السعودية جاهزة للمساعدة فهل لبنان جاهزاً..؟

السعودية جاهزة للمساعدة فهل لبنان جاهزاً..؟

Whats up

Telegram

جرعة التفاؤل التي تلقتها الحكومة من نتائج زيارة الرئيس ماكرون إلى السعودية، وما أسفرت عنه من إتصال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس نجيب ميقاتي، لن تحقق أهدافها المرجوة إذا لم تُسارع الحكومة اللبنانية على القيام بموجباتها لإعادة العلاقات الأخوية إلى مجاريها الطبيعية بين البلدين الشقيقين.
 

 الإستسهال اللبناني ، وما رافقه من مبالغات معهودة في الرهان على إنتهاء الأزمة مع الرياض، لن يُغيّر من الأمر الواقع شيئاً، لأن خلفيات المشكلة مع السعودية ودول الخليج العربي لا تُعالج على الطريقة اللبنانية ببوس اللحى، دون التطرق إلى الغوص في جذور الأزمة ومسبباتها في العمق، وإيجاد الحلول المناسبة لها.

 تصريحات الوزير قرداحي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لأن تراكمات الحساسيات والخلافات الصامتة بين البلدين كانت أكثر من أن تُعد وتُحصى، ولكن الأخوة الخليجيين تحلّوا بكثير من الصبر وطول الإناة تقديراً لأوضاع لبنان المتردية من جهة، وإدراكاً لحساسيات التركيبة اللبنانية من جهة ثانية، والقابلة للإهتزاز وتعريض البلد ما لا يُحمد عقباه، في حال إشتدت الضغوط على الدولة اللبنانية. ولكن تجاهل أهل الحكم في بيروت لخطورة إستمرار المأزق الصامت مع الدول الخليجية، أدّى في النهاية إلى إنفجار العلاقات بشكل دراماتيكي غير مسبوق مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.

 إعادة السفراء إلى مواقعهم قد تحدث في فترة قريبة على نحو ما كان الوضع عليه في فترة التوتر الصامتة، وذلك مثل هذه الخطوة لا تعني طوي الصفحة السوداء في العلاقات بين البلدين، لأن المطلوب من لبنان معالجة جدية للمسائل التي كانت موضوع شكاوى دائمة من الجانب السعودي، وفي مقدمتها وقف تدخل حزب الله في حرب اليمن، ووقف الحملات التي يشنها الحزب على القيادة السعودية، ومكافحة تهريب المخدرات إلى المملكة، وعودة لبنان إلى الصف العربي، فضلاً عن إجراء الاصلاحات المالية والإدارية اللازمة لإستعادة ثقة الدول المانحة بالسلطة اللبنانية، وتمكينها من الحصول على المساعدات الموعودة.

 السعودية لم تتخلَّ عن لبنان وهي جاهزة للمساعدة، ولكن على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم بتحييد بلدهم عن صراعات المنطقة، حتى يبادر الأشقاء والأصدقاء إلى مد يد المساعدة والدعم.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram