رسائل إيرانية من بيروت إلى الرياض وواشنطن

رسائل إيرانية من بيروت إلى الرياض وواشنطن

Whats up

Telegram

ليس محسوماً القول بأن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة إلى بيروت والتي أرجئت مرتين، بسبب مفاوضات فيينا، ترتبط بشكلٍ أساسي بالإنعطافة الخليجية وتحديداً خطوة الإنفتاح السعودي تجاه لبنان.

وبالتالي وإذا كانت المواقف التي حرص على إطلاقها من العاصمة اللبنانية، حملت أكثر من دلالة في هذا المجال، سواء بالنسبة للتطورات على مستوى المنطقة او للعلاقات مع لبنان أو حتى الواقع السياسي الداخلي، يبدو من الواضح وفي القراءة الأولية لزيارة الوزير الإيراني، التوجه نحواعتماد الساحة اللبنانية، كمنصّة لتوجيه الرسائل الإيرانية ، وفق ما اعتبر المحلل السياسي جورج شاهين، والذي أوضح لـ "ليبانون ديبايت"، أنه وفي السياق العام، فإن إيران تعتمد على بيروت في سياستها الخارجية، باعتبارها عاصمة إحدى الدول الست التي أنشأ فيها الحرس الثوري الإيراني جيشه، كما يقولون في إيران، وبالتالي فإن بيروت منصّة إعلامية لطهران التي تستند إلى قوة يمّثلها "حزب الله" في لبنان وخصوصاً أن دوره لم يعد محصوراً بالوضع اللبناني، فهو من منصّته الإعلامية، يدير أكثر من أزمة، ولا يُخفى دوره في إدارة الحرب في سوريا والإرشاد والتوجيه والتدريب في اليمن. مع العلم أن إيران تعتقد أن بيروت عاصمة عدة شبكات تلفزيونية إيرانية خاصة، عدا الشبكات الناطقة بإسم الحوثيين في اليمن والمعارضين في البحرين.

وكشف شاهين أن "إيران في خطابها الإعلامي والديبلوماسي، ترفض القول أن "حزب الله" هو ذراع من أذرعتها في المنطقة كما تؤكد الدول التي فرضت عقوبات على إيران، والتي بدورها تتّكل على قوى لها تمثيلها الشعبي وبدأت بتسليحها منذ العام 1982، وهي تستند إلى تمثيل شعبي، وتكرر القول إنها لا تأمر ولا تدير الحزب في لبنان، و قيادته هي التي تديره وفق معطياتها ومعايير خاصة تتصل بالملف اللبناني، وذلك في عملية توزيع أدوار ناجحة بين بيروت وإيران والحزب، حيث يقول إنه مستقل، ولكن دعمه يإتي من إيران ويسخّره كما يراه ويرى مصلحة لبنان، وهو عنصر مبني على قوة الحزب وانتشاره وتسلّحه في ظلّ دولة مهترئة وقوى سياسية مناهضة له، لا تستطيع مواجهته ولا تملك القوة التي تمكّنها من المواجهة على كل المستويات".

ورداً على سؤال حول الموقف العالي السقف من "حزب الله" تجاه الرياض بالأمس، يلفت إلى أن "عبد اللهيان كرر موقف بلاده، بأن القوة التي بنتها إيران في لبنان باسم الحزب، مستقلّة عن سياسة طهران الخارجية،علماً أنه ليس هناك من أي جهة تعترف بهذا الواقع، ولكن الحزب يصرّ على أنه قوة مستقلّة تتصرف وفق معايير محددة وفق معادلة "جيش ومقاومة وشعب"، ويُهمل الإنتقادات التي توجه له وكأنها دون أهمية حتى أن السيد حسن نصر الله، لا يعتقد أن له خصوماً في لبنان وأن خصومه هم إسرائيل وواشنطن، ويتعاطى مع مجلس التعاون الخليجي كقوّة مميّزة، وكأنه يقود حرباً نفسية، ولذا يتذرع بعض القوى السياسية بأن سلاح الحزب إقليمي، ومرتبط يتطور مفاوضات فيينا والحوار الإيراني- السعودي، فيما الحزب متمكّن من التعاطي مع القضايا بلغة التهديد والوعيد وهناك نماذج على استخدام قوته وسلاحه في الداخل".

وفي الدلالات المباشرة لزيارة الوزير عبد اللهيان، توقّع شاهين أن "لا تتبلور الصورة بالكامل في فترة قريبة، رغم حديثه عن التقدم في المفاوضات مع مجموعة الخمسة زائد واحد في الملف النووي وعن نية طهران باستمرار التفاوض مع الرياض، مع العلم أن ماحصل من تصعيد حوثي واعتداء على المملكة، سيترك تداعيات دراماتيكية على هذا الملف، لأن الواقع يقول إن الجولة الخامسة من المفاوضات مع الرياض، لم تُعقد بعد، مع الإشارة إلى أن الجولة الرابعة من هذه المفاوضات التي استضفاتها بغداد، اكتسبت أهميةً خاصة ، ولكن منذ ذلك اليوم لم تُعقد جلسة أخرى باستثناء بعض الإجتماعات في الأردن وسلطنة عمان".

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram