مهمة بخاري "المستحيلة"… "كلّ يغني على ليلاه"

مهمة بخاري

Whats up

Telegram

لم تكن ذكرى استشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية حسن خالد هذا العام كسابقاته، بل كانت مناسبة أراد منها السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، فرصةً لتوحيد الصف "السيادي" بوجه "حزب الله" وحلفائه، وكانت مناسبة أيضاً لإعلان فوز القوى السيادية في الإنتخابات النيابية التي جرت قبل أسبوع.

في الشكل، كان لقاء اليرزة في دارة السفير بخاري، مساحةً لاستذكار المفتي الشهيد الذي سقط قبل 30 سنة، أمّا في المضمون، كان الهدف من اللقاء دفع القوى السياسية للتكاتف ضد "حزب الله" ومشروعه السياسي خارجياً وداخلياً، لكن مهمة بخاري ليست سهلة كما يتصوّرها البعض، بل غاية في الصعوبة لسببين أساسيين، الأول هو قوة الحزب ونفوذه السياسي أقلّه على حلفائه، والثاني هو استحالة توحيد الصف "السيادي"، السنّي خصوصاً خلال المرحلة المقبلة.

 

تشتّت واضح يعصف بالقوى "السيادية" التي فازت بالإنتخابات النيابية والتي من أهدافها مقارعة "حزب الله" وفريقه، وهذا ما يظهره الواقع الملموس حتى قبل عقد الجلسة الأولى للمجلس النيابي، فيصحّ القول إن "كلّ طرف يغني على ليلاه"، النائب اللواء أشرف ريفي يتسلّح بحليفه حزب "القوات اللبنانية"، علّه ينجح في الحصول على لقب "دولة الرئيس" رغم استحالة الأمر، وذلك أقلّه خلال الفترة الراهنة، أمّا النائب وليد البعريني، فيريد ترتيب البيت العكاري خصوصاً بعد تصدّر النائب محمد يحيي المشهد الإنتخابي في عكار ونيله أكثر من 15 ألف صوتاً تفضيلياً، ما يُهدد موقع البعريني كأقوى الشخصيات السنّية في الشمال.

وفي حين يتوه النواب ياسين باسين ورامي فنج وايهاب مطر بين الإنضمام إلى القوى التغييرية أو إلى القوى المستقلّة، يعمل النائب فؤاد مخزومي على تعويض الخسارة المدوية التي مُني بها في استحقاق 15 أيار عبر فتح قنوات تواصل مع عدة نواب وإقناعهم بالإنضمام إلى كتلته، وهذا ما ظهر واضحاً عند اعلان النائب عماد الحوت إمكانية انضمامه إلى كتلة مخزومي.

أما النائب عبد الرحمن البزري، يبدو أن طموحه السياسي لا حدود له، وهو لا يخفي رغبته بتولّي مهمة تشكيل حكومة ما بعد الإنتخابات، ولهذه الغاية يعقد البزري عدة لقاءات سياسية لرفع حظوظه بتولّي هذه المهمة، ووفق المعلومات فإن الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر"، لا يعترضون على البزري باعتباره شخصية وسطية من السهل التفاوض معها.

توازياً، يعقد النواب نبيل بدر وعبد العزيز الصمد وأحمد الخير وكريم كبارة وبلال الحشيمي، لقاءات يتم البحث خلالها في إمكانية تشكيل كتلة سنية داخل المجلس النيابي، ومن غير المعروف حتى اللحظة إذا كانت هذه اللقاءات ستنجح في توحيد الصف السنّي حول العناوين السياسية والإقتصادية الهامة.

وفي وقت ينخرط كلّ من النواب ابراهيم منيمنة ووضاح الصادق وحليمة القعقور في كتلة "التغييرين"، تبرز الشخصيات السنّية المحسوبة على محور 8 آذار، حسن مراد وملحم الحجيري وينال الصلح وجهاد الصمد وقاسم هاشم وطه ناجي وعدنان طرابلسي، ومن المرجّح أن تتموضع في ما يشبه "اللقاء التشاوري".

النائب أسامة سعد قليل التصريحات الإعلامية، يبدو أنه لا يريد الإنضمام إلى أي كتلة نيابية، لكنه منفتح على الجميع وستكون له مواقف أحادية من كلّ الملفات والقضايا دون أن يتقيّد بقرار مجموعة معينة.

وفق ما ذُكر، من المستحيل توحيد الصف السيادي في ظلّ هذا التشتت والإنقسام، لذلك يبدو أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالـ action السياسي رغم الضربات الموجعة التي يتعرض لها اللبنانيون، وليس آخرها الإنهيار التاريخي لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي وما ينتج عنه من تداعيات ستؤدي حتماً إلى الإنفجار الكبير.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram