العدّ العكسي لإنفجار حسابات نصر الله وطهران الكارثية بدأ

العدّ العكسي لإنفجار حسابات نصر الله وطهران الكارثية بدأ

Whats up

Telegram

كتبت المحللة السياسية بارعة علم الدين مقالاً تحليلياً، في صحيفة "عرب نيوز"، تحذر فيه من بدء العد العكسي لإنفجار حسابات أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله وطهران الكارثية على الصعيد اللبناني والعربي والدولي.

وتقول علم الدين: "تتراكم الأدلة على الانهيار الوشيك للبنان يوماً بعد يوم: هاجر نحو 230 ألف مواطن في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام وحده، وعدد كبير منهم من المسيحيين. غادر نحو 40 في المائة من أطباء لبنان و 30 في المائة من ممرضاته، بمستويات مماثلة بين المعلمين والمحامين ورجال الأعمال وغيرهم من المهنيين. هذا ويتطلع المزيد إلى الفرار، بينما تتخبط الأمة على أعتاب الحرب الأهلية، وتتخلى عن كل الآمال في مستقبل مجدٍ ومفيد في وطنهم".

 

تضيف: "تقدر الأمم المتحدة أن 82٪ من المواطنين لا يستطيعون تحمل تكاليف الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. مع الأمور الروتينية التي تكلف أكثر من راتب عام، يموت الأطفال غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج خارج المستشفيات. مع تهديد بإغلاق المطار الدولي، يهدد سائقو سيارات الأجرة والمحاضرون وشرائح المجتمع الأخرى بالعصيان المدني ردًا على أوضاعهم اليائسة. أيضا استقال الجنود ورجال الشرطة الذين يتقاضون رواتب قليلة جدا، ببساطة من مناصبهم".

تتابع: "بما أن التوترات الطائفية والفئوية المتصاعدة تخاطر بإشعال الحرب، فإن واجب القادة الواعين هو تهدئة الوضع. بدلاً من ذلك، جعلنا حسن نصر الله يسكب البنزين على النيران بجنون، متفاخرا بأن "حزب الله" لديه 100000 مقاتل على استعداد لإلقاء أنفسهم في المعركة. قدرت أحد التحليلات أنه إذا كان "حزب الله" يمتلك بالفعل 100000 مقاتل، فمن المحتمل أن تتجاوز ميزانيته السنوية ملياري دولار. وبالنظر إلى أن هذا يبلغ ثلاثة أضعاف ما يُقال عن "حزب الله" من طهران، فإن هذا يشير إما إلى أن نصر الله كان مبالغاً في إعلانه عن هذا العدد بشكل مخيف، أو أنه كان يعترف ضمنيا بأن "حزب الله" كان يجني مليارات الدولارات من أنشطة غير مشروعة، مثل المخدرات والأسلحة وتهريب البشر".

وترى علم الدين أن "خطاب نصر الله المكروه التصعيدي، يوم (الاثنين) الماضي، كان تجسيدًا للحرب الطائفية: اتهم القادة المسيحيين بالكذب على مجتمعاتهم بأن "حزب الله" لديه أجندة طائفية عدوانية، ثم أمضى ساعة في تهديد هذه المجتمعات بقوة بأكثر لغة طائفية يمكن تصورها! كل من كان يشك في أن لبنان على شفا حرب أهلية يدرك الآن بالضبط إلى أين تهب الرياح. ينسى نصر الله المختبئ تحت الأرض أن اللبنانيين على شفا المجاعة: ومن ثم فإن تهديداته تمنح المواطنين ببساطة خيار الموت ببطء أو برصاصة سريعة ورحيمة في الرأس".

وتقول: "لطالما ادعى نصر الله أن وجود "حزب الله" محض لغرض محاربة إسرائيل، أو ربما "داعش" - أو ربما مواطنين سوريين أبرياء. هذه المرة سقطت ورقة التين جملة وتفصيلا: إذا تصرفت الفصائل الأخرى على نحو لا يحبه "حزب الله"، فإن "حزب الله" سيشن حربا ضدها، وسيتسبب في عواقب ذلك. خلال الخطاب الثاني، كان نصر الله مستغرقا جدا في التصريحات المثيرة للخلاف حول البحرين واليمن وفلسطين لدرجة أنه لم يكن لديه وقت على ما يبدو للتعليق على الوضع الكارثي الذي يواجهه المواطنون اللبنانيون".

وتشير الى أن "الجميع يعلم أن حزب الله لديه حتى الآن أقوى آلة حربية. لكن في الصراع اللبناني الأخير، انجرفت إسرائيل واللاعبون الإقليميون الآخرون في الصراع. إسرائيل تأسف بالفعل لعدم تقليص حجم "حزب الله" عندما أتيحت الفرص السابقة"، وتسأل: "ليس هناك من سبب أن تسمح إسرائيل أو الولايات المتحدة أو حتى روسيا وبوتين لـ"حزب الله" بالخروج من هذه الحرب الوشيكة كقوة عليا في لبنان. وهل يتوقع "حزب الله" أن يمول الاقتصاد الإيراني إعادة إعمار لبنان بعد الحرب؟ أو ربما دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتبر بيروت منذ زمن طويل أنها أرض "حزب الله"؟".

وتضيف: "قام رجال الأعمال الأثرياء من الشتات في غرب إفريقيا ومن أماكن أخرى على مدى عقود بضخ (وغسل) مليارات الدولارات من الاستثمارات في لبنان، وفي "حزب الله" نفسه. لكن هذه العلاقة التفضيلية كانت دائمًا مبنية على رؤية عوائد الاستثمارات. تبدو الأمور مختلفة تماما بعدما أغرق "حزب الله" وحلفاؤه الاقتصاد اللبناني، وأفلسوا البنوك، وهم الآن مصممون على تحطيم الأمة بالكامل من خلال صراع لا معنى له وغير محدد المدة".

وتسأل: "وأين القادة السياسيون في لبنان والحكومة نفسها؟ يصدر الرئيس تصريحات غامضة ومربكة، وكأن هذه الأحداث تقع على بعد مليون ميل. بينما ينشغل زعماء الفصائل الآخرون بتنمية مصالحهم في الخارج، بعد أن عزلوا عائلاتهم في قصور مطلية بالذهب في باريس ولندن، بعيدا عن الجحيم الوشيك. لقد فشلوا في التدخل لمعالجة الأزمة المالية، ثم الأزمة السياسية. الآن نحن في أزمة عسكرية. هل ما زالوا يعتقدون بجدية أنهم سيهربون سالمين؟".

وترى أنه سيأتي "اليوم الذي تلتف فيه الحكومات الأوروبية للاستيلاء على كل هذه الثروة غير المشروعة وإعادتها إلى الوطن!". وتضيف: "تبرز لغة نصر الله الطائفية الصريحة، لأن الأجيال القادمة في لبنان نشأت إلى حد كبير في بيئة ما بعد الطائفية، ولا تهتم بالأصول الطائفية لبعضها البعض".

وتؤكد علم الدين أن "روح ما بعد الطائفية هذه ترعب نصر الله: عندما تعمل السياسة وفق المنطق الطائفي القديم، يبقى موقف حزب الله آمناً نسبياً. لكن عندما يصوت النشطاء والناخبون من مختلف الأطياف الاجتماعية معًا بنجاح ضد هذا النموذج البالي والفاسد، نأمل ألا يحظى حزب الله بفرصة!".

وتتابع: "يرمي نصر الله قنابل يدوية على الوضع الراهن المتفجر الحالي لأن الانتخابات المقبلة مقدر لها أن تكون كارثية على حلفائه. لقد إختلفت مكانة "التيار الوطني الحر" وضعفت بعدما كان يحتل أحد أكبر المنافذ في المجتمع المسيحي، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة. لا عجب إذن أن القضية الوحيدة التي تحرك الرئيس عون هي عرقلة إجراء انتخابات مبكرة. وإذا تحول هذا إلى صراع شيعي مسيحي واسع النطاق، الى جانب من سيقف الرئيس عون وجبران باسيل؟ هذه معادلات قذرة وقبيحة، لكن هذه هي الحسابات الدنيئة للصراع الطائفي".

وتشدد على وجوب "أن يتوقف المجتمع الدولي أن عن التظاهر بأن مأزق لبنان لا علاقة له به: فتشرذم لبنان يعني تدفقًا جديدا للاجئين إلى أوروبا، في الوقت الذي قررت فيه بيلاروسيا تسليح أزمة اللاجئين عن طريق إغراق أوروبا بالنازحين السوريين. إنها تعني مواجهة ستنعكس بشكل سيء على إسرائيل والمنطقة الأوسع. وهو يستلزم أن يصبح "حزب الله" أكثر إجرامًا وإرهابًا في توجهه".

وتضيف: "وأين العالم العربي حيث يستعد البركان اللبناني للانفجار في وسطهم؟ لبنان هو القلب النابض للعالم العربي. هل هناك عائلة واحدة في الخليج لا تربطها بلبنان علاقة عائلية أو عاطفية أو مادية؟ إن الأزمة اللبنانية ليست أبداً مجرد أزمة لبنانية - فهذه الخلافات لطالما كانت ذات طبيعة دولية. حتى الأطراف التي ترغب في البقاء على الحياد ستقع بسرعة في النار".

وتختم علم الدين بالقول: "من الأفضل أن يتحرك أقرب أصدقاء لبنان الآن، قبل أن تنفجر حسابات نصر الله وطهران الخاطئة في وجوه الجميع".

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram