لبنان: المطلوب سفراء لديهم قدرة على جمع التبرعات وليس خبرة دبلوماسية

لبنان: المطلوب سفراء لديهم قدرة على جمع التبرعات وليس خبرة دبلوماسية

Whats up

Telegram

وصفت أوساط سياسية لبنانية قرار وزارة الخارجية مطالبة السفارات بتدبر أمر تمويل نفقاتها بأنه دعوة صريحة لعرض السفارات اللبنانية على ذمة من يدفع أكثر، وأن عملها ومواقفها سيكونان مرهونيْن للأشخاص أو الدول التي تموّلها وتدفع رواتب الموظفين فيها وليس للموقف الرسمي اللبناني.

وقالت هذه الأوساط إن اختيار السفراء والعاملين في السفارات والقنصليات اللبنانية في المستقبل سيكون الشرط فيه ليس الكفاءة ولا الخبرة في الميدان، ولكن الخبرة في طلب المساعدات والقدرة على جمع التبرعات، محذرة من أن هذا الطريق سيجعل السفارات اللبنانية فضاء لمختلف التدخلات الأجنبية ماليا وأمنيا وسياسيا.

وطلبت وزارة الخارجية في منشور بتاريخ الخامس والعشرين من يناير الماضي من البعثات الخارجية البحث عن مانحين للمساعدة في تغطية نفقات تشغيلها، مع تأخرها عن دفع رواتب الدبلوماسيين وتفكيرها في إغلاق بعثات بالخارج. كما حثت على السعي للحصول على تبرعات من المغتربين اللبنانيين والرد على طلبها في غضون أسبوعين.

وقال المنشور إن الوزارة تدرس إغلاق عدد من البعثات كإجراء مالي عاجل تبناه عدد كبير من الدول التي اجتاحتها أزمات مالية مماثلة.

وقال مصدران دبلوماسيان لبنانيان لرويترز إن موظفي البعثات الأجنبية لم يتقاضوا رواتبهم عن شهر يناير. وقال مصدر إنه تم إبلاغهم بأنهم سيحصلون على الرواتب الأسبوع القادم.

وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب في ديسمبر الماضي أنه بدأ تطبيق خطة لتقليل نفقات السفارات تشمل بدلات الإيجار ورواتب الدبلوماسيين ونفقات الحفلات والسفر. وقد يصل حجم التخفيضات إلى 18 مليون دولار في موازنة تبلغ 95 مليون دولار إجمالا.

واعتبر مراقبون لبنانيون أن وضع السفارات هو عنوان لحقيقة لبنان الآن، حيث تسعى الدولة للحصول على المساعدات من كل اتجاه وتعجز عن الحصول عليها بسبب اهتزاز صورة البلاد في ضوء الأزمة السياسية الحادة وتفضيل الأحزاب والكيانات السياسية لمصالحها على حل الأزمة الاقتصادية للبلاد.

وأضاف المراقبون أن المصالح الحزبية والأجندات الخارجية لحزب الله منعت لبنان من أن يحصل على ثقة الداعمين الخارجيين من الخليج ومن المؤسسات المالية الدولية الكبرى، من ذلك أن صندوق النقد الدولي يرفض ضخ أموال لا يعرف أين ستذهب ومن سيستفيد منها، وهل ستتحول لإنقاذ الاقتصاد أم ستوظف في تحسين صورة السياسيين والتغطية على فشلهم.

وبدل البحث عن إجراء الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الاقتصاد يستمر المسؤولون اللبنانيون في الرهان على الدعم الخارجي الظرفي. وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال زيارته إلى أنقرة الثلاثاء إن بلاده “في أَمَسّ الحاجة إلى التعاون والمساعدة من قبل تركيا”.

واتهم مبعوث الفاتيكان المطران بول ريتشارد جالاجير، أثناء زيارته إلى بيروت الثلاثاء، الساسة اللبنانيين بالتربح من معاناة بلدهم.

وقال المطران بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون في القصر الرئاسي في بعبدا “يتعين وضع نهاية لتربّح القلة من معاناة الكثرة. لا للمزيد من أنصاف الحقائق التي تحبط طموحات الشعب”.

وحذر المطران جالاجير كذلك من التدخل الأجنبي في شؤون لبنان قائلا “توقفوا عن استغلال لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب خارجية”.

ويعاني لبنان مما وصفه البنك الدولي بأنه واحد من أسوأ الانهيارات المالية في التاريخ. واستهلك لبنان منذ 2019 أغلب احتياطياته من العملة الصعبة، مما أدى إلى نقص الدولار وخسارة العملة المحلية أكثر من 90 في المئة من قيمتها.

 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram