فجر خالد علوان..

فجر خالد علوان..

Whats up

Telegram

 

الكاتب كوكب معلوف    


إنّها الذكرى الثلاثون لتلك الرصاصات الأولى التي اخترقت صمت شارع الحمراء في تلك الظهيرة، من مسدّس شابّ صامت كان نطقه أبلغ من كلّ الكلام والصياح الذي رافق إطلاق تلك الرصاصات، التي أردت ضباط الاحتلال «الإسرائيلي» وجنوده، وهم يرفّهون عن أنفسهم وسط أهمّ شوارع تلك المدينة العربية.. بيروت، التي اعتقدت «إسرائيل» أنها باتت تحت السيطرة.
لكنّ خالد علوان، الشاب البيروتي معقدَن القلب والوجدان لم يحتمل كثيراً أن يصادف «الإسرائيلي» منتصراً في شارع الحمراء، ليعرض «الشيكل» بدل الليرة اللبنانية عملةً للتداول، ولم يتحمّل أن تصبح المقاومة الفلسطينية على ظهر السفن منفية إلى تونس. ويعقب ذلك ذبح ما تبقّى من سكان المخيّمات في صبرا وشاتيلا بأيدي الصهاينة وعملائهم، ويمضي الأمر بهدوء، فيما السلطة اللبنانية آنذاك تفتش عن ترتيبات سياسية دبلوماسية للتكيّف مع واقع «احتلال لبنان».
لم يحتمِل خالد علوان ألّا يكون لعملية حبيب الشرتوني التي قضت على بشير الجميّل رأس المشروع الصهيوني في لبنان، وأنقذت لبنان مما كان يُهيّأ له من قبل الإدارة الأميركية ـ «الإسرائيلية»، أن يكون مستوطنة تحمي ما يسمّى «حدود إسرائيل الشمالية». 
أدرك خالد علوان أنّه لا بدّ من عمل يشبه بزوغ فجر جديد، يكمل بطولة من سبق في عملية إطلاق الصواريخ البطولية «فجر الصباح» من حاصبيا، خلف خطوط العدو آنذاك، والتي جاءت ردّاً على ما أطلق عليه شارون اسم «سلامة الجليل»، ما نقض استهدافات العدو ومزاعمه.
خالد علوان، البطل، شقّ برصاصاته الفجر الجديد، وببرودة أعصاب لا مثيل لها، شقّ طريقه بين تلك الجماهير المذهولة من تلك البطولة، والتي ربّما من دون أن تدري شكلت له إطاراً حامياً، فغادر من دون أن يصابَ بأذى. وجنّ جنون الصهاينة، وكرّت سبحة العمليات البطولية من آخرين، فكان الانسحاب بعد صرخات الهزيمة: «يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون».
منذ ذلك اليوم في مقهى «الويمبي»، يجرّ الجيش «الإسرائيلي» ذيول الهزيمة من بيروت والجبل والبقاع الغربي، وصولاً إلى اندحاره عن معظم الأراضي اللبنانية عام 2000، ومن ثمّ هزيمته عام 2006.
طوبى لكم أيّها المقاوِمون الأبطال، أيّها الشهداء الأحياء في وجدان الوطن والتاريخ.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram