افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 24 أيلول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 24 أيلول 2022

Whats up

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

القومي يحيي اليوم السبت باحتفال ومسير ذكرى العملية البطولية للشهيد خالد علوان في الويمبي
 
أوكرانيا تفشل في تخريب استفتاء الانضمام الى روسيا… وفي إيران تأييد شعبيّ بوجه الاحتجاج
حصيلة ضحايا زورق الموت تقارب المئة… ومطالبات بعقد جلسة للحكومة في طرابلس
البيان الثلاثيّ الأميركيّ الفرنسيّ السعوديّ يُربك دعاة تعطيل النصاب… وضوء أخضر لفرنجيّة؟

 

بدأ الاستفتاء في المقاطعات الأوكرانيّة المرشحة للانضمام إلى روسيا بزخم نقلت بعض وقائعه القنوات التلفزيونية الروسية، رغم محاولات حثيثة من الحكومة الأوكرانيّة لتعطيل الاستفتاء، ولجوئها الى قصف بعض المناطق القريبة من المراكز المخصصة للاستفتاء. وبدا أن المسار الذي اختطه موسكو يسلك طريقه بسلاسة وصولاً لترجمة ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف، خصوصاً منع تحوّل أوكرانيا إلى خنجر مسموم في الخاصرة الروسية، بينما واصل نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف حملته بالتلويح بالسلاح النووي إذا ما تورط الغرب وعلى رأسه واشنطن في المزيد من الأنشطة الحربيّة ضد روسيا، بينما بدأت الشوارع الأوروبية في ألمانيا وفرنسا والنمسا وسواها من الدول الأوروبية تتحرّك تحت عنوان رفض السياسات الاقتصادية التي أدّت إلى أزمات الطاقة وارتفاع الأسعار، بما في ذلك المطالبة بإعادة النظر بالعقوبات على روسيا والموقف العدائيّ منها على خلفية الحرب في أوكرانيا.

في قلب الصراع الدولي والإقليمي حضرت الاحتجاجات الإيرانيّة التي نالت تغطية إعلامية لافتة قياساً بحجمها الداخلي، بينما خرج الشارع الإيراني في المدن الكبرى بحشود ضخمة مساندة للقيادة الإيرانية وسياساتها، دون أن يلقى ذلك أي تغطية إعلامية تذكر، وهو ما تضعه مصادر إيران في دائرة المواجهة المفتوحة بينها وبين الغرب مقارنة ما يجري بما سبق وجرى عام 2008، مع فارق الحجم الكبير الذي مثلته تلك الحركة قبل سنوات قياساً بمحدودية حجمها الحالي.

في لبنان العيون والقلوب خطفت نحو مشاهد ضحايا زورق الموت الذي حصد 75 ضحية، ويرجح ارتفاع العدد ليقارب المئة مع مواصلة الجهات السورية المعنية أعمال البحث والإنقاذ قابلة ساحل طرطوس، حيث غرق الزورق، وبينما فتحت الكارثة الإنسانية الباب لأسئلة حول صحة ما يُقال عن تسرّب المئات يومياً عبر البحر تحت أعين جهات معنية في الدولة شجّع القيمين على تجارة الموت بتنظيم المزيد من العمليات المشابهة رغم ما فيها من مخاطرة ومقامرة بأرواح المشاركين، بعد سلبهم كل ما جمعوه من أموال عبر بيع ممتلكاتهم، مقابل وهم الخلاص، تداول ناشطون في مدينة طرابلس المطالبة بالدعوة لعقد جلسة خاصة للحكومة، رغم كونها حكومة تصريف أعمال، في مدينة طرابلس، والوقوف على آراء فعالياتها الاقتصادية والاجتماعية، ووضع مشاريع تنموية تشاركية بين الدولة وهذه الفعاليات، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الإنساني والاجتماعي.

سياسياً، حاز البيان الثلاثيّ الأميركيّ الفرنسيّ السعوديّ حول لبنان حيزاً رئيسياً من اهتمامات الأطراف السياسية، خصوصاً لجهة الدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية وتشكيل حكومة جديدة، بما رأت فيه مصادر متابعة إعلاناً معاكساً لما سبق نقله عن موقف أميركي سعودي تحفظ عليه الفرنسيون، يتبنى عدم تشكيل حكومة جديدة والدفع باتجاه الفراغ الرئاسي عبر تعطيل نصاب جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما تربطه المصادر بحزم المقاومة في التعامل مع ملف ترسيم الحدود البحرية، ووضعها لسقف زمنيّ لنهاية إيجابية لمسار التفاوض قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية، ووضع ثقلها للدفع باتجاه تشكيل حكومة جديدة لقطع الطريق على أي محاولة لتعطيل الترسيم بذريعة الفوضى الدستورية اللبنانية، ما حسم أمر السير بالترسيم قبل بلوغ نهاية ولاية رئيس الجمهورية، وأفقد الفراغ وظيفته. وقالت المصادر إن البيان يعني ضمناً وفي ضوء التوازنات القائمة نوعاً من الضوء الأخضر لمسار قد لا ينتج رئيساً في الجلسة الأولى أو الثانية، لكنه سينتج ضغطاً لتسريع تفاهمات يصعب أن يستفيد منها دعاة انتخاب قائد الجيش الذي يصبح مطروحاً بقوة أكبر عندما يكون الفراغ ضاغطاً، بينما يستفيد ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية من مسار الانتخاب القريب ولو بعد انتهاء المهلة الدستورية بأسابيع قليلة.

وفيما تنتظر الملفات والاستحقاقات الدستورية والمالية والاقتصادية ومعها ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من نيويورك الى بيروت، تصدرت كارثة غرق القارب في جزيرة أرواد مقابل ساحل طرطوس، واجهة المشهد الداخلي وسط أجواء من الحزن خيّمت على لبنان، لا سيما وأن الحادثة ليس الأولى من نوعها، فقد شهدت المنطقة غرق قوارب عدة من دون أن تتخذ أي إجراءات قضائية ضد تجار ومافيات التهريب وأمنية لضبط الحدود البحرية، ما يفتح مجدداً ملف الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر عبر البحر ومعه ملف اللاجئين الفلسطينيين الذين يتعرضون لحصار أممي بعد توقف دول عدة لا سيما الولايات المتحدة عن دعم منظمة «الأنروا»، وكذلك ملف النازحين السوريين الذي يرفض الأميركيون والأوروبيون اعادتهم الى سورية بذرائع متعددة، كما يجعل معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية أولوية في غاية الأهمية لتدارك الأوضاع الاقتصادية المزرية والمتفاقمة في مناطق لبنانية عدة لا سيما في عكار وطرابلس المنكوبتين بكارثة قارب الموت الذي حصدت عشرات الضحايا والجرحى والمفقودين، بعدما لم تترك الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي سبيلاً وخياراً للمواطنين اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين إلا الهرب الى أوروبا أو الانتحار غرقاً.

واستمرت أمس عملية انتشال الجثث من البحر، وأعلن المرصد السوري أن حصيلة ضحايا قارب المهاجرين بات 81 قتيلاً.

وأكد مدير عام الموانئ السورية انتشال ٢٠ ناجياً و٧٣ متوفياً، كحصيلة غير نهائية لـ «مركب الموت -2» الذي كان انطلق منذ أيام من منطقة المنية وعلى متنه مهاجرون من جنسيّات مختلفة، مشيراً الى أن البحث ما زال مستمراً.

بدوره، أوضح وزير الأشغال علي حمية أن «عدد ضحايا غرق المركب بلغ 75 شخصاً، بينهم ٩ لبنانيين، فيما نجا عشرون آخرون، بينهم 5 لبنانيين، 12 سورياً و3 فلسطينيين». وقال إن «أغلبية الضحايا في الحادثة ليست لديهم أوراق ثبوتيّة»، مضيفاً ان «بناء على أحد المعطيات من أحد الناجين وفق ما أخبرني وزير النقل السوري ان عدداً ممن كانوا على الزورق يفوق الـ120 شخصاً». ولفت حمية الى ان «الزورق خشبي وصغير جداً وهو وصل الى لبنان منذ شهرين».

وبحسب المعلومات، فإن عدداً من الأشخاص الذين ينشطون بأعمال تهريب البشر والهجرة غير الشرعية عبر البحر، غرّروا بركاب القارب وأقنعوهم بتهريبهم الى قبرص عبر سورية رغم علمهم بالظروف المناخية الصعبة ووجود أطفال ونساء بينهم، وأخذوا على كل راكب مبلغ مالي يتراوح بين 6000 دولار للسوري والفلسطيني وحوالي 2000 دولار للبناني. ولم تمر نصف ساعة على إبحار المركب الصغير الذي كان يعاني من أعطال وغير مجهز للسير خلال حركة الرياح والأمواج التي تشتد في شهر أيلول، حتى تعثر المركب وبدأت الأمواج تلاطمه، فحصل اتصال بين قبطان المركب وصاحبه الذي أصرّ على السير مطمئناً السائق الى وضع المركب، لكنه عاد وأرسل سائقاً آخر واستبدله بالأول ولا يملك خبرة بالقيادة، فاستمرّ بالسير حتى غرق المركب.

وإذ تؤكد المعلومات بأن هوية المتورطين بتهريب البشر عبر البحر معروفة ومكشوفة ويملكون مكاتب سريّة لتسجيل أسماء الذين يريدون الهجرة، أوقفت «قوة من مخابرات الجيش في طرابلس – الميناء أمس كلاً من المواطنين: (أ. ر)، (م. ر)، (م. م) و(م. غ. م) لوجود سوابق لهم في عمليات التهريب ولمحاولتهم شراء مركب للقيام لاحقاً بعمليّة تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعيّة وضُبط بحوزتهم مسدسٌ حربيّ. كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في محلة دير عمار المواطنين (ع. ر)، (م. ع)، (ب، ع)، (خ. ع) للاشتباه بقيامهم بأعمال التهريب عبر البحر ومراقبة دوريات القوات البحريّة. سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون تابع كارثة غرق القارب وأعطى توجيهاته للوزارات المعنية بتسهيل عمليات الإغاثة والتواصل مع السلطات السوريّة لتسريع أعمال الإنقاذ كذلك وجّه الأجهزة الأمنيّة للتشدّد بالإجراءات الأمنيّة لضبط الحدود وتوقيف مافيات ومكاتب التهريب غير الشرعي للبشر.

وتقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «بأحرّ التعازي الى لبنان وسورية حكومة وشعباً».

الى ذلك، تترقب الأوساط السياسية عودة ميقاتي لاستئناف التشاور مع رئيس الجمهورية لتأليف الحكومة، وأعرب ميقاتي في تصريح على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، عن أمله في أن يُصار في الاجتماعات التي سيعقدها مع الرئيس عون الاسبوع المقبل «الى إنهاء الملف الحكومي، لأنه لا يحتاج الى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة الى حكومة لتستطيع التصدّي قدر المستطاع للمشكلات التي نعاني منها، ونأمل بالتعاون مع مجلس النواب أن نتصدى لكل هذه المشكلات».

وأشار ميقاتي الى أنه «في كل اللقاءات التي عقدتها أكدت أن في طليعة الاستحقاقات الداهمة اليوم انتخابات رئاسة الجمهورية ووجوب إجرائها في الموعد المحدد. صحيح ان هذا الاستحقاق ليس كل الحل، ولكنه خطوة أساسية، وقد ركزت في لقاءاتي مع الرؤساء والمسؤولين الذين اجتمعت معهم على أهمية هذا الاستحقاق وطلبت دعمهم بالاتصالات لإتمام هذا الاستحقاق. كذلك فقد استحوذ موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية على حيّز من البحث في لقاءاتي. الموضوع متقدّم من دون شك، ولكن العبرة تبقى في النهايات، وهناك بعض الخطوات الأخيرة ننتظر بشأنها بعض الأجوبة، وأن تكون رسميّة لنبني على الشيء مقتضاه».

وعلمت «البناء» أن العقدة الأساسيّة التي لم تُحلّ بعد، هي الوزير الدرزي، والاسم الذي سيأتي مكان وزير المهجرين عصام شرف الدين ومَن سيسمّيه، في ظل عجز ميقاتي عن اختيار اسم يحظى بموافقة رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان.

وأثار ما نقل عن رئيس الجمهورية بأنه سيوقع مرسوم قبول استقالة الحكومة قبل نهاية ولايته بأيام قليلة إذا ما تعثر تأليف الحكومة الجديدة بلبلة لدى الأوساط السياسية والقانونية، ويكون عون بذلك قد أفصح عن ورقة دستورية كان يُخفيها في جعبته، ما سيفتح سجالاً دستورياً واشتباكاً سياسياً جديداً على خط بعبدا – السراي الحكومي، لا سيما أن توقيع هذا المرسوم وفق ما يقول البعض سيسحب من الحكومة الحالية صلاحية تصريف الأعمال حتى، ويحوّلها الى حكومة غير موجودة ولا يمكنها ولا لوزرائها اتخاذ أي قرار.

لكن الخبير الدستوري والقانوني د. عادل يمين يوضح لـ»البناء» أن توقيع المرسوم ليس في محله الدستوريّ والواقعيّ لكون هذا المرسوم هو مرسوم إعلاني حيث أن الحكومة أصبحت بحكم المستقيلة وفق المادة 69 من الدستور مع بدء ولاية المجلس النيابي، وبالتالي لن يمنعها أحد من تصريف الأعمال وحتى لو صدر المرسوم وستستمر بتصريف الأعمال بأعمالها هي وليس بأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية عملاً بالمادة 64 من الدستور، ولا اعتقد أن عون بوارد الإقدام على مثل هذه الخطوة حيث إن إصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة يكون بالتزامن مع تأليف حكومة جديدة وإصدار مراسيمها».

وكان لافتا الاهتمام الدوليّ بالملفات والاستحقاقات اللبنانيّة التي تتزامن مع بعضها لا سيما ترسيم الحدود وانتخابات رئاسة الجمهوريّة، وتشير مصادر «البناء» الى «توجه دولي لا سيما فرنسي للتدخل بعد نهاية ولاية عون لمساعدة الأطراف الداخلية اللبنانية لإنجاز تسوية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يفتح مرحلة جديدة على الصعد كافة السياسية والاقتصادية عبر صندوق النقد الدولي وترسيم الحدود وسياسة خارجية جديدة تفتح نافذة على الدول العربية والخليجية».

كما أشارت مصادر «البناء» إلى أن «أحد النواب في المجلس يقود مبادرة رئاسية ويتواصل مع مختلف الأطراف والكتل النيابية لاستمزاج الآراء لتأمين توافق الحد الأكبر على مرشح أو مرشحين وانتخاب الرئيس في المهلة الدستورية للحؤول دون وقوع الفراغ الرئاسي الذي يشكل الخطر الأكبر على البلد»، لكن المصادر تشير الى أن «النائب لم يتوصّل الى رؤية مشتركة ولا الى تفاهم على مرشح ولا على مشروع او رؤية موحّدة بين الكتل حتى تلك التي تنضوي تحت لواء قوى التغيير، ما سيصعب التوافق مع الكتل الأخرى كالقوات والكتائب».

وبعد البيان الأميركي الفرنسي السعودي المشترك الذي صدر في أعقاب أعمال الأمم المتحدة، أعلن وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، أمس «أننا لا نتدخّل في خيارات اللبنانيين، وعليهم اختيار رئيس قادر على تحقيق طموحاتهم، وقد رأينا ما حصل سابقًا».

من جهتها، أشارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في مؤتمر صحافي من نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى «أننا كررنا دعوة المسؤولين في لبنان كي يتصرّفوا بمسؤوليّة وكي يستجيبوا لطلب اللبنانيين». وأشارت إلى أنّ «صيغة الدعوة جاءت بطريقة «غير مسبوقة»، أي ببيان مشترك بين فرنسا وأميركا والسعودية»، موضحة أنّ «الدول الثلاثة ذكرت بأن الانتخابات يجب أن تجري وفق الرزنامة التي حدّدها الدستور وبأن الإصلاحات يجب أن تجري وأن تسمح بالتوقيع على اتفاق كامل مع صندوق النقد الدولي»، معتبرة أنّ «هذا الاتفاق ‏لا بد منه بالنسبة للبنان بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الهش الذي يعيشه».

كما لفت سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طراف، إلى «أننا نعتبر أن هناك أهمية لإجراء الانتخابات الرئاسية»، موضحًا أنه «يجب التركيز على الإصلاحات الاقتصادية الأساسية».

وشدّد في تصريح على أنه «من المؤكد أن ترسيم الحدود البحرية، وتشكيل حكومة، والانتخابات الرئاسية أمور مهمة للبنان، لكن أيضًا إيجاد حلول للمشاكل الاقتصاديّة لا يقلّ أهميّة عن تلك المسائل».

وأكد طراف، أنه «من المهم إخراج لبنان من منطقة الخطر»، لافتًا إلى أن «هناك أمورًا لا تعالج بالشكل الصحيح، ويجب الإسراع بعمليّة أخذ القرارات».

وإذ قررت «الجمعيّة العموميّة للقضاة» التي اجتمعت أمس، الاستمرار في التوقف عن العمل لمزيد من التشاور لعدم تلبية مطالبها لناحية قانون استقلالية القضاء او تحسين ظروف العمل في قصور العدل وأوضاع القضاة، تواصل المصارف إضرابها لليوم الخامس على التوالي دون الاكتراث لتداعيات ذلك على الواقع المالي والاقتصادي وسير عمل المواطنين.

ويؤكد خبراء قانونيون لـ»البناء» أن «قرار المصارف بالإضراب المفتوح مخالف للقوانين، فهناك عقود تربط المصارف بالمودعين ولا يجوز للمصارف الإضراب على نحو تمتنع عن تنفيذ موجباتها القانونية والعقدية، ومن واجب قاضي الأمور المستعجلة بناء على طلب أصحاب المصلحة والصفة المتضررين اتخاذ القرار بإلزامها بفتح أبوابها أمام المودعين».

وحذرت أوساط اقتصادية عبر «البناء» من تداعيات استمرار الإضراب على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لا سيما صرف رواتب الموظفين واستمرار عمل منصة صيرفة ولجم سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

*******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

ميقاتي يعود إلى العرقلة حكومياً

 

لم تكُن كافية الإشارات التي أوحَت الأيام الماضية بإمكانية لملمة الأزمة الحكومية لرسم توقعات متفائلة حول تشكيلها في وقت قريب، ولا سيما في ضوء الموجة الجديدة من المعلومات التي عكست تراجعاً في منسوب التفاؤل وأشارت إلى «عدم التوافق على الأسماء التي سيُطاولها التغيير». ومن ضمن الإشارات التي استجدّت في الساعات الماضية تصريح الرئيس المُكلف نجيب ميقاتي بأنّ موضوع تشكيل الحكومة ما زال «عالقاً بين وزير من هنا وآخر من هناك، وهذا البحث يحصل بيني وبين فخامة الرئيس وبالتعاون معه»، آملاً الانتهاء من هذا الموضوع في الاجتماعات المقبلة الأسبوع المقبل.

وإلى جانب كلام المقرّبين من رئيس الحكومة، والذي اتّسم ببعض السلبية لجهة التأكيد أن «الطروحات لم تتغير، وأن البحث في أمر تغيير وزيرَي المهجرين والاقتصاد عصام شرف الدين وأمين سلام لا يزال نفسه من دون أن يحصل اتفاق». فقد أكدت مصادر رفيعة للأخبار أن ميقاتي عاد وأصر على تغيير وزير الاقتصاد وأنه هو من يختار البديل منه ويجب أن يكون من عكار لأنه يريد إرضاء هذه المنطقة بأي شكل. وهو أمر يعرف أنه غير مقبول من قبل الرئيس عون إلا في حالة تخلّي ميقاتي عن أحد الوزراء المسيحيين المحسوبين عليه.

وكان لافتاً تساؤل مصادر قصر بعبدا عن مصدر الأجواء التفاؤلية التي سمعناها في الأيام الماضية، «علماً أن المعطيات التي بينَ يدينا تشير إلى أننا لم نراوِح الخانة الصفر».

أما بما خص محاولة احتواء الارتدادات التي خلّفها الاشتباك السياسي بينَ ميقاتي والوزير عصام شرف الدين، فكان البارز أمس تلقي الجهات المعنية كافةً رسالة من رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط قال فيها إنه «معنيّ بالتوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة، وإنه غير معني ببقاء أو تغيير وزير المهجرين، وإنه لا يعترض على من يقترح الاسم البديل وهو يوافق مسبقاً على أي اقتراح يأتي من الوزير السابق طلال أرسلان، وأن المهم عدم تحميلي (أي جنبلاط) أي مسؤولية في عرقلة تشكيل الحكومة».

 

الترسيم

في ملف ترسيم الحدود البحرية، ينتظر لبنان إرسال الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين مسودة الاتفاق. وأكدت مصادر معنية بالملف أنه «على الرغم من كل الأجواء الإيجابية، يبقى الحذر ضرورياً لأن النقاط العالقة والتي ترتبط بالمنطقة الآمنة التي يطلبها العدو والترتيبات الأمنية فيها من شأنها أن تنسف المسودة». فـ«لبنان لا يُمكِن أن يقدم أي إجابات أو يبني على تصريحات، بل يجب أن يِصلنا عرض مكتوب للتأكد من أن العدو الإسرائيلي والوسيط الأميركي لا يُراوغان لأن ليسَ كل ما يصلنا أو ينقَل إلينا دقيق».

وفي هذا الإطار، أشار ميقاتي إلى أن «موضوع الترسيم متقدم من دون شك، لكن العبرة تبقى في النهايات»، لافتاً إلى أنّ «هناك بعض الخطوات الأخيرة ننتظر بشأنها بعض الأجوبة، وأن تكون رسمية لنبني على الشيء مقتضاه».

وفي إسرائيل، لم تشر التقارير الإعلامية الى أي مستجد يتصل بالملف، لكنها حافظت على الصورة الأخيرة بأن الأمور وصلت الى الشوط الأخير. ونقلت معلقة الشؤون السياسية في قناة «كان» غيلي كوهين العائدة من نيويورك، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أن «هناك تقدماً كبيراً» في قضية المفاوضات البحرية. ووصفت كوهين أداء الوسيط الأميركي بأنه «كان يركض من هذا الجانب الى ذاك الجانب، من أجل الوصول الى اختراق». مع ذلك، لفتت الى أنه «لا يمكن الحديث عن اختراق، وإنما هناك تقدم كبير، مشيرة الى أن المعتاد في مثل هذه الأمور، وخصوصاً في مفاوضات استمرت سنوات طويلة، يمكن أن يسقط كل شيء في التفاصيل الصغيرة، إلا أن هناك تفاؤلاً وحتى أكثر من ذلك، وفقاً لما سمعته هناك».

من جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر سياسية اعتقادها «أن الفجوات المتبقية بعد الجولة الأخيرة للوسيط الأميركي ليست كبيرة، ويمكن التغلب عليها في الطريق إلى اتفاق». وبحسب صحيفة «إسرائيل اليوم» فإن رئيس الوزراء يائير لابيد يتصرف في هذه القضية وفق سياسة الإدارة الديموقراطية في واشنطن.

وفي سياق متصل، نقل إعلاميون عن مسؤولين في جيش الاحتلال وصفهم الفترة القريبة على الجبهة الشمالية بأنها متوترة جداً، إلا أن التقدير الرائج أن احتمالات التصعيد لا تزال بعيدة. لكن المسؤولين في المؤسسة الأمنية لا يستخفّون بالمعادلات الجديدة التي يسعى الأمين العام لحزب الله الى فرضها في مقابل إسرائيل، بعد سنوات من المحافظة على الوضع الراهن. وفي المؤسسة الأمنية ينظرون الى محاولات الأمين العام لحزب الله تغيير المعادلات كالسير على الحافة وأنهم في السنوات الماضية كان التقدير في إسرائيل أن معقولية نشوب معركة أخرى على الجبهة الشمالية متدنّية جداً. ولا تزال هذه الإمكانية غير مرجحة، لكنها أصبحت تؤخذ بالحسبان كخيار ممكن.

*****************************


افتتاحية صحيفة النهار

 

على وقع الفواجع… ماذا بعد نيويورك؟

 

كادت أجواء الصدمة والحزن والغضب العارم في مناطق #طرابلس وعكار امتدادا الى سائر المناطق ال#لبنانية جراء انكشاف مزيد من الفصول المفجعة في حادث غرق “مركب الموت” الجديد المبحر من شمال لبنان ليلقى مصيره الدراماتيكي قبالة ساحل طرطوس موديا بما يتجاوز ال80 ضحية ان تطمس وتحجب كل الاستحقاقات الكبيرة المتزاحمة دستوريا وسياسيا و”ترسيميا” . اذ ان أجواء الفجيعة الجديدة هذه طغت على المشهد السياسي الذي بدا أساسا في فترة ترقب مشدودة الى ما بعد الاثنين المقبل بحيث ينتظر ان تستعاد الحيوية السياسية المتصلة باستحقاقي تاليف الحكومة والانتخابات الرئاسية سواء بسواء عقب انتهاء جلسة انجاز إقرار الموازنة الاثنين . وفيما تطلق عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي من نيويورك في عطلة نهاية الأسبوع العنان للجهود المتجددة في شأن الملف الحكومي فان ثمة موشرات الى ان الازمات المحتدمة على المستوى المصرفي والمعيشي والاجتماعي ستشكل العامل الأشد ضغطا لاتمام التسوية الحكومية بسرعة لان الوضع بات ينذر بتداعيات خطيرة واقفال المصارف الى امد مفتوح يهدد بتداعيات أسوأ من تلك التي أدت الى اقفالها ولا بد من إدارة حكومية عاجلة لاحتواء هذه الازمات .


 

وجاءت كارثة غرق المركب لتزيد قتامة المشهد الاجتماعي والإنساني وتصور لبنان على انه صار ارض #الهجرة غير الشرعية بكل ما تختزنه وقائع الحوادث التي تواكب وتتسبب بها عمليات الهجرة غير الشرعية من فواجع صادمة على غرار الفاجعة الأخيرة . ففي وقت تواصلت فيه عملية انتشال الجثث من البحر امس، أعلن المرصد السوري قرابة الثانية بعد الظهر ان حصيلة ضحايا قارب المهاجرين بات 81 قتيلاً. ومن جهته، أكد مدير عام الموانئ السورية انتشال ٢٠ ناجياً و ٧٣ متوفياً، كحصيلة غير نهائية لـ “مركب الموت -2” الذي كان انطلق منذ أيام من منطقة المنية وعلى متنه مهاجرون من جنسيات مختلفة، مشيرا الى ان البحث ما زال مستمرا. بدوره، أوضح وزير الاشغال علي حمية ان “عدد ضحايا غرق المركب بلغ 75 شخصا، بينهم ٩ لبنانيين، فيما نجا عشرون آخرون، بينهم 5 لبنانيين، 12 سورياً و3 فلسطينين”.وقال أن “اغلبية الضحايا في الحادثة ليست لديهم اوراق ثبوتية”، مضيفا ان “بناء على احد المعطيات من احد الناجين وفق ما اخبرني وزير النقل السوري ان عدد من كانوا على الزورق يفوق الـ120 شخصاً”. ولفت حمية الى ان “الزورق خشبي وصغير جداً وهو وصل الى لبنان منذ شهرين”. وتم توجيه دعوة لاهالي المفقودين للتوجه الى مشفى الباسل في طرطوس للتعرف على الجثث لانها مجهولة الهوية. وبدأت عملية نقل جثث الضحايا اللبنانيين عصرا من طرطوس الى نقطة العريضة حيث نقل تسعة جثامين . وليلا افيد عن تجاوز عدد الضحايا ال 87 قتيلا وقدر الناجون بعشرين شخصا .


 

واعلنت قيادة الجيش أوقفت دورية من مديرية المخابرات في طرابلس- الميناء كلاً من المواطنين لوجود سوابق لهم في عمليات التهريب ولمحاولتهم شراء مركب للقيام لاحقاً بعملية تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية . كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في محلة دير عمار المواطنين للاشتباه بقيامهم بأعمال التهريب عبر البحر ومراقبة دوريات القوات البحرية.

 

 

الدول… والأسماء

اما بالعودة الى المشهد السياسي – الرئاسي فان ابرز ما سجل في الأيام الأخيرة من مواقف وتحركات دولية اوجزته مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين في تقرير أوضحت فيه ان الاتصالات اللبنانية الفرنسية الاميركية التي جرت بين كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن تشير الى ان اجراء الانتخاب الرئاسي في لبنان في موعده يشكل ضرورة بالنسبة الى فرنسا والولايات المتحدة كي يتجنب البلد ازمة دستورية تضاف الى كل المآسي الذي يواجهها لبنان .

 

وتشير هذه المعلومات الى انه في الاجتماع الثلاثي لكبار المسؤولين في وزارات الخارجية الأميركية والفرنسية والسعودية على هامش اعمال الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك لم يجر التطرق الى اي اسم من أسماء المرشحين للرئاسة اللبنانية ولكن المهم بالنسبة الدول الثلاث ان يكون هناك اتفاق على شخصية تعي المسوؤليات في العمل مع حكومة تنفذ الإصلاحات لاخراج البلد من مأزقه حسب المصادر الدبلوماسية الغربية المتابعة للملف اللبناني . وقد تم على هذا الأساس اصدار البيان على مستوى وزراء الخارجية للدول الثلاث. ومع ذلك


 

فان معلومات “النهار” تشير الى ان الاجتماع الثنائي الفرنسي السعودي الذي عقد في باريس قبل أسبوعين كان نوعا من جس النبض الفرنسي حول المرشحين التقليديين المعروفين للرئاسة وهم رئيس “تيار المردة “سليمان فرنجية الذي حسب هذه المعلومات هو مرفوض اميركيا وسعوديا لارتباطه ب”حزب الله” وببشار الأسد . ورئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع الذي يعتبر مرشحا غير توافقي ، ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل المرفوض دوليا وهو تحت العقوبات الأميركية، واحتمال ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون . ولعل الانطباع الذي يتجلى من خلال هذه المعلومات ل”النهار” ان لا مانع لدى الدول الثلاث الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية من ان يكون قائد الجيش المرشح الأكثر حظا خصوصا ان معلومات باريس تشير الى ان “حزب الله” لا يعارضه علما انه اذا تم التوافق بين اللبنانيين على شخصية ذات خبرة دولية واقتصادية ذات سمعة ونزاهة وكفاءة فيرحب بانتخابها والمهم ان يتم الانتخاب في موعده كما أشار البيان الوزاري الثلاثي في نيويورك.


 

وامس اشارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى أنّ “فرنسا كررت دعوة المسؤولين اللبنانيين كي يتصرفوا بمسؤولية وكي يستجيبوا لطلب اللبنانيين”.

 

وقالت كولونا خلال مؤتمر صحافي في نيويورك إن “صيغة الدعوة جاءت بطريقة “غير مسبوقة” أي ببيان مشترك بين فرنسا وأميركا والسعودية”.ولفتت إلى أن “الدول الثلاث ذكرت بأن الانتخابات يجب أن تجري وفق الرزنامة التي حددها الدستور وبأن الإصلاحات يجب أن تجري وأن تسمح بالتوقيع على اتفاق كامل مع صندوق النقد الدولي” مشددة على أنّ “هذا الاتفاق ‏لابد منه بالنسبة للبنان بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الهش الذي يعيشه”.

 

الملف الحكومي

وفيما تتجه الانظار الى الوضع الحكومي الذي سيتحرّك مع عودة ميقاتي من نيويورك قالت مصادر معنية بالملف الحكومي ان التشكيل سيبت مبدئيا بعد اقرار الموازنة المتوقع في جلسة الاثنين المقبل. واعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس عن “ارتياحه للبيان الثلاثي الذي صدر عن فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية في ما خص الوضع في لبنان”، مؤكداً “ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية وتشكيل حكومة جديدة تنال ثقة مجلس النواب قبل انتهاء الولاية الرئاسية في 31 تشرين الاول المقبل”، وكرر “ضرورة تطبيق الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي، وازالة كل العراقيل التي تحول دون ذلك”.

 

ومن جانبه، اعرب الرئيس ميقاتي عن امله في ان يصار في الاجتماعات التي سيعقدها مع الرئيس عون الاسبوع المقبل “الى انهاء الملف الحكومي، لانه لا يحتاج الى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة الى حكومة لتستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات التي نعاني منها، ونأمل بالتعاون مع مجلس النواب ان نتصدى لكل هذه المشكلات”. وقال “في كل اللقاءات التي عقدتها (في نيويورك) شرحت الوضع في لبنان والصعوبات التي نواجهها في كل القطاعات واكدت ان في طليعة الاستحقاقات الداهمة اليوم انتخابات رئاسة الجمهورية ووجوب اجرائها في الموعد المحدد. صحيح ان هذا الاستحقاق ليس كل الحل، ولكنه خطوة اساسية، وقد ركزت في لقاءاتي مع الرؤساء والمسؤولين الذين اجتمعت معهم على اهمية هذا الاستحقاق وطلبت دعمهم بالاتصالات لاتمام هذا الاستحقاق. كذلك فقد استحوذ موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية على حيز من البحث في لقاءاتي. الموضوع متقدم من دون شك ولكن العبرة تبقى في النهايات، وهناك بعض الخطوات الاخيرة ننتظر بشأنها بعض الاجوبة، وان تكون رسمية لنبني على الشيء مقتضاه”.


 

في نيويورك أيضا التقى ميقاتي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ومندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي.وخلال اللقاء دعا غوتيريس “الى الاسراع في تشكيل حكومة لبنانية جديدة واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها”. ونوّه “بما تضمنته كلمة رئيس الحكومة امام الجمعية العامة لا سيما لجهة دعم مهمة اليونيفيل والتزام القرارات الدولية والتنسيق مع الجيش”. واشار “الى ان ما عبر عنه الرئيس ميقاتي بشأن وضع الاونروا سيكون موضع متابعة اممية لتحسين اوضاع الفلسطينيين المقيمين في لبنان”.


 

كذلك، التقى الرئيس ميقاتي وزير خارجية مصر سامح شكري الذي أكد “ان القمة العربية المقبلة في الجزائر تشكل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات العربية- العربية وتعزيز التعاون المشترك”. ولفت الى “انه سيزور بيروت قريبا”. وكان ميقاتي حضر وزوجته حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الأميركي جو بايدن على شرف رؤساء الوفود المشاركين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة .

 

 

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

عون وميقاتي… “تهويل ما قبل التشكيل”!

“دار الفتوى”: تحصين الطائفة والطائف

 

لا شك في أنّ اجتماع دار الفتوى اليوم لن يخرج بخلاصات وقرارات حاسمة تقلب موازين القوى في البلد، لكنّ الأكيد أنه سيلقي بثقله في ميزان التحديات والاستحقاقات الراهنة والداهمة على الساحتين الوطنية والدستورية، خصوصاً وأنّ الهدف الأساس منه يتمحور حول “لمّ الشمل” السنّي وجمع نواب السنّة على كلمة سواء ترتقي إلى مستوى الهواجس والمخاطر المحدقة باللبنانيين كلهم على مختلف انتماءاتهم الطائفية والسياسية.

 

تحت سقف “الدار”، ينعقد اللقاء الرامي إلى “تعزيز الوحدة السنية الإسلامية والوطنية” برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عصر اليوم، لإعادة تصويب البوصلة باتجاه “الثوابت والجوامع” بين النواب السنّة في مقاربة “الملفات الأساسية والمنعطفات المفصلية التي يمرّ بها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه” كما نقلت مصادر مطلعة على أجواء تحضيرات اجتماع دار الفتوى، مشددةً على أنّ “الغاية منه بعيدة كل البعد عن لعبة الاصطفافات الطائفية والمذهبية في البلد لكنها ترتكز بشكل محوري حول تحصين وحدة الطائفة السنّية في مواجهة كل محاولات شرذمة صفوفها، ووضع خط أحمر عريض في الوقت نفسه حول اتفاق الطائف في وجه مخططات العبث به وتقويض مندرجاته الناظمة للحياة الدستورية في لبنان والحافظة لاستقراره وسلمه الأهلي”.


 

وإذ انحصرت الدعوة إلى اللقاء بأعضاء البرلمان من الطائفة السنّية، لم يشذ عن تلبيتها سوى ثلاثة نواب هم أسامة سعد وابراهيم منيمنة وحليمة قعقور، لاعتبارات واعتراضات “مبدئية” كما جاء في نصّ اعتذار منيمنة عن عدم المشاركة في لقاء دار الفتوى بوصفه “يتعارض مع المبادئ التي ننطلق منها في عملنا لجهة رفض الاصطفافات الطائفية”، بينما لم ينظر زملاؤه في تكتل “نواب التغيير” إلى اللقاء من المنظار نفسه، فأكد كل من النواب ياسين ياسين ورامي فنج ووضاح الصادق المشاركة في اللقاء.

 

وفي المقابل يؤكد القيّمون على اجتماع اليوم أنّ “دار الفتوى لم تكن ولن تكون يوماً عنواناً لتعزيز الانقسامات الطائفية في لبنان بل هي كانت وستبقى معنيّة بوحدة الصف السني والإسلامي تحت سقف وطني جامع لكل اللبنانيين”، وعلى هذا الأساس “ترى بحكم مسوؤليتها الروحية والوطنية أنّ نواب الطائفة السنية تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في سبيل تكريس وحدتهم حيال الاستحقاقات الدستورية الحاسمة في مسار تعزيز وحدة الدولة والوطن”، لا سيما وأنّ مجلس النواب سيكون أمام “امتحان الاستحقاق الرئاسي الذي سيشكل نقطة مركزية في خريطة الطريق الإنقاذية المنشودة لاستنهاض البلد، بينما هناك جهات تبذل كلّ جهدها لتعطيل هذا الاستحقاق وإدخال سدة رئاسة الجمهورية في شغور طويل الأمد بالتوازي مع العمل على تطويق صلاحيات مجلس الوزراء لإدخال السلطة التنفيذية في شلل خانق لكل مؤسسات الدولة لغاية في نفس الطامعين بتغيير النظام ونسف دستور الطائف، ومن هنا فإنّ اجتماع دار الفتوى سيشكل جبهة برلمانية سنّية رافضة للشغور في موقع رئاسة الجمهورية وللمسّ بموقع رئاسة الحكومة وصلاحيات مجلس الوزراء تحت شعارات وفتاوى مبتدعة لتشريع التعطيل وتكريس الفراغ على المستويين الرئاسي والحكومي”.


 

في الغضون، يتواصل “المد والجزر” بين قصر بعبدا والسراي الحكومي في الأمتار الأخيرة من عملية تأليف الحكومة العتيدة، بحيث جدد رئيس الجمهورية ميشال عون خلال الأيام الماضية حملة التهويل على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ملوّحاً بالإقدام على خطوة إصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة الذي يصدر عادة بالتزامن مع مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، ما سيؤدي إلى فرط حكومة ميقاتي الحالية وشل قدرتها على تصريف الأعمال، الأمر الذي وضعته مصادر حكومية في خانة “تهويل ما قبل التشكيل” مؤكدةً أنّ “عون يعلم قبل سواه أنه لا يستطيع اتخاذ هكذا خطوة انتحارية أو بالأحرى فإنّ “حزب الله” لن يسمح له بهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع”، ورأت أنّ “الرسائل التهويلية التي يطلقها عون بين الحين والآخر لا تندرج سوى في خانة استباق ولادة الحكومة بمحاولة تسجيل نقاط إضافية في مرمى الرئيس المكلف للإيحاء بعد تأليفها بأنه استطاع إخضاعه وإجباره على التشكيل في نهاية المطاف”.

 

وكان ميقاتي قد أكد أمس إثر لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك العمل على “إنهاء الملف الحكومي الأسبوع المقبل”، مشدداً على أنّ المسألة لم تعد تحتاج إلى “الكثير من النقاش” مع رئيس الجمهورية، خصوصاً وأنّ “البلد بحاجة الى حكومة تستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات”، مع الإشارة في هذا المجال إلى أنّ “الموضوع لا يزال عالقاً عند وزير من هنا وآخر من هناك”.

 

*******************************


افتتاحية صحيفة الجمهورية:

 

الحكومة سالكة.. والحراك الرئاسي في تشـرين.. وصندوق النقد يستعجل الالتزامات

 

باتت طريق الحكومة سالكة نظريًا، في انتظار أن يصدق القرار بتشكيلها خلال الايام القليلة المقبلة، فينتقل الملف الحكومي من الإيجابيات النظريّة السائدة حاليًا، إلى ترجمتها الواقعية بصدور مراسيمها. وعلى الرغم من انّ الترجيحات الرّائجة في مختلف الاوساط السياسية تحدّد الاسبوع المقبل موعدًا افتراضيًا لولادة الحكومة، الّا انّه لا يمكن المغامرة بتحديد موعد نهائي لولادتها، وخصوصًا انّ التجارب اللبنانية السابقة في حالات كهذه، بالإخفاقات والخيبات التي لطالما شهدتها في الماضي، تُبقي ملف التأليف محاطًا بالقلق والخوف من أن تدخل «شياطين الشروط» في آخر لحظة إلى تفاصيله، فتنسف التشكيلة الحكومية وتطيح كل المناخ الإيجابي الذي يحيط بها، وتعيد الأمور إلى مربّع الفشل والتعطيل.

 

قبل 10 تشرين

وإذا كان المشهد الداخلي قد دخل في الايام الاخيرة، في حالة انتظار عودة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي ولقائه المرتقب مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليتبدّى الخيط الحكومي الابيض من الخيط الاسود، الّا انّ مصادر سياسية موثوقة اكّدت لـ”الجمهورية”، أنّ الامور في خواتيمها، والتشكيلة الحكومية العتيدة شبه ناضجة قبل سفر ميقاتي، ولا ينقصها سوى المراسم الرسمية التقليدية لإعلانها وإصدار مراسيمها. وتبعًا لذلك، فإنّ المصادر عينها واثقة من أنّ كل الاطراف نزلت عن اشجارها، وبالتالي فإنّ الحكومة الجديدة ستكون بكامل صلاحياتها وحائزة على ثقة المجلس النيابي قبل 10 تشرين الاول.

 

اعتراضات

وفيما تقرّ المصادر السياسية بأنّ الحكومة الجديدة المنوي تشكيلها بصورتها المستنسخة بغالبية وزرائها عن حكومة تصريف الاعمال، ليست الحكومة الفضلى والمثالية، بل هي حكومة انتقالية تنتهي ولايتها مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي هي افضل ما يمكن الوصول اليه في وضعنا الحالي، فإنّه في موازاة ذلك، بدأت تبرز اعتراضات مسبقة على هذه الحكومة، وخصوصًا انّها لا ترقى إلى طموحات اطراف عديدة في الضفة المعارضة مثل “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب”، و”نواب التغيير”، غير الممثلين فيها.

 

وأبلغت مصادر معارضة إلى “الجمهورية” قولها: “نرفض أي حكومة يقفز تشكيلها فوق نتائج الانتخابات النيابيّة، ويحصرها ببعض القوى السياسية اقرب إلى اللون الواحد، ما سيبني امامها بالتأكيد جبهة اعتراضية واسعة ستعبّر عن نفسها في مجلس النواب وخارجه وأمام كل المحطات التي يكون لمثل هذه الحكومة حضور فيها”.

 

وقالت المصادر: “إنّ المنحى المعتمد في تأليف الحكومة، والذي على ما يبدو يتجّه إلى احياء حكومة تصريف الاعمال، يتعامى عمدًا عن وضع البلد وما آل اليه من انهيار وانحدار، ولا يعكس توجّهًا جدّيًا نحو معالجة الأزمة، وهذا ما ينبغي على عاتق حكومة فاعلة وقوية ومسؤولة، وليس على عاتق حكومة وليدة طبخة سياسية جوهرها تسليم فريق التأليف بفشل الاستحقاق الرئاسي وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي إدارة مرحلة الفراغ الرئاسي وإبقاء الحال على ما كان عليه في عهد الرئيس ميشال عون”.

 

أولويات وتحدّيات

الّا انّ الصورة مختلفة جذريًا لدى الفريق المستعجل على تأليف حكومة، حيث اكّدت مصادر سياسية مسؤولة لـ”الجمهورية”: “انّ عدم وجود حكومة بصلاحيات كاملة، معناه فتح الباب اللبناني على مجهول يزيد من جحيم الأزمة”.

 

ولا تستسيغ المصادر ما تسمّيها “محاولة بعض القوى السياسية، ومن بينها من يصح وصفهم بـ”القوى الاستعراضية” تعويم البلد على مبالغات وحراكات اعلامية دعائية، تجافي واقع البلد”. وفي موازاة ذلك، تلفت إلى النقاط التالية:

 

اولاً، من حيث المبدأ، وبمعزل عن التوصيفات التي تُطلق من هنا وهناك، فوجود حكومة، ايّ حكومة، افضل للبلد من عدمه. والعالم بأسره يؤكّد حاجة لبنان إلى حكومة تتحمّل مسؤولياتها بالتصدّي لأزمته.

 

ثانيًا، ومن حيث المبدأ ايضًا، من غير الجائز الحكم سلفًا على حكومة لم تولد بعد. والحكومة، أي حكومة، تُحاسب على اعمالها، وليس على اعمال غيرها وسابقة لها.

 

ثالثًا، من الخطأ القول انّ ثمة قفزًا فوق نتائج الانتخابات النيابية، ذلك انّ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي جاء بناءً على هذه النتائج، وتمّ بأصوات اكثرية نيابية سمّته لتشكيل الحكومة. فضلًا عن جهات سياسية ونيابية صنّفوا انفسهم معارضة، وأعلنوا سلفًا عدم مشاركتهم في الحكومة التي ينوي الرئيس ميقاتي تشكيلها.

 

رابعًا، من الخطأ تصوير الحكومة الجديدة، إن تشكّلت، وايًا كان شكلها، ومهما كان عمرها طويلًا او قصيرًا، بأنّها حكومة انتقالية، بل هي حكومة كاملة المواصفات والصلاحيات، ذلك انّ امامها مجموعة من المهمّات الملحّة والتحدّيات والاستحقاقات التي يستوجب إتمامها ومتابعتها وجود حكومة تملك صلاحية اتخاذ القرار. وتقع في صدارتها، خطوات اصلاحية وانقاذية منتظرة من الحكومة ومجلس النواب، ولاسيما وضع خطة تعافٍ اقتصادية، وإكمال المسار المؤدي إلى الاتفاق على برنامج تعاون مع صندوق النقد الدولي، ومواكبة ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وخصوصًا انّه بلغ مراحل متقدّمة تؤشر إلى قرب التوصل إلى اتفاق بين الجانبين. والأهم في موازاة ذلك، ان تكون هذه الحكومة حاضرة لملء الفراغ الرئاسي، فيما لو تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، والحؤول دون الوقوع في اشتباكات سياسية ودستورية مفتوحة على شتى الاحتمالات، كمثل التي بدأ التلويح بها في الآونة الاخيرة.

 

الاستحقاق لن يستحق!

وأذا كان تأليف الحكومة، إن أمكن بلوغه قريبًا مع مناخ التفاؤل القائم، سينزع فتيل الاشتباك السياسي حول الملف الحكومي، الّا انّ فتيل الاستحقاق الرئاسي سيبقى مشتعلًا، ومفتوحًا على احتمالين، اضعفهما ان تصاب المكونات السياسية بنوبة مسؤولية، فتتوافق على انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية، او في فترة قصيرة نسبيًا تقصّر من أمد الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى. فيما الاحتمال الاكثر قربًا إلى الواقع هو استحالة التوافق على رئيس للجمهورية في جو الانقسام القائم، ما قد يطيل حتمًا من أمد الفراغ الرئاسي ويفتح افقه على شغور في موقع الرئاسة لأشهر وربما لسنة واكثر.

 

وعلى ما تؤشر الوقائع المحيطة بهذا الاستحقاق، فإنّه لن يستحق في موعده، كما في المدى المنظور. ومع نهاية الشهر الاول من مهلة الستين يومًا لانتخاب الرئيس خلالها، فإنّ الشهر الثاني أي تشرين الاول المقبل، وهو الاخير من عمر ولاية الرئيس ميشال عون، سيشهد حراكًا على اكثر من خط، لمحاولة الوصول إلى انتخابات رئاسية سلسة.

 

وعلى الرغم من انّ الاستحقاق الرئاسي حاضر خلف كل الحراكات السياسية الجارية حاليًا على اكثر من خط سياسي وديبلوماسي، فإنّ العين في هذا المجال تبقى على عين التينة، وما سيقرّره رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن هذا الاستحقاق، وقبل مبادرته إلى توجيه الدعوة لعقد جلسة نيابية عامة لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو امر سيحصل بالتأكيد بحسب توقيت بري، علمًا انّ رئيس المجلس سبق ان ردّ على المطالبين بتحديد جلسة انتخابية بقوله انّه مستعد لذلك حينما يلمس حدًا أدنى من التوافق، وهذا التوافق لا يبدو انّه متوفر في الوقت الراهن، او سيتجاوز جو الانقسام والاصطفافات ويتوفّر في المدى المنظور!

 

وبحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ رئيس المجلس ما زال على تريثه في ما خصّ تحديد موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، حيث بات محسومًا انّ شهر ايلول لن يشهد توجيه دعوة إلى تلك الجلسة، فيما الاولوية حاليًا هي لإقرار مشروع موازنة العام 2022 الاثنين المقبل، تليها جلسة تشريعية لإقرار مجموعة من البنود الملحّة التي يندرج بعضها في السياق الاصلاحي ويلبّي متطلبات صندوق النقد الدولي، ولاسيما منها موضوع السرية المصرفية. وقد تسبقها او تليها جلسة الثقة بالحكومة الجديدة إن تشكّلت، على ان يبدأ الحديث جدّيًا في موعد الجلسة الانتخابية لرئيس الجمهورية اعتبارًا من الاسبوع الثاني من تشرين الاول المقبل.

 

تأنيب .. ومخاوف

وفي الجانب الآخر من المشهد الداخلي، تتموضع المخاوف من بلوغ الأزمة الاقتصادية والمالية مستويات اكثر تأزمًا وتعقيدًا. وفي محاذاتها توصيف جديد للواقع اللبناني، ورد في استطلاع أجرته “مؤسسة غالوب الاميركية” حول الدول التي تعاني من مشاعر سلبية، حيث شمل الاستطلاع 122 دولة، وظهر فيه “انّ 10 دول هي الأكثر تعاسة في العالم. حيث تقع افغانستان في رأس القائمة، يليها لبنان ثم تركيا ومصر والنيبال وتونس والاردن وبنغلادش والجزائر واوكرانيا”. والسبب الأساس في ذلك، وفق الاستطلاع، “هو ارتفاع معدلات التوتر والتعاسة والجوع والغضب والقلق والالم الذي يشعر به الناس كل يوم”.

 

صندوق النقد

وفي موازاة ذلك، تتبدّى شهادة سلبية جديدة لصندوق النقد الدولي حيال وضع لبنان، انطوت على تأنيب جدّي للقادة السياسيين لتراخيهم حيال ازمة لبنان، وعدم ايفائهم بالالتزامات التي قطعوها للخروج من الأزمة، والوصول الى برنامج تعاون مع الصندوق.

 

وفي هذا السياق، تورد مصادر موثوقة بعضًا من الملاحظات السلبية التي اوردها وفد صندوق النقد الدولي خلال زيارته الاخيرة للبنان، وغادر منه متشائمًا بانفراج الوضع في هذا البلد:

 

اولًا، عكس وفد صندوق النقد، تشاؤمًا صريحًا إزاء مستقبل الوضع في لبنان، حيث تمّ توقيع اتفاق بين لبنان والصندوق في 7 نيسان 2022، ولم يُنفّذ شيء مما وعد به الجانب اللبناني، وخصوصًا لناحية إقرار القوانين الاصلاحية، بما يفتح الباب إلى الانتقال إلى مرحلة التفاوض الفعلي والجدّي حول الاتفاق النهائي على برنامج تعاون مع الحكومة اللبنانية. اي اننا لم نصل بعد إلى التفاوض، ومسؤولية التأخير تقع على الجانب اللبناني الذي لم يُنجز شيئًا سوى تضييع الوقت وتضييع المال.

 

ثانيًا، كشف وفد صندوق النقد انّه تلقّى وعدًا جديدًا من الجانب اللبناني، بأنّه خلال 10 ايام سيصار إلى البت بمجموعة هذه القوانين، ومنها على وجه الخصوص قانون السرية المصرفية (الذي ردّه رئيس الجمهورية الى مجلس النواب) حيث وعدنا ان يتمّ تعديله على نحو يتماشى مع المتطلبات الدولية. نحن سنرى ما إذا كان نواب البرلمان اللبناني سيلتزمون بهذا التعديل، لانّ القانون بصورته الراهنة لا يلبّي المتطلبات الدولية.

 

ثالثًا، كشف وفد الصندوق ايضًا بأنّه تلقّى وعدًا بإقرار موازنة العام 2022، ومع انّ هذه الموازنة يعتبرها صندوق النقد هزيلة، الّا انّه يمكن ان يقبل بها خصوصًا انّها موازنة لسنة انتهت ولم يبق منها سوى ثلاثة اشهر، ولكن هذه الموافقة مشروطة بأن يُحتسب سعر صرف الدولار فيها على 20 الف ليرة، الّا انّ الصنجوق لا يمكن ان يوافق على موازنة سنة 2023 باحتساب سعر الدولار فيها اقل من منصة صيرفة.

 

رابعًا، اكّد وفد الصندوق عدم ثقته في تمّكن لبنان من ان يقرّ قانون “الكابيتال كونترول” من دون اي التباسات في مضمونه. وكذلك عدم ثقته في تمكّن لبنان من ان يُنجز خطة اعادة هيكلة القطاع المصرفي. ولفت إلى انّه من دون انجاز هذين الامرين، لن يتمّ الانتقال إلى مرحلة التفاوض على برنامج تعاون بين صندوق النقد الدولي والحكومة اللبنانية. وهذا سيؤدي إلى افقاد لبنان دوره بين الدول الطالبة مساعدة الصندوق، حيث سيرحّل هذا الدور الى شهر آذار من العام 2023.

 

خامسًا، لم يقارب وفد صندوق النقد خطة التعافي الحكومية، كصيغة كاملة نهائية تلبّي الغاية منها، بل انّه قارب بإيجابية خطة التعافي التي وضعتها الهيئات الاقتصادية، ملاحظًا تقاربًا عمليًا وعلميًا بينها وبين خطة الحكومة، وبناءً على مضمونها، اقترح الوفد على الهيئات الاقتصادية زيارة واشنطن للتباحث في شأنها.

 

سادسًا، تقصّد وفد الصندوق توجيه انتقاد إلى ما سمّاه “بعض الاعلام القصير النظر” في لبنان، الذي يسخر من الثلاثة مليارات ونصف المليار دولار التي سيحصل عليها لبنان على مدى 4 سنوات وفقًا لبرنامج التعاون. فالصندوق لم يسبق ان وقّع اي اتفاق تعاون مع أية دولة، من دون ان تكون له ملحقات ايجابية له، تفتح امام تلك الدول باب الحصول على مليارات اضافية من الدول والصناديق المانحة. فالمطلوب من اللبنانيين إدراك هذه المسألة، وإدراك مصلحة بلدهم والعمل وفقها.

 

سابعًا، في طيات ما اورده وفد صندوق النقد الدولي، إشارات واضحة تحث الجانب اللبناني على ان يراعي مصلحة لبنان ويوفي بالتزاماته ووعوده، لأنّه إن تخلّف عن ذلك، فهناك الكثير من الدول المأزومة التي تنتظر دورها لنيل مساعدة الصندوق، فإذا لم توفوا بوعودكم والتزاماتكم، فصندوق النقد ليس لديه وقت يضيّعه، بل وقته يصرفه في المكان الذي يرى فيه جدوى وفائدة للدول التي تعاني أزمات وتحتاج الى اموال الصندوق، مثل غانا وتونس وسيريلانكا والارجنتين وباكستان وغيرها.

 

 

 

نصيحة فرنسية

يتقاطع ما طرحه وفد صندوق النقد مع ما اكّد عليه اقتصاديون فرنسيون لمراجع اقتصادية ومالية لبنانية، ومفاده “انّ لبنان يلعب بالنار بشكل لا يصدّق، يجب ان يعرف اللبنانيون أن لا خيار امامهم سوى صندوق النقد الدولي، فهذا ليس تهديدًا، بل هي نصيحة لأنّ هذا هو الواقع. فإما برنامج تعاون مع صندوق النقد، واما مزيد من المصاعب الاقتصادية والمالية في لبنان.

 

وزير العدل في مجال آخر، علمت «الجمهورية»، أنّ وزير العدل انتهى واللجنة القضائية المتخصصة من دراسة قانون استقلالية السلطة القضائية، ووضع ملاحظاته عليه. وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود قد شارك وعدد من أعضاء المجلس، في مناقشة العديد من مواده، وقد تمّ أمس إحالة القانون في الصيغة النهائية إلى الجهات المعنية في المجلس النيابي. وتجدر الإشارة، إلى انّ الخوري أوقف إقرار القانون الذي عُرض على الهيئة العامة للتصويت، في الجلسة التشريعية الأخيرة التي انعقدت في شباط الفائت، بسبب عدم إطلاعه على الصيغة النهائية للقانون كما ورد بعد التعديل.

كذلك ناقش الوزير الخوري المشروع بتفاصيله مع اللجنة المتخصصة المعنية، وهي مؤلفة من القضاة والمستشارين المتخصصين في القوانين القضائية والدولية، كما تمّت مناقشة البعض من بنوده مع رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود وعدد من أعضائه، علماً أنّ دراسة اقتراح القانون ومناقشته تمت في اجتماع الجمعية العمومية التي انعقدت في البندقية مع الـ comission de venise منتصف حزيران الماضي، وقد تمّ الأخذ ببعض الملاحظات التي أشارت اليها الهيئة الإستشارية العامة في البندقية، وهي الهيئة التي تُعتبر الأعلى في القضاء الأوروبي، والمتخصصة في الإستشارات في أصول استقلالية السلطات القضائية في العالم.

 

 

***************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

سواحل شمال لبنان… منصة لتهريب الطامحين للوصول إلى أوروبا عبر البحر

الرحلات تضم لبنانيين وفلسطينيين وسوريين… وتصل الأسعار إلى 6 آلاف دولار للفرد

  نذير رضا

عكست كثافة رحلات الهجرة غير الشرعية من السواحل اللبنانية باتجاه أوروبا أخيراً، تحول منطقة شمال لبنان إلى منصة تهريب للمهاجرين عبر «قوارب الموت»، ضمن عمل منظم ومربح عابر للحدود يديره لبنانيون إلى جانب سوريين وفلسطينيين، تستغل بحر لبنان المفتوح، ولا تستطيع السلطات اللبنانية بإمكاناتها المتواضعة إنهاءه بالكامل، على ضوء حجم العمليات المتكررة بشكل شبه يومي وآليات التضليل التي يتبعها المهربون.

 

وفتحت فاجعة القارب الذي غرق قبالة السواحل السورية أول من أمس الخميس، وأسفر عن مقتل العشرات في أكبر حصيلة من نوعها في السنوات الأخيرة، ملف الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من لبنان، ولم تعد تقتصر على عمليات فردية، بل «باتت عملية منظمة عابرة للحدود»، حسب ما يقول مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، يتكرر بشكل مكثف، ما يجعل عمليات إحصاء المراكب والموجودين عليها «عملية معقدة»، حيث «نضيع في معرفة الأشخاص على أي مركب يتواجدون، وأي مركب تعطل، أو غرق، أو وصل إلى وجهته النهائية»، حسب ما يقول متابعون في شمال لبنان لهذا الملف.

 

– منصة انطلاق

 

وبات وصف السواحل الشمالية اللبنانية بأنها «منصة انطلاق»، مصطلحاً يجمع عليه سياسيون وأمنيون ومتابعون لهذا الملف. تنطلق المراكب بشكل متكرر، وتنجح السلطات أحياناً في إحباط محاولات الهروب، فيما ينجح المهربون بالوصول إلى الشواطئ الإيطالية أو اليونانية أو القبرصية.

 

وتقول مصادر محلية في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات «تجري بطريقة تصاعدية»، موضحة: «في البداية، كانت المراكب عبارة عن قوارب صيد صغيرة تحمل عشرين أو ثلاثين شخصاً، أما الآن فقد تبدل الوضع، وباتت كل رحلة تحمل أكثر من خمسين شخصاً، وهم يحتاجون إلى قوارب أكبر».

وفي مؤشر على أنها عملية منظمة، تؤكد المصادر أن السكان «باتوا يعرفون مهربين تخصصوا بتهريب البشر، وبعضهم ينحدرون من عائلات محددة في بلدات عكار»، بينها بلدة بنين حيث أوقفت مخابرات الجيش اللبناني أول من أمس شخصين يشتبه بتورطهما في التهريب، وتضيف المصادر: «هؤلاء باتوا متمرسين بالتهريب ويمتهنونه». وتشير المصادر إلى أن القوارب «لا تنطلق من طرابلس، بل من شاطئ العبدة في عكار (يبعد نحو 15 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة طرابلس)، موضحة أن آليات التهريب تختلف حيث يعتمد المهربون أساليب تضليل بينها استخدام قوارب صيد، أو قوارب سياحية تنقل المهاجرين إلى الجزر السياحية قبالة طرابلس، قبل أن تنطلق مساء لتصبح في المياه الإقليمية»، ما يعني أن السلطات اللبنانية لن يكون لها سلطة لتوقيفهم.

 

– جهود أمنية ومعوقات

 

جمعت السلطات اللبنانية معلومات عن تلك الآليات، وتتحرك بناءً على المعطيات لإحباط عمليات هجرة غير شرعية، وأوقفت بالفعل الكثير من المتورطين في وقت سابق، قبل أن يخلي القضاء سراحهم، وهي توقف اليوم أيضاً مجموعة من المتورطين والمشتبه بهم، ضمن المتابعة الحثيثة لتلك العمليات وبهدف إحباطها، واستطاعت استخبارات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى التعرف إلى الشبكات والخيوط الأساسية، وجرت ملاحقتها، وتستكمل هذه المهمة بالملاحقة والتوقيف، ويجري تسليم الموقوفين للقضاء اللبناني.

 

غير أن تلك الإجراءات، تصطدم بواقع أساسي متصل بإمكانات الجيش اللبناني الذي يحبط عمليات بقدر إمكاناته. تقول مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن صعوبة القبض على كامل الرحلات «تعود إلى حجم انتشار عمليات الانطلاق الواسعة على طول الساحل اللبناني»، حيث ينطلق هؤلاء من مراكب صغيرة «يصعب رصدها برادارات الجيش»، وتصل إلى «مراكب كبيرة في المياه الإقليمية تكون في انتظارهم»، حيث «يتم جمع المجموعات في الرحلات الصغيرة في قارب كبير واحد»، وتنطلق بعدها إلى المياه الدولية لتصل السواحل الإيطالية أو اليونانية أو القبرصية.

 

– عملية منظمة

 

يستغل المهربون الشاطئ اللبناني للانطلاق كونه ساحلاً مفتوحاً، ولا تنطلق القوارب الصغيرة من موانئ في العادة. تستطيع الانطلاق من أي نقطة في الشاطئ، لتلتف وتجتمع بالمجموعات الكبرى في المياه الدولية. ويبتكر المهربون أساليب كثيرة، للنفاذ من إجراءات القوات البحرية بالجيش اللبناني. ويعمد المهربون إلى شراء سفن تنقل الرحلات مرة واحدة قبل أن يتركوها في عرض البحر بعد إيصال الهاربين.

 

«هي عملية منظمة»، كما تؤكد المصادر الأمنية، مشيرة إلى أن أرباحها عالية بالنسبة للمهربين، مشيرة إلى أن اعترافات الموقوفين أظهرت أن المهربين يتقاضون مبالغ تصل إلى 6 آلاف دولار على كل شخص، و3500 دولار لقاء تهريب الأطفال. وتضيف: «بعض العائلات تبيع ممتلكاتها وتجمع نحو 40 ألف دولار وتدفعها للمهربين»، فيما لا تقل أرباح المهربين في لبنان عن 50 ألف دولار لكل رحلة تهريب.

– سوريون وفلسطينيون

 

لا تقتصر عمليات الهجرة على اللبنانيين. يقول مصدر في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين لـ«الشرق الأوسط» إن مئات الشبان منه هاجروا خلال السنة الماضية، فيما ينتقل الفلسطينيون من مخيمات في الجنوب باتجاه الشمال، للانطلاق. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، بأن سكان مخيم الرشيدية القريب من صور (جنوب)، احتفلوا بوصول عدد من الفلسطينيين عبر البحر الذين انطلقوا وأبحروا من طرابلس إلى إيطاليا عبر مركبين بطريقة غير شرعية، بعدما كانت أخبارهم مقطوعة. وتلقى السكان مساء الأربعاء اتصالات من المهاجرين يطمئنونهم بأنهم وصلوا إلى إيطاليا في سلام.

 

وقالت المصادر إن الانطلاق من الشمال «أكثر أماناً من الجنوب، بالنظر إلى تواجد سفن اليونيفيل في البحر جنوباً، فضلاً عن مخاطر اعتراضهم من طرادات إسرائيلية في البحر في حال أخطأوا الاتجاهات»، إلى جانب عوامل لوجيستية متصلة بآليات التضليل في حال أرادوا الانطلاق من الشمال.

 

والى جانب اللبنانيين والفلسطينيين، يهاجر السوريون أيضاً انطلاقاً من سواحل شمال لبنان، وبينهم نازحون إلى لبنان، وآخرون يعبرون الحدود السورية عبر مسالك التهريب في الشمال، للوصول إلى مراكبهم.

 

– ثلاث محاولات تهريب أشخاص منذ مطلع الأسبوع

 

> أعلنت قيادة الجيش اللبناني الأربعاء إنه «نتيجة عملية رصد ومتابعة لمحاولة تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية قبالة بلدة العريضة – عكار (شمال لبنان)، تمكنت القوات البحرية من الوصول إلى المركب المستعمَل للتهريب على بُعد 6 أميال بحرية عن الشاطئ».

 

وأشارت قيادة الجيش إلى أن المركب «أصيب بعطل في وقت سابق»، لافتة إلى أن «55 شخصاً كانوا على متنه بينهم امرأتان حاملان وطفلان. وقالت إن ربان المركب «غادره على متن زورق قبل وصول الجيش». وسحبت القوات البحرية المركب نحو الشاطئ اللبناني، وباشرت التحقيق بالواقعة.

 

وغداة إعلان الجيش اللبناني، قالت مصادر محلية في طرابلس الخميس لـ«الشرق الأوسط» إن عشرات المهاجرين غير الشرعيين، كانوا قد انطلقوا قبل أسبوع، وتعطل مركبهم قبالة السواحل اليونانية. وقالت المصادر إن الاتصال فُقِدَ بالمجموعة التي تضم لبنانيين وسوريين.

 

واعتصم أهالي المهاجرين في ساحة العبدة في عكار كما في طرابلس، وقطعوا طرقات في أكثر من نقطة، مطالبين الدولة اللبنانية بالتحرك لجلاء مصريهم. وتحدثت معلومات عن أن الاتصالات انقطعت مع المهاجرين يوم الثلاثاء الماضي. وقال الأهالي المعتصمون إن أولادهم وفي آخر اتصال معهم أبلغوهم بأن المركب تعطل في جزيرة كريت اليونانية.

 

ويحمل المركب مهاجرين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، بينهم أطفال وقاصرون، ويتخوف الأهالي من نفاد مؤونة الأطفال ما يهدد حياتهم.

 

 

وناشدوا السلطات اللبنانية التحرك وإجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات اليونانية لإنقاذهم، والسماح لهم بالعبور إلى إيطاليا أو العودة آمنين إلى لبنان.

 

 

*****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

دار الفتوی اليوم: مواجهة التفكّك والفراغ بالعودة إلى الطائف والدستور

تقاطعات دولية وإقليمية تهدّد التفاؤل الحكومي.. وضحايا «الهجرة إلى الموت» ترتفع ولا معالجات

 

مؤشران محليان يضيئان على مسار العلاقات الداخلية، المتأثرة حكماً بالمسارات الاقليمية والدولية: المواقف التي ستصدر عن لقاء النواب السنّة المسلمين في دار الفتوى بدعوى من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، والمتوقع ان تشكل دعماً لكل المساعي الرامية الى الحفاظ على الوحدة الوطنية، واحترام المهل التي ينص عليها الدستور، المنبثق عن اتفاق الطائف، في ما خصَّ الاستحقاقات المتعلقة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة قادرة عل وضع الاصلاحات المالية والنقدية والتشريعية موضع التنفيذ، بما في ذلك خطوات خطة التعافي الاقتصادي. وسيعبر الموقف عن مواجهة الفكفكة في الدولة باتفاق الطائف وآلياته الدستورية.

اما المؤشر الثاني فيتصل بما سينجم عنه اللقاء بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي لجهة القدرة على جعل التفاهم قبل لندن ونيويورك تفاهما عبر اصدار المراسيم الحكومية، للحؤول دون الوقوع في المحظور، والويل والثبور، الذي يلوح به فريق بعبدا والتيار الوطني الحر. مع العلم أن الرئيس المكلف اعرب من نيويورك عن امله في ان يتم انهاء الملف في الاجتماعات التي سيقعدها مع الرئيس عون الاسبوع المقبل. معتبر ان الامر لا يحتاج الى اكثر نقاش، وهو عالق عن وزير من هنا وآخر من هناك.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن كل الكلام الذي يتم تداوله مجددا عن احراء يتخذه رئيس الجمهورية بشأن حكومة تصريف الأعمال في حال عدم تأليف حكومة جديدة وبقاء حكومة تثىبف الأعمال لإدارة الشغور لا أساس له من الصحة وبالتالي أي كلام يتعلق بسحب التكليف او أي إجراء آخر لا يرتكز على أي معنى في قصر بعبدا.

وأشارت المصادر إلى أن ملف تأليف الحكومة يتحرك بتفاصيله في الاجتماع المقبل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، موضحة أن مسألة تعديل بعض الوزراء لا تزال النقطة التي يتم بحثها على أنه في حال تم الاتفاق على النقاط العالقة فإن التأليف سيتم في غضون ساعات، وليس أيام وإن السرعة في الملف قد تنسحب على إعداد البيان الوزاري وإقراره ونيل الحكومة الثقة، وقالت المصادر إلى أنه لا بد من ترقب مسار الأمور.

ولفتت المصادر إلى أن سحب التكليف لا يتم إلا بالطريقة نفسها التي كلف بها رئيس الحكومة عملا بمبدأ موازاة الصياغة.

وقالت المصادر إنه ليس صحيحا أنه سيصار إلى تأليف حكومة انتقالية، وهذا الكلام لا يجوز في ظل وجود رئيس حكومة مكلف لم يعتذر، كما أن ما من شيء اسمه قبول استقالة الحكومة بمرسوم ما يجعلها بالتالي عاجزة عن القيام بأي شيء، وهي تعد. مستقيلة بقوة الدستور مجرد أن ولاية مجلس النواب الجديد بدأت، تعتبر الحكومة مستقيلة وتصرف الأعمال بالمعنى الضيق حتى نيل حكومة جديدة تنال ثقة مجلس النواب.

ولفتت إلى أن هناك سعيا لملء فراغ الرئاسة قبل انتهاء الولاية الدستورية في ٣١ تشرين الأول المقبل أي أن يصار إلى انتخاب رئيس وإن تعذر ذلك بسبب تبعثر القوى فإن حكومة مكتملة الأوصاف دستوريا تستلم صلاحيات رئيس الجمهورية وهي تكون حائزة على أوسع مشاركة ممكنة ومحافظة على التوازنات الحالية.

وبانتظار عودة الرئيس ميقاتي الى بيروت والمتوقعة الاحد المقبل، تشير مصادر سياسية إلى أن التفاؤل السائد بتشكيل حكومة جديدة أواخر الاسبوع المقبل، ما يزال سائدا، بالرغم من كل المواقف المشككة او التصعيدية، التي تهدف إلى تحسين المكتسبات قدر الامكان، في حين مايزال طرح خيار اجراء الانتخابات الرئاسية كاولوية يتصدر اهتمام الداخل اللبناني والخارج على حد سواء.

وتتوقع المصادر السياسية أن يستكمل المجلس النيابي مناقشة مشروع الموازنة العامة واقرارها، وبعدها يتركز الاهتمام على تكثيف المشاورات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي لتذليل ما تبقى من صعوبات وعراقيل تعترض الاتفاق النهائي على التشكيلة الوزارية، واوضحت ان نقاط الخلاف اصبحت محصورة، بعدما ادت الاتصالات التي أجراها حزب الله مع رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل ورئيس الحكومة الى اسقاط مطالبة عون باضافة ستة وزراء دولة الى التشكيلة التي قدمها ميقاتي من قبل ،مقابل إعادة تعويم الحكومة المستقيلة مع استبدال وزيري الاقتصاد والمهجرين. وما تزال نقطة الخلاف تتركز على من يتولى تسمية بديل عنهما، رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة، في حين ان ما يتردد عن طرح تغيير نائب رئيس الحكومة، او وزير المالية، ليس صحيحا، والهدف من ترويج مثل هذه الاخبار التشويش على مشروع خطة التعافي الاقتصادي قبل اقرارها نهائيا في مجلس النواب.

 

الا ان المصادر دعت الى التريث وانتظار نتائج المشاورات المرتقبة بين عون وميقاتي، لمعرفة الخلاصة النهائية لمشاورتهما ومدى التزامهما بتفاهمات التأليف.

وتخوفت مصادر اخرى من بروز عناصر ضغط جديدة من شأنها ان تطيح بالايجابيات التي ظهرت في الاسبوعين الماضيين حول قرب التوصل الى تفاهم بين عون وميقاتي لاعادة تعويم حكومة تصريف الاعمال مع بعض التعدّيلات قد تتبدد في اية لحظة.

وبين هذين المؤشرين، فرضت كارثة «مركب الموت» نفسها بندا مؤلما على ساحة مآسي البلاد والعباد، ففيما كشف وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حمية ان عدد ضحايا المركب الغارق قبالة طرطوس بلغ الـ87 ضحية، و20 من الناجين يتعالجون في المستشفى، كانت بلدة بنين ومخيم البداوي يعيشان اجواء حزن قاتلة، في ظل فقدان الفلسطينيين واللبنانيين وحتى السوريين الثقة بالمسؤولين، أيا كانوا، ومطالبة السفارات بالتدخل للحفاظ على هؤلاء الهاربين من جحيم «البر» الى اوروبا عبر مخاطر البحر، والمراكز المشبوهة والموصوفة بتهريب «المهاجرين غير الشرعيين».

فقد أصابت لبنان والشمال بشكل خاص كارثة جديدة تمثلت بغرق زورق قبالة سواحل طرطوس وجزيرة ارواد السورية ليل امس الاول، يحمل نحو 120 مهاجراً بطريقة غير شرعية انطلق فجر الثلاثاء الماضي من منطقة المنية، وعلى متنه مهاجرون من جنسيات مختلفة لبنانية وفلسطينية وسورية.

وتزامنت الكارثة مع استمرار الانهيار الاقتصادي والمعيشي الذي يدفع الناس الى اليأس فالموت، بينما المعالجات مقتصرة على ابداء الرغبات والنوايا من دون مفاعيل على الارض، على امل ان تبدأ المعالجات من إقرار الموازنة الاثنين المقبل، ويتم الاتفاق على تشكيل الحكومة، فيما الاستحقاق الرئاسي مازال «قيد التداول في المواصفات» بين القوى السياسية من دون الدخول في اسماء مرشحيها، ولو صدرت اشارات وتسربات ان رئيس المجلس نبيه بري سيدعو الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعد اقرار الموازنة. بينما يترقب الجميع ما سيصدر اليوم عن اجتماع النواب السنّة في دار الفتوى. وقد عُلم انه بعد لقاء النواب السنّة، ستدعو دار الفتوى الى لقاءات لأقطاب آخرين وجمعيات وشخصيات من اجل استكمال عملية توحيد المواقف حول كل الامور الوطنية المهمة.

وفي هذا المجال، أكد وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، أننا «لا نتدخّل في خيارات اللبنانيين». وأضاف عبر mtv: على اللبنانيين اختيار رئيس قادر على تحقيق طموحاتهم ورأينا ما حصل سابقاً.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا امس، في مؤتمر صحفي من نيويورك في حديث عن لبنان: كررنا دعوة المسؤولين هناك كي يتصرفوا بمسؤولية وكي يستجيبوا لطلب اللبنانيين.

واضافت كولونا: صيغة الدعوة جاءت بطريقة «غير مسبوقة»، أي ببيان مشترك بين فرنسا وأميركا والسعودية. والدول الثلاث ذكرت بأن الانتخابات يجب أن تجري وفق الرزنامة التي حددها الدستور، وبأن الإصلاحات يجب أن تجري وأن تسمح بالتوقيع على اتفاق كامل مع صندوق النقد الدولي.

واكدت ان «هذا الاتفاق ‏لا بد منه بالنسبة للبنان بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الهش الذي يعيشه» .

محلياً، اعرب الرئيس عون عن «ارتياحه للبيان الثلاثي الذي صدر امس عن فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية في ما خص الوضع في لبنان، مؤكداً على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، وتشكيل حكومة جديدة تنال ثقة مجلس النواب قبل انتهاء الولاية الرئاسية في 31 تشرين الاول المقبل، مكرراً ضرورة تطبيق الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي، وازالة كل العراقيل التي تحول دون ذلك».

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله امس، في حضور السفيرة الفرنسية في لبنان السيدة آن غريو وفدا من لجنة الصداقة النيابية الفرنسية مع لبنان برئاسة الوزير السابق رينو موسولييه، الذي نقل وتحدث رئيس الجمهورية عن الازمة الحكومية التي تمر بها البلاد لافتاً الى أنه يعمل على إزالة العراقيل السياسية الموضوعة امام تشكيل الحكومة. وأكد على «اهمية وجود حكومة كاملة المواصفات حائزة على ثقة مجلس النواب لتتمكن من تحمل مسؤولية ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال تعذر انتخاب الرئيس، لافتاً الى ضرورة المحافظة على التوازن الوطني في كل الاستحقاقات الدستورية المرتقبة.

ورداً على سؤال جدد رئيس الجمهورية التزام لبنان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي، مشيراً الى أن قانون الموازنة للعام 2022 ينتظر اقراره في مجلس النواب، الذي اعيد اليه قانون تعديل قانون السرية المصرفية ليصبح اكثر تطابقاً مع المعايير الدولية.

وإستقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف وسفراء دول الإتحاد الأوروبي في لبنان، حيث تم عرض لمجمل تطورات الأوضاع.

وأثار الوفد مسار التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي، والتشريعات الإصلاحية التي أنجزت وتلك التي قيد الإنجاز. وتوقف الوفد أمام المخاطر الناجمة عن تردي الأوضاع الإقتصادية.

وقدم الرئيس بري عرضاً مسهباً «حول خارطة طريق لإنقاذ الوضع في لبنان، يتصدرها التوافق مع صندوق النقد الدولي، وإنجاز القوانين الإصلاحية من الموازنة العامة الى قانون «الكابيتال كونترول» وقانون السرية المصرفية وخطة التعافي الإقتصادي التي وصلت مؤخرا الى المجلس النيابي».

وشدد على «أهمية حفظ حقوق المودعين بإعتبارها سببا أساسيا لإعادة إكتساب الثقة على الصعيدين المالي والمصرفي وتعافي الدورة الإقتصادية في البلاد».

وأكد الرئيس بري «أن هناك هامشا زمنيا ضيقا لإنجاز ما هو مطلوب، والذي يستوجب تعاوناً وثيقاً بين المجلس النيابي والحكومة إفساحاً في المجال أمام مجلس النواب لإنجاز الإستحقاق الدستوري الأول ألا وهو إنتخاب رئيس جديد للجمهورية».

والتقى ميقاتي امس، الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ومندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي. وخلال اللقاء دعا غوتيريش «الى الاسراع في تشكيل حكومة لبنانية جديدة واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها». ونوّه «بما تضمنته كلمة رئيس الحكومة امام الجمعية العامة لا سيما لجهة دعم مهمة اليونيفيل والتزام القرارات الدولية والتنسيق مع الجيش». واشار «الى ان ما عبر عنه الرئيس ميقاتي بشأن وضع الاونروا سيكون موضع متابعة اممية لتحسين اوضاع الفلسطينيين المقيمين في لبنان».

كذلك، التقى الرئيس ميقاتي وزير خارجية مصر سامح شكري الذي أكد «ان القمة العربية المقبلة في الجزائر تشكل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات العربية- العربية وتعزيز التعاون المشترك». وكشف انه سيزور بيروت قريباً.

الاستحقاق الرئاسي

وفي سياق البحث في الاستحقاق الرئاسي، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نواب كتلة «التجدد»: ميشال معوض، اشرف ريفي، فؤاد مخزومي واديب عبدالمسيح في حضور نائبي تكتل الجمهورية القوية فادي كرم وايلي خوري​، وجرى بحث في بعض الاسماء الممكن ترشيحها للإنتخابات.

عقب اللقاء الذي استغرق ساعة من الوقت، وصف النائب عبد المسيح باسم الوفد اللقاء بـ«المثمر والجيد جدا»، واضعا «الإجتماع في اطار الزيارات التنسيقية لكتلة «التجدد» مع القوى السيادية والإصلاحية والتغييرية للبحث في التعاون في المجال التشريعي ضمن مجلس النواب كالموازنة ومشاريع القوانين من جهة، وللنقاش الجدي في كل الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي من جهة ثانية» .

تابع: نحن على تفاهم واضح مع «القوات اللبنانية» باننا لا نريد فراغا في سدة الرئاسة بل نحتاج رئيسا جديدا قبل 31 تشرين الاول، لكن ليس «أي رئيس.

وردا على سؤال، قال عبد المسيح: لم يتم الدخول في الأسماء بل بآليات توحيد المعارضة ككل، وهناك تنسيق دائم مع اخوتنا التغييريين وحتى الآن لم نصل الى آلية موحدة معهم الا ان التنسيق مستمر.

افضل العلاقات مع المملكة

وحظيت مناسبة احتفال المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني الـ92 بوقفة رسمية وروحية وشعبية، تعبر عن وفاء لبنان للمملكة ودورها الرائد في الوقوف الى جانب لبنان ودعمه. فأبرق الرئيس عون الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مهنئا بالعيد الوطني السعودي، مشيرا الى تطلعه الى «تطوير التعاون بين البلدين في المجالات كافة»، في حين لفت المفتي دريان في بيان له الى ان اليوم الوطني السعودي نستذكر فيه تاريخ المملكة المجيد في حمل امانة الاسلام ورعاية شؤون العرب والمسلمين، معتبرا ان لبنان من اكثر الدول العربية الذي تلقى الدعم والمساعدة من المملكة من دون تمييز او تفريق، وهي حريصة على قيام دولة لبنان القانون والمؤسسات.

شعبياً، لمناسبة اليوم الوطني السعودي، تقيم «رابطة ابناء بيروت» في مقرّها بمحلة قصقص في حفلاً شعبياً حيث انتشرت في طرقات العاصمة بيروت ولاسيما مناطق الطريق الجديدة، قصقص، البربير، يافطات ذُيّلت بتوفيع «أوفياء بيروت» و«بيروت الوفية»، تضمنت عبارات تُشيد بقيادة المملكة العربية السعودية الرشيدة ودعمها المتواصل للبنان، ومنها: «أهل لبنان ممتنون لمملكة الخير رعايتها لاتفاق الطائف وتكريس السلم الأهلي»، «بقيادتكم الرشيدة مملكة قوية وعزيزة ومتحدة».

الترسيم

وعلى صعيد الترسيم، جدّد الرئيس عون الحديث عن تقدم، معربا عن الامل في الوصول الى اتفاق، في وقت ما يزال الانتظار يلف مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي يتعين ان يحمل معه الى بيروت مسودة اتفاق مكتوب حول التصور الاميركي لترسيم مقبول للحدود بين لبنان واسرائيل.

الجلسة النيابية

نيابياً، من المتوقع ان يتابع مجلس النواب يوم الاثنين المقبل مناقشة واقرار بنود موازنة العام 2022 من البند الذي تم التوقف عنده في الجلسة التي عقدت يوم الخميس الفائت، عند موضوع الدولار الجمركي، بعد اقرار باب النفقات. في ظل تخوف من عدم اكتمال النصاب القانوني، بعد تطييره في الجلسة السابقة من جميع نواب المعارضة، على خلفية مخالفات في المشروع، في غياب قطوعات الحسابات، واشتراط نواب القوات بدراسة خطة التعافي الاقتصادية التي ارسلت الى المجلس من قبل الحكومة «وان كان رئيس المجلس نبيه بري قال هذا الامر يدرس في اللجان.

علما ان خلافات كثيرة تعصف بهذه الموازنة، ما يجعل اقرارها اكثر صعوبة، اذ ما يزال نواب التغيير والكتائب على موقفهم من مشروع الموازنة، وان كان تكتل الجمهورية القوية على لسان النائب جورج عدوان، قال انه لن يقاطع الجلسة وان في حال عدم دراسة خطة التعافي، سيناقش النواب في التفاصيل وان كانوا لن يصوتوا لصالح الموازنة.

في المقابل، يسعى نواب التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي ونواب عكار والمردة، لتمرير موازنة بالحد الادنى من الاضرار، في حال تمكنت من تأمين النصاب، لان اقرارها امر سيّئ، ولكن عدم الاقرار هو الاسوأ وابقاء الصرف على القاعدة الاثني عشرية.

وتشير مصادر نيابية، ان زيارة وفد الصندوق الدولي الاخيرة الى لبنان اشترطت اقرار القوانين الاصلاحية والموازنة، فيما تعتبر مصادر معارضة ان اقرار موازنة على بعد ثلاثة اشهر من انتهاء العام، لزوم ما لا يلزم، والافضل اعداد موازنة للعام 2023، تحمل في طياتها كل التحفظات النيابية، من توحيد سعر الصرف، واعادة هيكلة المصارف، وخطة اقتصادية شاملة.

وعشية الجلسة، تجددت الدعوة من قبل الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان واتحادات نقابية للتجمع والتظاهر عند العاشرة من صباح الاثنين امام مجلس النواب رفضا لموازنة الافقار وتجويع اللبنانيين.

في سياق متصل، مضت «الجمعية العمومية للقضاة التي اجتمعت ظهرا الى الاستمرار في التوقف عن العمل لمزيد من التشاور خصوصا ان ايا من المطالب لم تتحقق لناحية قانون استقلالية القضاء او تحسين ظروف العمل في قصور العدل واوضاع القضاة».

زوارق الموت مستمرة

في تطورات غرق الزورق الشمالي تضاربت المعلومات حول العدد الدقيق للضحايا، فأعلن المرصد السوري قرابة الثانية من بعد الظهر ان حصيلة ضحايا قارب المهاجرين بات 81 قتيلاً. فيما أكد مدير عام الموانئ السورية انتشال ٢٠ ناجياً و ٧٣ متوفياً، كحصيلة غير نهائية مشيرا الى ان البحث ما زال مستمرا.

وأوضح وزير الاشغال علي حمية ان «عدد ضحايا غرق المركب بلغ 75 شخصا، بينهم ٩ لبنانيين، فيما نجا عشرون آخرون، بينهم 5 لبنانيين، 12 سورياً و3 فلسطينيين». وقال أن «اغلبية الضحايا في الحادثة ليست لديهم اوراق ثبوتية»، مضيفا أنه «بناء على احد المعطيات من احد الناجين وفق ما اخبرني وزير النقل السوري ان عدد من كانوا على الزورق يفوق الـ120 شخصاً».

وكشف حمية ان «الزورق خشبي وصغير جداً وهو وصل الى لبنان منذ شهرين». وتم توجيه دعوة لاهالي المفقودين للتوجه الى مشفى الباسل في طرطوس للتعرف على الجثث لانها مجهولة الهوية.

وقد انطلقت عصراً تسع سيارات من الهلال الأحمر السوري نحو الحدود اللبنانيّة محمّلة بـ٩ جثث من ضحايا الزورق، ٥ منهم فلسطينيين و٤ لبنانيين وتم تسليمهم أصولا للصليب الاحمر اللبناني عند الحدود مع لبنان في منطقة العريضة.

ولاحقاً، اعلنت قيادة الجيش في بيان انه و«في تاريخ 21 /9 /2022، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في طرابلس- الميناء كلاً من المواطنين: (أ. ر)، (م. ر)، (م. م) و(م. غ. م) لوجود سوابق لهم في عمليات التهريب ولمحاولتهم شراء مركب للقيام لاحقاً بعملية تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية وضُبط بحوزتهم مسدسٌ حربي. كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في محلة دير عمار المواطنين (ع. ر)، (م. ع)، (ب، ع)، (خ. ع) للاشتباه بقيامهم بأعمال التهريب عبر البحر ومراقبة دوريات القوات البحرية. سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

وقال الوزير حمية: أن «من يتحمل المسؤولية عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية في لبنان هي السياسات المالية المتعاقبة من 30 و40 سنة، أدت إلى ما أدت إليه من وضع اجتماعي صعب جداً على الناس التي تفتش على بصيص أمل.

وعن كيفية مجابهة هذه الظاهرة التي تتزايد يومياً، أكد حمية أن «الاستنفار قائم في لبنان، وقال: نعمل على قدم وساق ولكن هذا الأمر نتيجة سياسات مالية وليست وليدة اللحظة وهذه هي المشكلة.

138 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 138 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1214733 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

******************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

بيان ثلاثي اميركي ــ فرنسي ــ سعودي حدد مواصفات رئيس الجمهورية المقبل

 اجتماع دار الفتوى لتوحيد موقف السنة: هل يمهد لتأييد قائد الجيش رئيسا للجهورية ؟

قوارب الموت تدمي القلوب… ميقاتي متفائل حكوميا وجنبلاط يتراجع – نور نعمة

 

احدث غرق زورق على متنه مهاجرون لبنانيون ألما كبيرا في الوسط الشعبي ومأساة وفاجعة لا توصف مما زاد من غضب اللبنانيين والطرابلسيين على الطبقة السياسية التي هي في الاساس السبب الوحيد وراء هجرة اللبنانيين سواء بحرا او برا او جوا. لا يمكن القول ان السلطة الحاكمة حزنت على موت مهاجرين لبنانيين وهي لا تبالي بمعاناة اللبنانيين في قلب الوطن بل تتغاضى عن شجونهم وتتعاطى بلامبالاة مع معاناتهم.

 

وبكل حزن، وصلت حصيلة ضحايا قارب المهاجرين الى حوالى 100 قتيل على شاطئ طرطوس والبحث لا يزال جاريا بما انه لا يزال هناك مفقودين حتى اللحظة.

 

اما في احد قوارب الموت المتوجهة نحو ايطاليا حصل عطل في القارب بين اليونان وتركيا وقد تدخلت الاخيرة لنجدة الركاب قائلة ان معظم الركاب على قيد الحياة حتى اللحظة في وقت تجري البحث ان كان احدهم مفقودا وغارقا في وسط البحر.

 

مساكين اللبنانيين وتحديدا اهالي طرابلس الذين يعيشون الامرين في بلادهم فاختاروا الهرب عبر البحر رغم علمهم انها رحلة محفوفة بخطر الموت ولكن اليأس عندما يملأ النفوس يصبح كل شيء واردا.

 

من هنا، تتساءل الديار: «متى ينتهي الحزن الذي يعيشه اللبناني ومتى سيأتي الفرج ليتنفس الصعداء؟ أليس من الظلم ان يتحمل الشعب كل هذه الاوجاع وكل هذه الاثقال وحده من ازمة اقتصادية لم يتسببها»؟

 

وفي هذا السياق، رأت مصادر امنية ان على القوى الامنية ان تتشدد بشكل كبير لحماية الناس من قوارب الموت التي يستخدمها اللبناني في لحظة يأس الى جانب موقف سياسي وعسكري وقضائي حاسم للحفاظ على الانتظام العام.

اجواء ايجابية حذرة حكوميا: ميقاتي متفائل…جنبلاط يتراجع

 

حكوميا، لا زالت الاجواء الايجابية تحيط بملف تشكيل الحكومة لكن الامور تبقى في الخواتيم وفي التفاصيل الاخيرة وبات واضحا ان التعديل سيشمل عددا من الحقائب انما الخلافات والسجالات التي رافقت استبدال وزير المهجرين عصام شرف الدين بشخصية درزية اخرى تشير الى وجود كمائن في هذا الملف مع تأكيد النائب وائل ابو فاعور بأن التمثيل الدرزي يجب ان يراعي نتائج الانتخابات النيابية وبالتالي تراجع جنبلاط عن الموافقة بتسمية الوزير السابق طلال ارسلان للوزير الدرزي الثاني . من جانبه، الرئيس عون وكل قوى 8 اذار بما فيهم حزب الله يتمسكون بتمثيل ارسلان في الحكومة وبالتالي الصورة غير واضحة حتى اللحظة رغم الاجواء الايجابية والانتظار حتى الاسبوع القادم ليتم الحسم في هذا الملف.

 

في الموضوع ذاته، اكدت مصادر مطلعة للديار ان الرئيس ميشال عون يؤيد ولادة حكومة بسرعة كما ان الرئيس نبيه بري يريد حكومة وكذلك ميقاتي الذي اعلن على منبر الامم المتحدة في نيويورك ان تشكيل الحكومة سيكون سريعا فور عودته الى لبنان وسيجتمع مع الرئيس عون وينهيان تشكيل الحكومة التي زالت من امامها العقبات المهمة. وعليه، اعطى الرؤساء الثلاثة اشارة ان تشكيل الحكومة سيكون على الارجح في اول اسبوع من تشرين الاول ومن ثم مثولها امام المجلس النيابي لنيل الثقة.

بيان ثلاثي اميركي- فرنسي- سعودي حدد مواصفات رئيس الجمهورية المقبل

 

توازيا، وفي مبادر ة نادرة حصل اهم اجتماع ضم قيادات الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية الذين اصدروا بيانا واضحا طالبوا فيه المسؤولين اللبنانيين بتحمل مسؤولياتهم وان يحترموا المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية.

 

هذا البيان الثلاثي الاميركي-الفرنسي-السعودي اعطى اشارة واضحة الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ديمقراطي اولا وبعيد عن الفساد ثانيا كما ان يعمل بسرعة مع صندوق النقد الدولي بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لوقف الانهيار ثالثا. ذلك ان حتى هذه اللحظة لم يتم تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي ولم تطبق اصلاحات كثيرة طلبها الصندوق رغم ان الانهيار مستمر.

 

وفي التفاصيل، جاء في البيان الثلاثي عدة عناوين ابرزها:

 

اولا: أن يلتزم رئيس الجمهورية باتفاق الطائف والدستور.

 

ثانيا: ضرورة ان يلتزم الرئيس بالقرارات الدولية

 

ثالثا: ضرورة ان يلتزم رئيس الجمهورية المقبل بالاصلاحات.

 

وعليه، وضع هذا البيان ملامح المرحلة المقبلة اذ ان مواصفات رئيس الجمهورية تعكس ايضا مقومات مرحلة جديدة في تاريخ لبنان واهمها الاصلاحات وبالتالي اذا اتى رئيس يلبي هذه المواصفات الثلاث ستفتح امام لبنان صناديق الدعم ليتنفس هذا البلد الصعداء ولينطلق مسار التعافي الاقتصادي.

اجتماع دار الافتاء: لتوحيد الموقف السني حول الملف الرئاسي

 

الى ذلك، ينعقد اليوم اجتماع في دار الافتاء الذي يقف وراءه دعم سعودي سيتقاطع حكما مع البيان الثلاثي واشنطن- باريس- الرياض فضلا ان هذا الاجتماع سيشكل مساحة تواصل وتفاعل جدي مع مكونات المعارضة. هذا الامر يشير الى ان قوى المعارضة بدأت تتوحد بشكل ما خاصة ان الحزب التقدمي الاشتراكي سيكون من مناصري هذا التوجه. وتجدر الاشارة الى ان السفير السعودي وليد البخاري كان قد التقى برئيس حزب القوات اللبنانية وبرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي حيث علمت الديار ان النائب وليد جنبلاط أكد خلال اللقاء مع البخاري على ضرورة انتخاب رئيس توافقي لا يستفز احدا وتحديدا حزب الله وان هذا الرئيس القادر على الحوار مع الجميع يمكن ان يساهم باخراج البلد من ازمته.

 

واللافت ان اجتماع دار الفتوى تم تقديمه من الساعة السادسة الى الخامسة ليتسنى للمشاركين الانتقال الى دارة السفير السعودي في اليرزة تلبية لدعوة العشاء منه للمشاركين في اللقاء. وعليه، دخلت المملكة العربية السعودية بشكل جدي على الملف الرئاسي مع التأكيد على ثوابتها برفض اي مرشح لـ8 اذار ويؤيدون لقائد الجيش العماد جوزاف عون.

الاستحقاق الرئاسي يهيمن على الملفات الحيوية

 

في غضون ذلك، كشفت اوساط سياسية ان كل الملفات من الموازنة الى الاتفاقات مع صندوق النقد الدولي يحكمها الاستحقاق الرئاسي وعمق الخلافات الحاصلة بين التيارات السياسية وبالتالي لا تسطيع الاطراف المارونية من التيار الوطني الحر الى القوات اللبنانية تغطية موازنة مرفوضة من قبل الشعب اللبناني. ويبقى الخوف الاساسي من تعطيل القوى المسيحية للنصاب في جلسات المجلس النيابي.

القوات اللبنانية: لن نكون يوما شهود زور على موازنة غير عادلة

 

بدورها، جددت مصادر القوات اللبنانية للديار موقفها الرافض للموازنة من حيث الشكل التي اقرت فيه اي خلال تسعة اشهر لاقرارها في حين كان يجب اقرارها في شباط الماضي وليس اليوم. وفي المضمون تتضمن كارثة في الارقام فضلا ان هذه الموازنة لا تعكس حقيقة الوضع المطلوب في اللحظة الحالية لان ما تطلبه القوات اللبنانية هو وجود خطة تعاف اقتصادية شاملة ولا نزال نطالب بجلسة نيابية لمناقشة خطة التعافي الامر الذي لم يحصل رغم اهمية هذه الجلسة. وأوضحت المصادر القواتية ان مناقشة الموازنة اكثر اهمية من مناقشة ارقام غير مجدية ولا تأتي بفائدة كما ان خلفية خروج تكتل الجمهورية القوية من الجلسة انه استدعي موظفون من وزارة المالية من اجل تغيير ارقام والمضحك المبكي ان هناك جهات تريد اقرار الموازنة ولا يزال تغيير الارقام فيها جاريا.

 

وباختصار اراد تكتل الجمهورية القوية القول للناس ان الامور تستحق ان يتم مقاربتها ومعالجتها بشكل جيد ومختلف الى جانب ان القوات ترفض ان تكون شهود زور على موازنات لا تضع لبنان على سكة التعافي المطلوب في خضم الانهيار المالي الحاصل وخاصة في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية.

 

في نطاق اخر، اعتبرت القوات اللبنانية ان خطاب المرشحة ترايسي شمعون والمقاربة التي قدمتها تستحق التوقف عندها بجانبين اساسيين اي الجانب السيادي والجانب الاصلاحي. ولذلك اشارت القوات الى انها على تواصل مع ترايسي شمعون وما يهمنا في هذا الموضوع هو وحدة موقف المعارضة. اضف على ذلك، لفتت المصادر القواتية الى ان حزب القوات يضع كل جهوده لتقديم حل ايجابي للبنان وهناك محاولة للوصول الى قواسم مشتركة تبدأ في مواصفات رئيس الجمهورية القادم ولا تنتهي باختيار المرشح المطلوب حيث ان عملية انقاذ لبنان لن تتحقق الا من خلال ايصال رئيس للجمهورية يحترم الدستور ويعزز دور الدولة.

موقف حزب الله من المفاوضات الإيرانية-السعودية

 

اما على الصعيد الإقليمي، تتجه الانظار  الى «الجولة السادسة» من المحادثات الايرانية – السعودية بعد اعلان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات في العراق وتاكيده ان هناك نقاشا على أن تكون الجلسة المقبلة بين الرياض وطهران على مستوى وزراء الخارجية، مؤكدا «تهيئة الظروف لجولة جديدة».

 

وتعليقاً تؤكد اوساط الثنائي لـ «الديار» ان حزب الله والثنائي لا يراهنان على اي طرف خارجي ولو كان حليفاً لان العلاقة مع ايران هي علاقة تكاملية وليست تبعية بينما ينتظر الفريق الآخر «ضوءا اخضر» اميركي وسعودي للسير في اي استحقاق.

 

وترى الاوساط ان اي تقدم في الملفات العالقة بين البلدين سينعكس حتماً على الساحات المختلفة ومنها لبنان.

 

*****************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

ميقاتي يأمل بالتشكيل الاسبوع المقبل وبري: الوقت يضيق  

 

المأساة اياها تتكرر. والموت واحد ومجاني… لا ليس مجانيا، هو موت مدفوع، ثمنه خمسة او ستة الاف دولار تدفعها كل ضحية هربا من الحرمان على امل بلوغ بلد الاحلام، فتواجه قدرها في قعر البحرغرقا في عبارات تجار الموت. مراكب “السفاحين” تحمل عائلات، رجالا ونساء واطفالا، من طرابلس من دون توافر ادنى عوامل الامان لكنهم يختارون المجازفة هربا من فقر مدقع واهمال من دولة انعدمت فيها افق الحياة. هكذا يكتشف اللبنانيون ومعهم بعض جيرانهم من سوريا وفلسطين ان التاريخ يتكرر والمعاناة كذلك.

 

هي طرابلس تدخل فصلا جديداً من الموت، حصيلته لم تتظهر حتى الساعة الا ان عدد الضحايا يفوق السبعين. الناجون قلة قليلة من بين 120 شخصا، قيل انهم كانوا على متن قارب هجرة غير شرعي جديد غرق قبالة طرطوس، فيما تحرك الامن اللبناني مطاردا اصحابه من دون ان يضبطوهم.

 

شبكات تهريب منظمة تقف خلف قوارب الهجرة والموت، ضبط الجيش عدداً غير قليل منها لكنها اكثر من ان تحصى وتضبط، والاقبال عليها كذلك، فهل من مسؤول في السلطة ما زال يملك ذرّة ضمير لوقف مسلسل الموت هذا ام انهم جميعا غارقون في ابرام الصفقات طمعا بمناصب ومواقع رئاسية قد لا تجد من تحكمه في وقت غير بعيد؟

 

حصيلة غير نهائية

 

في وقت عملية انتشال الجثث من البحر متواصلة، أعلن المرصد السوري  ان الحصيلة غير النهائية لضحايا قارب المهاجرين  81 قتيلاً. من جهته، أكد مدير عام الموانئ السورية انتشال ٢٠ ناجياً و ٧٣ متوفياً، كحصيلة غير نهائية ايضا لـ”مركب الموت -2” الذي كان  انطلق منذ أيام من منطقة المنية وعلى متنه مهاجرون من جنسيات مختلفة، مشيرا الى ان البحث ما زال مستمرا.

 

توقيف مهرّبين

 

ليس بعيدا، اعلنت قيادة الجيش في بيان انه و”في تاريخ 2022/9/21، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في طرابلس- الميناء كلاً من المواطنين: (أ. ر)، (م. ر)، (م. م) و(م. غ. م) لوجود سوابق لهم في عمليات التهريب ولمحاولتهم شراء مركب للقيام لاحقاً بعملية تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية وضُبط بحوزتهم مسدسٌ حربي. كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في محلة دير عمار المواطنين (ع. ر)، (م. ع)، (ب، ع)، (خ. ع) للاشتباه في قيامهم بأعمال التهريب عبر البحر ومراقبة دوريات القوات البحرية. سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.

 

عون

 

على صعيد آخر، اذ تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي تطورات هذا الملف، تتجه الانظار الى الوضع الحكومي الذي سيتحرّك مع عودة ميقاتي  من الخارج. مصادر معنية بالملف الحكومي قالت ان التشكيل مبدئيا بعد اقرار الموازنة المتوقع في جلسة الاثنين المقبل. اما رئيس الجمهورية فأعرب امس عن ارتياحه للبيان الثلاثي الذي صدر امس عن فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية في ما خص الوضع في لبنان كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله امس في حضور السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وفدا فرنسيا.

 

ميقاتي

 

من جانبه، اعرب ميقاتي عن امله في ان يصار في الاجتماعات التي سيعقدها مع الرئيس عون الاسبوع المقبل “الى انهاء الملف الحكومي، لانه لا يحتاج الى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة الى حكومة لتستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات التي نعاني منها، ونأمل بالتعاون مع مجلس النواب ان نتصدى لكل هذه المشكلات”. وفي حديث الى محطة الـMTV  خلال مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك قال “في كل اللقاءات التي عقدتها شرحت الوضع في لبنان والصعوبات التي نواجهها في كل القطاعات واكدت ان في طليعة الاستحقاقات الداهمة اليوم انتخابات رئاسة الجمهورية كذلك فقد استحوذ موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية على حيز من البحث في لقاءاتي. الموضوع متقدم من دون شك ولكن العبرة تبقى في النهايات، وهناك بعض الخطوات الاخيرة ننتظر بشأنها بعض الاجوبة، وان تكون رسمية لنبني على الشيء مقتضاه”.

 

شكري في بيروت؟

 

كذلك، التقى الرئيس ميقاتي وزير خارجية مصر سامح شكري الذي أكد “ان القمة العربية المقبلة في الجزائر تشكل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات العربية- العربية وتعزيز التعاون المشترك”. ولفت الى “انه سيزور بيروت قريبا”.

 

بري وخارطة الانقاذ

 

الى ذلك، استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، في حضور سفراء دول الإتحاد الأوروبي في لبنان، حيث تم عرض لمجمل تطورات الأوضاع. وأثار الوفد مسار التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي والتشريعات الإصلاحية التي أنجزت وتلك التي قيد الإنجاز. وأكد الرئيس بري “أن هناك هامشا زمنيا ضيقا لإنجاز ما هو مطلوب والذي يستوجب تعاونا وثيقا بين المجلس النيابي والحكومة إفساحا في المجال أمام مجلس النواب لإنجاز الإستحقاق الدستوري الأول ألا وهو إنتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram