افتتاحيات الصحف ليوم الخميس 3 تشرين الثاني 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الخميس 3 تشرين الثاني 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية جريدة البناء


حسم فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة في كيان الاحتلال، بعدما منحته نتائج الانتخابات مع حلفائه 65 مقعداً من الكنيست المكوّن من 120 مقعداً، ما يعني أنه يملك أكثرية صلبة كافية لتولي رئاسة الحكومة، دون أن ينفي ذلك متاعب تشكيل الحكومة، في ظل صعود اليمين الديني المتطرف بفوز ايتمار بن غفير بـ 15 مقعداً ومطالبته بوزارة الأمن الداخلي ووزارة الحرب معاً، ومنح تكتله المتطرف واحدة من الوزارتين تكفي لوضع حكومة نتنياهو أمام خطر حرب مفتوحة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، والتدحرج بسرعة نحو حرب مع غزة، وربما مع لبنان، بينما يتجه نتنياهو لتفادي المزيد من التصعيد بعدما انتهت الانتخابات، وقد كان إعلانه التخلي عن فرضية الانسحاب من اتفاق الترسيم مع لبنان، بعكس ما سبق وهدّد به قبل الانتخابات، تعبيراً كافياً عن فهمه للمعادلات التي تفرض على أي حكومة في الكيان السعي لتفادي الحرب، ولذلك ينتظر المراقبون في واشنطن خصوصاً كيف سيتعامل نتنياهو مع مطالب بن غفير وحلفائه لتفادي المزيد من التصعيد، دون أن يعني ذلك توقع انفتاح سياسي من نتنياهو على السلطة الفلسطينية، او تقدّمه برؤى تفاوضية، أو تخليه عن القبضة الحديدية بوجه الفلسطينيين ومقاومتهم.
بالتوازي مع فوز نتنياهو كانت قمة الجزائر العربية تستمع لكلمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن الحاجة لردّ الاعتبار لمكانة القضية الفلسطينية، كقضية عربية مركزية تحتل مكانة الأولوية في الاهتمامات العربية، بينما كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلوّح للمرة المئة بوقف التعاون مع سلطات الاحتلال، وكان لرئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي كلمة أمام القمة تحدّث خلالها عن معاناة لبنان طالباً الدعم والمؤازرة من الأشقاء العرب، مضمناً كلمته إشارات للانهيار الذي يقع لبنان تحت وطأته، بقوله إن لبنان الذي كنتم تعرفونه قد تغير فالمنارة انطفأت والمرفأ تفجّر والمطار بلا وقود. وقالت مصادر متابعة للاتصالات اللبنانية الجزائرية على هامش القمة، إن القيادة الجزائرية تجاوبت مع الطلب اللبناني يتجاوز الأزمة التي نتجت عن تاريخ التعامل بين وزارة الطاقة وشركة سوناطراك الجزائرية وفتح صفحة جديدة، واعتماد المعالجة الهادئة والأخوية للإشكالات السابقة وتداعياتها بعيداً عن التصعيد والتشنج.
سياسياً كان مفاجئاً إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عزوفه عن دعوته لحوار طلباً للتوافق في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتضمن الإعلان عن قرار برّي العزوف إشارة الى رفض حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لكن الوزير السابق سجعان قزي كشف في اطلالة تلفزيونية عن خلفية ربما تكون أهم لموقف بري، حيث قال حسناً إن الرئيس بري تراجع عن الدعوة، وأدرك أنها غير مرغوبة، مضيفاً أن بكركي لم تكن متحمّسة للدعوة، وأن كلام البطريرك بشارة الراعي كان واضحاً في عظة الأحد بقوله إن الوقت للانتخاب وليس للحوار، وأضاف قزي المعروف بصفته مستشاراً للبطريرك الراعي، أن البحث يجب أن يدور حول نصاب انتخاب الرئيس بالأغلبية المطلقة وليس بالثلثين، في الدورة الثانية، فيما تحدّثت معلومات لمصادر متابعة للملف الاستحقاق الرئاسي أن تشاوراً بين بكركي والسفير السعودي وليد البخاري أفضى الى التفاهم على خوض معركة تخفيض النصاب الرئاسي الى الـ 65 نائباً، ما يسهل إمكانية التوصل لانتخاب شخصية يتفق عليها بين السفارة السعودية وبكركي، بعيداً عن الحاجة للتوافق مع الآخرين، وخصوصاً ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما، ومعهم حكماً التيار الوطني الحر.
توزّع المشهد السياسي اليوم بين الجزائر التي استضافت أعمال القمة العربية، وبيروت التي تتخبّط بأزماتها السياسية والدستورية والاقتصادية.
ويحضر الاشتباك الدستوري حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال والرسالة التي وجّهها الرئيس ميشال عون الى المجلس النيابي والأزمة الرئاسية في جلسة اليوم، حيث من المتوقع أن تشهد الجلسة مداخلات نارية وينتقل السجال من على المنابر الإعلامية الى قاعدة المجلس لا سيما بين نواب التيار الوطني الحر من جهة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحركة أمل والقوات اللبنانية من جهة ثانية.
وعشية الجلسة تكثفت الاتصالات بين الكتل النيابية لتحديد مواقفها من رسالة عون وفق معلومات «البناء»، وستتمحور مداخلات التيار الوطنيّ الحر على أن رسالة الرئيس عون الى مجلس النواب كانت تجب مناقشتها الاثنين الماضي قبل نهاية ولاية عون، وبالتالي فقدنا النصف الأول من هدفها بانتهاء الولاية الرئاسية ومعها آخر الآمال بتأليف حكومة وسقوط التكليف، ويبقى الهدف الثاني من الرسالة هو الضغط على المجلس للتأكيد على حدود تصريف الأعمال الضيق للحكومة المستقيلة والحث على انتخاب رئيس للجمهورية. فيما سيؤكد أعضاء كتلة التنمية والتحرير على دور الحكومة الحالية بممارسة صلاحياتها وفق ما ينص عليه الدستور وتسيير الوزراء لأعمال وزاراتهم للحؤول دون الفراغ الشامل.
ووفق ما تقول مصادر مجلسية لـ»البناء» فإن المجلس سيعلن أنه أخذ علماً بالرسالة ولن يصدر أي توصية لكون خريطة توزيع الكتل النيابية لا تسمح باتخاذ أي قرار ولا حتى توصية تحتاج الى أكثرية نيابية بالحد الأدنى. وعلمت «البناء» أن كتلاً عدة سترفض الاستفاضة ببحث الرسالة واتخاذ قرار حيالها والتركيز على انتخاب الرئيس، فيما سيعتمد نواب حزب الله التوازن في الموقف بين التضامن مع حليفهم التيار بدعوة ميقاتي لتجنب الدعوة الى جلسة لعدم استفزاز التيار، وبالوقت نفسه دعوة الوزراء وميقاتي الى تسيير شؤون المواطنين اليومية والحياتية في الوزارات كافة لا سيما الخدميّة منها.
وكشفت وسائل إعلام عن لقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبين المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل الاثنين الماضي، تطرّق الى الملف الرئاسي والعمل الحكومي، وتحدّثت المعلومات عن مقاربة مشتركة للثنائي حركة أمل وحزب الله باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية.
وسبق هذا اللقاء، اجتماع بين السيد نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منذ أيام.
وعلمت «البناء» حصول اتفاق بين «الثنائي» والرئيس ميقاتي على أن لا يدعو الى جلسات للحكومة إلا في الحالات الطارئة وبتوافق مسبق.
ولاقى كلام باسيل في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، اعتراض عدد من القوى والشخصيات السياسية والقضائية، لا سيما ما كشفه باسيل عن أن ميقاتي اجتمع بمسؤول فرنسي على يخت وطلب منه عدم تأليف حكومة، فضلاً عن إجراء ميقاتي اتصالات بالقضاء لإغلاق ملف الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كما استدعى رداً من المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي نفى كلام باسيل وشنّ هجوماً عليه.
وفي اليوم الثالث على الشغور الرئاسي، قرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري التراجع عن الدعوة الى حوار للبحث في الاستحقاق. وأشار مكتبه الإعلامي في بيان الى أنه «بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي يعتذر الرئيس نبيه بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ لا سيما من كتلتي «القوات» و»التيار».
وكشف الوزير السابق سجعان قزي، أنّ «البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لم يكن متحمسًا لهذا الحوار، وكان قد قال بأننا في وقت انتخاب رئيس للجمهورية، وأعطى شرارة الانطلاق لكل القوى، بأن الوقت من أجل انتخاب رئيس للجمهورية».
وتوالت المواقف الدولية التي تدعو لانتخاب رئيس للجمهورية، إذ دعت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، أعضاء البرلمان إلى «انتخاب رئيس جديد للجمهورية دون تأخير، رئيس يوحّد الشعب اللبناني من أجل المصلحة الوطنية».
وأشارت إلى أنّه «في ظل غياب رئيس للجمهورية وإلى حين تشكيل حكومة جديدة، تدعو مجموعة الدعم الدولية كل الجهات المعنية إلى التحلي بروح المسؤولية من أجل تنفيذ الإجراءات المسبقة المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي بالكامل، وضمان قيام المؤسسات الحاكمة في لبنان بخدمة مواطنيها وتلبية احتياجاتهم الملحة، وتؤكد مجموعة الدعم الدولية استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه».
وفي سياق ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أنّ «المملكة تشدّد على محورية سيادة الدولة اللبنانية»، داعيًا الى «انتخاب رئيس يكون قادراً على توحيد البلاد». وقال بن فرحان: «الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات»، مشدداً على أنه «يجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك». وأكد أنّ «التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها»، مشيراً الى أننا «نرفض نهج التوسّع والهيمنة على حساب الآخرين».
وواصل ميقاتي مشاركته بأعمال القمة العربية في الجزائر ولقاءاته على هامش المؤتمر، وأكد في كلمة «أن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر. المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق انفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الأنوار لعدم وجود المحروقات». وعوّل ميقاتي على مساعدة جميع الاخوة العرب للبنان، وقال: «وإننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع أي محاولة للمس بجوهره».
وقبل الكلمة أعلن ميقاتي أن «الضمانات الأميركية ستحمي اتفاق الحدود البحرية مع «إسرائيل»، ولبنان «مش خائف» من احتمال إلغاء الاتفاق إذا فاز بنيامين نتنياهو بأغلبية في الانتخابات. وأضاف لـ «رويترز» في اتصال هاتفي “أصبح الاتفاق في عهدة الأمم المتحدة، ولبنان من ناحيته ملتزم بهذا الاتفاق الذي أودع في الامم المتحدة ونحن لا نعتقد أن أحداً يمكن أن يزيح قيد أنملة بهذا الموضوع».
وبرز موقفان من ملف الترسيم، الأول جاء على لسان مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، الذي لفت الى أنّ «فشل أميركا في سورية ولبنان، خاصة في القضية الأخيرة لترسيم الحدود البحرية، مثال آخر على فشلها بسبب الخطأ في الحسابات».
ولفت، وفق ما نقل الحساب الرسمي لخامنئي في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ «الأميركيين أخفقوا في لبنان، فهذا الاتفاق الأخير بين اللبنانيين والحكومة الصهيونية الغاصبة حول الحدود البحرية ومصادر الغاز هزيمة لأميركا. قال الأميركيون ينبغي أن يكون كما نقول، لكن حزب الله أحبط هذه الخطط كلها. حقق اللبنانيون هذه النتيجة ببركة حزب الله وروحية المقاومة».
في المقابل اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ «اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل» يخدم مصالحهما، وسنواصل اتصالاتنا مع الجانبين».
وجاء الموقفان الأميركي والإيراني بعد سلسلة تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو بعد فوزه في الانتخابات، تستهدف اتفاق ترسيم الحدود.
إلا أن خبراء في الشؤون الاستراتيجية يستبعدون إقدام نتنياهو على خطوة كهذه، مشيرين الى أن تفاهم الترسيم أكبر من نتنياهو ومن المصالح الإسرائيلية، بل يرتبط بالمصلحة الاستراتيجية والقومية الأميركية والمصلحة الحيوية الأوروبية، والقرار الأميركي بإنجاز ملف الترسيم بهذه السرعة يأتي في إطار استراتيجية أميركية بالاعتماد على غاز المتوسط ونفطه على المدى الطويل كبديل عن الغاز الروسي، ما يؤشر الى أن الحرب الروسية – الأوكرانية الأوروبية الأميركية ستطول لسنوات. ويضيف الخبراء أن الاعتبارات والحسابات العسكرية والاقتصادية التي انضبط تحتها الإسرائيليون لن يستطيع أي رئيس حكومة إسرائيلي جديد أن يضربها بعرض الحائط، لا سيما وجود قوة عسكرية كبيرة اسمها حزب الله تستطيع تهديد المصالح الاقتصادية والتجارية والنفطية والغازية الإسرائيلية ومنطقة المتوسط برمّتها. وهذا ما ذكره الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين في تصريحه منذ أيام، بأننا أنجزنا اتفاق الترسيم لتفادي حرب عسكرية ستوقف تدفق النفط من كافة حقول المتوسط ومن الخليج الى اوروبا.
وفي سياق ذلك، أشارت مجلة «ناشيونال إنترست»، في مقال تحت عنوان «حزب الله الرقمي والحرب السياسية على الفضاء الإلكتروني»، إلى أنّ «حزب الله اللبناني تطوّر، وعلى مدى العقد الماضي، إلى واحد من أبطال الإنترنت على الساحة العالمية اليوم». مشيرة الى أن «حزب الله، الذي مزج بين الأساليب التكنولوجية النفسية المتقدمة وطرق الحرب غير النظامية، اصبح رائداً في فن استراتيجية التأثير المتعددة الأوجه، بشكل ساعده على نشر تأثيره بدون الحاجة للمواجهة العسكرية المباشرة مع أعدائه الأقوى».
وفيما يشهد سعر صرف الدولار في السوق السوداء تقلبات مستمرة مع ارتفاع أسعار المحروقات. عاد مشهد اقتحام المصارف إلى الواجهة، فقد اقتحم المودعان ابراهيم بيضون ولديه 113 الف دولار وعلي الساحلي ولديه 60 الف دولار وهو متقاعد في قوى الأمن الداخلي، مصرف الاعتماد اللبناني في الحازمية. وتمكنا من الحصول على مبلغ 50 الف دولار.
وإذ طوّقت القوى الأمنية محيط المصرف واستمرت عمليات احتجاز الموظفين والتفاوض مع المودعين الى ساعة متأخرة من ليل أمس، أشارت جمعية المودعين اللبنانيين الى أنها «تحمّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي شخصياً مسؤولية أي تصرف أحمق من القوى الأمنية تجاه مَن هم في داخل مصرف الاعتماد، وأي نقطة دم قد تُسال».
وأوضحت بأن مطالب المودعين داخل بنك الاعتماد هي:
– حرية اختيار القاضي.
– حضور رئيس مجلس إدارة البنك جوزيف طربيه الى التحقيق بالتوازي.
– التعهد بأن يصل المودعون مع الوديعة الى التحقيق بشكل آمن.
وتوقعت مصادر أمنية ومصرفية لـ»البناء» تكرار عمليات اقتحام لعدد كبير من المصارف في ظل الفوضى الدستورية والتوتر السياسي والفراغ في المؤسسات، ما يتسبب بفلتان أمني وفوضى في أسواق الدولار

 
=====================================================================================

افتتاحية جريدة الأخبار

وقائع اتصالات على خط الضاحية - بكركي - الرابية - عين التينة: نصرالله لم يقنع باسيل بفرنجية والراعي مع التوافق وبري لحلّ خلال أسابيع


لم يكن الرئيس ميشال عون قد غادر القصر الجمهوري بعد، عندما تيقّنت غالبية الأطراف السياسية بأن الأوان قد فات لتشكيل حكومة في الساعات الأخيرة، وهو ما أدّى إلى انتقال النقاش، فعلياً، الى العنوان الرئاسي الذي بات أولوية لدى ثنائي حزب الله - التيار الوطني، بعدما كان عنواناً لتحركات ثنائي أمل - الاشتراكي. لكن الجديد في الأمر هو الحركة المستجدّة للبطريرك الماروني بشارة الراعي لتوفير مناخات تسمح بتوافق مسيحي على شخصية يقبل بها المسلمون. وهذا ما كان محل نقاش واسع خلال الأسبوع المنصرم، وقد توافرت لـ«الأخبار» بعض المعطيات حول نتائج الاجتماعات واللقاءات والاتصالات.


نصر الله - باسيل: تشاور لا تفاهم
اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والوزير جبران باسيل، الأسبوع الماضي، أخذ حيّزاً واسعاً من الاهتمام بعدما تكشّف مضمونه، على دفعات، في الأيام الأخيرة. فبعدما أبلغ باسيل قياديين في التيار الوطني الحر ببعض ما دار في اللقاء، أعلن في مقابلة تلفزيونية أول من أمس أن نصر الله طرح معه تولي الوزير سليمان فرنجية رئاسة الجمهورية.
ad

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها نصر الله صراحة مع باسيل حول ترشيح فرنجية، بعدما اقتصر الأمر سابقاً على الإطار العام. وقد طرح نصر الله الأمر من زاوية ضرورة وصول رئيس قوي، بالمعنى الوطني، الى رئاسة الجمهورية، يشكّل ضمانة للخيارات الوطنية في البلد، وأن فرنجية كان يمكن أن يكون رئيساً في 2016 إذ كان في حوزته أكثر من 75 صوتاً في البرلمان، لكنه لم يذهب الى الجلسة تاركاً المجال أمام الرئيس عون استجابةً لرغبة حزب الله. وفي المعلومات أن الأمين العام لم يبلغ ضيفه أن الحزب قرّر نهائياً السير في ترشيح زعيم تيار المردة، لكنه شرح له أهمية أن يكون فرنجية رئيساً. ومع ذلك، لم تقنع مطالعة نصر الله باسيل لتعديل موقفه، مكرراً رفضه تأييد ترشيح فرنجية، مبدياً استعداده لترتيب حوار مع الأخير من أجل الوصول الى مرشح ثالث بالتوافق مع بكركي.

=====================================================================================

40 موقوفاً في ملف مغارة النافعة: التحقيق يطلب الاستماع إلى سلوم


مع فتح ملف «مغارة النافعة»، تكشّفت ملفات فسادٍ بالجملة في إدارة ينخرها الفساد ما أدى إلى إقفالها بكاملها بسبب توقيف كل العاملين فيها لتورطهم في قبض رشى وابتزاز المواطنين في معاملاتهم الرسمية. المطلعون على التحقيقات يتحدثون عن تحقيقٍ ضخمٍ فُتِح وقد يستغرق أشهراً قبل إنهائه
افتتاحية صحيفة النهار

لا حوار نيابياً ونداء “انهياريّ” أمام العرب

لم يكن غريباً ان تحمل الاسرة الدولية الافرقاء السياسيين ال#لبنانيين تبعة الفراغ الرئاسي في ظل التخبط الذي يعيشه لبنان امام مرحلة محفوفة بأخطار وتداعيات الانهيار الموروث من الحقبة السابقة، بالإضافة إلى التداعيات الماثلة راهنا من جراء انزلاق البلاد نحو تجربة فراغ مؤسساتي ورئاسي مفتوحة على احتمال التمدد غير المحدد بأفق زمني واضح. لم يكن أدل من صدقية ارتفاع القلق الدولي على الوضع في لبنان بعد يومين من نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون من مؤشرين حملا دلالات بارزة ومعبرة عن المآل التشاؤمي الذي يحوط الاستحقاق الرئاسي. الأول تمثل في مبادرة رئيس مجلس النواب #نبيه بري الى الغاء دعوته الى الحوار محملا ضمنا مسؤولية انفراط هذا الاتجاه للكتلتين المسيحيتين الأكبرين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. والثاني تجسد في كلمة غير مألوفة في وصف الواقع اللبناني الانهياري توجه بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى #القمة العربية التي انعقدت في #الجزائر، وكأنه ينذر العرب ان لم يمدوا يد الدعم والاعانة للبنان، فانه ذاهب نحو مزيد من التفاقم والانهيار. ومع ان بعض الأوساط المحلية يعتبر ان تعاقب المواقف الدولية من حلول الفراغ الرئاسي لا يعكس بعد السخونة والدلالات الكافية لتوقع تدخل خارجي قوي ومؤثر مع القوى الداخلية ومبادرات معينة لتقصير امد الفراغ، فان ذلك لا يقلل من أهمية المؤشرات التي بدأ يطلقها المجتمع الدولي في هذا الصدد وهي مؤشرات مرشحة للتصاعد تباعا.

 

وفي هذا السياق أصدرت امس مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بيانا ذكرت في مستهله ببيانها الصادر في 5 تشرين أول 2022 ولاحظت “بقلق استمرار غياب التعاون بين الأطراف السياسيين اللبنانيين على نحو أفضى الى فراغ رئاسي في وقت يحتاج فيه لبنان الى خطوات سريعة وحاسمة لمعالجة أزماته الاقتصادية والمالية والإنسانية المتفاقمة”. وأضافت ان ” لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكن من تنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية استراتيجية تستحث تغييراً جوهرياً يحقق المصلحة العامة.” ودعت المجموعة “أعضاء البرلمان إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية دون تأخير، رئيس يوحد الشعب اللبناني من أجل المصلحة الوطنية . وفي ظل غياب رئيس للجمهورية وإلى حين تشكيل حكومة جديدة، تدعو مجموعة الدعم الدولية كل الأطراف المعنية إلى


 

التحلي بروح المسؤولية من أجل تنفيذ الإجراءات المسبقة المتفق عليها مع #صندوق النقد الدولي بالكامل، وضمان قيام المؤسسات الحاكمة في لبنان بخدمة مواطنيها وتلبية احتياجاتهم الملحة. وتؤكد مجموعة الدعم الدولية استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه”.

 

 

في الجزائر

وفي الجزائر حيث انعقدت القمة العربية ألقى الرئيس ميقاتي كلمة بإسم لبنان اتسمت بنبرة وجدانية قاتمة في تشريح الوضع في لبنان امام الزعماء ورؤساء الوفود العرب فأعلن “أن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر نعم قد تغيّر. المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق إنفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الانوار لعدم وجود المحروقات”. وقال “أننا في دولة تعاني اقتصاديا وحياتيا واجتماعيا وبيئيا، ونحارب الاوبئة باقل الامكانات. نعم، باقل الامكانات حتى وصلنا الى اللحم الحي. فنحن نواجه منذ سنوات عدة، أسوأ ازمة اقتصادية واجتماعية في تاريخنا، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه.” وأشار إلى “أن لبنان نجح مؤخرا، في التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية لمنطقته الإقتصادية الخالصة ، “ونامل في أن يكون ذلك بداية مسار يقود إلى ازدهار لبنان ورخاء اللبنانيين والتوافق على انتخاب رئيس جديد يلم شمل اللبنانيين”. وعوّل الرئيس ميقاتي في كلمته على “مساعدة جميع الاخوة العرب للبنان”، وقال: وإننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمس بجوهره.”

 

وفي سياق متصل، أعتبر ميقاتي قبل إلقائه كلمته أن “الضمانات الأميركية ستحمي اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل ولبنان ليس خائفا من احتمال إلغاء الاتفاق إذا فاز بنيامين نتنياهو بأغلبية في الانتخابات”. وأضاف لرويترز “أصبح الاتفاق في عهدة الأمم المتحدة، ولبنان من ناحيته ملتزم بهدا الاتفاق الذي أودع في الامم المحتدة ونحن لا نعتقد أن أحدا يمكن أن يزيح قيد أنملة بهذا الموضوع”.


 

وبدا لافتا صدور موقف سعودي جديد من لبنان عشية المؤتمر الذي تعقده وتنظمه السفارة السعودية في بيروت في الذكرى 33 لاتفاق الطائف والذي سيقام السبت المقبل في قصر الاونيسكو في بيروت . فقد اعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من الجزائر أنّ “المملكة تشدد على محورية سيادة الدولة اللبنانية”، داعيًا الى “انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد”. وقال بن فرحان: “الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات”، مشددا على أنه “يجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك”. وأكد أنّ “التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها”، مشيرا الى أننا “نرفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين”.


 

اما “حصة” لبنان من القمة فاقتصرت على فقرة “تضامنية” ذكرت بالإصلاح وبالانتخاب الرئاسي وجاء فيها “تجديد التضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على أمنها واستقرارها ودعم الخطوات التي اتخذتها لبسط سيادتها على أقاليمها البرية والبحرية والإعراب عن التطلع لأن يقوم لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد”.

 

بري يلغي دعوته

اما في المشهد الداخلي فبرز بعد يومين على دخول لبنان مرحلة الشغور الرئاسي منتصف ليل الاثنين، القرار السريع الذي اتخذه الرئيس بري بالتراجع عن دعوته الى الحوار بين رؤساء الكتل النيابية للبحث في الاستحقاق الرئاسي. واصدر المكتب الإعلامي لبري بيانا مقتضبا اعلن فيه انه “بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي يعتذر الرئيس نبيه بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي القوات والتيار”. وبدا لافتا ايراد السبب المباشر لالغاء الدعوة بربطها بموقفي كتلتي القوات والتيار، اذ اعتبرت أوساط نيابية ان ثمة تعمدا واضحا في تحميلهما تبعات الإطاحة بهذه المبادرة في وقت لا يبدو ان ثمة مؤشرات لتحرك اخر مكانها الا الدوران في دوامة جلسات لن تؤدي الى انتخاب رئيس جديد في وقت منظور .

 

ومن غير المستبعد ان يثير موقف بري هذا توترا بينه وبين الكتلتين اذ ارتسمت عقب صدور البيان معالم تشنج قد تترجم في المداخلات والمواقف التي ستشهدها الجلسة التي سيعقدها مجلس النواب اليوم، اذا انعقدت، والمقررة أساسا لمناقشة رسالة الرئيس ميشال عون الى مجلس النواب لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأكد النائب أديب عبد المسيح في هذا السياق أن “اللقاء التشاوري الذي عقد بحضور 27 نائباً أولويته انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت وهذا اللقاء هو للاعتراض على رسالة الرئيس عون لأننا لا نريد خلق نزاعات طائفية جديدة”. وشدد على أن “الأولوية هي دائماً لانتخاب رئيس جديد والمجلس في حالة انعقاد دائم لانتخاب رئيس ولا يمكننا أن نحلّل الفراغ” ولفت الى أن ” بالنسبة لجلسة الغد (اليوم) سيتمّ تلاوة رسالة ميشال عون ولكن لن يحصل اتفاق على التصويت عليها ومن الممكن تطيير النصاب”.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

ميقاتي ينعى لبنان للعرب… والسعودية لرئيس “يمكنه توحيد” اللبنانيين

“إعلان الجزائر”: يد واحدة عربية لصدّ التدخلات الخارجية


 

فيما تُحدق المخاطر بالعالم العربي من كلّ حدب وصوب، خصوصاً مع تزايد الاضطرابات والأزمات المتنقلة بين الساحات على طول الخارطة الجيوسياسية العالمية، وما يترتّب عنها من إضعاف للنظام الدولي، اختتمت القمة العربية الـ31 أعمالها في العاصمة الجزائرية أمس بالتأكيد على كون الدول العربية تقف يداً واحدة لصدّ التدخلات الخارجية بكافة أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتمسّك بمبدأ الحلول العربية للمشكلات العربية عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلّها بالطرق السلمية.

 

وشدّد “إعلان الجزائر” على “مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرّية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلّة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين”، مع تجديد التمسك “بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها”، وضرورة مواصلة الجهود لحماية القدس.


 

وإذ ندّد الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس خلال خطابه في القمّة بـ”جرائم إسرائيل وإصرارها على تقويض حلّ الدولتين”، عبّرت قمة الجزائر عن دعمها للسلطة الفلسطينية “للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة” وكذلك “دعم الجهود والمساعي القانونية الفلسطينية الرامية إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية التي اقترفها ولا يزال في حق الشعب الفلسطيني”.

 

في ملف الأزمة السورية، ومع عدم اكتمال العناصر المؤهلة لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، أعرب “إعلان الجزائر” عن الالتزام بـ”قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية”، كما أكدوا دعم الحكومة الشرعية في اليمن، ودعم “الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة مع التشديد على ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية كخطوة أساسية نحو هذا المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة”.


 

وفي لفتة تضامنية مع المملكة العربية السعودية، ثمّن القادة العرب “السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف “أوبك بلاس” من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حدّ سواء”.

 

كذلك، جاء في البيان الختامي للقمة أن القادة العرب “يُساندون دولة قطر التي تتأهب لاحتضان نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ويثقون ثقةً تامة في قدرتها على تنظيم طبعة متميّزة لهذه التظاهرة العالمية ويرفضون حملات التشويه والتشكيك المغرضة التي تطالها”.

 

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن قمة الجزائر “ناجحة بأي مقياس”، لافتاً إلى أنها “أحد أكثر القمم العربية حضوراً من حيث المستوى”، وعقب انتهاء أعمال القمة، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان استضافة المملكة للقمة العربية المقبلة، مؤكداً أن الرياض تدعم التضامن العربي وإيجاد آليات لمواجهة التحدّيات المشتركة.

 

وجاءت لافتة دعوة العاهل المغربي محمد السادس، الذي لم يُشارك في القمة، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى زيارة المغرب من أجل “الحوار”، في وقت بحث فيه الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع نظيره الأميركي جو بايدن خلال اتصال مرئي، العلاقات الاستراتيجية بين البلدَين وسُبل دعمها في مختلف المجالات، والمبادرة المشتركة للاستثمار في الطاقة النظيفة. وأكد الجانبان المصلحة المشتركة في تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمي وزيادة استثماراتهما في الطاقة المتجدّدة وتعميق تعاونهما الوثيق في هذا الشأن.

 

أما في الملف اللبناني، فجدّد البيان الختامي لقمة الجزائر “التضامن مع لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره ودعم الخطوات التي اتخذها لبسط سيادته على أقاليمه البرية والبحرية”، مشيراً إلى أن القادة العرب يتطلّعون “لقيام لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وانتخاب رئيس للبلاد”.

 

كما شدّد وزير الخارجية السعودي على أن “التدخلات الخارجية والميليشيات تُحتّم تكاتف الجهود لمواجهتها”، معلناً “رفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين، وعدم السماح للآخرين بفرض قيمهم على الدول العربية”، في موازاة تأكيده على محورية سيادة لبنان بالنسبة للمملكة، داعياً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان يمكنه “توحيد” اللبنانيين.

 

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد ألقى كلمة في قمة الجزائر نعى من خلالها لبنان للقادة العرب، متوجهاً إليهم بالقول: “إنّ لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر، المنارة المشرقة انطفأت والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق إنفجر، والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الأنوار لعدم وجود المحروقات”، داعياً إلى “تشابك الايدي العربية لإنقاذ لبنان الذي يعتز بالعروبة والمُحِبّ لأشقائه…. فلا تتركوه وحيداً”.

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان: اعتذار بري عن الحوار يقلّص فرص التوافق على مرشح رئاسي

بيروت: نذير رضا

قلص اعتذار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن الدعوة للحوار بين الكتل النيابية، فرص التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مما يفتح الباب على «منازلة» انتخابية في داخل البرلمان بين ثلاثة ائتلافات، تعتمد «الديمقراطية العددية» في انتخاب الرئيس.

 

وبعد إبداء استعداده لدعوة الكتل والمكونات السياسية اللبنانية إلى حوار ببند وحيد، هو تقليص التباينات مما يسهل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أعلن بري، أمس الأربعاء، «اعتذاره عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ، ولا سيما من كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وذلك بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي».

 

وتعرضت دعوة بري إلى رفض من أبرز كتلتين مسيحيتين معنيتين بانتخاب الرئيس، هما «القوات» و«الوطني الحر»، بالنظر إلى أن رئيسيهما من المرشحين الطبيعيين للرئاسة، وتضمان أكبر كتلتين في البرلمان، ما يجعل أصواتهما وازنة.

 

كذلك، بدا أن هناك عدم حماسة في بكركي للحوار، حيث قال الوزير السابق سجعان قزي في تصريح تلفزيوني لقناة «الجديد» إن «بكركي لم تعترض على الحوار، إنما على التوقيت لأن الأولوية هي لانتخاب رئيس والأفضلية له»، مضيفاً: «اليوم ليس وقت حوار إنما وقت انتخاب رئيس جمهورية».

 

وفي ظل رفض القوى المسيحية المؤثرة للحوار، أكدت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه يحترم خيارات الكتل، وجددت التأكيد على أن «الدعوة للحوار ليست جريمة، بل فضيلة رغم إحجام البعض عنها»، مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «في الوقت الذي يتراكم فيه هذا الكم الهائل من الأزمات، إذا لم يكن الحوار سبيلاً لحل الأزمات، فكيف يمكن مقاربة الأزمات؟».

 

وحذرت المصادر من أنه بعد أربع جولات من جلسات انتخاب الرئيس «هل من لا يريد الحوار يسعى للعودة إلى الدوران في الحلقة المفرغة نفسها، سيما وأن خارطة التباينات لم تتغير؟». وشددت على أن الدعوة، التي كانت محصورة ببند وحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية، «هي بخلفية وطنية لإعادة جمع اللبنانيين»، منبهة إلى أن لا شيء يمكن أن يجمع اللبنانيين في حال فقدان ميزة الحوار.

 

غير أن أسباب رفض الحوار لدى «القوات اللبنانية»، تتخذ منحى آخر. وتشير مصادر «القوات» إلى أنه «في الدستور اللبناني هناك آليات دستورية واضحة لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا الانتخاب لا يخضع لحوار، بل ينتخب بموجب شروط موجودة في الدستور، وهي مسألة من طبيعة انتخابية ديمقراطية وليست مسألة حوارية»، لافتة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحوار حول انتخاب الرئيس يصبح كأنه مسألة معلبة يجري إسقاطها على مجلس النواب».

 

وشددت المصادر على «وجوب احترام الآليات المنصوص عليها في الدستور»، مطالبة «بأن يدعو رئيس مجلس النواب لجلسة تكون على غرار جلسات الموازنة بدورات مفتوحة، وكل من يتخلف عن الحضور يتحمل المسؤولية أمام الناس والرأي العام بأنه يريد إفراغ موقع الرئاسة». وأوضحت المصادر ضرورة «أن نبقى على هذا المنوال بدورات انتخابية مفتوحة، وتحصل مناقشات وحوارات بين دورة ودورة بين النواب من أجل الوصول للرئيس مما يشكل ضغطاً معنوياً على النواب لانتخاب رئيس».

 

ويمضي استحقاق انتخاب الرئيس نحو تأزم إضافي في ظل غياب توافقات أغلبية نيابية على شخصية محددة، أو اختصار المرشحين بين اثنين أو ثلاثة، فيما تنقسم القوى النيابية داخل البرلمان إلى ثلاثة اليوم، أولها فريق «القوات اللبنانية» وحلفاؤها الذين يدفعون باتجاه ترشيح النائب ميشال معوض، و«حركة أمل» وحلفاؤها الذين يميلون إلى ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من غير الإعلان عن ذلك، و«التيار الوطني الحر» الذي رفض طرح «حزب الله» للمضي باثنين، أولهما رئيس التيار جبران باسيل أو فرنجية، حيث قال باسيل إن الحزب حين فاتحه بالملف، دعا لتوافق مع الحزب وفرنجية على شخصية ثالثة.

 

وترى مصادر مواكبة للحراك الانتخابي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إقفال الباب على التوافقات «سيؤدي إلى منازلة انتخابية في البرلمان، حيث يفوز الحاصل على أعلى تصويت في الدورة الثانية، إذا لم يُفقد نصاب الجلسة»، وبذلك يكون أول رئيس منذ الطائف لم يُنتخب وفق توافقات مسبقة.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

فرصة الحوار تنعدم.. وفتيل الاشتباك مُشـــتعل.. ومخاوف من تداعيات وصعوبات

أدخل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية لبنان في خريف سياسي، تؤكّد كل المؤشرات المرتبطة به أنه خريف مديد. والمؤكّد ايضا في هذا الفصل الداكن انّ إقامة اللبنانيّين على رصيف الانتظار ستطول الى ما شاء الله.

 

هو خريف صعب، في بلد بات مفتّت المفاصل، ومفتقد للسياسة بمعناها الحقيقي، ولرجال دولة حقيقيين، قديسين بالمعنى السياسي أوّلهم وآخرهم مصلحة هذا البلد وشعبه. ومكوّناته السياسية مصابة بالتهابات شعبوية وكيدية وطائفية ومشاعر حقد مستعصية على المضادات الحيوية، وحتى الاخلاقية والانسانية. ومحكومة بإرادة البعد والجفاء وتغلّب كل ما هو سلبي على اي منحى ايجابي يقود الى التفاهم والتلاقي على قواسم مشتركة تستعيد للبلد أمانه المفقود وتضعه على سكة الخروج من ازمته المستعصية، وآخر تجليات هذه السلبية تَبدّت بوضوح في التعاطي اللامسؤول مع المسعى الحواري الذي كان يؤسس له رئيس مجلس النواب نبيه بري، لانتشال الاستحقاق الرئاسي من قبضة المزاجيات المتقلبة والحسابات الحزبية والاحقاد المتبادلة.

 

بري يرد الكرة

امام هذا الاصرار على إبقاء الوضع الشاذ، وبعدما تظهّرت أمامه ارادة واضحة لتمديد عمر الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، من دون ان أي اعتبار لما قد ينتج عنه في الآتي من الايام من آثار شديدة الكلفة على لبنان واللبنانيين، كان لا بد للرئيس بري من ان يُلقي الجمرة في ايدي مُشعليها. ويضعهم امام مسؤولياتهم. وعبّر بري عن ذلك في البيان المقتضب الصادر عن مكتبه الاعلامي امس، وفيه: «بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول الى رئيس توافقي يعتذر الرئيس نبيه بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ لا سيما من كتلتي «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر».

 

ماذا بعد؟

السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة هذا التطور: ماذا بعدما سُدّت طريق الحوار وأطيح بفرصة كان يمكن ان تُفضي الى توافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يقصر امد الفراغ الرئاسي؟ ومع هذا المنحى التعطيلي وارادة الصدام الدائم، كيف يمكن لأي استحقاق أن يعبر؟

 

المشهد الداخلي في منتهى الارباك، وبات مشرّعاً اكثر من أي وقت مضى على كل الاحتمالات السلبية. وسط لامبالاة متعمّدة ممّا قد تحمله من اعباء واكلاف على كل المستويات. فشرارات الاشتباك على ما يرى اللبنانيون، تتعالى في الأجواء الداخلية على مدار الساعة وتُنذر بحروب سياسية وربما غير سياسية، متنقلة على الجبهات، يمهّد لها الكلام الذي صار على المكشوف؛ تهديد ووعيد وتلويح بالويل والثبور وعظائم الامور، وإسقاط متعمّد للحرمات، واباحة الاهانات وبذاءة التخاطب، وضرب موجِع تحت الزنار وفوقه وبلا قفازات. وما يزيد هذا المشهد قرفا، هو الاعتداء على عقول الناس، بادّعاء القداسة والنزاهة والوطنيّة والبطولات والانجازات الوهمية.

 

ازاء هذا المشهد، تخوفت مصادر مسؤولة من واقع مظلم مقبل عليه لبنان، وقالت لـ»الجمهورية» انه مع الغاء الرئيس بري مبادرته الحوارية، يصبح المشهد الداخلي مُفلساً من اي فرصة للانعاش الداخلي واعادة ضبط الرئاسة الاولى على سكة الانتظام، ومع غياب ضابط الايقاع في اتجاه الانتعاش والانتظام، يُخشى من ان يتدرّج الوضع الداخلي سريعا نحو الأسوأ وعلى نحو لا يمكن احتواؤه، او تحمّل ضربات او آثار الامواج التي تتلاطمه من الداخل، وربما من الخارج ايضا.

 

ولفتت المصادر الى ان الرئيس بري قرأ هذا الواقع سلفا، وان التناقضات الداخلية ستقود اليه حتماً، ومن هنا جاءت مبادرته مع بداية ولاية المجلس النيابي الحالي بوصفه عاكساً لمكونات البلد، الى ان يحدث خرقا ايجابيا في جدار هذه التناقضات، ويوجه بوصلة الرئاسة وكل استحقاقات البلد في الاتجاه الذي يقوده الى بر الامان، بقوله: «على المجلس النيابي الحالي، تقع مسؤولية انقاذ لبنان».

 

في كل الاتجاهات

واذا كان الرئيس بري في بيان إلغاء مبادرته الحوارية، قد اشار بوضوح الى المسؤول المباشر عن رفض حوار يسحب بداية فتيل الاشتباك المُشتعل، ويمهّد بالتالي الى التوافق بين المكونات السياسية والنيابية الذي لا يمكن للاستحقاق الرئاسي ان يعبر من دونه. فإنه في بيانه هذا، لا يخاطب الداخل حصراً، بل انّه خاطب كل الاتجاهات المعنية بالاستحقاق الرئاسي، في الداخل، وكذلك اصدقاء واشقاء لبنان في الخارج، وعلى وجه الخصوص الذين يؤكدون باستمرار على مسؤولية اللبنانيين في إتمام هذا الاستحقاق والتوافق سريعا على رئيس جديد للجمهورية.

 

على ان الصورة الداخلية القائمة بتناقضاتها العلنية او المستترة، وعلى ما تقول لـ»الجمهورية» مصادر سياسية واسعة الاطلاع لا يمكن ان تُفضي الى توافق على رئيس للجمهورية. حيث تبدو الاطراف المعنية بهذا الاستحقاق في ذروة اشتباكها، وخصوصا الطرفان المارونيان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اللذان رسم كلّ لنفسه سقفا عاليا من الشروط، وألزم نفسه بالتمسّك بها من دون اي استعداد لمجاراة اي فريق آخر بطروحاته.

 

وتستغرب المصادر المقولة التي يكررها بعض الاطراف المسيحيين السياسيين وغير السياسيين من انّ الوقت الآن ليس للحوار، بل لأن يمارس المجلس النيابي دوره المطلوب منه بانتخاب رئيس للجمهورية. إنما السؤال كيف يتم ذلك والمشهد السياسي العام أشبَه بغابة يتحفّز فيها كل طرف للانقضاض على الطرف الآخر، وإلغائه. والمجلس النيابي منقسم على نفسه، ولا يملك اي طرف الاكثرية المرجحة لفوز اي شخصية برئاسة الجمهورية.

 

كما تستغرب المصادر «هذا الاصرار على شروط لن تحقق الغاية التي ترجوها «القوات» كما لن تحقق الغاية التي يرجوها التيار، فلا القوات قادرة على ايصال شخصية لرئاسة الجمهورية، وتغطّي عجزها هذا بالهروب الى الامام تارة بطرح مواصفات «سيادية – قواتية»، وتارة ثانية بتبنّي ترشيح النائب ميشال معوض على رغم ادراكها المسبق بأنه سيفشل، وتارة ثالثة بتبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، علماً ان تساؤلات كثيرة احاطت بهذا الترشيح، عما اذا كان ترشيحا جديا او ترشيحا القَصد منه حرق اسم العماد عون. ولا التيار، وبعدما فقد كل اوراق القوة التي مَلّكه اياها وجود الرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية، قادر على ايصال اي مرشح لرئاسة الجمهورية سواء اكان رئيسه جبران باسيل، او اي شخصية يطرحها. فضلاً عن انهما معا إن حكمت ظروف معينة بالتقائهما مُكرهين لا يستطيعان بقوتهما العددية في مجلس النواب ان يوصِلا اي مرشح يتفقان عليه، الا بالتوافق والنقاش مع سائر الاطراف.

 

معنى ذلك، في رأي المصادر ان الحوار سيحصل في نهاية المطاف، والآن يمكن القول ان فرصة الحوار قد ضاعت، ولكن من غير المستبعد ابداً ان تنشأ ظروف اقوى من الجميع، ستدفع حتما الى تعالي الاصوات من كل حدب وصوب منادية بهذا الحوار، ومتوجهة بالتحديد نحو الرئيس بري لإعادة احياء مبادرته.

 

باريس: الحوار

الى ذلك، ابلغت مصادر ديبلوماسية في باريس الى «الجمهورية» عدم ارتياح الادارة الفرنسية لما آل اليه الوضع في لبنان، لناحية عدم تمكّن اللبنانيين من انتخاب رئيس للجمهورية. وقالت: مؤسف جدا ان يضيع اللبنانيون فرصة جديدة لإنقاذ بلدهم، والاتفاق على رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تحقق الانفراج للبنانيين وتُطلق مسار الاصلاحات.

 

ولفتت المصادر الى ان باريس تعتبر ان معاناة لبنان في ظل الوضع السائد فيه حالياً سيقود الى انهيار واسع وكبير جدا، ومُرهق للبنانيين، ومن هنا هي كانت وما زالت تشجع اي حوار بين اللبنانيين (في اشارة الى الحوار الذي كان يعدّ له الرئيس نبيه بري) يمكّنهم من اتمام استحقاقاتهم، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، تحقق ما يتوق اليه اللبنانيون.

 

وردا على سؤال حول ما اذا كانت ثمة مبادرة فرنسية ما تجاه لبنان، في المدى المنظور، لم تستبعد المصادر هذا الاحتمال الا انها لم تؤكده، حيث قالت انه ممكن، وباريس لما يمثّله لبنان بالنسبة اليها، كانت السباقة دائما الى الى اطلاق المبادرات التي رعاها مباشرة الرئيس ايمانويل ماكرون.

 

واشنطن تستعجل الرئيس

ويتقاطع الموقف الاميركي مع الموقف الفرنسي لناحية الدعوة الى انتخاب رئيس الجمهورية بصورة عاجلة. وقد نقل في الساعات الاخيرة عن المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس قوله، رداً على سؤال حول ما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله من أجل مساعدة لبنان على انتخاب رئيس جديد للجمهورية: «ان على البرلمان اللبناني انتخاب رئيس جديد في اسرع وقت ممكن».

واضاف: «كما أكدنا في السابق على البرلمان اللبناني تحديد الرئيس المقبل بما يتوافق مع مطالب الشعب اللبناني في تلبية احتياجاته الملحّة وإطلاق العنان للدعم الدولي المُلح».

وقال: «إن لبنان بحاجة إلى الحكومة التي يمكنها بسرعة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشدة والتي طال انتظارها. وندعو قادة لبنان إلى اختيار رئيس على استعداد لوضع مصالح البلد أولاً وقادر على تنفيذ تلك الإصلاحات التي طال انتظارها».

 

لرئيس من دون إبطاء

وفي السياق ذاته، يندرج الموقف المصري، الذي عبّر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث اكد خلال لقاء عقده مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على هامش اعمال القمة العربية في الجزائر، حيث أعرب السيسي خلال الاجتماع عن اهتمامه بما يحصل في لبنان وبأن يتم انتخاب رئيس جديد من دون ابطاء ليكون انتخابه مؤشرا لإعادة استنهاض لبنان.

 

وقد تمنى الرئيس ميقاتي على الرئيس المصري تزويد لبنان بما بحتاج اليه من ادوية ولقاحات لمعالجة وباء الكوليرا، فأكد الرئيس السيسي انه اعطى توجيهاته الفورية لتلبية هذا الطلب، فشكره الرئيس ميقاتي على اهتمامه ودعمه المستمر للبنان في كل المجالات.

 

من جهة أخرى، أعلن الرئيس ميقاتي أن الضمانات الأميركية ستحمي اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل، ولبنان «غير خائف» من احتمال إلغاء الاتفاق إذا فاز بنيامين نتنياهو بالأغلبية في الانتخابات الاسرائيلية.

 

وقال ميقاتي لوكالة «رويترز»: أصبح الاتفاق في عهدة الأمم المتحدة، ولبنان من ناحيته ملتزم بهذا الاتفاق الذي أودع في الامم المتحدة ونحن لا نعتقد أن أحدا يمكن أن يزيح قيد أنملة بهذا الموضوع».

 

لا تتركوه وحيداً

وألقى ميقاتي كلمة لبنان في القمة، أكد فيها «أن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر… نعم قد تغيّر. المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق إنفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الانوار لعدم وجود المحروقات».

 

وأعلن «أننا في دولة تعاني اقتصاديا وحياتيا واجتماعيا وبيئيا، ونحارب الأوبئة بأقل الإمكانات. نعم، بأقل الامكانات حتى وصلنا الى اللحم الحي. فنحن نواجه منذ سنوات عدة أسوأ ازمة اقتصادية واجتماعية في تاريخنا، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه».

 

وأشار إلى أن لبنان نجح أخيراً في التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية لمنطقته الإقتصادية الخالصة، «ونأمل في أن يكون ذلك بداية مسار يقود إلى ازدهار لبنان ورخاء اللبنانيين والتوافق على انتخاب رئيس جديد يلمّ شمل اللبنانيين».

 

وعوّل الرئيس ميقاتي في كلمته على مساعدة جميع الاخوة العرب للبنان، وقال: «إننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمَس بجوهره». واكد اننا «لا نزال نعوّل على مساعدة جميع الاخوة العرب للبنان، كما اكد التزام لبنان بقرارات الجامعة العرببة ودعم هذه المؤسسة للقيام بدورها في هذه الظروف التاريخية، وأعلن تضامننا الكامل مع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة».

 

وخلص الى الدعوة الى ان «تتشابك الايدي العربية لإنقاذ بلدي لبنان الذي يعتز بالعروبة والمُحِبْ لأشقائه، هذا الوطن الصغير الذي يمكن ان يكون له دور كبير في خدمتكم، إذا احيط بحب كبير منكم لا تتركوه وحيدا».

 

يُشار الى ان البيان الختامي للقمة العربية في الجزائر قد أكد التضامن مع لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره.

 

وجدّد البيان الصادر عن القمة العربية دعم الخطوات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لبسط سيادتها على أقاليمها البرية والبحرية، مُعرباً عن التطلع لأن يقوم لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد.

 


مجموعة الدعم

الى ذلك، اعتبرت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، في بيان امس، ان لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكّن من تنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية استراتيجية تستحثّ تغييراً جوهرياً يحقق المصلحة العامة.

 

ودعت أعضاء البرلمان إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون تأخير، رئيس يوحّد الشعب اللبناني من أجل المصلحة الوطنية.

 

وجاء في البيان انه وفي ظل غياب رئيس للجمهورية وإلى حين تشكيل حكومة جديدة، تدعو مجموعة الدعم الدولية كل الأطراف المعنية إلى التحلي بروح المسؤولية من أجل تنفيذ الإجراءات المسبقة المتّفق عليها مع صندوق النقد الدولي بالكامل، وضمان قيام المؤسسات الحاكمة في لبنان بخدمة مواطنيها وتلبية احتياجاتهم الملحة.

 

وتؤكد مجموعة الدعم الدولية استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه.

 

موقف سعودي

ولفت في هذا السياق موقف سعودي تجاه لبنان، أطلقه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قال فيه انّ «المملكة تشدد على محورية سيادة الدولة اللبنانية»، داعيًا الى «انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد».

 

واضاف بن فرحان: «الصراعات الجيوسياسية تُنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات»، مشددا على أنه «يجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك». وأكد أنّ «التدخلات الخارجية والميليشيات تحتّم تكاتف جهودنا لمواجهتها»، مشيرا الى أننا «نرفض نهج التوسّع والهيمنة على حساب الآخرين».

 

جلسة الرسالة

الى ذلك، يعقد المجلس النيابي اليوم جلسة لتلاوة الرسالة الاخيرة لرئيس الجمهورية التي طلب فيها ان يقوم المجلس بدوره في نزع التكليف من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. والاجواء السائدة عشيّة الجلسة تؤشّر الى عدم التجاوب مع رسالة عون، ولن تُبنى عليها اي مفاعيل، سياسية كانت او غير سياسية، واكثر ما سينالها انها ستسجّل في المحضر، وتحفظ كمادة في ذاكرة المجلس.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة اللواء


 

ميقاتي يستغيث.. والسعودية لسيادة الدولة ورئيس يُوحِّد البلد

برّي يستبق «جلسة الرسالة» برسالة.. ورواتب القطاع العام مهددة بعد الكهرباء والأسعار

 

اليوم 3 ت2، هو اليوم الثالث بعد عهد الرئيس السابق ميشال عون، وفيه ينعقد المجلس النيابي للإستماع الى تلاوة الرسالة الاخيرة التي وجهها عون الى المجلس، من ضمن صلاحياته، طالباً نزع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وسط مؤشرات عدّة لا توحي بإمكان حدوث تلاقٍ نيابي على إحداث خرق في ازمة الثقة التي تحولت الى «أزمة حكم» وخيارات:

 

1- بروز اصوات تسأل عن معنى عقد الجلسة، والمجلس في طور انعقاد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

2- إعلان الرئيس نبيه بري، قبيل الجلسة اعتذاره عن الدعوة للحوار، والسبب المعلن «نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والتسمية بالإسم في بيان رئيس المجلس، وهذا أمر لا يخلو من دلالات، لجهة تحميل الكتل المسيحية مسؤولية التعثُّر الرئاسي».

ينعقد مجلس النواب اليوم لمناقشة الرسالة الرئاسية، وسط انقسام بين كتل راغبة في مناقشة الرسالة للإضاءة على الثغرات التي تعيق عملية تشكيل الحكومات، وكتل رافضة اي إجراء للمجلس في ظل دخوله حال الانعقاد الملزم لإنتخاب رئيس للجمهورية.

يُذكر ان حزب الكتائب اعترض ايضا على دعوة بري للحوار، واعتبر في بيان له ان الاولوية حسب الدستور هي انتخاب رئيس للجمهورية ولا يحق للمجلس النيابي الانشغال بأي أمر آخر.

وذكرت مصادر متابعة للموضوع ان موقف بري جاء بعد اعتراضات ايضاً من البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي استقبل موفدا من رئيس المجلس استمزجه رأيه بالحوار فكان الجواب ان الاولوية هي لإنتخاب رئيس للجمهورية. لذلك الغى بري الحوار لعدم موافقة المراجع المسيحية عليه.

وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى أنه فور انتهاء جلسة مجلس النواب اليوم وتبيان مسار رسالتي الرئيسين عون وميقاتي، فأن رئيس الحكومة يعتزم القيام بالخطوات اللازمة من أجل ضمان استمرار عمل الحكومة وتسيير بعض القضايا.

وترى هذه المصادر أن ما من أمر يحول دون مواصلة الرئيس ميقاتي مهماته، لافتة إلى ان تسيير شؤون الوزارات يقوم بها الوزراء، أما مسألة انعقاد مجلس الوزراء تحت عنوان الضرورة فهذه غير معروفة بعد وسط كلام عن استبعاد فرضية الانعقاد القريب.

إلى ذلك ومع اعتذار الرئيس بري عن دعوة الحوار، فأن الأنظار تتجه إلى طروحات أخرى في الوقت الذي يتردد فيه أنه قد يدعو إلى جلسة انتخاب للرئيس في القريب العاجل، إلا إذا ارتأى التمهل في توجيه هذه الدعوة.

وتوقعت مصادر سياسية ان تكون جلسة مجلس النواب اليوم، بمثابة تحصيل حاصل، لاطلاع المجلس على الرسالة التي ارسلها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون للمجلس بعد توقيعه على مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي قبل يوم من انتهاء ولايته، ودعوته المجلس النيابي لاتخاذ الإجراءات اللازمة والبت بمصير الحكومة، والتأكيد على التعامل معها انطلاقا من الدستور ومسؤولية المجلس، الا انها قللت من مفاعيل الرسالة، لانها تتجاوز الدستور وصلاحية المجلس للبت بمصير حكومة تصريف الأعمال، المستقيلة اصلا، أو حتى سحب التكليف من الرئيس ميقاتي وقالت: ان تحديد رئيس المجلس النيابي موعد الجلسة اليوم الخميس، بعد انتهاء ولاية الرئيس عون،يعتبر تقليلا من اهميتها، وابطال اي مفاعيل لها، بعد مغادرة الرئيس لمنصبه، ناهيك أنها منذ البداية، تتناول مسألة، حدد الدستور كيفية التعاطي معها، ولا يمكن للمجلس تجاوز الدستور، او تحديد أسس جديدة مبتكرة، تتجاوز الدستور.

واشارت المصادر إلى ان الجلسة، ستشهد نقاشات وكلمات عالية السقف، حول الرسالة والمواضيع والمسائل المرتبطة بها، وستكون بمثابة جلسة أقرب إلى تصفية الحسابات السياسية، بين رئيس المجلس النيابي، ورئيس الحكومة المكلف من جهة، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وكتلته النيابية، على خلفية فشل كل محاولات تشكيل الحكومة الجديدة، في حين ستحضر الانتخابات الرئاسية، على معظم النقاشات المتوقعة والدعوة السريعه لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ولاحظت المصادر ان اعلان المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، عشية الجلسة، بأن سليمان فرنجية هو المرشح الذي نؤيده لانتخابات رئاسة الجمهورية، كان بمثابة رسالة واضحة للنائب باسيل، في غمرة الصراع الدائر حول الانتخابات الرئاسية، وابلاغه باستحالة تأييد ترشحه للرئاسة بالوقت الحالي.

3- بقاء الأوضاع على حالها، لجهة العودة الى ارتفاع سعر صرف الدولار، والمحروقات، فضلاً عن مخاطر تهدّد رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين المدنيين والعسكريين مع «الفوضى» بتأمين الاعتمادات، وسياسة «تركيب الطرابيش» في ما خص دفع المساعدة الاجتماعية للمتقاعدين قبل الرواتب لقلة الاعتمادات الملحوظة.

4- العودة الى اقتحام المصارف، للمطالبة او الحصول على الودائع المختفية بين خطايا ادارات المصارف وعجز السلطة الحاكمة عن ايجاد حلول تشريعية ونقدية لاستعادة الودائع، ولو بالتقسيط، مع بروز توجه لدى القضاء لملاحقة من يجرؤ على المطالبة بوديعته..

لبنان في قمة لمّ الشمل

وسط هذه «الإحباطات»، ومع تغيرات لم تكن بالحسبان تماماً، كعودة بنيامين نتنياهو على رأس اليمين المتطرف الى مركز القرار في اسرائيل، حضر لبنان بقوة في قمة الجزائر، التي انهت اعمالها امس، بسلسلة من المواقف، بعضها يتعلق بالقضية الفلسطينية لجهة التأكيد على مركزيتها، والدعم المطلق للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، والتمسك بالمبادرة العربية لعام 2002، واعلان رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وفي ما خص لبنان، جاء في بيان القمة: «تجديد التضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على امنها واستقرارها، ودعم الخطوات التي اتخذته البسط سيادتها على اقاليمها البرية والبحرية، والاعراب عن التطلع لأن يقوم لبنان بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، وأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد».

وبين فقرة «الدعم المعنوي» او اقله رفع العتب، الوارد في الإعلان، قارب الرئيس ميقاتي، الذي القى كلمة لبنان الوضع من زاوية تشخيص واقعي، وجداني، داعياً «لتشابك الايدي العربية لانقاذ بلدي لبنان»، الذي يعتز بالعروبة والمحّب لأشقائه.

وفي مصارحة للمؤتمرين قال ميقاتي: إن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر.. نعم قد تغيّر، مضيفاً: المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق إنفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الانوار لعدم وجود المحروقات.

وعوّل الرئيس ميقاتي في كلمته على مساعدة جميع الاخوة العرب للبنان، وقال: وإننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمس بجوهره».

وبعد إنتهاء ميقاتي من إلقاء كلمته، توجّه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إليه، وقال له «مثلما تحدثنا سابقا على انفراد سنكون دائما مع لبنان».

والتقى ميقاتي على هامش اعمال القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي اعرب عن «اهتمامه بما يحصل في لبنان، وبأن يتم انتخاب رئيس جديد من دون ابطاء، ليكون انتخابه مؤشراً لاعادة استنهاض لبنان».

وقد تمنى الرئيس ميقاتي على الرئيس المصري تزويد لبنان بما يحتاج اليه من ادوية ولقاحات لمعالجة وباء كوليرا، فاكد الرئيس السيسي انه اعطى توجيهاته الفورية لتلبية هذا الطلب، فشكره الرئيس ميقاتي على اهتمامه ودعمه المستمر للبنان في كل المجالات.

من جهة ثانية، قال ميقاتي: أن الضمانات الأميركية ستحمي اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل، إذا فاز بنيامين نتنياهو بأغلبية في الانتخابات. وأضاف لوكالة «رويترز» في اتصال هاتفي: أصبح الاتفاق في عهدة الأمم المتحدة، ولبنان من ناحيته ملتزم بهذا الاتفاق الذي أودع في الامم المحتدة، ونحن لا نعتقد أن أحدا يمكن أن يزيح قيد أنملة بهذا الموضوع.

وفي القمة العربية ايضا، وعشية المؤتمر الذي تعقده السفارة السعودية في الذكرى 33 لاتفاق الطائف، موقف سعودي في شأن لبنان اعلنه وزير الخارجية فيصل بن فرحان، فقال:أنّ المملكة تشدد على محورية سيادة الدولة اللبنانية. داعياً الى «انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد».

وقال بن فرحان: الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات، ويجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك.

وأكد أنّ «التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها»، مشيرا الى أننا «نرفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين».

ووراء الكواليس، حضر الوضع اللبناني بكل تفاصيله، سياسياً، ولجهة الكهرباء، والغاز والخدمات، وسط معلومات عن اجواء ايجابية في ما خص المناقصة لشراء الفيول الجزائري، ضمن نظام من التسهيلات لجهة السعر والتسديد والمدة الزمنية.

وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب استقبل امس نظيره وليد فياض في مقر الوزارة في الجزائر.

وتطرق البحث الى امكانية التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والمناجم لا سيما في موضوع المحروقات وانتاج الكهرباء وتسيير المنظومة الكهربائية، وفي مجال تسويق الغاز والمنتجات البترولية.

واستعرض الجانبان فرص التعاون والاستثمار في مجال المناجم وتصنيع الإطارات اللبنانية في الجزائر وتبادل الخبرات والتجارب وفق الاحتياجات.

وتم الإتفاق على تنظيم لقاءات عمل بين فريقي الوزارتين لترجمة ما تم بحثه.

متقاعدان يقتحمان مصرفاً

اقتحم المودعان ابراهيم بيضون ولديه 113 الف دولار وعلي الساحلي ولديه 60 الف دولار وهو متقاعد في قوى الامن الداخلي، مصرف الاعتماد اللبناني في الحازمية. وتمكنا من الحصول على مبلغ 50 الف دولار وهما يحملان مسدساً وقنابل مولوتوف حارقة.

كما دخلت امرأة اخرى مع محامي المودعين رامي عليق وهي ليس لديها اي وديعة في المصرف المذكور ولكن تضامنا مع زملائها المودعين.

واعتصم المودعان في المصرف في انتظار خروجهما بعد اجراء مفاوضات مع القوى الامنية الموجودة خارج المصرف، والتي رفضت خروجهما قبل استسلامهما وتوقيفهما ومصادرة المال الذي حصلا عليه. وبقيت المفاوضات ساعات طويلة هدد خلالها المودعان بسقوط دماء اذا اقتحمت القوى الامنية المصرف. واصرا على الخروج مع المحامي عليق.

وقال ابن المودع انه يدرس دكتوراه ولكنه اضطرللعودة الى لبنان منذ سنتين لعدم موافقة المصرف على صرف الاموال اللازمة له.

واستمرت المفاوضات لإدخال الطعام لموظفي المصرف، لكنها فشلت واستمرت عملية إحتجاز الرهائن حتى المساء.

مأساة طرابلس

واستفاقت مدينة طرابلس امس على مأساة جديدة، تمثلت بإنهيار سقف داخل «مدرسة الأميركان» الرسمية المختلطة في منطقة جبل محسن، ما ادى الى وفاة الطالبة ماغي محمود (16 سنة)، وجرح زميلتها شذى درويش (16 سنة) ونقلت الى مستشفى طرابلس الحكومي في القبة ومن ثم الى مستشفى النيني، بعد تعرضها لإصابة بليغة .

وعلى الفور، وصلت فرق الصليب الاحمر اللبناني الى المكان والعمل جار على اسعاف الجرحى.وتم نقل الجثة والجريحة الى المستشفى الحكومي في طرابلس.

وفي التفاصيل انه منذ فترة تم فتح غرفتين على بعضهما حيث ازيل حائط وتم بناء (قنطرة) مكانه لتوسيع الصف. وقد قام مفتشون من وزارة التربية بالكشف على مبنى المدرسة واكدوا انه لا يوجد اي خطر رغم انه قديم العهد وكان في السابق مركزا رئيسيا للمخابرات السورية في الشمال. ولكن المفاجأة كانت بسقوط القنطرة على الطلاب.

وانتشرت القوى الامنية في المدرسة ومحيطها حيث تقوم بالتحقيق بالحادثة.

وتم عصراً تشييع الطالبة الضحية بمشاركة المئات من اهالي المنطقة.

وتعليقا على الحادث قال وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي: «هذا قدر ونحن بانتظار نتائج التحقيقات وكانت هناك لجنة تشرف على الأعمال».

وفي السياق نفسه قطع عدد من الاهالي الطريق عند مدخل جبل محسن في طرابلس غضبا على الفاجعة، وطالب الاهالي برفع الحرمان عن المنطقة والكشف على كل المدارس والابنية منعا لتكرار هذه الحادثة.

وتعليقاً على الحادث، قال النائب السابق فيصل كرامي: السؤال الذي لا جواب له لدولة الفراغ: هل اصبحنا في وطن آيل للسقوط؟

وعبّر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي، عن «حزنه وألمه العميق لخسارة التلميذة ماغي محمود، نتيجة الفاجعة التي تعرضت لها ثانوية القبة الرسمية المعروفة سابقا بمدرسة الأميركان».

وأجرى الوزير الحلبي إتصالا برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الموجود في الجزائر، والذي عبر عن ألمه وحزنه لفقدان التلميذة وإصابة رفاقها، وكلف الرئيس ميقاتي الهيئة العليا للإغاثة الحضور ميدانيا والمساعدة.

وقرر الوزير الحلبي تعطيل المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية في طرابلس طوال يوم غد الخميس حدادا على الفقيدة.

الكوليرا: 10 إصابات

صحياً، أعلنت ​وزارة الصحة العامة​، في تقرير مساء أمس عن حالات الكوليرا في لبنان، تسجيل «10 إصابات جديدة في الساعات الـ24 الماضية، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى400، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة، وسجل العدد التراكمي للوفيات 17».

وفي نفس السياق اعلنت الوزارة، في تقرير عن حالات ​كورونا​ تسجيل «77 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1218810، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة».

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الاسرائيليون صوتوا للحرب واللبنانيون يواجهون بالفراغ والمقاومة جاهزة لمغامرات نتنياهو

 فشل الاتصالات لوقف الحملات الاعلامية «وحلبة المصارعة» في المجلس اليوم

ميقاتي ينتظر القبول الاميركي بالفيول الايراني وترشيح باسيل مرتبط برفع العقوبات – رضوان الذيب

 

 

لا مبادرات عربية ودولية تجاه لبنان رغم دخوله الفراغ الرئاسي باستثناء بعض المواقف اليتيمة لفرنسا، حتى مؤتمر القمة العربية في الجزائر اكتفى بموقف عمومي انشائي ولم يكلف نفسه ارسال لجنة او مندوبين عن الجامعة العربية للمساعدة في تجاوز الفراغ في السلطة، وكان بحاجة لمن ينقذه من الخلافات والانقسامات، وتحول الى خبر عادي في وسائل الاعلام، وفقدت القمم العربية بريقها ورونقها مع غياب القادة العرب الفعليين، فاين مؤتمر القمة في الجزائر من مؤتمر الخرطوم ولاءات عبد الناصر «لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض» مع العدو؟

 

فلبنان يعيش اليوم اخطر مرحلة في تاريخه، ومشكلته الوحيدة انه ابتلى بمسؤولين يقدمون مصالحهم الشخصية والطائفية على مصلحة الوطن واستقراره، وكشف سفير دولة كبرى لزواره، مدى «الاستهتار والخفة في تعامل المسؤولين مع الظروف الخطيرة المحيطة بوطنهم»، والانكى ان هؤلاء المسؤولين يتجاهلون التطورات العالمية المتسارعة، ولا ينظرون الى نتائج الانتخابات الاسرائيلية وفوز المتطرفين اليهود الداعمين الحرب والقتل، ومن يضمن عدم تدحرج الامور الى حرب بين لبنان والعدو، اذا انسحب من ملف الغاز واصر على الاستخراج من كاريش، وهو احتمال وارد جدا، ورغم ذلك تتعامل القوى السياسية من دون مسؤولية مع هذه التطورات الاستثنائية، واوصلت البلاد الى الفراغ في الرئاستين الاولى والثالثة، ولن تتراجع قيد انملة عن حصصها ولو ادى ذلك الى الخراب والدمار، وتبقى المقاومة الامل الوحيد في الحفاظ على كرامة الوطن وحقوقه، وجعل اسرائيل تفكر مليون مرة قبل الاقدام على اي مغامرة تجاه لبنان، اما بالنسبة لاتفاق الترسيم فبات اتفاقا دوليا بضمانات اميركية. والتراجع عنه سيكلف نتنياهو الكثير؟

الفراغ طويل

 

وفي ظل هذه اللوحة العربية والدولية، فان التوافق الداخلي على انجاز الاستحقاق الرئاسي بات مستحيلا، والقيادات المارونية بدءا من سمير جعجع الى سليمان فرنجية وسامي الجميل مرشحون جديون لرئاسة الجمهورية مهما حاولوا اخفاء رغباتهم وعدم حرق اسمائهم مبكرا، هذه الخيارات يعرفها المستشارون والمقربون، حتى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم يفقد الامل بترشحه لرئاسة الجمهورية، وينتظر الجهود القطرية على اعلى المستويات مع الادارة الاميركية لرفع العقوبات عنه، في ظل تسريبات ايجابية في هذا الاتجاه نقلها هوكشتاين وحملت اعجابا من الادارة الاميركية بالنهج الايجابي الذي مارسه ميشال عون وجبران باسيل في ملف الترسيم وترجم هذا الاعجاب باتصال بايدن بعون، كما اثنى القطريون على مواقف عون وباسيل ودعمهما لمشاركة قطر في ملف الغاز اللبناني، ومن هنا ينتظر باسيل الجهود القطرية لمعالجة رفع العقوبات الاميركية عنه، وابلغ المقربين انه تلقى ضمانات برفعها قريبا جدا، وسيعلن بعدها ترشحه لرئاسة الجمهورية، وظهر رئيس التيار حسب الذين التقوه في الساعات الماضية مرتاحا «ومنتشيا» بحجم المشاركة الشعبية الحاشدة التي رافقت خروج عون من بعبدا وكانت موضع متابعة من السفارات، وباستطاعة باسيل استخدام هذه الورقة الايجابية في وجه خصومه السياسيين وصولا الى معارضيه داخل التيار. فيما اشار قياديون في التيار، ان حملات بري وميقاتي وجنبلاط على عون رفعت من حجم التعاطف المسيحي معه.

 

وفي المجال الرئاسي ايضا، وحسب المعلومات المؤكدة،ان باسيل ابلغ منذ ايام برغبة حزب الله بترشيح سليمان فرنجية، وسمع هذا الموقف شخصيا خلال لقاء جمعه به، لكنه رفض السير بالامر طارحا التوافق على اسم مشترك مع فرنجية، وجدد موقفه بان رئيس المردة مرشح نبيه بري، وهما سيمددان عمر المنظومة الحاكمة حتى ان باسيل رفض السير بفرنجية مقابل ضمانات من الاسد والسيد نصرالله، وهو مستمر بالمواجهة حتى النهاية، كما التقى علي حسن خليل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، واعن خليل تاييد كتلة التنمية والتحرير لترشيح سليمان فرنجية، وعلم ان الثنائي الشيعي يجري سلسلة اتصالات قبل الاعلان عن تاييد فرنجية لرئاسة الجمهورية.

حرب مفتوحة بين بري وباسيل وميقاتي

 

فالتيار الوطني الحر، حسب المقربين منه، تحرر من التزامات عون الرئاسية، وسيخوض حملات اسبوعية من الرابية يتولاها الرئيس عون شخصيا ضد بري وميقاتي وفرنجية وجعجع والكتائب، وجنبلاط بشكل اخف، لاستعادة الجمهور العوني وشد العصب المسيحي الذي يعرف عون كيف يخاطبه، ولذلك تجزم قيادات متابعة للملف الرئاسي، ان الاشهر القادمة ستشهد اعنف المعارك اليومية بين التيار الوطني الحر ورئيسي المجلس النيابي والحكومة، وكشفت المعلومات عن فشل كل الاتصالات لتخفيف حدة الاشتباكات بين بري وميقاتي من جهة وعون وباسيل من جهة اخرى، كما فشلت كل الاتصالات لوقف الحملات الاعلامية، وقد شنت قناة nbn التابعة لبري في نشرتها عند الرابعة بعد الظهر اعنف هجوم على عون وباسيل ووصفتهما بمختلف النعوت ولم توفر كلمة بحقهما، كما نشرت كلاما قاسيا لعلي حسن خليل بحق باسيل ردا على اتهاماته بتحميل بري كل الازمات التي حلت في البلد، وعلى الاثر جرت اتصالات على اعلى المستويات ادت الى عدم بث المقدمة التلفزيونية في النشرات المسائية، وسيرد باسيل على بري وميقاتي في جلسة مجلس النواب وسيكشف كل شيء، وهذا ما سيحول الجلسة الى «حلبة للمصارعة» رغم انه من المفترض ان تناقش رسالة رئيس الجمهورية بشان استقالة الحكومة وعمل حكومة تصريف الاعمال بالهدوء، كون المجلس سيعرض امامه للمرة الاولى خلافا بين رئيسي الجمهورية والحكومة وهذا الامر يشكل سابقة، تفرض التعامل معها بحكمة وتوازن وتجنب معارك الصلاحيات واثارها الطائفية، قدر المستطاع، وحسب المعلومات، ان الرئيس بري قد يتجنب هذا السيناريو التفجيري من خلال الدعوة الى الاسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية وتسيير امور الناس، الا اذا اخذ باسيل النقاش الى مكان اخر، وعندها لكل حادث حديث. وكان الرئيس بري اعلن العزوف عن الدعوة لعقد طاولة الحوار بعد استمزاج اراء الكتل النيابية ومقاطعة القوات والتيار للدعوة.

هل يحصل التقارب بين بري وميقاتي وجنبلاط وجعجع

 

والسؤال المطروح، هل تؤدي القطيعة بين امل والتيار الى اعادة خيوط التواصل بين حركة امل والقوات اللبنانية بتشجيع من ميقاتي وحنبلاط والمستقلين، ووضع حزب الله امام الامر الواقع، والتوافق على اسم لرئاسة الجمهورية، واقناع جعجع بتامين النصاب وتوفير الغطاء المسيحي للتوافق رئاسيا مع بري وميقاتي وجنبلاط.

الاميركيون لن يتحركوا قبل الانتخابات النصفية

 

وفي ظل المعارك الداخلية العنيفة، ودخول البلاد الفراغ الرئاسي فان الملف اللبناني على «الرف» حيث لم تحرك الولايات المتحدة الاميركية ساكنا بعد، ولن يصدر عنها اي موقف بشان الاستحقاق الرئاسي قبل ظهور نتائج الانتخابات النصفية في ٨ تشرين الثاني وسيبقى الملف الرئاسي مجمدا لاجل بعيد، والحسم لن يكون قبل صيف ٢٠٢٣، وحتى ذلك التاريخ ستعيش البلاد على التوترات، مع قدرة حزب الله على وضع قواعد للاشتباك وتحديدا بين امل والتيار، وتامين الظروف لحكومة تصريف الاعمال لادارة شؤون البلاد بالحد الادنى من دون الحاجة الى جلسات لمجلس الوزراء وهذا ما وعد به ميقاتي الثنائي الشيعي في ظل معلومات ان حزب الله ابلغ ميقاتي انه سيقاطع اي جلسة لمجلس الوزراء يفسر عقدها بانها موجهة ضد وزراء التيار الوطني الحر .

الفيول الايراني وزيادة ساعات التغذية

 

بعد مغادرة العماد ميشال عون قصر بعبدا، بشر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بزيادة ساعات التغذية لـ ٣ و٤ ساعات يوميا جراء وصول الفيول العراقي ورفع التغذية الى ٩ ساعات اذا فتح مصرف لبنان اعتمادات لشراء الفيول تصل الى ١٠٠ مليون دولار لمدة ٦ اشهر مقابل رفع التعرفة عشرات المرات ودفع المواطن فاتورتين للكهرباء، واحدة للدولة واخرى للمولدات، في المقابل ينتظر نجيب ميقاتي حتى الان، الموافقة الاميركية على قبول الهبة الايرانية المقدرة بـ ٦٠٠ الف طن من الفيول والغاز اويل وفق المواصفات التي طلبها لبنان، ولو عملت الحكومة جديا على رفع الحظر الاميركي عن الهبة الايرانية لكانت وفرت على الخزينة ١٠٠ مليون دولار يحتاجها البلد في مختلف المجالات، وفي المعلومات، ان ميقاتي لم يحرك ساكنا في موضوع الهبة وتجاهل الملف كي لا يثير غضب الاميركيين، وتبين ان زيارة الوفد اللبناني الى طهران «للفلكلور» والحل ليس عند وزير الطاقة وليد فياض بل مرتبط بالموافقة الاميركية على الهبة الايرانية واكتفاء ميقاتي بالصمت، الذي لم يرد ايضا على الطلب الايراني بانشاء معمل للكهرباء خلال فترة وجيزة وعلى bot بسبب الرفض الاميركي وعدم حماسه للعرض الايراني وحتى لهبة الفيول.

الاهمال يقتل الطالبة ماغي محمود

 

استخفاف المسؤولين واهمالهم ادى الى مقتل الطالبة ماغي محمود ١٦ سنة واصابة زميلتها بجروح بالغة، بعد ان سقط قسم من سطح غرفة صفها في مدرسة الاميركان الرسمية المختلطة في طرابلس على راسها وقضت على الفور، وطالب ذوو الضحية واهالي الطلاب بمحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير وانهم بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية، فيما شكل وزير التربية لجنة تحقيق ودعا الى اقفال المدارس الرسمية والخاصة في طرابلس اليوم. والسؤال لوزير التربية، من اعطى القرار بفتح المدرسة رغم التصدعات في المبنى وخطر السقوط وعدم الاكتراث لتحذيرات الاهالي من انهيار المبنى؟

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

بري يعدل عن دعوته للحوار.. وميقاتي للعرب: ساعدونا  

 

لبنان الذي تعرفونه تغيّر…منارته انطفأت، مرفأه انفجر، مطاره من دون انوار، يحارب الاوبئة باللحم الحيّ، شبابه هاجر… فساعدونا!!! جوهر خطاب حقيقي هو الاكثر واقعية لمسؤول لبناني، منذ اندلاع الازمة قبل ثلاثة اعوام، القاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من على منبر القمة العربية في بلد “المليون شهيد” الجزائر. لكن ما لم يقله الرئيس المُكلف هو ان المسؤولين عن لبنان المُشّلع المُطفأ، المُفَجر، هم من افتعلوا به كل ذلك، واوصلوه الى هذا الدرك وما زالوا. هم اطفأوا منارته وفجروا مرفأه وحجبوا الكهرباء عن مطاره وقطعوا الأمل وابواب الرزق والعمل امام شبابه فهجروهم.… هم انفسهم اعادت شريحة من الشعب المنهوب المسلوب الجائع انتخابه وسلّمته المواقع والمناصب ليكمل على ما تبقى من الشعب والوطن… كل ذلك واقعي، واكثر لكن غير الواقعي ان نطلب المساعدة من الامّة العربية، وقد ارتضينا ما حل بلبنان وما زلنا نهلل للزعيم ونصفق للرئيس وننسحق امام الوزير لننضم الى جمهور المحظيين في السلطة، وما زال الزعماء اياهم وسياساتهم الكيدية نفسها وصراعاتهم فوق جثة الوطن على حالها. فبأي منطق يساعدوننا؟

 

تجليات التجاذبات تتظهر كل يوم، وما بيان  الرئيس نبيه بري امس واعتذاره عن المضي قدما في الحوار للوصول الى رئيس توافقي “نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي “القوات” و”التيار” اللذين تعمّد تسميتهما وهما يشكلان الغالبية المسيحية البرلمانية، ورسالة الرئيس ميشال عون الماروني لنزع التكليف من الرئيس ميقاتي السنيّ التي يناقشها المجلس اليوم، سوى الوجه الفاقع للصراعات العلنية بين “ديوك” سياسة لبنان الذين يقتاتون من الطائفية والمذهبية لبقائهم في السلطة زعماء على من اقنعوهم انهم هكذا ينقذون الوطن.

 

كلمة لبنان

 

في الجزائر حيث تنعقد القمة العربية، ألقى الرئيس ميقاتي بإسم لبنان كلمة وجدانية سياسية فأعلن “أن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر… نعم قد تغيّر.المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق إنفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الانوار لعدم وجود المحروقات”.

 

وأعلن “أننا في دولة تعاني اقتصاديا وحياتيا واجتماعيا وبيئيا، ونحارب الاوبئة باقل الامكانات. نعم، باقل الامكانات حتى وصلنا الى اللحم الحي. فنحن نواجه منذ سنوات عدة، أسوأ ازمة اقتصادية واجتماعية في تاريخنا، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه.” وأشار إلى أن لبنان نجح مؤخرا، في التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية لمنطقته الإقتصادية الخالصة، “ونأمل في أن يكون ذلك بداية مسار يقود إلى ازدهار لبنان ورخاء اللبنانيين والتوافق على انتخاب رئيس جديد يلم شمل اللبنانيين”. وعوّل الرئيس ميقاتي في كلمته على مساعدة جميع الاخوة العرب  للبنان، وقال: وإننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمس بجوهره.”

 

“مش خايف”

 

وقبل القائه الكلمة، أعلن ميقاتي أن الضمانات الأميركية ستحمي اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل ولبنان “مش خائف” من احتمال إلغاء الاتفاق إذا فاز بنيامين نتانياهو بأغلبية في الانتخابات. وأضاف لرويترز في اتصال هاتفي “أصبح الاتفاق في عهدة الأمم المتحدة، ولبنان من ناحيته ملتزم بهدا الاتفاق الذي أودع في الامم المحتدة ونحن لا نعتقد أن أحدا يمكن أن يزيح قيد أنملة بهذا الموضوع.

 

السعودية لرئيس يوحّد

 

وفي القمة العربية ايضا، وعشية المؤتمر الذي تعقده السفارة في الذكرى 33 لاتفاق الطائف، موقف سعودي في شأن لبنان اعلنه وزير الخارجية فيصل بن فرحان، اذ لفت، الى أنّ “المملكة تشدد على محورية سيادة الدولة اللبنانية”، داعيًا الى “انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد”. وقال بن فرحان: “الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات”، مشددا على أنه “يجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك”. وأكد أنّ “التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها”، مشيرا الى أننا “نرفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين”.

 

الغاء الحوار

 

اما في الداخل، وبعد يومين على دخول لبنان مرحلة الشغور الرئاسي منتصف ليل الاثنين، قرر الرئيس بري التراجع عن الدعوة الى حوار للبحث في الاستحقاق. و أشار مكتبه الإعلامي في بيان الى ان “بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي يعتذر الرئيس نبيه بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي “القوات” و”التيار”.

 

مناقشة الرسالة

 

في الاثناء، تتجه الانظار الى جلسة مجلس النواب غدا المقررة لمناقشة رسالة الرئيس عون الى البرلمان لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال. ليس بعيدا،  أكد النائب أديب عبد المسيح أن “اللقاء التشاوري الذي عقد بحضور 27 نائباً أولويته انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت وهذا اللقاء هو للاعتراض على رسالة الرئيس عون لأننا لا نريد خلق نزاعات طائفية جديدة”. وشدد على أن “الأولوية هي دائماً لانتخاب رئيس جديد والمجلس في حالة انعقاد دائم لانتخاب رئيس ولا يمكننا أن نحلّل الفراغ”. ولفت الى أن “بالنسبة لجلسة الغد (اليوم) سيتمّ تلاوة رسالة ميشال عون ولكن لن يحصل اتفاق على التصويت عليها ومن الممكن تطيير النصاب”.

 

عودة الى الاقتحامات

 

في الداخل، الازمات المعيشية تتفاقم، وقد عاود الدولار واسعار المحروقات ارتفاعهما. وفي ظل هذه الاوضاع، اقتحم المودعان ابراهيم بيضون ولديه 113 الف دولار وعلي الساحلي ولديه 60 الف دولار وهو متقاعد في قوى الامن الداخلي، مصرف الاعتماد اللبناني في الحازمية. وتمكنا  من الحصول على مبلغ 50 الف دولار.
كشفت استجوابات محققي فرع المعلومات في ملف الفساد في هيئة إدارة السير والآليات والمركبات عن تورّط غير مسبوق لجهة عدد الموظفين في واحدة من أبرز إدارات الدولة. فقد ناهز عدد الموقوفين حتى الآن نحو 40 موقوفاً في مركزي الأوزاعي والدكوانة. ويُتوقع أن يتوسع التحقيق الذي يجري بإشراف المحامية العامة القاضية نازك الخطيب للاستماع إلى كل الموظفين ما يعني أن التحقيق سيستغرق شهوراً.

وحتى اليوم، تسلّم قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور سبعة محاضر تحقيق، لكن لم يُصر بعد إلى تحديد موعد لبدء جلسات التحقيق. ولا تزال المحاضر تُرسل تباعاً، علماً أنّ أول محضرين أرسلا إلى قاضي التحقيق منذ نحو أسبوعين. وعلمت «الأخبار» أنّ إشارات التوقيف التي تعطيها القاضية الخطيب تطاول كلاً من الموظف ومعقّب المعاملات ممن لديهم امتياز في النافعة، بعدما أصبح الامتياز جزءاً من نظام الفساد القائم.


=====================================================================================

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram