنان من الارض  وينهض من جديد، فيما بعض اهل البلد يمعنون في تهديم وطنهم وتيئيس شعبهم، وتفشيل كل جهود الانقاذ ، بدل أن  يكونوا جزءا من أهل الحل».

 

وفي حين بقيت الازمة الحكومية والقضائية بلا حلول، قالت مصادر مطلعة على موقف «الثنائي الشيعي» من تطورات طلب تنحي المحقق العدلي طارق بيطار لـ«اللواء»: ان الثنائي متشدد جداً في موقفه بعدم عقد اي جلسة لمجلس الوزراء ولن يتنازل عن مطلبه، لأنه لم يلمس ان هناك ضغوطاً جدية على بيطار ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود لمعالجة موضوع الارتياب السياسي بالتحقيق. ولأن عبود والبيطار باتا في سلة واحدة بالتضامن والتكافل.

 

وتضيف المصادر: انه من دون حل هذه القضية لا تقدم في اي وساطة او اتصالات، خاصة ان الرئيس نبيه بري متشدد في الموضوع اكثر من حزب الله، نتيجة افشال اقتراحه الذي توافق عليه مع البطريرك بشارة الراعي بتحويل ملاحقة الوزراء والنواب الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب.

 

بالمقابل، ثمة من يشير الى ان تنحية البيطار أمر مرفوض من قبل الرئيسين عون وميقاتي لكونه ليس من شأن الحكومة، فضلاً عن كونه يضرب مبدأ «فصل السلطات» المكرّس في الدستور. وعلى الرغم من أنّ هناك نفحة تفاؤل ظهرت في الأيام الأخيرة بإمكانية حصول «ليونة» أو «مرونة» في الموقف، ثمّة خشية متصاعدة من أن تذهب الأمور في الاتجاه التصعيدي، خصوصاً مع الموقف القضائي المتشدد والحازم الذي برز أمس الاول عن محكمة التمييز، والذي أعطى قوة دفع للقاضي البيطار، عبر ردّ كلّ طلبات مخاصمة الدولة.

 

من جانب آخر، قال وزير الزراعة عباس الحاج حسن: سيكون لي جولة قريباً على بعض الدول العربية، وأطمح لزيارة السعودية ودول الخليج، ونحن لن نقفل الباب على أحد للتصدير ونتمنى أن يُعاد فتح الأبواب المقفلة.

 

ومع هذه الصورة، بات لبنان يعيش على انتظارات نتائج المساعي والوساطات التي تُبذل هنا وهناك في دول العالم وآخرها ترقب تحرك واتصالات البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبعض الدول العربية الاخرى كمصر، لمعالجة الازمات التي يعيشها. بينما الوضع المعيشي للناس في اسوأ حال بعدما وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى ما فوق 25 الف ليرة مما زاد من النقمة الشعبية التي تمثلت في قطع الطرقات في بعض المناطق، واقتحام مجموعة من الحراك الشعبي وزارة الشؤون الاجتماعية إحتجاجاً على تردي الوضع المعيشي للناس.

 

اما في الشأن السياسي فقد تلقى  الرئيس عون برقية تهنئة بالاستقلال من البابا فرنسيس قال فيها: مشروع أمّتكم قائم على تخطي الانتماءات الطائفية للسير معاً نحو شعور وطني مشترك. أنتم تدركون مدى تعلقي الخاص بلبنان وابنائه كما بدوره الفريد في الشرق الأوسط. من هذا المنطلق اطلب من الرب القدير ان يدعم مسيرتكم على الدرب الصعب والشجاع في خدمة الخير العام. ومع هذا الدعاء استمطر على فخامتكم وكل أبناء وطنكم بركات العلي القدير.

 

في هذه الاثناء، اختتم  الرئيس ميقاتي زيارته الى روما بزيارة   مسجد روما  والمركز  الاسلامي التابع له. وكان في استقباله  مدير المركز  الدكتور  عبدالله رضوان وإمام المسجد، وهي الزيارة الاولى لرئيس وزراء لبناني الى المسجد الذي يعتبر من اكبر مساجد اوروبا.  وادى الرئيس ميقاتي صلاة الجمعة في المسجد.

 

كان الرئيس ميقاتي زار مساء امس، دير مار شربل في روما التابع للرهبانية اللبنانية المارونية، في حضور وزيري العدل هنري خوري والسياحة وليد نصار، والنائب نقولا نحاس، وسفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن. وكان في استقبالهم الأب العام نعمة الله الهاشم ورئيس الدير الأب ميلاد طربيه والآباء.

 

وخلال الزيارة التقى رئيس الحكومة المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا والرؤساء العامين للرهبانيات المريمية والانطونية والمخلصية. وكان بحث في نتائج اجتماع رئيس الحكومة مع البابا فرنسيس والمسؤولين في الفاتيكان والجهود التي يقوم بها لمعالجة الاوضاع في لبنان.

 

كذلك زار الرئيس ميقاتي والوفد اللبناني، مقر المعهد الماروني في روما حيث استقبلهم المطران يوحنا رفيق الورشا والرهبان والكهنة.

 

وفي ما خص زيارة الرئيس عون إلى قطر، علمت «اللواء» انها ستستمر 24 ساعة.

 

وفي المعلومات أن الوفد الذي يرافق رئيس الجمهورية إلى قطر يضم وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وتنضم اليهما سفيرة لبنان في قطر فرح بري. وأفادت مصادر  سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الزيارة هي لتلبية دعوة لحضور بطولة الفيفا ٢٠٢١ وتشكل مناسبة لاجراء محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد وعدد من الوزراء المعنيين   حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وليس معروفا بعد إذا كانت هناك من لقاءات تعقد مع  رؤساء الوفود المشاركة  على هامش المناسبة.

 

نصر الله: الاستنسابية تأكدت

 

وفي الشأن المحلي، أعلن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله انه حول ما يرتبط بالمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار «وجدنا أنّ الجهات القضائية المعنيّة تمارس الاستنسابية وتخضع للسياسة وما جرى في اليومين الماضيين يؤكد كل ما تحدثنا عنه خلال عام»، وسأل «هل يوجد اليوم في القضاء اللبناني قاضٍ يجرؤ على أن يأخذ قرارًا بتنحية القاضي العدلي؟ هناك قاضٍ تقدّم في هذا الاتجاه لكنهم هددوه وحاربوه».

 

وفيما أشار سماحته إلى أنّ «ما يجري الآن هو أنّ بعض القضاء اللبناني يحمي بعضه البعض»، أضاف «كل المعطيات تقول أنّ القضاة المعنيين بملف مرفأ بيروت هم في دائرة الاتهام والشبهة»، وبيّن أنّ «المسار القضائي الحالي في قضية المرفأ استنسابي ولن يوصل إلى الحقيقة».

 

وبما يتعلق بكمين الطيونة، أشار سماحته إلى أنّ «الموضوع تحوّل إلى القضاء العسكري ولكنّه منذ الأيام الأولى تعرّض هذا القضاء لضغوظ كبيرة من جهات دينية وسياسية»، وكشف أنه «أُطلق سراح بعض الموقوفين ويستمر الضغط لإطلاق بقيّة الموقوفين»، معتبرًا أن «ضغوطات الجهات السياسية والدينية على القضاء استهتار بالشهداء والجرحى وعائلاتهم وبالجهات التي ينتمون إليها»، ومنبّهًا أنّ «ما تمارسه هذه الجهات من ضغوط على القضاء قد يدفع الأهالي للأخذ بالثأر»، وأنّ «الاستمرار بالمسار الحالي في قضية كمين الطيونة خطر ويمكن أن يدفع البلد إلى الفتنة».

 

وحول المرحلة الثانية من مبادرة المازوت، أشار سماحته إلى أن المعيار هو البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ500 متر وسيقدم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين، وتابع قائلا: «سنبيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة»، منوّهًا إلى أن «مئات آلاف العائلات بحسب إحصائياتنا ستستفيد من هذا المشروع». داعياً البلديات لتولي توزيع المازوت على العائلات، وكاشف عن باخرة ستصل خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

وما إن أنهى السيّد نصر الله كلمته، حتى أصدرت الخارجية الأميركية بياناً، وصفت حزب الله بأنه منظمة إرهابية تُهدّد سلامة المجتمع الدولي وتقوض سيادة الدولة اللبنانية.

 

ورحبت الخارجية الأميركية «باعلان أستراليا عزمها تصنيف حزب الله كاملاً منظمة إرهابية»، مشيرة إلى أن «التوقف عن الفصل بين الجناح العسكري لـحزب الله وبقية المنظمة خطوة مهمة للأمام».

 

بوغدانوف وممثل الحريري

 

وفي تطور آخر، إستقبل الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لمنطقة الشرق الأوسط وبلدان افريقيا  نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف امس، «الممثل الخاص لرئيس الوزراء السابق للجمهورية اللبنانية، رئيس تيار المستقبل سعد الحريري جورج شعبان بناء على طلبه». حسب بيان للخارجية الروسية.

 

وجرى خلال الحديث بحث القضايا الداخلية اللبنانية المطروحة حاليا. «ونقل جورج شعبان تقييمات واعتبارات سعد الحريري حول السبل الممكنة لإخراج لبنان من الأزمة الاجتماعية – السياسية والاجتماعية – الاقتصادية التي طال أمدها. وفي الوقت نفسه، أعرب الجانب الروسي عن تضامنه مع الشعب اللبناني في ظل الوضع الصعب الراهن، وجدد التأكيد على موقفه الثابت الداعم لسيادة لبنان المتعدد الطوائف واستقلاله وسلامة أراضيه ووحدته».

 

الغضب الشعبي

 

على الصعيد المعيشي، وبعد ارتفاع سعر الدولار بشكل غير مسبوق وغير مبرر وارتفعت معه اسعار كل شيء، اقتحمت مجموعة من الحراك الشعبي وزارة الشؤون الاجتماعية مطالبين بلقاء الوزير هكتور حجار والتحدث اليه من اجل انشاء غرفة طوارئ بعدما وصلت البلاد الى حد لا يمكن تحمله بسبب الانهيار الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار.

 

وعمد المعتصمون إلى نزع صورة رئيس الجمهورية في قاعة الاجتماعات وإعادتها بشكل معكوس، ليعودوا ويزيلوها لاحقا ووضعوا مكانها لافتة تحمل عبارة «ثورة 17 تشرين».وحصل صراخ وتدافع بين المحتجين وبين بعض موظفي الوزارة.

 

وقد تحدث الوزير حجار مع المحتجين وقال:  في 11 عاماً تم تأمين 36 ألف عائلة، وعندما استلمت الوزارة حولّت الدفع من الليرة الى الدولار. والآن انطلقت ورشة الـ 75 ألف عائلة وسنزور 130 ألف منزل في إطار مشروع العائلات الأكثر فقراً. لدفع حوالي الـ12 مليون دولار للأكثر فقراً والأموال هي هبة دولية.

 

ورأى حجار ان «الإعلام يُحرّف الحقائق ويصوّبها نحو مكان آخر».

 

وقال حجار عن البطاقة التمويلية: «انا كمّلت اللي لازم يتكمل». في القانون 219 هناك اتفاقية بين البنك الدولي والدولة اللبنانية ومجلس النواب عدّل بالاتفاقية ولم يقبل بها البنك، وتم إصلاحها ولم تمرّ بالمجلس في الجلسة الأخيرة وهذا هو سبب التأخير في إطلاق منصة التسجيل للبطاقة التمويلية، وسأزور رئيس المجلس نبيه بري وأطلب منه إذا كان هناك بالامكان بدء التسجيل في بداية الشهر. واذا أخذنا موافقة استثنائية منه سنبدأ فوراً توزيع المساعدات.

 

وتابع: نتشاور مع البنك الدولي ووزارة المالية ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بشأن تمويل البطاقة التمويلية وأنا جزء من التفاوض.

 

اضاف حجار: انا أعمل يداً بيد مع الجمعيات لمتابعة موضوع أموالها وعقودها، وأنا السند الأول في هذه القضية الاستراتيجية.

 

بالتزامن، شهدت شوارع مدينة طرابلس مسيرات احتجاجية رفضا لما آلت اليه الامور في لبنان من تدهور العملة الوطنية والاوضاع المعيشية الصعبة. وقطع عدد من المحتجين عدداً من الطرق المؤدية إلى ساحة النور، ومفارق الطرق المؤدية الى منطقة الضم والفرز طرابلس الشمال، بالحجارة ومستوعبات النفايات.

 

وفي التحركات الميدانية، قطع المحتجون الطريق في جب جنين في البقاع الغربي بسبب انقطاع الكهرباء امام الشركة.

 

مصرف لبنان يحذر

 

في المقابل، صدر عن مصرف لبنان بيان أشبه بالمهزلة إذ وضع مسؤولية انهيار صرف الليرة على نحو خطير على غوغل: إنّ الأسعار الواقعية لسعر الدولار الأميركي مقارنة بالليرة اللبنانية هي تلك المعلنة يوميا من مصرف لبنان بناءً على التداول الجاري في السوق والمسجّل على منصة «صيرفة»، وهي المنصة الوحيدة التي تعلن عن أسعار وعن حجم العمليات التي أدّت إلى هذه الأسعار. أماّ التطبيقات التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات التي أدّت إلى هذه الأسعار فهي تطبيقات مشبوهة وغير قانونية. وهي تقود الأسواق ولا تعبّر عن واقع السوق وحجمه الحقيقي. وهي تحرّك أسعارها ليلا نهارا وفي كلّ أيّام الأسبوع وخلال العطل وبشكل آني، وكأنّ سوق القطع الموازية هي سوق منظمّة  على شكل بورصة.

 

اضاف: وراء هذه التطبيقات مصالح منها سياسية ومنها تجارية. لقد سعت السلطات القضائية والسلطات الأمنية إلى ضبط هذه التطبيقات  بناء على طلب الحكومة اللبنانية. وكون الكثير منها موجود خارج لبنان، قام مصرف لبنان بمطالبة شركات الانترنت العالمية بإلغاء هذه التطبيقات  عن شبكاتها. وسيتابع مصرف لبنان هذا الأمر في الخارج وسيحمّــــل المسوؤلية لشـــــركات كـGoogle  و Facebook وغيرها  لما لهذه التطبيقات من ضرر على لبنان، ويطالبها بنشر السعر الرسمي وسعر Sayrafa فقط.

 

وقال: على صعيد آخر، سيكون لمصرف لبنان مبادرات تهدف إلى تطوير أنظمة الدفع بما يؤدي إلى العودة إلى الدفع الالكتروني. وسيتمّ بحث ذلك في الجلسة القادمة من المجلس المركزي.

 

في غضون ذلك،  وفي وقت تترقب بيروت عودة الوسيط الاميركي لمفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكشتاين ، وقّع وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض قراراً يقضي باستكمال دورة التراخيص الثانية في المياه البحرية اللبنانية التي سبق أن وافق مجلس الوزراء على إطلاقها وتمّ تأجيل الموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك فيها مرحلياً بسبب جائحة «كورونا». وقد تضمّن قرار الوزير «المستند الى توصية هيئة إدارة قطاع البترول، تحديداً للموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك في الدورة من قبل شركات النفط والغاز وهو ١٥ حزيران ٢٠٢٢». كما تضمّن القرار «أرقام الرقع المفتوحة للمزايدة وهي الرقع الثمانية غير الملزمة من أصل الرقع العشرة، مع العلم أن الرقعتين ٤ و٩ قد تم تلزيمهما بفعل دورة التراخيص الاولى».

 

الموجة الثالثة

 

ودخل لبنان سمياً الموجة الثالثة من كورونا، منذ أسبوعين، مع الارتفاع المذهل في عدد الإصابات، إذ تخطئ الـ1500 إصابة، وزادت العدوى على نحو مخيف، وأي مريض بات بإمكانه نقل العدوى إلى شخص ونصف تقريباً.

 

والطاقة الكبرى، كانت في المدارس إذا سجلت 360 إصابة في المدارس بين الخاصة والرسمية.

 

ولفت وزير الصحة فراس أبيض إلى التبكير ببدء عطلة الأعياد والشتاء، ما يسمح بإراحة القطاع التربوي واستغلال العطلة لزيادة نسبة التلقيح ورفع جهوزية المدارس.معتبراً ان الأرقام لتاريخه لا تستدعي اقفال البلد.

 

665253 إصابة

 

وفي الإطار الصحي، سجلت أمس  وزارة الصحة العامة​،1474 حالة جديدة أُثبتت مخبرياً، منها 1457 حالة محلية و17 إصابة وافدة، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط 2020، إلى 665253، مشيرةً إلى أنّ العدد الإجمالي للوفيّات ارتفع إلى 8693 ضحية، بعد تسجيل 8 حالات وفاة جديدة خلال ​الساعات​ الـ24 الماضية.

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

جنون الدولار يرعب اللبنانيين و«المركزي» يتحرك

 

بين متاريس المواقف وتحصينات الشروط، وترقب المفاوضات النووية وما قد تؤول اليه ، يعيش اللبنانيون مكرهين،  مربكين يلهثون خلف تحصيل ما يقيهم الجوع والمرض وقد لامس سعر صرف الدولار الـ26 الف ليرة من دون ان يجد من يفرمل ارتفاعه الجنوني، حتى ان مصرف لبنان لجأ الى شركات الانترنت العالمية من غوغل وفايسبوك وغيرها لالغاء التطبيقات المشبوهة وغير القانونية التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات عن شبكاتها. كل ذلك فيما لا شيء في الأفق يوحي باقتراب الحل لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، ومن أين سيأتي الحل، وكيف للبنان أن يصمد بعد فيما مؤشرات الشلل التام ترتفع كل يوم؟

 

والواقع ان هذا الارتفاع الجنوني تسبب بموجة جديدة من غلاء وارتفاع اسعار السلع كافة.

 

الوضع الحكومي على حاله والجمود مستمر ويبدو ان عمره سيطول غداة قرارات محكمة التمييز في تحقيقات المرفأ، والتي لم تعجب حزب الله وإعلامه، في انتظار عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الخارج، فعودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يسافر الى قطر نهاية الاسبوع.

 

رسالة البابا

 

غداة زيارة ميقاتي الفاتيكان حيث استقبله الحبر الاعظم داعيا اللبنانيين الى العمل معا لانقاذ بلادهم، جدد البابا فرنسيس تعلقه بلبنان واللبنانيين وبدور وطن الارز الفريد في الشرق الاوسط، وقدرته على تخطي الانتماءات الطائفية للسير نحو شعور وطني مشترك. موقف البابا جاء في برقية وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة عيد الاستقلال، جاء فيها: «ان العيد الوطني للبنان يعطيني الفرصة لان أتوجه الى فخامتكم والى مواطنيكم بأطيب التهاني. ان مشروع امتكم قائم على تخطي الانتماءات الطائفية للسير معا نحو شعور وطني مشترك.  انتم تدركون مدى تعلقي الخاص بلبنان وابنائه كما بدوره الفريد في الشرق الأوسط. من هذا المنطلق اطلب من الرب القدير ان يدعم مسيرتكم على الدرب الصعب والشجاع في خدمة الخير العام. ومع هذا الدعاء استمطر على فخامتكم وكل أبناء وطنكم بركات العلي القدير».

 

عون – سليم

 

الى ذلك، استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة، اضافة الى الحالة الامنية في البلاد وعمل المؤسسات التابعة للوزارة.  وتم التداول خلال الاجتماع في اوضاع العسكريين والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها وسبل معالجة هذه المسألة.

 

ارتفاع اضافي

 

ليس بعيدا من الشأن المعيشي، ارتفعت اليوم من جديد، أسعار البنزين 95 أوكتان 1600 ليرة و98 أوكتان 1800 ليرة، والمازوت 13300 ليرة والغاز 10800 ليرة.

 

اقتحام «الشؤون»

 

ازاء الاوضاع الضاغطة هذه،  اقتحمت مجموعة من الثوار وزارة الشؤون الاجتماعية مطالبين بلقاء الوزير هكتور حجار والتحدث اليه من اجل انشاء غرفة طوارئ بعدما وصلت البلاد الى حد لا يمكن تحمله بسبب الانهيار الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار. وعمد المعتصمون إلى نزع صورة رئيس الجمهورية في قاعة الإجتماعات وإعادتها بشكل معكوس ليعودوا ويزيلوها لاحقا ووضعوا مكانها لافتة تحمل شعار ثورة 17 تشرين. ولاحقا خرج حجار للقاء المعتصمين وطلب منهم اولاً اعادة صورة رئيس الجمهورية الى مكانها.

 

حجار والبطاقة

 

ولفت حجار إلى أنه الوزير الذي يعمل 24/24 في وزارة الشؤون الاجتماعية بشهادة الجمعيات والمنظمات الدولية. وعن البطاقة التمويلية قال: «كملت اللي لازم يتكمل» وسأزور رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأطلب منه إذا كان هناك من امكان لبدء التسجيل في بداية الشهر. وقد انطلقت ورشة الـ75 ألف عائلة وسنزور 130 ألف منزل في إطار مشروع العائلات الأكثر فقراً».

 

المركزي وسعر الصرف

 

في المقابل، حذّر مصرف لبنان من «التطبيقات التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات التي أدّت إلى هذه الأسعار فهي تطبيقات مشبوهة وغير قانونية. وهي تقود الأسواق ولا تعبّر عن واقع السوق وحجمه الحقيقي…»، لافتاً إلى أن  «وراء  هذه التطبيقات مصالح منها سياسية ومنها تجارية.وسيتابع مصرف لبنان هذا الأمر في الخارج وسيحمّــــل المسوؤلية لشـــــركات كـGoogle و Facebook وغيرها  لما لهذه التطبيقات من ضرر على لبنان، ويطالبها بنشر السعر الرسمي وسعر Sayrafa فقط. على صعيد آخر، سيكون لمصرف لبنان مبادرات تهدف إلى تطوير أنظمة الدفع بما يؤدي إلى العودة إلى الدفع الالكتروني. وسيتمّ بحث ذلك في الجلسة القادمة من المجلس المركزي».

 

دورة التراخيص الثانية

 

الى ذلك، وفي وقت تترقب بيروت عودة الوسيط الاميركي لمفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكشتاين ، وقّع وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض قراراً يقضي باستكمال دورة التراخيص الثانية في المياه البحرية اللبنانية التي سبق أن وافق مجلس الوزراء على إطلاقها وتمّ تأجيل الموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك فيها مرحلياً بسبب جائحة «كورونا». وقد تضمّن قرار الوزير «المستند الى توصية هيئة إدارة قطاع البترول، تحديداً للموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك في الدورة من قبل شركات النفط والغاز وهو ١٥ حزيران ٢٠٢٢». كما تضمّن القرار «أرقام الرقع المفتوحة للمزايدة وهي الرقع الثمانية غير الملزمة من أصل الرقع العشرة، مع العلم أن الرقعتين ٤ و٩ قد تم تلزيمهما بفعل دورة التراخيص الاولى».

 

خيرة القضاة

 

على صعيد آخر، وعلى وقع الحملة التي شنها اعلام «الممانعة» على القضاء، اعتبر نادي قضاة لبنان أنّ التعرض لخيرة القضاة وإطلاق التهم بحقهم جزافاً سواء في الشارع أو مباشرةً قد أصبح موضةً رائجةً تمسّ بهيبة القضاء وبشخص كل قاض على حدّ سواء، ففي الأمس القاضي جناح عبيد، واليوم القاضي فؤاد مراد، ومن يعلم ضحية الغد من تكون؟

***********************************************


افتتاحية صحيفة الديار:

باسيل : لن نبقى ساكتين امام التعطيل…فلتجتمع الحكومة او «ما تكفي»
السعودية تريد مواجهة حزب الله واذا ما فهم فرنجية انها لن تشتري من احد شيئا بلبنان فمشكلة !

 

 تدخلنا بالتحقيق «وهم خرافي» واذا في حدا ماسك القضاء هو صاحب الاتهام والحرائق التي تؤدي لجهنم بحاجة لمأموري أحراج

رغم العاصفة الهوجاء التي هبت على لبنان من الداخل كما الخارج، فشلّعت حكومة «معا للانقاذ» وصبت غضبها على اخر حكومات العهد كما يقول البعض، لا يزال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يتحصّن بهدوء يمكّنه من مقاربة كل الملفات المطروحة بوضوح تام وبكلمات مختارة بدقة توازي دقة المرحلة التي تمر بها البلاد.

لكل سؤال يخطر ببال اي مواطن تمنى يوما طرحه على باسيل، جواب جاهز لدى الاخير مع الادلة والبراهين وحتى بالتواريخ، فان زرته في منزله صباحا لوجدت امامك رجلا يملك من» الصلابة السياسية» ما يكفي لمواجهة الحملات والرد على السهام بسيل من الرسائل المصيبة للهدف.

بلا قفازات وبصراحة مطلقة تحدث باسيل مطولا «للديار «، مطلقا سلسلة مواقف ورسائل طالت الحلفاء كما الخصوم وموجها لهؤلاء رسائل مبطنة تستشف من جوابه تعقيبا على السؤال ب :»جاوبتك على السؤال».

عن ملف التحقيق بانفجار الرابع من اب والمحقق العدلي الذي فجر الحكومة قالها باسيل صراحة :» هواجس التسييس مبنية على «وهم» فالموضوع يعالج بالقضاء وما يحصل من تعطيل للحكومة جريمة موصوفة لن نبقى ساكتين عنها فعلى الحكومة ان تجتمع والا ما «تكفّي احسن»، ناصحا رئيس الحكومة بالدعوة لجلسة والمعترضين (الثنائي الشيعي ) بالحضور، باعتبار الا حل اتفق عليه بعد ولا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه، كما قال.

لم يخف باسيل انه في حال تمت الدعوة لجلسة عامة لمجلس النواب حسب الاصول لاحالة ملف محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء او لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، فالتكتل يحضرها ولو انه لم يبدل الموقف من انه ضد الفكرة اي ضد التصويت «مع»، علما ان المسالة في حال تمت الدعوة فستناقش داخل التكتل، كما يؤكد باسيل.

وعن الاتهامات بتدخل العهد اما عبره او عبر مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي بمجريات التحقيق والقضاء بعدما كان الرئيس بري غمز من قناة «قضاء السلطة» ، فيرد سريعا باسيل موجها رسالة واضحة لرئيس مجلس النواب مفادها :» تدخلنا بالتحقيق «وهم خرافي» واذا في حدا ماسك القضاء هو صاحب الاتهام!!

وفي اطار الحديث عن العهد والرئيس بري، تطرقنا لما كان قاله سابقا رئيس مجلس النواب من «انه يبدو ان جهنم ليست بحاجة لمأمور احراج»، قبل ان يقاطعنا باسيل ليكمل الجملة ب:»لكن الحرائق التي تؤدي لجهنم بحاجة لمأموري احراج ! ليرفض بعدها الرد عما اذا كان قصد بان الرئيس بري هو «من حرائق البلاد» ب «جاوبتك».

يرفض رئيس التيار الحديث بحق وزير الاعلام جورج قرداحي الذي يعتبره «صديقا» وعنده من الكرامة والحس الوطني ما يكفي، لكنه يعلق على ما كان اعلنه الوزير المعني عبر الديار سابقا من انه يتمنى لو كان موقف باسيل مشرفا كما موقف رئيس الجمهورية بالقول: «ما سيقوم به او يفكر بالقيام به قرداحي سيظهر ان موقفي كان مشرفا تجاهه>،معتبرا ان ما تطلبه السعودية هو مواجهة حزب الله وهذا ما لن يحصل لان الواقع اللبناني والتوازنات تمنع حصول هكذا سيناريو  ، ليعلق ردا على سؤال على كلام فرنجية من بكركي حول رفضه وضع قرداحي استقالته بعهدة رئيس الجمهورية كي لا يبيعها الرئيس للسعودية، بالقول : <اذا ما فهم بعد فرنجية ان السعودية لن تشتري من احد شيئا بلبنان فمشكلة!

القضية التي تشغل بال الجميع والمتمثلة بالانتخابات ، لا تشغل صراحة بال باسيل ولاسيما لجهة احتفاظه بمقعده النيابي، «فالحكي ماشي مع كل الناس»، علما اننا لم نبحث بعد بموضوع التحالف الانتخابي مع حزب الله كما قال.

يفتخر باسيل بالية الترشيحات والانتخابات الداخلية في التيار تمهيدا لاختيار المرشحين ويقول: <ما بيحق ليلي خسر او مش عاجبتو النتيجة» انو يعترض اما عمن لم يترشح ولديه قوة شعبية لا يستهان بها كالنائب الياس بوصعب فيؤكد باسيل الا خلاف مع بوصعب ويحرص على القول : مع بوصعب تختلف المسألة الاكيد الا مشكلة معه وهو لديه اعتبارات نتفهمها لكن القرار النهائي يعود له وحده.

اما عن شعار القوات الانتخابي عبر «الخلاص» فيضحك باسيل قبل ان يقول:

خلاص البلد جزئياً يكون عبر الخلاص من الناس التي تسببت بأزماته، ليضيف : <الخلاص لا يأتي عبر سياسيات الحرب والفتننة وباللا مشاريع واللاخطط!

وفي ما خص الزيارة المرتقبة لسوريا والتي تجرى التحضيرات «لها  من زمان» ، فيرفض رئيس اكبر تكتل مسيحي الدخول بالتفاصيل الان ويكتفي بالقول : الزيارة ستحصل عندما تكون الظروف مناسبة لمصلحة لبنان وسوريا.

وعما يقوله البعض بان حزب الله افشل عهد الرئيس الاقوى شعبيا ، ميشال عون، يقولها باسيل بجرأة وصراحة: «هو يتحمل جزءا من مسؤولية افشال العهد، ولو عن غير قصد، اما عن دوره الشخصي بافشال العهد، كما يتهمه البعض، فيعتبر باسيل انه ساهم بتكريس فكرة «رئيس قوي> وهذا ما يحاولون كسره الا اننا سنظل نحارب من اجله، كما قال.

وقبل الختام وفيما احتفظ بالتوقيت المناسب لكشف المطلب الاخير الذي طلبته الولايات المتحدة لفك تحالفه مع حزب الله مقابل عدم فرض عقوبات عليه جدد باسيل التأكيد انه لن يستكين قبل القيام بما يلزم بالوقت المناسب لانني» لن اسلم انني تعاقبت بتهمة فساد وعلى خلفية قانون ماغنتكسي!

وفي ما يلي نص الحوار كاملا:

– هل من حل  توفر لعودة جلسات الحكومة؟

«لا مبرر لتعطيل جلسات الحكومة الذي كنا وصفناه في بيان التيار الوطني الحر بالجريمة «الموصوفة. فالحكومة ليست مسؤولة عن ملف انفجار المرفأ ولا يحق لهم استخدام هذا السلاح ضد الحكومة ولاسيما اننا انتظرنا وضحينا كلبنانيين لتتألف الحكومة و كنا متأملين «بالخير» ولاسيما ان هناك ملفات تهم المواطنين من الناحية المالية والإقتصادية. فهل يصلح أن نوقف حكومة وهي لم تكد تنطلق بعملها؟»

– لكن هناك فريق يقول أن هناك تسييسا بملف التحقيقات بانفجار المرفأ وأنت شخصيا قلت أنه هناك استنسابية في الملف، الا تشاطر الراي بالتسييس؟

الاكيد ان لا علاقة لمجلس الوزراء  بهذا الموضوع ، فهناك قضاء ووزير عدل ، كما ان هناك قانونا واضحا بإمكانهم الرجوع اليه، وكان يجب على  اللجنة المشتركة أن ترفع تقريرها للهيئة العامة لكن هذا لم يحصل. لست خائفا من التحقيق ولم أر أي إثبات على «تسييس في الملف»ولم اسمع بأي معلومة تظهر أن حزب الله له علاقة بالقضية.

– ما سبب عدم إعطاء الإذن بملاحقة اللواء طوني صليبا؟

لماذا فقط يريدون ملاحقة صليبا؟ ولاسيما انه تبين بعد سنة وشهرين أن هناك من عليهم «جرم إهمال وظيفي» ولكن ليس هناك أي اثبات على هذا الإتهام. كثر كانوا على علم بوجود النيترات ولم يبلغوا أحدا او يتصرفوا، من وزراء عدل سابقين ، ومسؤولين كبار في الجيش وقوى الأمن، ورؤساء حكومة سابقين، فلماذا تم استدعاء حسان دياب على سبيل المثال؟ هل فعلا حسان دياب هو من فجّر المرفأ؟

هناك عدة أسئلة تطرح فعلى سبيل المثال كيف أتت نيترات الأمونيوم ومن أين أتت، لماذا لا يتكلمون عن هذا الشق او يبحثون به؟

نحن لنا الحق كنواب اذا اردنا رفع الحصانة عن احد زملائنا ان نطالب بالمعطيات قبل الملاحقة ورفع الحصانات. لذا يجب الإسراع بانجاز التقرير فمن حقنا أن نعرف اذا كان هذا الإنفجار عملا ارهابيا أو تفجيرا. فمن الضرورة أن يتم الإسراع بإصدار القرار الظني.

اذا في حدا ماسك القضاء فهو صاحب الاتهام!

– كيف تعلّق على اتهام رئيس مجلس النواب نبيه بري لكم بأنكم «قضاء السلطة»؟

!غريب هذا الامر، فصاحب الإتهام، هو أكثر شخص «ماسك» السلطة. يقال أن رئيس الجمهورية يملك قضاء تابعا له، أين هو هذا القضاء عندما يتم شتم الرئيس عون وشتمنا ليلا نهارا؟ لم لا يتحرك عندها القضاء؟

هذه الاتهامات «وهم خرافي»،  لو لنا علاقة او تدخل بموضوع التحقيق، لكان خرج بدري ضاهر من السجن.

أُبلِغت بتواريخ زيارات لبيطار لبعبدا فتحققت…

– يتهم البعض مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي بالتدخل بالملف ولدى القضاء ماذا تقول؟

ابلغني مسؤول كبير  وبالتواريخ عن زيارات قام بها القاضي البيطار لقصر بعبدا فقمت من تلقاء نفسي بالتحقق بوسائلي الخاصة ليتبين ان اي شيء،من هذا القبيل غير صحيح فهذه الاتهامات لنا وهمية وخرافية.

اذا تمت الدعوة حسب الاصول سنحضر!

– هل من <اتفاق تسوية» يعمل عليه ويقضي  بان يتحول ملف المرفأ الى مجلس النواب في ما يتعلق بمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء او لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية ولاسيما ان السيناريو يقضي بان تحضروا الجلسة اذا دعا لها الرئيس بري على قاعدة «فلا تطيروا النصاب لكن تصوتون ضد»؟

«يوم لم نحضر الجلسة  أصدرنا بيانا يؤكد أن طريقة الدعوة بحينه كانت مرفوضة لانها لم تتم وفقا للاصول. لكن موقفنا واضح بهذا الملف : فنحن ضد أن يذهب الملف على مجلس النواب. لكن اذا تمت الدعوة مجددا وبمعطيات مختلفة ووفقا للأصول  فنحضر بالتأكيد  ولا نعطل النصاب اذا راينا ان امرا ما  تبدل  ويبدو كذلك لان اي شيء لم يحصل منذ تعليق جلسات الحكومة ولا يمكن بقاء الوضع على ما هو عليه،لذلك نحضر لكن موقفنا معروف باننا ضد الاحالة لمجلس النواب؛ وعلى كل حال فهذا موضوع نناقشه بالتكتل لحسم ما اذا كان استجد شيء ما يستدعي تغيير موقفنا او الابقاء عليه.

– هل تبدل اذا موقفكم  الذي كان سابقا ضد المحاكمة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤوساء الوزراء؟

«لا فبحسب المعطيات السابقة واذا بقيت كذلك فنحن نصوت ضد، الأمر ليس متعلق بالصلاحيات ولكن لدينا خوف من ان يتوقف التحقيق».

– هل هناك عودة لجلسات الحكومة قريبا وهل تأمن الحل المخرج؟

يجب على الحكومة إما أن تجتمع قريبا أو «ما تكفي احسن»؟ ونحن لن نسكت امام تعطيل الحكومة اذا استمر!

لن نسكت امام التعطيل وهذه نصيحتي لميقاتي!

– ماذا ستفعلون عندها؟

«لن نسكت وانصح الرئيس ميقاتي بالدعوة لجلسة كما انصح المعترضين بالحضور.

وأطالب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أن يتصرفوا بأسرع وقت.

– فهل كلامك هذا يعني انك تنصح ميقاتي لتوجيه الدعوة لجلسة بمن حضر؟

الحكومة يجب ان تجتمع ولاسيما انها مطالبة ببت مواضيع عدة يحتاجها المواطن كالبطاقة التمويلية، فاين هي اليوم ؟ أين موضوع الرسوم المتعلقة بالدولة؟ هناك وضع اقتصادي متفجر وهناك حاكم مصرف عليه دعاوى في مختلف دول العالم فأين موقف الحكومة منه ؟»

– لكن أين أخطأ رياض سلامة في الوقت الذي كان ينفذ سياسات الحكومة وما يريده مجلس النواب؟

«سياسة الحكومة لم تكن كما نفّذها رياض سلامة بتاتا. قد تكون سياسة رئيس الحكومة وهذا ليس مواقفنا فسياسة تثبيت سعر الصرف والليرة مع فوائد مرتفعة نحن ضدها منذ اليوم الاول والجرائم الملحق بها لا تتعلق بسياسته.هو ملاحق بالقضاء وبسبع دول أوروبية، أين موقف الحكومة؟».

– ولكن  سلامة تجرأ وقام بخطوة لم يسبقه  عليها احد فطلب تدقيقا جنائيا بكل حساباته من قبل شركة عالمية موثوقة ،ما رأيك؟

هذه «مضحكة». أتى  بمدقق على نفسه؟

انا هو الوحيد الذي كشف عن حساباته وأملاكه وانا اؤيد قانون كشف الحسابات والأملاك ليتبين من هو الفاسد ومن هو «الادمي»

واذكّر هنا بانني أرسلت سابقا منذ سنين، وبفعل تحدي لصاحب الجريدة، كتابا قلت له فيه أنني أسمح لك بالاطلاع على حساباتي، وراسلت المصرف لكي يسمح له بالاطلاع على حساباتي، وأرسلت الطلب الى صاحب الجريدة لينشره في صحيفته، لكنه لم يفعل.

وفعلت الشيء نفسه مع الـ «ال بي سي» ومع مارسيل غانم وقدمت له خلال الحلقة الكتاب وقلت له تفضل بامكانك الاطلاع على حساباتي، ثم قبلت محطة «نيو تي في» (الجديد) أن تفعل ذلك، لكن الأهم هو انه بعدما فرضت علي العقوبات، وهي عقوبات يتم تجريدك على خلفيتها من كل شيء تملكينه، من تأمين وحوالات مالية.

– هل سيستقيل ميقاتي؟

لا أعرف ماذا سيفعل ميقاتي، لكنني أنصح بعدم السكوت لا منه ولا من رئيس الجمهورية، ولا من الوزراء في ظل هذا الوضع، وأنصح ميقاتي بعقد جلسة لمجلس الوزراء كما أنصح الذين يرفضون الحضور بأن يحضروا، لان هذا الامر لا يعد تراجعاً عن موقف، وللحقيقة والامانة فأنا لم اسمع الفريق المعترض قال انه لن يحضر مجلس الوزراء <إلا اذا»، وما حصل من اشكال في مجلس الوزراء أدى الى تعطيل جلساته، ومن الضروري أن نصل إلى سيناريو عقد جلسة اذ لا يجوز الربط بين جلسات المجلس، فلينعقد ويكمل المسار السابق.

فانا مع عدم استنسابية في الملف، ومع أن يكمل القاضي البيطار تحقيقاته ومع أي اجراء قضائي ونيابي بحسب الأصول والقانون يجب أن يعمل به. كما اننا لا نمنع أحداً من حقه في الاعتراض، لأنه حقه، لكن يجب على مجلس الوزراء اكمال مساره، والمسار القضائي والنيابي المؤسساتي بخصوص انفجار المرفأ يجب أن يستمر.

لا حل نضج بعد ولتجتمع الحكومة!

– يعني لا حل بعد لعودة جلسات الحكومة؟

لا حل نضج بعد.

– هل تشاورتم مع حزب الله في هذا الشان اي بموقفهم المتعلق بتعليق جلسات الحكومة؟

جرى تشاور، لكنني لم أسمع من الحزب جواباً مقنعاً كما انني لم أسمع منهم أنهم يرفضون حضور الجلسة، والجواب الذي سمعته هو انه يوجد تدخل من جهتنا في القضاء وهو أمر خرافي.

– الوزير قرداحي تمنى لو كان موقفك مشرفا مثل موقف رئيس الجمهورية؟

أعتقد أنه لم يفهم موقفي، لأنه لو قرأه جيداً لكان عرف كم هو سيادي واستقلالي،

ما سيقدم عليه قرداحي سيؤكد ان موقفي كان مشرفا!

وما قلته انني ذكّرت بالتجربة السابقة مع الوزير شربل وهبي وكيف تصرفنا بوقتها وتخطينا الازمة.

فما سيفعله او يفكر بالقيام به الوزير قرداحي سيظهر كم كان موقفي مشرفاً تجاهه،وانا اعتبره صديقاً وعنده شرف وكرامة، وهو مدرك للموضوع بحسه الوطني أكثر مني، وانا قلت كل شيء جيد عنه.

– هل توافقه الراي بأن ما يحصل باليمن هو اعتداء سعودي اماراتي ؟

هذاموضوع اخر وانا كان لدي موقف كوزير خارجية وما زلت اتمسك به حتى اليوم، وفي السياسة التي نتبعها في لبنان، نحن نعمل على تحييد أنفسنا.

وانا ضد موقف حزب الله في اليمن وهذه ليست المرة الأولى التي نقول فيها ذلك، كما انني لم اتوجه سابقا ابان الوزارة بادانة لا لما يحصل باليمن ولا لما يحصل في السعودية وهذا يعني تحييد لبنان عن الصراعات.

– رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قال انه رفض ان يضع قرداحي استقالته بتصرف رئيس الجمهورية كي لا يبيعها الرئيس عون للسعودية؟

اذا لم يفهم بعد فرنجية فمشكلة!

السعودية لا تريد شراء أي شيء من أحد في لبنان واذا لم يفهم بعد فرنجية هذا الواقع فمشكلة، وما تطلبه السعودية من لبنان هو جزء عليه القيام به لمصلحته، لكن ما تطلبه ، بجزء اخر ، هو ما لا يستطيع لبنان  فعله، نظرا للواقع اللبناني والتوازنات الداخلية، وما دام الأمر كذلك فالسعودية ستظل غاضبة على لبنان.

– هل ما تطلبه السعودية هو مواجهة حزب الله؟

طبعا فخطف الحريري انذاك ماذا يعني؟ لكن الموضوع انتهى بوقتها بموقف رئيس الجمهورية وموقفنا بالتمسك بعودة سعد الحريري.

وفي الطيونة، لم تفلح الخطة ، لأن حزب الله وأمل لم يقوما برد ، فعزل فريق لبناني في الداخل يعني ردة فعل وفتنة، ونحن لسنا مستعدين للقيام بذلك.

نختلف مع حزب الله في  أمور عدة، ونقولها علنا ولا نخجل بذلك، لكن لن نذهب الى فتنة داخلية تصب في مصلحة اسرائيل والارهاب في المنطقة، ولصالح سياسات دول لا تريد مصلحة لبنان، بل تريد مصالحها، وهي تتفق مع ايران عندما تريد، وتختلف معها عندما تريد أيضاً. ومصلحتنا أن نحافظ على وحدتنا.

– هناك طعن للتكتل بتعديلات قانون الانتخاب أمام المجلس الدستوري، لكن يقال انك شخصياً لو كنت متأكداً من أن الطعن سيقبل لما كنت لتتقدم به؟

هذا الكلام غير صحيح،ففي السابق تقدمنا بعدة طعون.

– هل سيقبل هذا الطعن؟

لا يمكن ان اصدق بأن من يطلع على النص الدستوري يقبل بالتعديلات كما اقرت.

فقد ضمّنا طعننا،  8 موجبات لذلك، ويكفي ان ننظر بما يتعلق بالمادة 57، ليتم قبول الطعن اذ كانوا بحاجة الى 65 نائبا فأتوا بـ 61، وهذا يعني ان هذا البند كان يجب ان يسقط.

عداك عن موضوع فصل السلطات وتحديد موعد الانتخابات، ورد رئيس الجمهورية الذي تناول موضوع البطاقة الممغنطة، واستتباعاً بالميغاسنتر، اذ لا يحق لرئيس المجلس النيابي ان لا يطرحها، لا على النقاش ولا على التصويت وان يقول ليس مطروحاً؛ علما ان المبدأ الدستوري واضح وهو انك لا تستطيع أن تعود عن حق منحته لمجموعة أو ناس، فقط لسبب استثنائي.

– لماذا يستضعفكم الرئيس بري؟

لأنه يملك الأكثرية، وهو جاوبنا في مجلس النواب.

– لكن يقال انكم تمررون له مصالح معينة

لا ولا مرة اين وكيف؟

– الوزير هنري خوري اقترح مثلا له حبيب مزهر لعضوية مجلس القضاء الأعلى، وخوري هو قريب منكم ومزهر من بري؟

في لبنان عندما يتخذ قرار، هناك مرسوم، وهذا المرسوم عندما لا يوقعه أحد من المعنيين اي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء المختصون، فهو لا يصدر، ونحن لم نمرر له أي شيء.

– لكن حبيب مزهر هو من حصة بري لا؟

فلنذهب الى تغيير الدستور، وكل النظام. فعندما نأتي الى التعيين نحن بحاجة الى ثلثي المجلس، وفي المرسوم يجب أخذ موافقة الجميع.

– مثال اخر ان بري عرقل دورة العماد عون لترقية العقداء لرتبة عميد، بينما أنتم في المقابل تمنحونه كل شيء يريده؟

هذا الكلام غير صحيح، ونحن ليس لدينا موضوع له ولنا، وهذه الدورة ليست «بيت بيّنا»، وهناك دورة بعدها، ودورة ثالثة.

– لكن بري يسميها دورة عون؟

هو من سماها كذلك، وهو» يتصرف بنكد»، اما انا فلا أتصرف كذلك

ففي ما يتعلق بمأموري الأحراش، الجميع قال لنا في مجلس الوزراء «الحق معكن» اتخذنا قرارا في مجلس الوزراء فلم لا يريدون تنفيذه؟

موضوع مأموري الأحراش ليس طائفياً بل الموضوع أنهم لا يستطيعون المجيء الى عملهم  من الناحية المناطقية، فمثلاً لا يستطيع مأمور الأحراش في زغرتا أن يأتي من النبطية، وعندما طرحنا الموضوع في مجلس الوزراء قالوا لنا معكن حق، وقلنا ان الحل بان نقوم بمباراة على صعيد المناطق، ويأتي مأمورو احراش جبل لبنان، من جبل لبنان، وللشمال من الشمال، والجميع وافق على ذلك واتخذ القرار في المجلس. والتعيين بحاجة الى ثلثي المجلس.فعندما نريد أن نعين الدرزي والشيعي والسني والمسيحي، لا نرى المحاصصة إلا عند المسيحي.

الحرائق التي تؤدي لجهنم تحتاج لمأموري احراش!

– لكن الرئيس بري قال انه يبدو ان  جهنم ليست بحاجة الى مأمور أحراش؟

ضاحكا يرد : لكن الحرائق بحاجة الى مأموري أحراش والحرائق هي التي تؤدي الى جهنم التي فيها الحرائق.

– من تقصد بذلك، هل هذا يعني ان الرئيس بري  هو من «حرائق> البلد؟

لقد اجبت على سؤالك.

– يقال انكم تصرون على اقتراع المنتشرين للنواب الـ 6  في الدائرة ال١٦ لانكم بصراحة خائفون من الأرقام التي سجلها الانتشار اللبناني، وخاصة في دائرة الشمال التي تعنيك شخصياً، وفيها حوالى الـ 20 ألف منتشر تسجل، ويقال ان الاصوات ليست لمصلحة التيار الوطني الحر بل قد تكون لصالح القوات؟

ان تصويت المنتشرين تحقق بفصل الجهد الذي قمت به، وهذا الجهد هدف كي يكون هناك نواب للانتشار، وهو لا يدخل ضمن اية حسابات اخرى، في الانتخابات الماضية قالوا الامر ذاته ، لكننا بالمحصلة حصدنا  أكثرية الأصوات بالخارج.

نلنا 9 الاف صوت!

– لكن  القوات سبقتكم بالارقام بالخارج في الانتخابات السابقة؟

لا لا، لم تسبقنا. وأعطيك أرقاما: نحن نلنا 9 آلاف صوت.

اليوم عندما يكون حزب لبناني موضوع على لائحة الارهاب في عدة دول، وعندما توضع علينا عقوبات، فهذا ليس عدلا ، وبالرغم من ذلك لا نزال نتمسك بهذا الحق، لأنني أعتبره أمراً استراتيجياً.

فالعقوبات وتأثير سياسات الدول تأتي وتذهب، بينما حق الناس في انتخاب نواب يمثلونهم لا يذهب، فهذا حق، سواء كانوا معنا هؤلاء الناس أو لا.

نحن لم نأت لنغير القانون، لأننا خائفون من أصوات المنتشرين، بل من يعترض اليوم هو الذي يريد تغييرالقانون الذي وافق عليه الجميع وكان مطلبا تاريخيا وعملنا عليه سنوات لانجازه، فمصلحة المغتربين ولبنان، ان يكون للانتشار نواب وعندما يتحقق هذا الأمر سترون ديناميكية انتخابية اكبر.

– هل سيحصل ذلك؟

من الضروري أن يحصل هذا الأمر. فهذا حق وقانون ودستور،  وسوف ترون حماسة وحركة انتخابية في الخارج، وهذا سيجعلنا نطلب زيادة عدد النواب الى 12 في المرة المقبلة، وربما بعدها 18، وهذا سيظهر مدى أهمية أن يكون هناك كتلة نواب للانتشار، يقودون سياسة الاغتراب في المجلس النيابي وفي الدولة اللبنانية.

لم نبحث بعد بالتحالف الانتخابي مع الحزب

وبالي مش مشغول على مقعدي!

– كثر يقولون ان التيار فقد مرونة التحالف، واليوم انتم بلا اي حليف الا حزب الله؟ فعلى من تعولون في الانتخابات، وهل أخذت وعداً من حزب الله بأن يكون معكم في الانتخابات في المناطق التي يحتاجها التيار؟

هذا الاعتقاد خاطىء ونحن سنرى أين يناسبنا التحالف لنقوم به، وفي هذا القانون الجميع لديه نفس الحساب، اذ ان هناك مصلحة في اماكن بالتحالف ولا مصلحة في اماكن اخرى، وسيكون هناك تحالف انتخابي وترشيحات، وهذا الموضوع فيه خيارات كثيرة وعم نحكي مع كل «الناس».

– هل حزب الله وعدكم بالتحالف انتخابيا ولاسيما في مناطق كجبيل وبعبدا ؟

لا لم يحصل أي وعد ولم نبحث بعد بهذه المسألة.

– هل هناك اتجاه لتحالف مع وليام طوق لتكسروا القوات في بشري؟ ومع سيزار معلوف في زحلة؟

عم نحكي مع كل الناس، ولن اجيب على اسماء اشخاص معينين.

– يقال انك في حال لم تتحالف مع احد في دائرتك فستسقط في الانتخابات، وهذا الامر سيكون كارثياً عليك كرئيس للتيار الوطني الحر؟

لا، بالي ليس مشغولاً كثيراً بصراحة حول هذا الموضوع

– هل ستكسب المعركة؟

سنرى ذلك لاحقاً.

– هل ستظلون أكبر تكتل مسيحي؟ لأن رئيس حزب القوات يقول أن القوات ستحصل على العدد الاكبر من الاصوات المسيحية؟

الانتخابات ستحدد ذلك، هناك 3 عوامل في الانتخابات، وحرام ان نبدأ منذ الآن، لانه هناك علم ومنطق. الجميع لا يعرف ماذا ستقرره الناس وكل استطلاعات الرأي تظهر ذلك، والمال السياسي الذي يتباهون به سيكون له تأثير، والأجواء السياسية بوقتها الطبيعية والمفتعلة سيكون لها تأثيرها على الرأي العام.

«خلاص» البلد جزئياً بالخلاص ممن تسبب بازماته!

– الخلاص» هو شعار القوات للانتخابات المقبلة فما هو شعار التيار؟

خلاص البلد جزئياً يكون عبر الخلاص من الناس الذين تسببوا بأزماته والخلاص هو أن يكون لدى الشخص أو الحزب رؤيته وبرامجه، لا  شعارات وكلام وغياب اي خطة او برنامج.

– يبدو أن هناك جبهة، ولا أعرف اذا سنعود الى معسكر 14 و8 آذار، لان الحديث جار عن تحالف انتخابي يضم القوات مع المستقبل والاشتراكي؟

القصة ابعد من تحالف انتخابي، فاليوم  حتى لو لم يظهر بوضوح انهم اتفقوا انتخابياً، فالاكيد انه سيكون هناك عمل داخلي وخارجي لتكوين جبهة واحدة، من فرقاء سياسيين، لتوحيدهم مع بعضهم البعض.

– كيف بامكانكم مواجهة هذا التحالف؟

ليس من الضرورة المواجهة، سنقوم بانتخابات، وهناك أناس سيؤيدوننا، وأخرون لن يؤيدوننا. ولسنا بحاجة الى خطط كثيرة.

– فسر البعض كلام رئيس الجمهورية بأنه لن يسلم البلد الى الفراغ، بانه اتجاه للتمديد؟

لا، في الحقيقة أنا ضد هذا الامر،  واؤكد انني لم اسمع ذلك يوما من رئيس الجمهورية وهو غير وارد من الاساس.

وعلى كل حال فأنا لست معنياً بهذا الموضوع، و<لا شاغل راسي»،فما يشغل امران : الأول هم البلد وكيفية انقاذه، والثاني حكما هناك الانتخابات التي ستأخذ من وقتنا.

– هناك معلومات ترجح الا يترشح الرئيس الحريري للانتخابات المقبلة فهل نجحت في انهاء الحريري سياسياً؟

أنا لا أسمح لنفسي، ولا أستطيع انهاء أحد، ومش «شغلتي»، ولا احد يستطيع انهاء الاخر في البلد،

وجود الحريري ضرورة …

بل على العكس تماما، فأنا أتمنى ان يكون سعد الحريري موجودا بالانتخابات المقبلة  لمصلحة الطائفة السنية، ولمصلحة البلد.

– قال الرئيس عون انه لن يوقع مرسوم الانتخابات إلا إذا كانت في 8 أو 15 أيار؟

هذا الموضوع تقرره 3 جهات توقعه، وسلامة العملية الانتخابية، تتطلب ان تحصل في أيار. ومن يطالب باجرائها في آذار فهو يعرضها لمخاطر كبيرة لا لزوم لها. وكلنا نعرف ماذا يعني آذار في الجبال ولاسيما لناحية الطقس والكهرباء وغيرها.

– المستقبل والاشتراكي والقوات حذروا من انه في حال تأجلت الانتخابات لما بعد ايار، فهم سيستقيلون من المجلس كيف تعلقون؟

لا لن تطير الانتخابات. ولا احد يريد ذلك.

للقوات والاشتراكي والمستقبل: ما تتشاطروا وتتفلسفوا!

وهؤلاء الأطراف الثلاثة مددوا مرتين هم وغيرهم، بظروف غير موجبة لمجلس النواب ونحن وقفنا بوجه التمديد، <فما  يتشاطروا ويتفلسلوا>.

– الرئيس عون قال انه لن يأتي رئيس بعده كما كان قبله؟ فهل هذا يعني ان الرئيس المقبل لن يكون الا صاحب تمثيل شعبي ؟

هو على حق في ذلك.

– فهل هذا يعني انكم ستلتزمون بوجوب ان يصل الى الرئاسة من يحصل على  أكبر كتلة مسيحية؟

يوم تفاهم معراب طرحت على رئيس حزب القوات سمير جعجع ان يتم الاتفاق في معراب على تكريس هذه القاعدة اي “الرئيس القوي”، لكنه لم يقبل، فنحن مع قاعدة أن يأتي رئيس الجمهورية بقوة تمثيلية..

– هل أخطأت بتحالفاتك السابقة مع القوات والمستقبل، وهل يمكن ان تعود يوما الى التسوية مع المستقبل؟

انا  مع ارساء تفاهمات مع الجميع، وما قمنا به مع حزب الله ندعو الى توسيعه  ، وقد قمنا بالتفاهم مع المستقبل والقوات، ونحن حاضرون لنكرر ذلك على قاعدة واضحة، ومن غير الصحيح انه اذا تفاهمنا مع احد فيكون تفاهمنا على الفساد، بل نتفاهم سياسياً لأن البلد هو مجموعة أقليات اذا لم تتفاهم مع بعضها البعض فالأمور لا تسير فدستورنا يجبرنا على ذلك.

– قامت القيامة خلال الترشيحات والانتخابات الداخلية للتيار، وهناك مرشحون كثر لم يكونوا يريدون هذه الانتخابات، ومنهم من لم يترشح رغم انه من الأقوياء فهل من خلافات معهم؟

لا لم تقم القيامة، فما يحصل بالعادة ان من يخسر او من لا تعجبه النتيجة يقوم بردة فعل، وهذا أمر طبيعي.

الناس يجب أن يفهموا أنه هذه المرة لم نقم بانتخابات لأن الظرف لم يسمح للتخفيف من المشاكل الداخلية، لكننا نحن الوحيدون الذين اعتمدنا هذه الالية ونفذناها ، والتيار طلب مني أن أختار الاشخاص من دون تنظيم انتخابات، لكنني رفضت هذا الطلب.

– لكن في النهاية لن تختار أنت المرشحين؟

لا. لأن الاستماع لرأي الناس ضروري. وعلى من هم داخل التيار ان يقبلوا بنتيجة الانتخابات حتى ولو لم يكونوا راضيين عنها. والاكيد اننا سنقدم الى الانتخابات النيابية المقبلة الاشخاص الذين لديهم تأييد داخلي في التيار ولديهم قوة داخل القاعدة الشعبية كما لدى الرأي العام.

لبوصعب اعتبارات اتفهمها وله القرار!

– لكن هناك اشخاص لم يترشحوا ضمن الالية الداخلية للتيار قوة شعبية لا يستهان بها كالنائب الياس بو صعب مثلا فهل من خلاف داخلي معه وهل اتخذ قراره بعدم الترشح الى جانبكم؟

لا، فموضوع الياس بوصعب مختلف عن باقي المرشحين، فهو  لديه اعتبارات معينة ونحن نتفهمها، وهذا الموضوع هو من يقرره، فالقرار يعود له لكن الاكيد انه ليس هناك أي مشكلة شخصية لا معه ولا مع غيره.

– هل انتهت تحضيرات زيارتك الى سوريا؟وهل باتت الزيارة قريبة؟

لن اتحدث بهذا الموضوع ، وسأتكلم في الوقت المناسب

– لكنك تحضر لها؟

<من زمان>، ولو لم تحصل انتفاضة 17 تشرين كنت سأذهب الى سوريا.

عندما يحين الوقت ازور سوريا!

ماذا تنتظر اذا لاتمام الزيارة؟

لم اتوقف يوما عن العمل على هذا الموضوع لكن الزيارة ستحصل عندما تكون الظروف مؤاتية لمصلحة لبنان وسوريا.

– هل تدعمون وصول اللواء عباس ابراهيم الى رئاسة مجلس النواب؟

اذا ترشح أكيد سندعمه، لكنه ليس مرشحا ولم يستقل من منصبه لكي يترشح للنيابة، فكيف سيترشح الى رئاسة المجلس؟

– هل ساهم حزب الله في افشال عهد الرئيس عون؟

هو يتحمل جزءا من المسؤولية، ولو عن غير قصد.

حزب الله يتحمل المسؤولية بجزء منها…

وانت شخصياً، هل ساهمت في افشال العهد؟

هذا ما يظنه كثر، لكنني اعتبر انني ساهمت بتكريس فكرة <رئيس قوي>، وهذا ما يريدون أن يكسروه، الا اننا سنظل نحارب من أجل هذه الفكرة، لاننا لن نسلم بالضعف للرئيس وللبنان.

لن اسلّم بانني عوقبت بسبب الفساد!

– لا يزال هناك نقطة لم تفصح عنها سابقا لما طلب منك  لفك التحالف مع حزب الله مقابل عدم فرض عقوبات اميركية عليك هل لنا ان نعرف ما هو المطلب ومتى تعلن عنه؟

لا أعرف متى سأقول ذلك.

– ماذا تنتظر؟

الوقت المناسب، واليوم يجب اخذ <المبادرة الفعل> بعد العقوبات لأنني لن أسلم أبداً مهما كانت الكلفة،بانه تمت معاقبتي بتهمة فساد وبقانون ماغنتكسي.

أنا أقبل بأن اتعاقب بسبب علاقتي مع حزب الله، لكن الاكيد ان الاميركيين لم يتحدثوا معي إلا في هذه العلاقة، ولم يأتوا على ذكر كلمة فساد طوال الساعات الطويلة التي اجتمعنا فيها!

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram