يتصارعون فوق انقاض دولة... ويتكتلون للبقاء في الحكم!

يتصارعون فوق انقاض دولة... ويتكتلون للبقاء في الحكم!

Whats up

Telegram

تزداد ازمات البلاد تعقيدا وصعوبة يوما بعد يوما لا بل ساعة بعد ساعة، ومعها يكبر حجم الخلاف بين اهل الحكم، الذين يقع على عاتقهم معالجتها. بدل ان يعلن هؤلاء عن اجتماعات مفتوحة سيعقدونها، واصلين الليل بالنهار لايجاد الحلول لورطة لبنان المعيشية ولمأزقه الدبلوماسي الذي يهدد مئات آلاف اللبنانيين العاملين في الخليج، هم يتصارعون في ما بينهم، ويفتحون، ببرودة اعصاب قلّ نظيرها، معارك وحروبا جانبية، غاياتُها "شعبوية" "انتخابية" مصلحيّة بحت، عشية الانتخابات النيابية المفترضة في آذار.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، جديد هذه المواجهات اندلع امس بالمباشر بين الرئاستين الاولى والثانية. نعم رئاستا الجمهورية ومجلس النواب، تراشقتا بالاعيرة النارية الكلامية الثقيلة في الساعات الماضية، انطلاقا من الملعب "القضائي"، مزايدتين على بعضهما البعض بحرصهما على القضاء وعلى الامتثال للعدالة، وقد انتقدت عين التينة القضاء الخاضع للسلطة وكأنّ "سيّدها" قائد حزب معارِض دخل امس، بعد نضال طويل، الى الندوة البرلمانية!

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يلتقي مبدئيا مع رئيس الجمهورية على احياء عمل مجلس الوزراء، لكنه يختلف مع الرئيس نبيه بري على هذه النقطة. في الظاهر، يعلن ميقاتي ايضا انه يرفض الاطاحة بالمحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، الا انه في الباطن لا يمانع ازاحته لإنعاش حكومته، كما انه ينتقد "استنسابيته"، متفقا في ذلك مع بري.

على الصعيد الاقتصادي، ميقاتي يريد الانتهاء سريعا من الخطة العتيدة التي يجب ان يقدمّها لبنان الى صندوق النقد الدولي لاطلاق عجلة المفاوضات معه. اما الفريق الرئاسي، فلا تعجبه مقاربة رئيس الحكومة لهذه الخطة، خاصة في ما يتعلق بكيفية توزيعه الخسائر بين الدولة والمصارف والمودعين. اما حزب الله، فيرفض اي "املاءات" او شروط قد يفرضها الصندوق على لبنان خاصة ان كانت تمسّ حركته لناحية ضبط الحدود ووقف التهريب مثلا.

سياديا، وهنا الطامة الكبرى، الضاحية "الآمر الناهي"، ولا يهمّها ما يقول الرئيسان لا في بعبدا ولا في السراي - هذا ان كان لديهما اصلا ما يقولان. فقرارُ ادخال النفط الايراني الى لبنان لم يشاور الحزبُ احدا به، وقرار الحرب والسلم لا يستشير احدا به ايضا، تماما كما تصدير السلاح والمسلحين الى الميادين العربية للقتال. حتى انه ذهب اليوم نحو تعطيل العمل الحكومي وأخذ مجلس الوزراء رهينة الى حين يتحقق ما يريده هو لجهة قبع المحقق العدلي وربما سوق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى السجن في حوادث 14 تشرين. وبينما يواصل حربه على الخليج غير آبه بتداعياتها "هويتيا"، واستراتيجيا واقتصاديا على لبنان شعبا وتاريخا وحاضرا ومستقبلا، "لا حول ولا قوة" لشركائه المفترضين في السلطة، بل يتفرّجون عليه يُمعن في اغراق البلاد والعباد اكثر في مأساتهما، والتي سيسكب فوقها امينه العام حسن نصرالله المزيد من المواد الحارقة في اطلالته بعد ظهر اليوم.

امام حفلة الهستيريا هذه، هل مَن يجب ان يُقبع هو البيطار، ام هذه الطبقة الفاسدة والمفسدة التي تتصارع على كل شيء حتى ولو فوق انقاض شعب ووطن، لكنها تتكتل لحماية نفسها والبقاء في الحكم، في الوقت نفسه؟

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram